لوموند: بعد سيندور الهند تجد نفسها معزولة على الساحة الدولية
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
قالت صحيفة لوموند إن الهند بعد حربها الأخيرة مع باكستان ذهبت ضحية لسياستها المتعددة التوجهات، في حين اقتربت إسلام آباد المهمشة لسنوات، من الصين والولايات المتحدة، وعادت بقوة إلى الساحة الدولية.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم مراسلها بنيودلهي صوفي لاندرين- أن زيارة قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير للبيت الأبيض في 18 يونيو/حزيران، وإشادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب به، أحدثت صدمة في الهند.
ويقول بالفير أرورا، نائب رئيس جامعة جواهر لال نهرو السابق: "نشهد انقلابا مذهلا في هذا الاتجاه، حيث تتودد الولايات المتحدة والصين لباكستان، وتبقى الهند معزولة بشكل غير مسبوق".
ومع أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أرسل مبعوثين إلى 32 دولة، لعزل باكستان وإلصاق تهمة الإرهاب بها، والترويج لعمليته "سيندور"، فإن إسلام آباد منحت مؤخرا منصبين متتاليين في هيئتين تابعتين للأمم المتحدة، هما: منصب رئيس لجنة عقوبات طالبان، ومنصب نائب رئيس لجنة مكافحة الإرهاب.
وكانت عملية سيندور التي أطلقها ناريندرا مودي في السابع من مايو/أيار تهدف إلى تدمير ما يعتبره قواعد الجماعات الإرهابية في باكستان، المشتبه في تدبيرها هجوم 22 أبريل/نيسان في الشطر الهندي من كشمير الذي راح ضحيته 26 سائحا، ولكن الجيش الباكستاني رد فورا، لتخوض الجارتان معارك جوية لمدة 4 أيام، قبل أن تتدخل الولايات المتحدة لفرض وقف إطلاق النار، ومنع القوتين النوويتين من الانزلاق إلى حرب شاملة.
وأشارت الصحيفة إلى أن مودي ربما بالغ في تقدير قربه من ترامب، يقول كريستوف جافريلو، المتخصص في شؤون شبه القارة الهندية "لقد ظن مودي خطأ أن ترامب هو رجله"، ولكن واشنطن، حسب رأيه، تحتاج إلى استعادة موطئ قدم في باكستان لتجنب سقوطها في يد الصين التي هي مصدر نحو من 80% من ترسانتها، والتي استثمرت في بنيتها التحتية كثيرا.
وخلافا لكل التوقعات، كشفت عملية "سيندور" عن عيوب في الدبلوماسية الهندية، إذ فشلت نيودلهي رغم كل جهودها، في الحصول على إدانة لباكستان، كما لم تتمكن من عرقلة قرض جديد لها بقيمة 1.4 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، تقول الهند إنه سيحول لتمويل العمليات الإرهابية.
ويشير بالفير أرورا إلى أن عملية سيندور أظهرت فشل "إستراتيجية التعددية المحايدة" التي تتبناها الهند، وهي تتمثل في عدم الدخول في تحالفات حصرية، بل في مضاعفة الشراكات مع مجموعة من القوى الكبرى، حتى لو كان ذلك يعني الارتباط بكتل متعارضة، وهي تهدف إلى تعظيم المصالح الهندية، والحفاظ على استقلاليتها وحيادها الإستراتيجيين.
صمت نيودلهي عن الدمار الذي لحق بغزة، وعن التصعيد غير المبرر ضد إيران، يعكس قطيعة مقلقة مع تقاليدنا الأخلاقية والدبلوماسية.
بواسطة سونيا غاندي
وباسم هذه التعددية المحايدة، رفضت الهند بعناد إدانة روسيا بعد غزو أوكرانيا، وإسرائيل وهي تشن حربا على غزة، إلا أن المعارضة الهندية التي دعمت عملية "سيندور"، بدأت تطالب بالمساءلة، وقالت سونيا غاندي، وهي شخصية بارزة في حزب المؤتمر إن "صمت نيودلهي عن الدمار الذي لحق بغزة، وعن التصعيد غير المبرر ضد إيران، يعكس قطيعة مقلقة مع تقاليدنا الأخلاقية والدبلوماسية. إنه ليس مجرد خسارة في الأصوات، بل هو تخل عن القيم".
إعلانويقول بالفير أرورا إن "هذه الإستراتيجية القائلة "ليس من شأننا" تمنع الهند من ادعاء لعب دور على الساحة العالمية، بينما يرى كريستوف جافريلو أن عملية "سيندور" كشفت النقاب عن هشاشة السياسة الخارجية الهندية، موضحا أن "الهند أضعف مما كنا نعتقد وأكثر عزلة. لم تجد الدعم الذي كانت تأمله، بينما تحظى باكستان بدعم قوي من الصين".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تنفذ عملية اغتيال لقيادي في حماس داخل غزة
قال إعلام إسرائيلي، اليوم السبت، إن هناك تقديرات تؤكد مقتل القيادي في حماس رائد سعد خلال عملية الاغتيال بغزة.
وأشارت مصادر محلية فلسطينية إلى أن عملية اغتيال القيادي في حماس تمت غرب مدينة غزة.
وأضافت :"الشخص المستهدف هو الرجل الثاني في حركة حماس".
فادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، اليوم، بأن مجموعات خارجة عن القانون استهدفت نقاطاً تابعة للأمن الداخلي في ريف محافظة السويداء، في تصعيد أمني جديد تشهده المنطقة.
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وذكرت الوكالة أن هذه المجموعات استخدمت طائرات مسيّرة خلال تنفيذ هجماتها، دون أن تورد تفاصيل إضافية حول حجم الأضرار أو وقوع إصابات، مشيرة إلى أن الجهات المختصة تتابع التطورات الميدانية.
قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية إن الاعتراف بالحقوق الفلسطينية المشروعة يشكّل الطريق الوحيد لتحقيق السلام والأمن للجميع في المنطقة.
وطالب المتحدث الإدارة الأمريكية بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية إذا كانت جادة في السعي إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط، مؤكداً أن جميع أشكال الاستيطان الإسرائيلي غير شرعية وتشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ضرورة احترام اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشدداً على أهمية ضمان التوصل إلى حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة.
وفي سياق آخر، أعرب غوتيريش عن تقديره لالتزام الحكومة العراقية بالمضي قدماً في تنفيذ خطط التنمية، مؤكداً دعم الأمم المتحدة للجهود الرامية إلى تعزيز الاستقرار والتنمية المستدامة.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" من مخاطر تفشي الأمراض بين أطفال غزة.
ويأتي ذلك تزامناً مع المنخفض الجوي الذي تؤكد مؤسسات غزة أن القطاع غير مستعد لتداعياته.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم السبت، إن إسرائيل ما زالت تمنعنا من إيصال المساعدات مباشرة إلى قطاع غزة.
وأضافت: "لدينا مخزون من مستلزمات الإيواء يكفي 1.3 مليون شخص بقطاع غزة".
وأكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن أكثر من مليون ونصف المليون نازح يقيمون حاليًا في مراكز إيواء داخل القطاع، في ظل وضع إنساني وصفه بالكارثي في جميع المناطق.
وأشار إلى تعطل خطوط نقل المياه في عدد من مراكز الإيواء المؤقتة، ما يزيد من المخاطر الصحية والإنسانية التي تواجه النازحين، خصوصًا مع استمرار تداعيات المنخفض الجوي ونقص الخدمات الأساسية
وأعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع تسبّب بكارثة إنسانية واسعة، أدّت إلى تضرر نحو مليون نازح في مختلف المناطق.
وأوضح المكتب أن المنخفض أسفر عن انهيار 13 منزلاً، وغرق نحو 27 ألف خيمة، إضافة إلى تعطل عشرات النقاط الطبية المؤقتة، ما فاقم معاناة السكان في ظل أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة.