عربي21:
2025-12-14@17:35:06 GMT

زيتونة.. رواية تلهث وراء إشكاليات تأطير التاريخ

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

هل يمكن للمبدع أن يصل الواقع بالتاريخ قفزاً بعيداً عن أزمة ضيق الواقع بالإبداع، بل فروغ صبره منه من ناحية وعدم ازدهار الكتاب الورقي المعتاد؟ وكم يكلف الأمر من جهد وصولاً لحبكة ظاهرها واضح وباطنها أكثر إفصاحاً؟ وكيف يتوافق حينها الشكل من حيل المعادل الموضوعي وما يندرج أسفله مع المضمون؟

ضمن سلسلة "إبداعات قصصية" الصادرة شهرياً عن "الهيئة المصرية العامة للكتاب"، برئاسة القاص والناقد سيد الوكيل وإدارة تحرير للقاص والمترجم مصطفى نور الدين، صدرت مؤخراً الرواية السابعة للكاتب والروائي والناقد المصري محمد ثابت توفيق.

جاءت الرواية عبر 138 صفحة من القطع المتوسط و6 فصول ومقدمة.

احتفت الرواية -أولاً- بتقنية السرد المنفصل جزئياً وكلياً، أما الأخير فكونها واحدة من ثلاثية أنجزها الكاتب حتى الآن، تتماها روايتا "يكاد زيتها يضيء" و"ارتعاشة بأعلى المنحدر"، وأما الأول (السرد المنفصل الجزئي) فقوامه أن فصول كل رواية من أولاء تعتمد تقنية الشكل القابل للاكتفاء وعدم الاستمرار في القراءة، أيضاً المواصلة، وهي سردية يعتقد الكاتب أنها تعين قارئ اليوم على تجاوز إشكاليات جوهرية في حياته من الانشغال الدائم واللهاث خلف مشاغل الحياة، على أن الروايات الثلاثة تسعد بكونها أُبدعت خلال العام قبل الماضي، فتجاوزت أولاها الأزمة الجزئية الخاصة بالنصوص التي تقرأ بعد مضي زمانها بوقت طويل!

تسرد الرواية مفاصل رئيسة من حياة مصريين ضاق بهم المقام بـ"الكنانة" خلال فترة حكم "الملك فاروق"، إذ انضووا تحت جناح حركة "الغد المُزهر" التي كان مؤسسها اشتراكياً لكنه آثر في النهاية أخذ الطابع الإسلامي المتصوف لنفسه والحركة. أوقع اختياره الأخير أتباعه في خلافات جمّة في حياته في محاولة كل منهم لقراءة منهج الرائد المتداخل -كل على هواه- حتى أثناء حياته، انتهازاً لفرصة عدم تدوينه أدبياتها بشكل جيد، فصار كل عضو مؤسس يرى وجوب أن تكون على هواه لا كما رأى رائدها، وهو ما أدى لوفاة عدد منهم إثر رحلة البحث عن وطن بديل، ضيّق "البوليس السياسي" الخناق على كبار الأتباع، اضطروا للخروج لبلد عربي "مفترض" يُعاد تأسيسه لكن جاء الخروج بصورة سرية.

وبعيداً عن الوطن وفي غربة المناهج والآليات الأخلاقية ومتابعة السياق والمسير تفاقمت الأزمات والصدامات مع كبار المسئولين في الدولة الفتيّة الإدارة، وضيّق كل معتقد في نفسه الفهم والتعقل على صغار الشباب ومعتقدي المنهج بإخلاص بعيداً عن حصد المغانم، فكان أن أضطر "عم الراوي" أو "ائتلاف محمود الفهد" لكتابة التماس (مفترض أيضاً) للرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد يوليو 1952م طالباً العودة لمصر، خاصة بعد إصابته بـ"داء الصدر" كما كان يعرف حينها.

وفي مسقط رأسه عانى الفهد آلامه الخاصة وخبو رايات الكفاح والنضال والإصلاح المفترضة، مع ما يصله من رسائل وأخبار عن مستفيدي منظومة النضال والمقاتلين في سبيله.

توعز الرواية للقارئ أنها تحتوي إطاراً سردياً وحوارياً داخل آخر، وهي حيلة سار على نهجها أدباء عرب وأجانب كبار، فقصة "ائتلاف الفهد" وجدها حفيد مطمورة داخل أراضيه الزراعية خوفاً من بطش نظام عبد الناصر فآثر نشرها إلا من تدخلات طفيفة.

صدر للمؤلف من قبل 6 روايات هي على الترتيب: "مائتا كيلو متر جنوباً"/ الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة/ 1999م، "الطابية والحصان"/ الهيئة العامة للكتاب/ 2002م، "ربوة بأعلى المنحدر"/ هيئة الكتاب 2003م، "كنا هنا معاً"/ البشير للعلوم والثقافة/ 2016م، "لا ترحل بروحي"/ مبدعون للنشر والتوزيع/ 2019م، و"تركت قلبي بقربك"/ دار الصفاء للنشر والتوزيع في أبو ظبي 2020م، بالإضافة لثلاث مجموعات قصصية أبرزها "على ما قُسِمَ"/ برنامج نشر عام الهيئة المصرية للكتاب 2002م بإشراف الراحل الدكتور محمد عناني، و"ألوان في طيف الحياة"/ سلسلة روافد/ وزارة الأوقاف الكويتية/ 2013م، أيضاً ثلاث مجموعات إبداعية قصصية تاريخية في 25 كتاباً عن مكتبة العبيكان السعودية عامي 2001م و2002م.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه قصصية المصرية الروايات نشر مصر كتب قصص نشر روايات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

مصر: مبادرة حكومية علاج كبار الفنانين على نفقة الدولة

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الحكومة إلى التكفل بتقديم العلاج والرعاية الصحية لعدد من الفنانين على نفقة الدولة.

وفي بيان صادر مساء الخميس، أعربت نقابة المهن التمثيلية عن شكرها للرئيس، تقديرا لتوجيهاته الداعمة لكبار الفنانين أصحاب التاريخ الفني الطويل، مؤكدة أن هذه الخطوة تعكس حرص الدولة على توفير العلاج والدعم الكامل لهم عرفانا بما قدموه على مدار عقود من إسهامات أثْرت الوجدان المصري والعربي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تطورات جديدة في قضية وفاة المطربة التركية غلو.. والسلطات توقف ابنتها وصديقتهاlist 2 of 2هند صبري تحصد جائزة عمر الشريف وعليا بهات تنال "آفاق غولدن غلوب" في البحر الأحمرend of list

وأشارت النقابة إلى أن "هذه اللفتة الإنسانية تؤكد تقدير الرئيس لقيمة الفن ودور المبدعين في تشكيل الوعي الوطني والحفاظ على الهوية الثقافية المصرية، كما تعكس التزام الدولة بالوفاء لمن أسهموا في بناء الوجدان الجمعي وإمتاع الجمهور".

وكانت تقارير محلية قد ذكرت في وقت سابق أن الرئيس أصدر توجيهات برعاية كبار الفنانين الذين كرّسوا حياتهم لخدمة الفن، ومن بينهم أسماء بارزة مثل عبلة كامل، عمر خيرت، نجوى فؤاد، ضياء الميرغني، وعبد الله مشرف، وأحمد فؤاد سليم، وجميلة عزيز.

وفي سياق مرتبط، كان الرئيس السيسي قد وجّه الشهر الماضي بتقديم الدعم الطبي الكامل للفنان محمد صبحي بعد تعرضه لوعكة صحية. ووفقا لهيئة الاستعلامات، فقد كلّف الرئيس الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، بمتابعة حالته الصحية بشكل دوري، وتوفير كل أشكال الرعاية اللازمة، إلى جانب إعداد تقرير مفصل عن تطورات وضعه الصحي.

مقالات مشابهة

  • المنيا .. عامل ينهي حياته بتناول قرص حفظ الغلال فى العدوة
  • خلافات أسرية تدفع عاملاً بالمنيا لإنهاء حياته بـ "الحبة القاتلة"
  • صدور رواية بلاد الذهب لحسنات الحكيم عن هيئة قصور الثقافة
  • مليون جنيه مقابل حياته.. القصة الكاملة لتحرير طفل مختطف وسقوط عصابة الفدية في قبضة أمن سوهاج
  • يوسف عثمان يكشف كيف شكلت طفولته حياته الفنية.. فيديو
  • لأول مرة في التاريخ.. الفضة تتجاوز 65 دولاراً
  • دانيال كريج يكشف الجديد في حياته المهنية بعد تخليه عن جيمس بوند
  • مصر: مبادرة حكومية علاج كبار الفنانين على نفقة الدولة
  • معرضاً حياته والآخرين للخطر.. ضبط صانع محتوى لآداء حركات استعراضية بحدائق القبة
  • حماس: تقرير العفو الدولية مغلوط ويتبنى الرواية الإسرائيلية