تمرين اللسان والحلق.. عبوة ذكية قد تكافح وتمنع الشخير!
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
الولايات المتحدة – يمكن لعبوة شرب بفوهة وشفاطة ذكية أن تساعد في التخلص من الشخير الشديد عن طريق تقوية عضلات الفم.
وتتطلب عملية الشرب من العبوة، استخدام اللسان للضغط على الفوهة مواجه سقف الفم، ما يؤدي إلى فتح صمام في الشفاطة يطلق الماء من العبوة.
ويساعد هذا الإجراء على تقوية العضلات الموجودة في الجزء الخلفي من الفم والتي تتحكم في اللسان، وهذا بدوره يعني أن اللسان يصبح أقل عرضة للاسترخاء أثناء النوم لدرجة أنه يسد مجرى الهواء جزئيا، ما يسبب الشخير.
وتبدو العبوة الجديدة، التي تسمى REMplenish Myo Nozzle، وكأنها عادية جدا قابلة لإعادة الاستخدام، ولكنها تمنح اللسان “تمرينا” صغيرا في كل مرة يأخذ فيها شخص ما رشفة ماء.
وبعد دراسة أولية واعدة، تجري الآن تجربة سريرية في Mayo Clinic في روتشستر بالولايات المتحدة، بمشاركة 40 شخصا، لمعرفة ما إذا كان الشرب بانتظام من العبوة هذه سيوقف الشخير.
ويقوم الباحثون بتقييم شدة الشخير قبل وبعد التجربة باستخدام مؤشر جودة الحياة لانقطاع التنفس أثناء النوم.
ومن المتوقع ظهور النتائج الأولية للتجربة في أوائل العام المقبل.
وقال خبير النوم المستقل الدكتور نيل ستانلي: “نحن نعلم أن تمرين اللسان والحلق يمكن أن يقلل من الشخير. ولكن سيتعين علينا انتظار نتائج دراسة Mayo Clinic قبل أن نعرف ما إذا كانت هذه العبوة ذات فائدة حقيقية”.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
د. نزار قبيلات يكتب: اللّسان والأخلاق
يقول البلاغيون، إن اللسان هوية وليس مجرد أداة تعبير خاصة، فحده حدّ السيف، به تتفوق وتتميز عن الآخرين، وإن حاد عن خصاله المعروفة وضعَ صاحبَه في خانة الكراهية، وأبعده عن قبول الناس، فمن وظائفه التي أوردها الحصري في كتابه «زَهر الآداب وثمر الألباب» أن اللسان أداة للبيان والكشف، وهو شاهدٌ على صاحبه لأنه يخبر عن الضمير، وهو الحَكم في فصل الجدل بينك وبين الآخرين، وبه تقنع الآخرين، وتعظهم وتنهاهم عن القبيح والفظيع، وهو الجواب حين السؤال، والشفيع لكي تدرك مرادك، ومن دونه لا يمكن أن تصف شيئاً، ولا تشكر من أحسن أليك، وهو العزاء ساعة الحزن، وهو الحمد لدرء الضغينة، وبه تلهي السامعين وتسحرهم بسرد الأخبار والأحداث، فاللسان أسرع من لحظة العين إن لم يؤخذ بالعناية والاحتراز، وهو القادر على أن يريح القلب من المشاعر والأفكار التي تأسره، فهو قبل اليد والورق والأقلام عند الكتابة، فالحرص كل الحرص قبل أن تطلق لسانك، فهو من سيرفع شأنك ويبدي أمرك.
فاللسان لكي يكون ذرباً، يلزم أن يستند إلى معرفة واطلاع وثقافة عمادها القراءة والمطالعة قبل كل شيء، فلكي تدرّعه وتحصّنه، يلزم أن يمتلك صاحبُه شغفَ التوسع في شتى المعارف، فاللسان محاط بثنائية التمهل والإسراع في الكلام، وبينهما تربصٌ وعقل وازن، والشاهد هنا أن الحصول على ثقة الناس ومحبتهم تكمن فيما تقوله لهم ومتى وكيف، فليس كل كلام جميل وعذب يجذب الآخرين، ما لم يُغلّف بالحجة والمقام المناسبين، فالناس يسمعون للإنسان المتهذّب والمتخلّق في أي وقت، بعيداً عن وفرة لغته وخصب خياله ومتى يقول، فليس من طبع صاحب اللسان المتخلّق الإسراف في القول، فالناس تألف ما يفهم من القول، وتركن للقائل الذي ينوب عنهم بالحديث المفحم والشافي.
فقد سئل بشار بن برد عن سبب تفوقه، فقال: «بحسن معاني الشعر، وتهذيب ألفاظه، ذلك لأنني لم أقبل كل ما تورده عليّ قريحتي، ويناجيني به طبعي، ويبعثه فكري، فقد نظرت إلى مغارس الفطن، ومعادن الحقائق، ولطائف التشبيهات، فسرت إليها بفهم جيد، وغريزة قوية، فأحكمت سبرها، وانتقيت حُرها، وكشفت عن حقائقها، واحترزت من متكلفها»، ويضيف بأن الإعجاب لم يأخذه بما أتى به، لأنه ظل حريصاً على أن يجوّد ما يكتبه للناس، همّه إعجابهم هم واستحسانهم لما ينشره، فهذا دليل على أن الكلام لا يمكن أن يرفع صاحبه، ما لم يكن موجها للآخرين، يبرز تخلي صاحبه عن ذاته المنتفخة، ويريحهم بفضائل الأخلاق والخصال الكريمة، ولا يتم ذلك إلا بالخلق الوعر وليس سواه مهما امتلك صاحبه من فصاحة وبلاغة.
*أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية