عبوة ناسفة فلسطينية الصنع، دخلت الخدمة لدى كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام 2005، وطورت نسخا منها، وتتميز بقدرتها التفجيرية العالية واختراقها الدروع، حتى وصفت بـ"محطمة أسطورة دبابة ميركافا" الإسرائيلية و"صائدة الميركافا".

وتُفجر العبوة من المسافة صفر وتُحدث أكبر ضرر ممكن بالآلية المستهدفة.

وقد استخدمتها كتائب القسام بفعالية أثناء التصدي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

النشأة والتصنيع

بدأت أولى محاولات تصنيع عبوة شواظ (وتعني اللهب) في وحدة التصنيع العسكري التابعة لكتائب القسام مع بداية انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الفلسطينية الثانية) التي اندلعت في 28 سبتمبر/أيلول 2000، ودخلت العبوة الخدمة رسميا عام 2005.

واقتبست الكتائب اسم العبوة من الآية القرآنية من سورة الرحمن (يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌۭ مِّن نَّارٍۢ وَنُحَاسٌۭ فَلَا تَنتَصِرَانِ 35). وتُصنع الصفائح المعدنية بالعبوة عادة من النحاس.

مقاتلون من كتائب القسام أثناء تجهيز عبوة ناسفة من طراز شواظ (الجزيرة) التطوير

تُعد "شواظ" جزءا من ترسانة الأسلحة محلية الصنع التي طورتها المقاومة الفلسطينية عبر مراحل مختلفة من نضالها، وأنتجت الكتائب منها 7 نماذج تميزت بتفاوت قدراتها التفجيرية.

وقد بدأت النسخ الأولى بوزن يقارب 40 كيلوغراما من المواد شديدة الانفجار، أما النسخة الأحدث "شواظ 7" فهي الأكثر تطورا، إذ تجمع بين الوزن الأخف والقوة التدميرية الأعلى.

وتحمل "شواظ 7" شحنة تفجيرية تزن 3.5 كيلوغرامات من المواد شديدة الانفجار، ويعتمد تصميمها على جهاز تفجير مكوّن من علبة تحتوي على المادة المتفجرة، مغطاة ببطانة مخروطية الشكل. وتُزرع العبوة من المسافة صفر خلف جسم الدبابة، ويُفجّرها المقاتل عن بُعد باستخدام آلية تفجير كهربائية.

وتتمتع هذه العبوة بقدرة اختراق عالية، إذ تستطيع اختراق دروع حديدية بسماكة 38 سنتيمترا و9 شظايا متفجرة، تخترق كل واحدة منها نحو 5 سنتيمترات، مما يجعلها قادرة على اختراق المركبات والدبابات شديدة التحصين، فضلا عن امتلاكها قدرة على اختراق 200 مليمتر من الفولاذ بالمركبات العسكرية.

مميزات شواظ

تتسم هذه العبوة بأنها مضادة للدبابات والعربات العسكرية والأفراد، وتُستخدم إما عبر زرعها في الأرض مع ترك مسافة 60 سنتيمترا للسماح بتشكل الموجة الانفجارية لثقب الجسم الحديدي، أو عبر وضعها على جانب الطريق ببعد لا يزيد على متر من الآلية المراد تفجيرها.

إعلان

وتتميّز عبوة "شواظ" كذلك بعدد من الخصائص التي تجعلها من أبرز الأسلحة التي تستخدمها المقاومة الفلسطينية في التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي، ومن أهمها:

خفة الوزن وسهولة النقل. قدرة تدميرية عالية. قدرة عالية على اختراق ناقلات الجند خاصة من نوع النمر، والدبابات خاصة من نوع ميركافا. سهولة التصنيع. قلة التكاليف (بضع عشرات من الدولارات). قصر وقت التصنيع. يمكن وضعها في أي مكان لا سيما فوق المباني وعلى أرصفة الطرق. تصيب أهدافها بدقة. عمليات نوعية

أظهرت "شواظ" فاعلية عالية في المواجهات العسكرية التي خاضتها كتائب القسام ضد جيش الاحتلال، إذ نجحت في اختراق دبابة "ميركافا" المصنفة ضمن أقوى دبابات القتال في العالم، كما تمكنت من اختراق مركبات "النمر" الإسرائيلية التي تُعد من أقوى وأغلى ناقلات الجند عالميا.

وفي 6 يوليو/تموز 2006، أعلنت كتائب القسام عن استخدام "شواظ" للمرة الأولى في تدمير دبابة إسرائيلية من طراز "ميركافا" وذلك في منطقة الإسراء (غرب بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة).

وفي 18 يوليو/تموز 2014، أسفرت عملية تفجير "شواظ" في دبابة إسرائيلية عن إصابة 3 جنود.

كما نفذت وحدة النخبة في كتائب القسام يوم 24 من الشهر ذاته، هجوما استهدف مجموعة من الآليات الإسرائيلية (شرق بلدة القرارة) حيث فجرت عبوتين من طراز "شواظ" مما أدى إلى مقتل 5 جنود إسرائيليين.

وفي اليوم ذاته، أسفر تفجير عبوتي "شواظ" في آليتين عسكريتين بمنطقة كيسوفيم (وسط القطاع) عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 3 آخرين بجراح خطيرة.

واستخدمت كتائب القسام "شواظ" على نطاق واسع أثناء تصديها للعدوان الإسرائيلي على غزة الذي انطلق في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسُجّل أول استخدام ميداني لها في 31 من الشهر ذاته، حين فجرت القسام آلية إسرائيلية بعد تثبيت "شواظ" على برجها شرق حي الزيتون.

وفي ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته، كشف الناطق باسم كتائب القسام (أبو عبيدة) أن الكتائب استخدمت هذه العبوة في محاور متعددة لمواجهة توغلات القوات والآليات العسكرية الإسرائيلية في أنحاء متفرقة من القطاع الفلسطيني.

وفي 19 نوفمبر/تشرين الأول 2024، أعلنت كتائب القسام تدمير دبابة ميركافا بعبوة شواظ بمنطقة الفاخورة (غرب مخيم جباليا) شمالي القطاع. كما سبقها استهداف دبابة أخرى (شرق جباليا) في 24 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه باستخدام العبوة ذاتها.

وفي 25 يوليو/تموز 2025، أكدت القسام استهداف دبابة ميركافا مجددًا، وهذه المرة في منطقة جنوب مدينة خان يونس.

أما العملية الأبرز فكانت يوم 24 يونيو/حزيران 2025، عندما تسلل أحد مقاتلي القسام إلى قلب منطقة عسكرية إسرائيلية شديدة التحصين، وتمكن من الصعود فوق ناقلة جند مدرعة وألقى عبوة "شواظ" داخل قمرة القيادة، وفي الوقت ذاته ألصق مقاتل آخر عبوة مماثلة بآلية ثانية، قبل انسحابهما من الموقع، وأسفرت العملية عن مقتل 7 جنود إسرائيليين حرقا بينهم ضابط، وإصابة 17 آخرين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات کتائب القسام تشرین الأول

إقرأ أيضاً:

اختراق طبي في علاج مرضى السكري من النوع الأول

حقق علماء اختراقا طبيا، غير مسبوق، بعد نجاحهم في علاج مرضى سكري من النوع الأول، عقب تلقيهم علاجا تجريبيا على الخلايا الجذعية.

وأشار العلماء إلى أن عشرة من أصل اثني عشر مريضا تلقوا العلاج المعروف باسم "زيميسليسيل" لم يعودوا بحاجة إلى حقن الأنسولين بعد مرور عام على تلقيهم الجرعة، بينما سجل المريضان الآخران انخفاضا كبيرا في حاجتهم اليومية للأنسولين.

ويرتكز العلاج على تعديل الخلايا الجذعية لتتحول إلى خلايا جزر بنكرياسية قادرة على إنتاج الإنسولين، وتمت زراعتها في كبد المرضى حيث بدأت بأداء وظيفتها الحيوية. وأظهرت النتائج تحسنا كبيرا في استجابة أجسام المرضى لمستويات السكر بعد الوجبات، وارتفعت نسبة الوقت الذي يقضيه المرضى في مستوى جلوكوز صحي من 50 إلى أكثر من 93 بالمئة خلال عام.

ويعاني جميع المشاركين في الدراسة من نوع فرعي من السكري من النوع الأول يعرف بعدم الوعي بنقص السكر، وهي حالة تمنع المريض من الشعور بأعراض انخفاض السكر في الدم وتؤدي إلى نوبات صرع أو فقدان للوعي أو حتى الوفاة.



العلاج الجديد الذي طورته شركة "فيرتكس" الأمريكية، يخضع للتجارب منذ أكثر من عقدين، وينتج الخلايا الجذعية المخبرية بدلا من الحصول عليها من متبرعين متوفين، ما يوفر مصدرا دائما ومستقلا للعلاج دون الاعتماد على التبرعات البشرية.

وقال الدكتور تريفور رايخمان، المشارك في الدراسة وجراح الزرع في شبكة الصحة الجامعية في تورنتو، إن الدراسة تظهر للمرة الأولى إمكانية توفير علاج آمن وفعال لمرضى السكري من النوع الأول عبر إجراء واحد فقط، مع الحد الأدنى من المخاطر. وأضاف أن الهدف في المستقبل هو توفير هذا العلاج لأعداد أكبر من المرضى مع تقليل أو إلغاء الحاجة إلى مثبطات المناعة.

واشترطت الدراسة أن يكون المرضى يعانون من نوبات فقدان وعي أو إقامات متكررة في المستشفيات بسبب نقص السكر للانضمام إلى التجربة. وبعد بدء العلاج، وضع المرضى على أدوية مثبطة للمناعة لحماية الخلايا المزروعة من هجوم الجهاز المناعي.

يشار إلى أن أول مريض تلقى العلاج كان برايان شيتون عام 2021، وقد شفي من المرض لكنه توفي لاحقا نتيجة مضاعفات صحية مرتبطة بالخرف، بحسب ما أكدت الشركة المنتجة للعلاج.

مقالات مشابهة

  • سرايا القدس: دمرنا بالاشتراك مع “القسام” دبابة ميركافاه صهيونية شرق خان يونس
  • عاجل| سرايا القدس: دمرنا مع كتائب القسام بعبوة ثاقب دبابة ميركافا صهيونية في منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس
  • عملية مشتركة للمقاومة تدمر دبابة إسرائيلية في عبسان الكبيرة
  • اختراق طبي في علاج مرضى السكري من النوع الأول
  • عاجل. القناة 12 الإسرائيلية: إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو التي كانت مقررة خلال الأسبوع المقبل
  • عاجل | كتائب القسام: قصفنا حشود العدو في منطقة معن جنوب مدينة خان يونس جنوب القطاع بقذائف هاون
  • صورة: إسرائيل تعلن اغتيال قيادي في كتائب القسام بغزة
  • كتائب القسام: استهدفنا 4 حفّارات صهيونية بقذائف الياسين 105 واشتعال النيران فيها
  • كتائب القسام تعرض مشاهد لعملية استهداف العدو الصهيوني في خان يونس