الجزيرة:
2024-06-16@14:45:54 GMT

حظر العباءة.. ذكريات مسلمات فرنسا المؤلمة تتفاقم

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

حظر العباءة.. ذكريات مسلمات فرنسا المؤلمة تتفاقم

عام 2006، قررت ماريا دي كارتينا (13 عاما)، ارتداء الحجاب، لكنها كانت تواجه عند وصولها إلى مدرستها في مدينة ليون الفرنسية، معارضة من الموظفين وكانوا يجبرونها على خلعه.

واليوم، أعاد قرار وزير التربية الفرنسي غابرييل أتال -بحظر ارتداء العباءة داخل المدارس- ذكريات مؤلمة إلى أذهان عديد من المسلمات في فرنسا، بينهن دي كارتينا.

وتحدثت الشابة الفرنسية -وهي أيضا ناشطة حقوقية- عن ذكرياتها مع موظفي مدرستها الذين كانوا يجبرونها على خلع حجابها، قائلة إن "الأمر كان مهينا ومحبطا، كنت أشعر أنني أزيل جزءا مني، وكان الأمر صعبا للغاية".

وكان الموظفون آنذاك، يقفون لدي كارتينا عند مدخل المدرسة، للتأكد من عدم دخولها ورأسها مغطى.

وفرضت فرنسا عام 2004، حظرا على ارتداء جميع أنواع الرموز الدينية في المدارس والمباني الحكومية، مثل الحجاب الإسلامي، والصلبان المسيحية، والقبعة اليهودية.

وبعد نحو 20 عاما، عادت الحكومة الفرنسية وأعلنت قيودا جديدة على الطالبات المسلمات.

وبحلول سبتمبر/أيلول الجاري، بات ممنوعا على الطالبات ارتداء العباءة أيضا في المدارس.

تبريرات فرنسية للقرار

وتزعم السلطات الفرنسية أن القرار اتُخذ بما يتماشى مع قوانين العلمانية الصارمة في البلاد. وأيّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخطوة، قائلا إن الرموز الدينية من أي نوع ليس لها مكان في المدارس الفرنسية.

لكن وفقا لدي كارتينا -التي تعمل اليوم مستشارة قانونية وسياسية في منظمة مناهضة للإسلاموفوبيا- فإن مثل هذه القوانين وفرض حظر على الملابس والممارسات المتعلقة بها، تنعكس على مشاعر الأشخاص وعواطفهم.

وأضافت في حديثها للأناضول "اليوم، يُطلب من الفتيات خلع ملابسهن عند مداخل مدارسهن، أمام الجميع".

وعن حظر الحجاب قبل أكثر من عقدين من الزمن، قالت دي كارتينا "كنت غاضبة للغاية لأنني لم أفهم هذا الظلم تجاهي، مدة 6 سنوات لم يُسمح لي بارتداء الحجاب، بداية في المدرسة الثانوية، ثم في الكلية".

ولكن تبعات ذلك القرار على دي كارتينا لم تتوقف عند ذلك الحد، فقد انعكس الأمر على مختلف جوانب حياتها وفق قولها، إذ مُنعت من الانضمام إلى الرحلات المدرسية، كما مُنعت من المشاركة في أنشطة السباحة، بسبب حظر ملابس السباحة "الإسلامية" (البوركيني).

وحذرت دي كارتينا من تأثيرات غياب التحرك الدولي من قبل المسلمين ضد مثل هذه القرارات، قائلة إن هذا الغياب سيجعل فرنسا تواصل تنفيذ مزيد من هذه السياسات التمييزية.

استهداف

وفي السياق، رأت كوثر نجيب، الخبيرة في شؤون الإسلاموفوبيا، أن هذه السياسات ما هي إلا استهداف للمسلمات وتعكس مبالغة في الأمر.

وقالت إنهم يستهدفون النساء المسلمات فقط لأنهن يرتدين ملابس طويلة أو سراويل بيضاء، أو كيمونو (ملابس فضفاضة مستمدة من الثقافة اليابانية) أو ملابس لونها أسود أو بني فاتح (بيج)، وهذا أمر مبالغ فيه.

وأضافت "الأمر لا يتعلق فقط بالعباءات أو حتى بالأثواب الطويلة، بل يتعلق فقط بمن يرتدي هذا النوع من الفساتين".

وأشارت نجيب إلى أن قرار الحظر الأخير يُظهر أن فرنسا لن تتوقف عن اتباع سياساتها المعادية للإسلام، موضحة "هم مصممون للغاية، إلى درجة أنهم يستطيعون تطوير قوانين تصدم العالم ويستمرون في القيام بذلك".

حالة فخر بين مسلمي فرنسا

ورغم الوضع الحالي، أعربت نجيب عن تفاؤلها بشأن مستقبل المجتمع المسلم في فرنسا، وأكدت أن الشباب المسلم على وجه الخصوص فخور بهويته الإسلامية.

وأضافت أنه عام 2004، كان هناك عدد قليل من النساء يرتدين الحجاب في فرنسا، واليوم هناك إقبال متزايد على ارتداء الحجاب.

ولفتت أيضا إلى أن استمرار الممارسات التي تنم عن كراهية المسلمين، يزيد من تمسك المسلمين أنفسهم بهويتهم، وافتخارهم بها أكثر من ذي قبل.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

باحث: الأزمة الداخلية الإسرائيلية تتفاقم.. ولا يمكن الخوض في حرب غير محسوبة

قال أمير مخول، الكاتب والباحث السياسي، إن الجبهة اللبنانية لا تعد مشتهى بالنسبة للمفهوم الاستراتيجي الإسرائيلي في هذه المرحلة، وهناك تقديرات بأنه لا يمكن التكهن في حيثيات مثل هذه الحرب إذا فتحت كحرب شاملة ولا بنتائجها استراتيجيا، وقد تعيد الأمور إلى أكثر تعقيدا.

رئيس جامعة المنصورة: نقدم تعليما جيدا ومتميزا يتسق مع خطة الدولة المصرية الاتحاد الأوروبي: نسعى للضغط على إسرائيل وحماس لقبول المقترح الأمريكي

وأضاف "مخول"، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هناك قناعة بأن مربط الفرس أو إحساس الحل مكنون في غزة بالتوصل لصفقة، والجبهة الشمالية قد تدفع الأمور إلى صفقة في غزة لأن لا يمكن لإسرائيل في هذه المرحلة الخوض في حرب غير محسوبة، كما أن الولايات المتحدة لها معارضة كبرى لأنها قد تتحول لحرب إقليمية وستؤثر على أولويات الولايات المتحدة الانتخابية الداخلية والاستراتيجية عالميا، وخاصة على أوكرانيا ومنطقة الخليج العربي وعلاقتها مع الصين أو الولايات المتحدة.

ولفت أن الأزمة الداخلية الإسرائيلية تتفاقم، لكن الحكومة حتى الآن متماسكة، وبدأت هناك علامات تصدع داخل الحكومة اليمينية، وباتت الحكومة أضعف من ذي قبل.

مقالات مشابهة

  • الشرطة الفرنسية: تظاهر 250 ألف شخص ضد اليمين المتطرف
  • صيام يوم عرفة.. نصائح مهمة للوقاية من أضرار الموجة شديدة الحرارة
  • ريما حسن صوت فلسطيني في البرلمان الأوروبي (بورتريه)
  • برلمانية أوروبية من أصل فلسطيني تقاضي رئيس مجلس يهود فرنسا
  • مبابي يوجه رسالة للجماهير الفرنسية قبيل انطلاق "يورو 2024"
  • الجزائر الممول رقم واحد للمنتخب الفرنسي عبر التاريخ
  • تشمل الصحراء.. فرنسا تطلق صندوقاً بمئة مليون يورو لدعم شركاتها بالمغرب
  • فرنسا تطلق صندوقا بمئة مليون يورو لدعم شركاتها في المغرب الكبير
  • باحث: الأزمة الداخلية الإسرائيلية تتفاقم.. ولا يمكن الخوض في حرب غير محسوبة
  • مارين لوبن تعد بـحكومة وحدة وطنية إذا فاز حزبها في الانتخابات