الزلزال كشف صعوبة العيش في القرى المعزولة
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
مضت حوالى ثماني ساعات على الزلزال الذي ضرب المغرب قبل أن تصل المساعدة إلى أردوز، واحدة من القرى الجبلية الكثيرة النائية، ما كشف عن المخاطر التي تواجهها هذه المناطق بفعل عزلتها.
بعد أسبوع تقريبا على أعنف زلزال ضرب المغرب منذ أجيال، ما زال من المتعذر الوصول برا إلى بعض قرى أعالي جبال الأطلس، من غير أن تحدد السلطات بدقة عدد هذه القرى.
وثمة طريق ضيق مكسو بالحجارة يقود إلى أردوز، تحيط به أشجار تفاح ويمر بمحاذاته نهر جفت مياهه، غير أنه ينتهي عند المنحدرات الجبلية الوعرة.
وعلى مسافة أقل من عشرة كيلومترات إلى الجنوب، خلف تلك الجبال الشاهقة، يقع مركز الزلزال الذي تسبب بمقتل أكثر من 2900 شخص وتشريد مئات الآلاف.
ولا يزال عبد الحكيم حسيني البالغ 28 عاما تحت وقع صدمة تلك الليلة التي أودت بحياة عشرين من سكان أردوز الذين كان يبلغ عددهم نحو المئتين قبل الكارثة.
فهو فقد والدته وجد يه حين انهار منزلهم في 8 سبتمبر واضطر إلى انتظار وصول المساعدات لإسعاف المصابين، وهذا ما استغرق وقتا طويل، ولو أنه كان أسرع منه في مواقع معزولة أخرى.
وقال “أقرب مستشفى على مسافة ساعة ولا يقدم علاجات كثيرة”.
وأوضح حسيني الذي يعمل طاهيا في الدار البيضاء وكان يزور عائلته عند وقوع الزلزال “لم يكن بإمكاننا نقل المصابين ولا حتى توفير العناية لهم. أبقيناهم دافئين وانتظرنا وصول المسعفين، ما استغرق حوالى ثماني ساعات”.
وينتقل الكثير من سكان القرى الصغيرة في جبال الأطلس التي تشكل تربية المواشي النشاط الرئيسي فيها، إلى المدن بحثا عن فرص أفضل.
وتعاني هذه المناطق من الفقر مع وصول الحد الأقصى لإجمالي الناتج المحلي في إقليم الحوز حيث تقع أردوز إلى ألفي دولار في السنة، بالمقارنة مع حوالى 2800 دولار في مدينة مراكش المجاورة.
غير أن الفقر ليس العامل الوحيد الذي يحدد نوعية الحياة في القرى، وقال أحد سكان أردوز محمد العي وط (62 عاما) “كان الناس هنا سعداء جدا، كانوا يعيشون حياة بسيطة وهادئة”.
وتابع الفلاح الذي هرع من الدار البيضاء إلى قريته بعد ساعات قليلة على الزلزال “بعد الكارثة، باتت الأمور في غاية الصعوبة”.
وتحكم ظروف العيش في قرى مثل أردوز على الكثير من أبنائها وقف دراستهم في سن مبكرة وبدء العمل، وهو ما سيتفاقم بعد الزلزال.
ولا تزال المدرسة الابتدائية في القرية صامدة لكنها تظهر شقوقا عريضة وثغرات في جدرانها.
ولا يزال اللوح في إحدى قاعاتها يحمل درس آخر حصة دراسية وتاريخها: الثامن من سبتمبر.
وقالت فاطمة أجيجو (55 عاما) “لا ندري إلى الآن ما سنفعل بالنسبة للأطفال، لم يعد لدينا مدرسة”.
وتابعت المرأة التي تقيم في مراكش منذ ما قبل الزلزال “كانت الحياة هنا بالأساس في غاية الصعوبة، (القرية) معزولة جدا ومع الزلزال بات الوضع أسوأ”.
نشأ عبد الحكيم حسيني في أردوز وأوقف دراسته في سن الخامسة عشرة لعدم وجود مدرسة ثانوية، وهو يعمل منذ ذلك الحين.
وهو يقر بصعوبة العيش في أردوز حتى قبل الزلزال الذي هدم كل منازل القرية تقريبا أو جعلها غير صالحة للسكن.
ويحتمي الناجون حاليا في خيم وفرتها لهم الحكومة غير أنها لن تعود صالحة للسكن مع بدء موسم الأمطار والبرد في القرية الواقعة على ارتفاع 1700 متر.
غير أن حسيني يتمسك بذكريات طفولته حين كان يجوب الدروب الجبلية وسط مشاهد الجبال الممتدة على مد النظر.
ويقول وعلى وجهه ابتسامة طفيفة “لسنا معزولين هنا، بل المدن هي المكان الذي لا يمكن التنفس فيه”.
عن (أ.ف.ب)
كلمات دلالية المغرب زلزال كوارث مساعداتالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب زلزال كوارث مساعدات غیر أن
إقرأ أيضاً:
ترامب يتحدث عن صعوبة في التفاوض مع بوتين وأوروبا تتعهد بتشديد الضغط على موسكو
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن التفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "صعب للغاية"، وإن بوتين يريد الحصول على كل أوكرانيا، وفقا لما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مطلعة.
وقالت الصحيفة إنه عندما تحدث ترامب إلى مجموعة من كبار المانحين في فلوريدا الأسبوع الماضي، وصف إنهاء حرب روسيا وأوكرانيا بأنه إحباط متزايد يبقيه مستيقظا، وفقا لبعض الحاضرين.
وتضيف الصحيفة أنه عندما خاض ترامب حملته الانتخابية للعودة إلى السلطة، تعهد بإنهاء حرب روسيا وأوكرانيا دبلوماسيا، وجادل بأن الحرب لم تكن لتحدث لو كان في البيت الأبيض آنذاك. وقال إنه سينهي الحرب في أوكرانيا "منذ اليوم الأول"، لكن منذ ذلك الحين، صرّح ترامب بأنه كان يمزح بشأن إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا في وقت قياسي، وأن مؤيديه يدركون أنه كان يبالغ، وفقا للصحيفة.
وأضافت أن ترامب اشتكى في الأسابيع الأخيرة سرا لمستشاريه من أن بوتين لا يريد إنهاء الحرب، وأن كلا الجانبين يرفضان التنازل.
كما سأل ترامب مستشاريه عما إذا كانوا يعتقدون أن بوتين قد تغير منذ آخر مرة تولى فيها ترامب منصبه، وأعرب عن دهشته من بعض التحركات العسكرية لبوتين، بما في ذلك قصف مناطق فيها أطفال، وفقا لأشخاص مطلعين على هذه التصريحات.
إعلانوفي الآونة الأخيرة، أقرّ كبار مسؤولي إدارة ترامب بأن روسيا لا تزال أكبر الرافضين لوقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوما، وهو ما أيدته كييف بالفعل، وسعت بدلا من ذلك إلى الحصول على مزيد من التنازلات من أوكرانيا.
وقال نائب الرئيس جيه دي فانس، خلال فعالية عقدها منتدى ميونخ للأمن في واشنطن الأربعاء الماضي، "لا أعتقد أن الروس غير مهتمين" بإنهاء الصراع "نعتقد أنهم يطلبون الكثير".
وضغط مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف مرارا وتكرارا على الجانبين لقبول بعض الشروط التي لا تروقهما. وحاليا يتحدث ويتكوف عن أنه يريد فقط جمع الطرفين على طاولة المفاوضات، وهو ما لم ينجح فيه بعد، حسب وول ستريت جورنال.
وأشار مسؤولون أميركيون آخرون -وفقا للصحيفة- إلى أن ترامب قد يعتبر مهمته منجزة إذا نجح في إقناع الروس والأوكرانيين بالانخراط في مفاوضات مباشرة جادة. وقال المسؤولون إن ما سيحدث بعد ذلك يعود إليهم، مما يسمح للولايات المتحدة بالتركيز على أولويات أخرى.
ضغوط أوروبيةفي الإطار ذاته، يتوجه زعماء فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبولندا اليوم السبت إلى كييف في زيارة مشتركة غير مسبوقة لإجراء محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعد تعهدهم في بيان بتشديد الضغط على روسيا إلى أن توافق على وقف إطلاق النار.
وقبيل الزيارة، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر -في بيان مشترك- روسيا إلى الموافقة على "وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط لمدة 30 يوما" لإفساح المجال أمام محادثات سلام.
ويأتي استعراض الوحدة الأوروبية هذا بعد يوم من استخدام الرئيس بوتين لهجة تحد خلال عرض عسكري في موسكو بمناسبة احتفالات الذكرى الـ80 للانتصار على ألمانيا النازية.
إعلانوأضاف الزعماء الأوروبيون في بيانهم "نحن مستعدون لدعم محادثات سلام في أقرب وقت ممكن، ومناقشة آلية تنفيذ وقف إطلاق النار، والتحضير لاتفاق سلام كامل"، مؤكدين أن "إراقة الدماء يجب أن تتوقف".
وحذروا "سنواصل تعزيز دعمنا لأوكرانيا. وإلى أن توافق روسيا على وقف إطلاق نار دائم، سنشدد الضغوط على آلة الحرب الروسية".
وبعد الاجتماع مع زيلينسكي في الصباح، من المقرر أن يستضيف الزعماء اجتماعا افتراضيا لإطلاع القادة الأوروبيين الآخرين بشأن التحرك لإنشاء قوة أوروبية يمكنها توفير الأمن لأوكرانيا بعد الحرب.
وجاء في البيان أن مثل هذه القوة "ستساعد في تجديد القوات المسلحة الأوكرانية بعد أي اتفاق سلام وتعزيز الثقة بأي سلام مستقبلي".