لا تطوّرات ميدانية في مُخيّم عين الحلوة أمس الجمعة، فالهدوء كان مُسيطراً على المشهد بعد إشتباكاتٍ عنيفة دامت لأسبوعٍ شهدَ على إنكشافِ أوراقٍ كثيرة فضحت من كان يعملُ على إشعال فتيلِ التوتر داخل المُخيمات.    رغم وقف إطلاق النار الذي جاء عقب إتصالاتٍ أجراها رئيس مجلس النواب نبيه بري، الخميس، بين حركتيْ "فتح" و "حماس"، لم تستبعد مصادر قياديّة رفيعة المُستوى في "فتح" حصولَ أي "خضّة" جديدة داخل عين الحلوة، مُحذرة من إمكانية ذهاب الأمور نحو المجهول خلال وقتٍ قريب، وأضافت: "حتى الآن، لا وضوح بشأن مسار تطويق ملف المخيم، فالأمورُ ما زالت قيد التوتر طالما أنّ بند تسليم المطلوبين بجريمة إغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي لم يأخذ طريقه الواضحة نحو الحل".

     "حماس" تلتقي المُسلحين!    اللافتُ خلال يوم أمس هو الجولات التي قام بها وفدُ حركة "حماس" على مختلف المرجعيات الصيداوية، وخلال الزيارات تم التأكيدُ على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في المُخيم وبذلِ كافة الجهود لتسليم قتلة العرموشي. بشكلٍ أو بآخر، تُعدُّ هذه الجولة السياسية عاديّة جداً، لكنّ المفاجأة كانت تكمنُ في لقاء وفدٍ من "حماس" مساء الخميس أميري "جند الشام" و "الشباب المسلم" الأخوين هيثم ومحمد الشعبي داخل حي الطوارئ في عين الحلوة.   بحسب معلومات "لبنان24"، فإنَّ الوفد ضمَّ مسؤولين بارزين في "حماس" والفلسطيني فادي الصالح الذي يُعدّ مقرباً من الحركة ويترأسُ "مجموعة المقدسي"، وجرى خلال الإجتماع نقاشٌ بشأن تثبيت إطلاق النار والعمل على تسليم المطلوبين. وللإشارة، فإنَّ "مجموعة المقدسي" التي يترأسها الصالح، خاضت معارك مسلحة في حي طيطبا داخل عين الحلوة قبل أكثر من 6 سنوات. كذلك، فإنَّ الصالح كان مُدير خدمات "الأونروا" في عين الحلوة، وإثر تلك المعارك تمت إقالته من منصبه نظراً لحساسية الملف.    هنا، تقولُ مصادر "لبنان24" إنَّ الأجواء لم تكُن إيجابية، فالأخوين الشعبي عارضا تماماً الخيار الخاص بالمطلوبين، وقد كانت الرسالةُ واضحة من قبلهما: "لا تسليم لأي واحد منهم". عند هذا الأمر، تقولُ مصادر فلسطينية إنَّ الحركة باتت مُحاصرة أكثر بعدما أغرقت نفسها في وحول الإشتباكات بطريقةٍ غير مباشرة، وقالت: "ما يتبين هو أنَّ حماس هي التي تجتمع مع المسلحين.. كيف يحصلُ ذلك ولماذا هي بالذات تقوم بزيارتهم؟ كيف نسّقت معهم ووصلت إليهم؟".     ما فعلهُ وفدُ "حماس" تركَ إرتياباً كبيراً لدى أوساطٍ مُراقبة التي وجدت أنّ بروز دور الحركة بهذا الشكل الآن خلال الجولة الثانية من الإشتباكات، يشيرُ إلى هدفٍ مُبيّتٍ ويتعلق بتحقيق ضربة لحركة "فتح" من بوابة عين الحلوة وذلك من خلال جرّها إلى إستفزازات جديدة أقلها عبر الإعلام. الأمرُ الأكثرُ بروزاً هو "التناقض" الذي حملته تصريحات القياديّ في "حماس" موسى أبو مرزوق، فيوم الخميس، قال الأخير بعد لقائه بري: "تعهدها ببذل قصارى جهدنا من أجل الأمن والعدل وتسليم المطلوبين"، أما يوم الجمعة فكان لهُ تصريحٌ تلفزيوني آخر إذ قال: "حماس ليست جزءاً من الإشتباكات لإعطاء ضمانات ومن الممكن أن يطلق الأمن الوطني أو الآخرون الرصاص وخرق الإتفاق".   وهنا، سألت المصادر: "كيف تعهد المرزوق بتحقيق الأمن وفي الوقت نفسه يتنصل من إعطاء ضمانات؟ مرّة يتبنى الحل ومرّة أخرى يتنصلُ منه؟ لماذا اللعب على أكثر من وتر؟ على حماس أن توضحَ هذا التناقض وأن تكشف حقيقة عملها على صعيد ملف عين الحلوة لأن الإرتياب بات كبيراً".     كذلك، لم يتوقف كلامُ المرزوق عند هذا الحد، إذ اتهمَ أيضاً قوات الأمن الوطني الفلسطيني داخل مخيم عين الحلوة بتقديم العتاد العسكريّ للمجموعات المُسلحة، مشيراً إلى أنَّ قوات الأمن الوطني باعت المسلحين مخزنين للسلاح قبل نحو عامٍ ونصف العام. بدوره، يردُّ قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا اللواء أبو إياد الشعلان على كلام المزروق، ويقولُ في إتصالٍ مع "لبنان24": "مجنون يحكي وعاقل يسمع.. في حدا ببيع سلاح لحدا كرمال يقاتلو فيه؟".     وأضاف: "هذا الكلام غير صحيح ومردودٌ على المرزوق الذي يُفبرك الأكاذيب تلو الأكاذيب.. حماس هي التي مولت المسلحين وقدمت لهم الدعم داخل المخيم وما زالت تدعمهم حتى الآن".    مخاوفٌ من قتل المطلوبين    ووسط الضبابية التي تحكمُ ملف تسليم المطلوبين بجريمة إغتيال العرموشي، تُبدي مصادر فلسطينية مخاوفها من إقدام الجماعات المُسلحة على إعلان مقتلِ المطلوبين والقول إنهم قضوا خلال الإشتباكات الأخيرة. بحسب المصادر، فإنَّ هذا الأمر وارد، ومن الممكن أن يكون المطلوب عزو ضبايا والذي نُقل إلى خارج عين الحلوة إثر إصابته بجروح خلال الإقتتال الأسبوع الماضي، بمثابة "كبش المحرقة" الذي رماهُ المسلحون خارج المخيم ليكون "الصيد الثمين الوحيد" للدولة اللبنانية.    وفي ظلّ ذلك، تكشف معلومات "لبنان24" إنَّ هناك صراعاً كبيراً داخل أوساط "جند الشام" و "الشباب المسلم" بشأنِ إمكانية المبادرة لتصفية كافة المطلوبين ،كذلك، تقول المصادر إنَّ ضبايا بات الآن في عُهدة الدولة اللبنانية، ومن الممكن أن يقدم خلال التحقيقات معه كافة التفاصيل بشأن من نفذ اغتيال العرموشي، مشيرة إلى أنّ الجماعات المسلحة قد تكون اكتفت بتسليم ضبايا "على آخر نفس"، وتقول: "مسألة إلقاء ضبايا عند إحدى تخوم المخيم خلال الإشتباكات كان سقطة كبيرة للمسلحين بعدما ظنوا أنه قُتِل.. لو كان ضبايا مصاباً بشكلٍ طفيف لكان بقيَ داخل المخيم، إلا أنه ولحسن حظ الدولة اللبنانية، بقيَ المطلوب حياً وهو يُعد كنز معلومات يمكن الإستفادة منه".  

بدوره، يقولُ مصادر قياديّ بارزٌ في "حماس" لـ"لبنان24" إنّ مسألة تسليم المطلوبين يجب أن تُمنح بعض الوقت وألا تُحصر بمدة ومهلة، مشيراً إلى أنَّ المعالجات يجب أن تكون قائمة على المشاورات وتحت غطاء وإطار الدولة اللبنانية، وأضاف: "متمسكون بخياراتنا ونؤكدُ أنّ أمن المخيمات يجب أن يكونَ خاضعاً لقوة أمنية مشتركة والتي من المفترض أن تتشكل عاجلاً أم آجلاً داخل المخيمات".           المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الأمن الوطنی عین الحلوة داخل الم

إقرأ أيضاً:

بعد سلسلة من محاولات الاغتيال الفاشلة.. من هو محمد السنوار الذي عُثر على جثته داخل نفق خان يونس؟

أفادت قناة العربية نقلًا عن مصادرها الخاصة، أنه تم العثور على جثة محمد السنوار، قائد لواء خان يونس في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مع 10 من مساعديه داخل نفق في خان يونس، جنوب قطاع غزة.

وُجدت جثثهم بعد غارات جوية مكثفة شنّتها إسرائيل على المنطقة، مما أسفر عن استشهاد السنوار ومجموعة من مساعديه.

استشهاد محمد السنوار.. بين الإعلام العربي والإسرائيلي عاجل- استشهاد زكريا السنوار في غارة إسرائيلية مقتل محمد السنوار في الغارات الإسرائيلية

أكدت المصادر أن محمد السنوار، الذي كان يشغل منصب قائد لواء خان يونس في كتائب القسام، قد استُشهد في غارات إسرائيلية سابقة على محيط المستشفى الأوروبي شرق خان يونس.

كما استُشهد محمد شبانة، قائد لواء رفح، الذي كان من بين القادة العسكريين الذين استهدفتهم الطائرات الحربية الإسرائيلية في نفس الغارات، والتي أسفرت عن مقتل العديد من القادة البارزين في حماس.

وفي ذات السياق، أظهرت الصور الجوية للغارات الإسرائيلية التي استهدفت خان يونس الأسبوع الماضي، أضرارًا كبيرة في المباني المحيطة بالمستشفى، وتأكيدًا لمصادر إسرائيلية عن مقتل محمد السنوار في تلك الغارات.

من هو محمد السنوار؟

محمد السنوار، الذي وُلد في 16 سبتمبر 1975 في مخيم خان يونس، جنوب قطاع غزة، يُعتبر من القادة العسكريين البارزين في حركة حماس، هو الابن الأصغر في عائلة السنوار، وشقيق يحيى السنوار، زعيم حماس في قطاع غزة.

بدأ مسيرته في حماس في وقت مبكر بعد تأثره بفكر عبدالعزيز الرنتيسي، أحد مؤسسي الحركة.

في عام 1991، تعرض للاعتقال من قبل السلطات الإسرائيلية على خلفية نشاطاته في حماس، وكان عمره حينها لا يتجاوز السادسة عشرة. 

أمضى ثلاث سنوات في سجون السلطة الفلسطينية قبل أن يهرب في عام 2000 في ظروف غامضة.

اللقب الشهير "رجل الظل"

محمد السنوار كان يُلقب بـ "رجل الظل" و"الميت الحي" بسبب نجاته المتكررة من محاولات الاغتيال التي تعرض لها، واختفائه المستمر عن الأنظار. 

كان من القلة القليلة الذين عرفوا أماكن اختباء شقيقه يحيى السنوار خلال فترة الحرب، وساعده في التنقل والتخفي عن أعين الجيش الإسرائيلي لأكثر من عام.

أعلنته حماس لأول مرة كقائد رسمي للواء خان يونس، وذلك ضمن مجموعة من سبعة قادة ميدانيين كانوا في مرمى نيران إسرائيل، منذ ذلك الحين، نجا من ثلاث محاولات اغتيال، بما في ذلك قصف صاروخي استهدف منزله وزرع عبوة ناسفة في جداره.

محطات رئيسية في مسيرته

محمد السنوار كان أحد المشاركين الرئيسيين في الهجوم الواسع على "غلاف غزة" في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي. 

كما يُنسب إليه دور رئيسي في عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2006، عندما كان قائدًا ل لواء خان يونس.

تتهمه إسرائيل بالضلوع في تخطيط وتنفيذ العديد من العمليات ضدها، وقد كان أحد الأهداف الكبرى لإسرائيل، التي تسعى للحد من تأثيره العسكري في قطاع غزة، ومع استشهاده، يُتوقع أن يكون له تأثير كبير على تطورات حركة حماس في المستقبل.

مقالات مشابهة

  • ‏نتنياهو: حماس لن تستطيع الوصول للمساعدات التي تدخل قطاع غزة
  • شاهد: الجيش الإسرائيلي يحاصر المستشفى الإندونيسي شمال غزة
  • مقتل محمد السنوار يربك مركزية القرار داخل حماس الإرهابية.. فيديو
  • جيش الاحتلال يعلن توسيع القتال وبدء عملية برية داخل قطاع غزة
  • الجيش الإسرائيلي: بدأنا عملية برية في عدة مناطق داخل قطاع غزة
  • ‏رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير: لا يوجد تقدم يُذكر في محادثات غزة التي تتضمن إنهاء الحرب
  • بعد سلسلة من محاولات الاغتيال الفاشلة.. من هو محمد السنوار الذي عُثر على جثته داخل نفق خان يونس؟
  • عاجل- العثور على جثة محمد السنوار و10 من مساعديه داخل نفق في خان يونس
  • الشرطة: القبض على اثنين من أخطر المطلوبين في مخيم عسكر بنابلس
  • تنشيط السياحة والعقبة الخاصة تلتقي وفدًا إعلاميًا ألمانيًا