رسائل مؤثرة من النائب العام الجديد إلى نظيره المنتهية ولايته.. نص الكلمة
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
ألقى المستشار محمد شوقي -النائب العام الجديد كلمة بمناسبة انتهاء المرحلة الثانية من استراتيجية النيابة العامة للتحول الرقمي في حضور لفيف من كبار رجال الدولة والتي قام بتنفيذها المستشار حماده الصاوي النائب العام المنتهية ولايته بتقديم التحية لكل الحضور، ثم وجه الشكر للمستشار حماده الصاوي النائب العام مشيدًا بالدور الذي اضطلع به خلال فترة ولايته، وما أحدثه من نقلة إيجابية وتطوير ملحوظ في المباني والمنشآت والبنية التحتية، وما نفذه من برنامج شامل للتحول الرقمي من إنشاء إدارة التحول الرقمي، وتهيئة البنية الأساسية والمنشآت واللوجستيات التقنية اللازمة، وتغيير ثقافة الأعضاء وموظفي النيابة العامة واستعمال الوسائل الرقمية بدلًا من الورقية.
وأكد عزمه على السير المتواصل والدءوب في تنفيذ الخطة المستقبلية لمنظومة التحول الرقمي، وتطوير عملية التقاضي الإلكتروني وزيادة جودة الخدمات الرقمية المقدمة، وتحقيق التواصل الرقمي مع مؤسسات الدولة المختلفة، وإتاحة المعلومات على الموقع الإلكتروني، مع العمل بالتوازي على تنمية المهارات للأعضاء والعاملين بالنيابة العامة في كافة المجالات، فضلًا عن تقديم الحلول المستدامة للمشاكل الهيكلية التي تواجه العمل على نحو يضمن الاستجابة الفعالة لكافة التحديات والأزمات.
كما ثمّن الدور المحوري والفعال الذي يضطلع به السيد المستشار وزير العدل في إحداث الربط الدائم والنموذجي بين الجهات والهيئات القضائية بعضها ببعض وبينها وبين سائر مؤسسات الدولة، على نحو أفضى لإذكاء روح التعاون المثمر والبناء وساهم في تطوير العمل القضائي في كافة جنباته وتيسير سبل اقتضاء الحقوق، مما كان له أبلغ الأثر في مسايرة تحديث هيئات الدولة والمساهمة الفعالة في المشروع النهضوي للدولة المصرية.
وأكد عزمه على السير على ذات النهج، وذلك بالتعاون الفعال والدائم مع وزارة العدل وجميع الجهات والهيئات القضائية وكافة مؤسسات الدولة على نحو ينمي سبل التواصل والتنمية المستدامة والترابط المعرفي ترسيخًا لنهج الدولة المصرية الحديثة الذي يقوم على التكامل بين مؤسساتها في كافة النواحي.
وأشار إلى أنه إذا كانت النيابة العامة تتمتع باستقلاليتها في اتخاذ القرارات وكافة مقتضيات العدالة باعتبار أن ذلك من مترسخات العمل القضائي، إلا أن ذلك لا يعني انزواءها عن أهم وأجل مهامها، وهي التيسير على المواطنين باعتبار أن ذلك من أهم المستهدفات التي تتغياها النيابة العامة.
وأوضح اتجاهه إلى تطوير وضع المتعاملين مع النيابة العامة بإيجاد السبل لتعزيز كفالة حقوقهم، وضمان معاملتهم بما يلزم من الاحترام لكرامتهم المتأصلة وقيمتهم كمواطنين يعيشون على أرض هذا الوطن، واعتبار حقوقهم أمرًا مقضيًّا، وشدد على العناية بوجه خاص بشئون الأسرة والمرأة والطفل، وتعزيز الدور الذي تقوم به النيابة العامة في حماية أموال القصر في ضوء أحكام الدستور والتشريعات السارية والمواثيق والمعاهدات والعهود الدولية ذات الصلة وكفالة التيسير لهم في اقتضاء حقوقهم ومعاملتهم الكريمة باعتبار أن الأسرة هي أساس المجتمع وتحرص الدولة على تماسكها واستقرارها وترسيخ قيمها.
واختتم الكلمة بالإشارة إلى أنه إذا كانت النيابة العامة جزءًا أصيلًا من السلطة القضائية الشامخة لهذا البلد، فإنها تعمل من هذا المنطلق على ترسيخ مبادئ العدل والإنصاف، وتنتهج التطوير الدائم لمنظومة العدالة على نحو يكفل العدالة الناجزة، ويعنى بحقوق الإنسان ويفي بمتطلبات الإستراتيجية الوطنية وحقوق الإنسان وإعلاء سيادة الدستور والقانون.
استقبل اليوم السبت الموافق السادس عشر من شهر سبتمبر عام ألفين وثلاثة وعشرين ميلاديًا المستشار حماده الصاوي النائب العام بمقر مكتبه بالقاهرة الجديدة كل من المستشار/ عمر مروان -وزير العدل-، والمستشار حسني عبد اللطيف رئيس محكمة النقض رئيس مجلس القضاء الأعلى، والسادة المستشارين أعضاء المجلس، والمستشار/ محمد شوقي -النائب العام الذي تبدأ ولايته في التاسع عشر من الشهر الجاري-، واالدكتور علي المصيلحي -وزير التموين والتجارة الداخلية-، والمستشار علاء الدين فؤاد -وزير شئون المجالس النيابية-،؛ والمستشار الدكتور تامر فرجاني – نائب رئيس هيئة الرقابة الإدارية-؛ وذلك بمناسبة افتتاح أبنية إدارة الأرشيف الإلكتروني، وإدارة المضبوطات المتحفظ عليها، وإدارة نظم المعلومات والتحول الرقمي، ومركز بيانات النيابة العامة الجديد -بإدارة النيابات بمكتب النائب العام-، والتي يأتي افتتاحها إعلانًا من النائب العام المستشار/ حماده الصاوي لإنهاء النيابة العامة المرحلة الثانية من استراتيجيتها للتحول الرقمي تزامنًا مع انتهاء فترة ولايته في الثامن عشر من سبتمبر الجاري.
واصطحب المستشار حماده الصاوي النائب العام الحضور في جولة تفقدية لافتتاح الأبنية الثلاثة ومركز بيانات النيابة العامة الجديد، تضمنت عروضًا وافية من مديري تلك الإدارات المنشأة ومركز البيانات الجديد؛ لاختصاصات وآليات وطبيعة أعمالها على الواقع، وانعقد حفل في عقب الجولة شاهد الحضور فيه مادة وثائقيّة عن هذه المشاريع، أعقبه كلمات ألقاها المستشار/ محمد شوقي -النائب العام المقبلة ولايته-، والمستشار/ حماده الصاوي -النائب العام الحالي-، والمستشار/ عمر مروان -وزير العدل
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: النیابة العامة النائب العام ا على نحو
إقرأ أيضاً:
رسائل متباينة من الاعتداء الصهيوني الأخير على الدولة الإيرانية
ثمّة رسائل مهمة نحتاج لقراءتها بتأنّ وَرَوِيّة في الاعتداء الأخير الذي قام به الاحتلال الصهيوني على الدولة الإيرانية، مرسلةٌ لكل أطراف المعادلة عربيا وإسلاميا، ولا يجب أبدا أن تمر مرور الكرام، ولسوف نستعرضها تباعا كالتالي:
1- الاعتداء الفاجر بمثابة ناقوس خطر لحالة الهوان التي أضحت عليها دولنا العربية والإسلامية؛ التي أصبحت كَلَأ مباحا للراغبين في تركيع قوى الممانعة المُعبئة لمواجهة المخططات المعلنة بكل صفاقة، بعدما كانت في الغرف المغلقة بعيدا عن كاميرات المصورين، وهو ناقوس خطر نحتاج قَرْعه بقوة لانفراط لُحْمة العرب والمسلمين وانكشاف سوءتهم، حتى عَدَى الذئب على فرائسه من النعاج والشياه المستكينة كلما شعر بالجوع، أو كلما أراد تحريك أسنانه وقواطعه -اتقاء للملل!- غارسا إياها في جسد الحملان الوديعة من القطيع الهائم على وجهه!
2- دعوة عاجلة لتحرك بعض الدول العربية والإسلامية -البعض لا الكل!- اتقاء لمحاولات الإفشال التي يتقنها البعض ممن سار طابورا خامسا لمصلحة الصهيونية العالمية، ولتتبوأ تركيا الدعوة مدعومة جنبا إلى جنب بالمملكة العربية السعودية ومصر وباكستان وماليزيا، ومعها الجزائر وقطر، ولتكن أهم مُخْرَجات القمة هو الرفض العملي للبلطجة الإسرائيلية ورفض الدعم الصارخ المقدم لها من البيت الأبيض، وذلك من خلال خطوات قوية وملموسة على الأرض، والحذر من البيانات الشاجبة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، والتي نالت من هيبتنا حتى في مواجهة شعوبنا، وجرّأت العدو على بلادنا وأعراضنا ومُقَدَراتنا.
3-الحاجة للتكاتف لعدم انكسار الدولة الإيرانية في مواجهة العربدة الصهيونية التي بلغت أشدها، حتى لا يتوحش الكيان كتوحش الذئب الجائع في مواجهة قطيع الحِملان التي لا راعي لها! ولا بد من التفاهم مع بعض القوى الدولية الرافضة للاعتداء كالصين وروسيا، فالأمر جلل ويحتاج للتنسيق السياسي والعسكري مع القوى المذكورة كأهم قوتين تضررت مصالحهما من تلك المقامرة التي يقوم بها الاحتلال مدعوما من اليمين المتطرف في الولايات المتحدة الأمريكية.
4-العالم الظالم يُذكِّرنا دوما بظلمه بل ويلحّ علينا حتى لا ننسى أنه لا يكيل بمكيال واحد، فأين الهيئات والمنظمات الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن مما يحدث؟ ولنا أن نتخيل ردة الفعل المنتظرة لو حدث الاعتداء من دولة غير اسرائيل! ثم وهو الأهم من أعطى الكيان الصهيوني حق العقاب لدولة عضوا في الأمم المتحدة مثل إيران، لمجرد إقامتها برنامجا نوويا أعلنت مرارا أنه من أجل الأغراض السلمية؟ وهبّ أنها تخطط لصناعة القنبلة النووية فمن أعطى إسرائيل الحق في إنزال العقاب بها، وهي تملك وحدها أكثر من مائة رأس نووية؟! ما هذا الصلف والكِبر الزاعق؟! وما هذا الضعف المشين لبلادنا المُعتدى عليها دون سكان كوكب الأرض؟! وكيف وصلت النطاعة بالمجتمع الدولي إلى هذا الحد المستفز؟!
5- تضامننا مع إيران ينبغي أن يصبح في جوهره وجوديا في مواجهة البلطجي الذي نصَّبَه الغرب الراغب في الإستيلاء على ثرواتنا وخيرات بلادنا، ولا يصح أن نَنْجرَ لعادة البعض ممن جهلوا أبسط قواعد الأولويات التي قعّدَتها السنة المباركة وذكرها أئمة المسلمين أمثال شيخ الإسلام"بن تيمية" قدس الله روحه. ربما للبعض الحق خاصة ممن طالهم الأذى من التدخلات الإيرانية ومن قُبح خطابها الطائفي الموتور ضد السنة في سوريا والعراق ولبنان واليمن، لكنني لا بد وأن أُذَكِّر للأهمية بالمعادلة الصعبة بين عدم انكسار إيران وبين انتصار الصهيونية على أهم أركان الممانعة في المنطقة، وأنه سوف يفتح الطريق أمام الكيان من أجل تركيع المنطقة بأسرها وضرب كل من تسول له نفسه رفع رأسه في مواجهتها!
6- الرسالة المهمة التي لا بد من ذكرها مُوجَّهَة إلى إيران نفسها وإلى جميع الدول الإسلامية التي تمتلك من السلاح والعتاد والذخائر والمدمرات الحربية والطائرات المقاتلة تقول: أين كنتم وغزة تُباد على مدار 600 يوم؟! ولماذا لم تُحركوا صواريخكم ومُسيّراتكم لرفع الظلم عن غزة؟! تبا لحساباتكم ولدولتكم القُطْرية ولقومياتكم العفنة التي لم تغنِ شيئا عن المسلمين ولم تغن شيئا عن مسرى النبي صلى الله عليه وسلم ومعراجه، وبنو صهيون يتجهزون لهدم المسجد الأقصى، فماذا أنتم فاعلون؟!..
إيران لم تحرك قطعة واحدة من مخزوناتها الجبارة من الأسلحة لأجل المُعذّبين في غزة.. وما حدث رسالة تحذير شديدة اللهجة للدولة التركية تحديدا، فالمعركة ليست مع حزب العمال الكردستاني وحده! والمعركة ليست معركة الليرة والاقتصاد وحدهما.. والتحذير لكل ذي شأن وأولهم حضرة صاحب الفضيلة شيخ الجامع الأزهر..
احذروا فالله حين يغضب لن تهنأوا برغد العيش بعدها.