بوابة الوفد:
2025-10-14@05:55:33 GMT

سَمِّيعة السّت

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

سعدتُ كثيرا بمشاهدة فيلم «سمّيعة الست» للمخرج بيمن سمير الذى طاف بالكاميرا مستمعا لعشاق أم كلثوم على اختلاف أجيالهم وهم يتحدثون عن ذكرياتهم معها لحنا وأداءً وكلمات، تحدثوا عن طقوس سماعها وكيف كان سكان القرى والمدن يتحلقون حول الراديو بينما كانت أم كلثوم تقف على المسرح أمام جمهورها ليصل صوتها إلى جميع أنحاء الوطن العربى، يجلسون بإنصات بجوار سماعات الراديو، بأدوات بسيطة يحكى لنا الفيلم قصص هؤلاء السميعة الذين لم يروا المسرح وإنما تابعوها عبر الراديو.

أتذكرُ أن أحد أصدقائى السوريين من حمص حكى لى أن أباه سافر لدمشق كى يشترى راديو مشترطا على البائع أن يُسمعه هذا الراديو حفلات أم كلثوم وإلا سيُرجعه إليه؛ ومازلتُ عند رأيى أن أم كلثوم والشيخ يس أسهما فى نشر اللغة العربية بين الناس بدرجة كبيرة لامست قلوبهم وأرواحهم، وأنهما نقلا الشعر للناس بصوتيْهما فتذوقه الناس حبا فيهما؛ يحكى فى الفيلم عصام هلالى (ابن شيخ شعراء الصعيد المرحوم محمد أمين الشيخ) عن مدى عشقهم منذ الصغر لأغانى أم كلثوم عن طريق التجهيزات لحفلة أم كلثوم على الرغم من أنها تذاع على الراديو، لكن كانوا يعيشون حالة من الفرح والبهجة عند سماعها ويهتمون بكل تفاصيل الأغنية من كلمات وألحان حتى بعد مرور أعوام وظهور التلفزيون ما زال عشقها مستمرا، وهذا ما يؤكده بخيت يوسف وهو من أهل الريف، كان لجده راديو  يجتمع حوله أهل القرية للاستماع لحفلاتها وكيف أثرت أغانيها عاطفيا على مواقف حياته؛ شكلت أم كلثوم وجدان مصطفى عجلان وتأثرت مشاعره وأفكاره بكلمات الأغانى، ويكشف لنا ناصر كمال عن عشقه أم كلثوم وكيف كانت الاستراحة بين الأغنيتين فى حفلاتها ندوة ثقافية حول الأغنية الأولى وفى انتظار الوصلة الثانية. كم ظننتُ أن جيل الشباب الحالى لا يسمع أم كلثوم لكن استطاع بيمن سمير أن يُسمعنا فتاة فى مقتبل العمر تغنى أغانى أم كلثوم وكأنها حضرت حفلاتها. الفيلم من إعداد أسماء شرقاوى وتصوير مهرائيل الشايب ومساعد المخرج معتز القاضى وإخراج بيمن سمير الذى أتوقع له أن يكون خليفة يوسف شاهين.

قال أحمد رامى راثيا أم كلثوم:

ما جال فى خاطرى أنى سأرثيها

بعد الذى صغتُ من أشجى أغانيها

فقد كنتُ أسمعها تشدو فتطربني

واليوم أسمعنى أبكى وأبكيها

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طقوس أم کلثوم

إقرأ أيضاً:

أدونيس وجائزة نوبل فى الأدب

حاضناً سنبلة الوقت ورأسى برج نار:

ما الدم الضارب فى الرمل، وما هذا الأفول؟

أدونيس

التقيت أدونيس مرتين؛ الأولى فى مونتريال حين كنت طالب دراسات عليا، والثانية فى الإمارات حيث كنت أدرس فى جامعة مرموقة. وفى المرتين بدا لى رجلاً مهيباً، واسع الثقافة، جريئاً فى آرائه، لا يخشى الاصطدام بالتيار، ولا يهادن فى الفكر أو الدين أو السياسة. لكنه، حين يقرأ شعره، يتحول إلى لغز شعرى مغلق؛ كأن كلماته تتصاعد من برج لغوى شاهق لا تصل أصداؤه إلا إلى القلة المتمرسة فى التأويل. أدونيس المفكر قريب من الناس بوضوح منطقه ونصاعة لغته، أما أدونيس الشاعر فيبدو متعالياً، غارقاً فى الرموز والأساطير والاشتقاقات الفكرية التى تربك المتلقى وتقصيه.

كل خريف يتكرر المشهد نفسه: العرب ينتظرون جائزة نوبل للأدب، ويعلو اسم أدونيس ثم يخفت، كأن القدر يأبى أن يمنحه التتويج الذى يليق به. وأكثر من ثلاثة عقود واسمه فى القوائم، كأنه مكتوب بحبر سرى فى أرشيف الأكاديمية السويدية: يقرأ ولا يعلن. والسؤال يتجدد: لماذا لا يفوز أدونيس؟

قد يقول البعض إن أدونيس تجاوز الجائزة، أو أن نوبل ليست مقياس العبقرية. لكن وراء تجاهله أسباب تتجاوز الذوق الأدبى وحده. فقصيدته، رغم عمقها الجمالى واتساع أفقها الفلسفى، تفتقر إلى الجسر الإنسانى الذى يربط الفن بالوجدان العام. هل كان من الممكن أن نسمع أشعار أدونيس تدوى فى مظاهرات الربيع العربى كما كانت أشعار الشابى ونجم والأبنودى؟

يكتب أدونيس من علٍ، من فضاء ذهنى مغلق يتطلب أدوات نقدية لفك شيفراته. إنه شاعر النخبة بامتياز، يستدعى الأساطير والرموز والمرجعيات الغربية والصوفية فى بناء لغوى معقد يبهر العقل لكنه يرهق القلب.

المفارقة أن أدونيس فى أحاديثه ومحاضراته أكثر وضوحاً وبساطة. فى اللقاءات العامة يبدو متحدثاً فذاً، صادق الحضور، قادراً على تقريب المعنى من الناس، فيما شعره يبنى بينه وبينهم جداراً من البلور السميك: يرى ولا يمس.

فى المقابل، فاز هذا العام الروائى المجرى لازلو كرازناهوركاى “عن أعماله الرؤيوية التى تؤكد فى خضم الرعب المروع قوة الفن”. يكتب كرازناهوركاى عن الإنسان الضعيف أمام عبث الوجود، عن البحث عن المعنى فى الظلام. أدبه قاتم لكنه دافئ، معقد لكنه مشبع بالعاطفة. إنه الكاتب الذى يعانق القارئ فى خوفه، بينما أدونيس كثيراً ما يبدو كمن يوبخ القارئ على ضعفه.

ربما هنا تكمن المعضلة: أدونيس أراد أن يخلص الشعر من عاطفته ليجعله فلسفة، فخسر التواصل مع جمهوره. حمل مشروع الحداثة إلى أقصى حدوده، لكنه لم ينزلها إلى الناس. ظل حداثياً أكثر مما ينبغى، وفيلسوفاً أكثر مما يحتمل الشعر. وهكذا سيبقى اسمه يتردد كل خريف، بين الأمل والخذلان، كشاعر عظيم لم يمنحه العالم جائزة، لأنه كتب للعقل ونسى أن القلب هو من يصوت أخيراً.

 

مقالات مشابهة

  • مصر تصنع السلام
  • فى ذكراه.. قصة موقف صعب جمع فؤاد شفيق وأم كلثوم
  • مصر.. العنوان الأبدى للسلام
  • أدونيس وجائزة نوبل فى الأدب
  • العناني.. و"نهضة سياحية"
  • الاتحاد الأوروبي يطلق نظام الدخول والخروج الرقمي.. ما هو وكيف يعمل؟
  • محافظ الدقهلية يتفقد أعمال تطوير ورفع كفاءة مسرح أم كلثوم
  • محافظ الدقهلية يتفقد أعمال رفع كفاءة مسرح أم كلثوم بقصر ثقافة المنصورة
  • وانتصرت لأأأأت مصر
  • هزائم إسرائيل!!