جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-17@09:08:34 GMT

الممر الهندي الأوروبي

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

الممر الهندي الأوروبي

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

 

يتساءل البعض عن غياب سلطنة عُمان عن المُشاركة في منظومة الشحن العالمية الجديدة التي أُعلن عنها على هامش اجتماعات مجموعة العشرين، والتي عُقدت في نيودلهي بالهند، وقد شاركت السلطنة مع عدة دول خارج مجموعة العشرين في أعمالها، بناءً على دعوة جمهورية الهند لسلطنة عُمان.

في الوقت نفسه يرى الآخرون أن خيرًا فعلت عُمان بعدم دخولها في هذا المقترح الذي تبنته أمريكا التي تُواجه اليوم العديد من التحديات القادمة من الصين، وخاصة في مشروعها العملاق "الحزام والطريق"، وكذلك من قرارات مجموعة "بريكس"، إضافة إلى المجموعات الاقتصادية الأخرى في العالم. هذا المقترح هدفه إدخال الدولة الصهيونية على خط التجارة العالمية بين الهند وأوروبا عبر منطقة الخليج، ومن ثم إلى الدولة الصهيونية ومنها إلى الدول الأوروبية تمهيدًا لإيجاد مخرج إضافي للتطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل خلال المرحلة المُقبلة، وكل أملها أن يتحقق ذلك وخاصة مع السعودية قبل نهاية العام الجاري!

هناك رغبة لدى بعض الدول العربية بتحويل علاقاتها الثنائية مع بعض الدول في مجموعة العشرين إلى شراكات متعددة الأبعاد من خلال الانضمام إلى هذا الممر المعروف اختصارًا بـ"IMEC" (ويعني الممر الهندي الشرق أوسطي الأوروبيIndia-Middle East- Europe Corridor) على أن تكون الطاقة هي بمثابة الركيزة الأساسية في العمل المقبل بجانب قطاعات الطاقة والاقتصاد بشكل عام. قمة العشرين حضرها الكثير من رؤساء الدول، إلا أنها عُقدت بغياب الرئيسين الروسي والصيني.

إنَّ طرح المُقترح الأخير لهذا الممر جاء من أمريكا والهند والسعودية والإمارات ومجموعة دول الاتحاد الأوروبي، وأن يربط هذا الممر الهند والشرق الأوسط وأوروبا؛ الأمر الذي سيعمل- حسب وجهة نظرهم- على تعزيز التجارة وتحفيز التنمية الاقتصادية فيما بينها، وكذلك تعزيز التواصل والتكامل الاقتصادي بين قارتي آسيا وأوروبا، دون أن تتطرق تلك الدول بأن أحد الأهداف الرئيسية من ذلك هو إدخال الدولة الصهيونية الغاصبة لحقوق الفلسطينيين في هذه المنظومة بشكل أو بآخر. الكل يعلم جيدًا الاغتصاب الذي تقوم به إسرائيل للأراضي العربية يوميًا، وتفتك بأبناء شعب فلسطين منذ قيامها، ولكنهم يغضون الطرف عن ذلك لمصالح أخرى.

إن ممر الهند والشرق الأوسط وأوروبا  IMEC في حال قيامه سوف يمثل خط عبور بين عدة دول لأكثر من 3000 ميل، بحيث يكون الممر متكونًا من طريقين، الأول يربط بين الهند بدول الخليج، والثاني بين دول الخليج بأوروبا، حيث سيتم من خلاله- كما جاء في مذكرة التفاهم لهذا المشروع- إنشاء شبكة نقل عبر الحدود يمكن الاعتماد عليها وفعالة من حيث التكلفة من خلال عبور السفن ثم العبور عبر السكك الحديدية؛ الأمر الذي سوف يسهّل الحركة السلسة للسلع والخدمات بين تلك الدول عند مروها في الهند والإمارات والسعودية والأردن ثم إلى الدولة الصهيونية فأوروبا.

أمريكا من وجهة نظرها ترى أنَّ هذا المشروع يحقق لها السمعة وهو بديل لمبادرة الحزام والطريق الصينية؛ حيث يركز بقوة على تعاون بعض الدول العربية بجانب بعض الدول في حوض البحر المتوسط، أي أن هذا المشروع هو منافس لمبادرة الحزام والطريق. ولكن في الحقيقة هو مشروع تحاول أمريكا تبنيه من أجل إنقاذ الدولة الصهيونية من المتاعب التي تمر بها وسط عدم رغبة الشعوب بالتعامل معها، وإن كانت بعض الحكومات بدأت بالتطبيع السياسي مع الحكومة الصهيونية، إلّا أن الشعوب تأبى ذلك منذ أن تم التوقيع على معاهدة كامب ديفيد.

أما الصين فهي ماضية في جهودها دون كلل لتنفيذ خطتها في مشروع الحزام والطريق، في الوقت الذي تمكنت من خلال عضويتها في مجموعة بريكس مع روسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا من ضم 6 دول أخرى إلى هذه المجموعة التي بدأت فعلًا في التأثير على مستوى المجالات الاقتصادية والسياسية بين دول العالم.

أما المصادر الهندية فترى أن ممر الهند والخليج وأوروبا هو مظهر من مظاهر التكامل العميق بين الهند ودول الخليج وخاصة السعودية والإمارات، وكذلك لإيجاد التقارب الجيوسياسي والاقتصادي الأوسع بينها وتلك الدول في وجود ملايين من العمال الهنود الذين يعملون في المنطقة، ونتيجة للعلاقات وحجم التجارة الكبيرة القائمة فيما بينها، ورغبة دول المنطقة بالاستفادة من التطورات التكنولوجية والمعرفية من الهند، فيما يمكن للهند تلبية احتياجاتها النفطية من دول المنطقة.

لا شك أن المنطقة تبحث عن شركاء لتلبية احتياجاتها من المشاريع الاقتصادية والتكنولوجية واللوجستية، ولكن يجب ألا يأتي ذلك على حساب قضية فلسطين التي تحاول أمريكا تمييعها منذ عدة عقود، في الوقت الذي تعمل فيه بأن تكون الشريك الأمني المُهيمن على المنطقة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أبناء عمران يحتشدون في 77 ساحة نصرة لغزة وتنديداً بجرائم الإبادة الصهيونية

يمانيون/ عمران

شهدت محافظة عمران اليوم الجمعة، مسيرات جماهيرية حاشدة بساحة الشهيد الصماد بمدينة عمران و76 ساحة بمختلف المديريات، تحت شعار “مع غزة.. لمواجهة جريمة الإبادة والتجويع”.
وفي المسيرات التي تقدمها محافظ المحافظة الدكتور فيصل جعمان، ومسؤول التعبئة العامة سجاد حمزة، ووكلاء وقيادات ووجهاء المحافظة رفع المشاركون في المسيرات العلمين اليمني والفلسطيني.
ورددوا الهتافات المنددة بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.. مؤكدين أن دماء الأطفال والنساء التي يسفكها العدو الصهيوني يوميا في غزة تمثل وصمة عار في جبين الدول والأنظمة الخانعة والمجتمع الدولي بأكمله.
وأكد أبناء عمران أن ما يجري في غزة جريمة إبادة جماعية تُرتكب على مرأى ومسمع العالم أجمع وبشراكة مباشرة مع الإدارة الأمريكية التي تمد العدو الصهيوني بالسلاح والدعم.. لافتين إلى أن بعض الأنظمة العربية وبدلا من الوقوف في مساندة أبناء الشعب الفلسطيني تقوم بضخ مليارات الدولارات للشيطان الأكبر أمريكا ورئيسها المعتوه ترمب لتمويل آلة القتل الصهيونية.
وجددت الجماهير التفويض المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لاتخاذ الخيارات المناسبة لردع العدو الصهيوني.. مؤكدة جهوزيتها واستعدادها الكامل لبذل الغالي والنفيس نصرة لغزة وفلسطين.
وأكد بيان صادر عن مسيرات عمران الثبات على الموقف اليمني المحق والمشرف، ومواصلة الخروج الجماهيري بلا كلل، ولا ملل، نصرة ومساندة للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم.
وخاطب الشعب الفلسطيني في ذكرى النكبة الكبرى ” إنكم بجهادكم في سبيل الله، وصبركم، وثباتكم الذي لا مثيل له، واستمراركم في ذلك، تمنعون تكرار النكبة، وتقفون حجر عثرة أمام العدو الصهيوني، وتحمون الأمة العربية والإسلامية من تكرار النكبات بحق بلدان أخرى”.. مؤكدا أن الشعب اليمني معهم وإلى جانبهم وبتوكله على الله وجهاده في سبيله لن تتكرر النكبة – بإذن الله – بل سيتحقق وعد الله المحتوم بزوال الكيان الظالم.
وعبر عن “التحية والسلام والوفاء للإخوة في سرايا القدس ولكل المجاهدين الأعزاء الذين أهدوا لنا ولقائدنا التحية في عمليتهم الصاروخية الأخيرة ضد الكيان، وخصّوا الحشود المليونية في ميدان السبعين وبقية الساحات”.. لافتا إلى أن رسالتهم هذه “أغلى ما يصلنا في هذه المعركة المقدسة، ولهم منا العهد بالبقاء إلى جانبهم مهما كانت التحديات”.
وأوضح أنه وفي الوقت الذي كان العدو الصهيوني يصعد من جرائمه في غزة، كان الكافر المجرم – ترمب – الشريك الأول للصهيوني في الجريمة يتجول بكل عنجهية، وغطرسة، وكبر، وخيلاء، في بعض العواصم الخليجية، ويجمع الكميات الهائلة جدا من أموال الشعوب العربية والمسلمة ليقدم منها الدعم المهول لمجرمي الحرب في كيان العدو ليبيدوا الشعب الفلسطيني ويقتلوا العرب والمسلمين.
واعتبر الصواريخ التي ذهبت أثناء خطاب الكافر المجرم ترمب، ومرت من فوق رأسه إلى عمق كيان العدو، شاهداً بأن الإسلام عزيز بعزة الله، وبأن ما يحدث لا يمثل الإسلام، ولا يقبله أهل الإيمان والحكمة.
وذكّر شعوب الأمة العربية والإسلامية بالمسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية والأخوية تجاه المآسي والفظائع التي تحدث في غزة.. داعيا إلى المقاطعة الاقتصادية للأعداء، والتي لا يعفى منها أي مسلم، وكذلك تنظيم المظاهرات والاحتجاجات.
وحث البيان العلماء وقادة الفكر والرأي والنخب العلمية والفكرية والسياسية على العمل لرفع حالة الوعي داخل الأمة بضرورة العودة العملية الصادقة إلى القرآن الكريم، والاهتداء والالتزام به، وبأهمية النهوض بالمسؤولية والجهاد ضد أعداء الله وأعداء الإنسانية، وعدم موالاتهم.

مقالات مشابهة

  • ما الذي يجبر مواطن بكل قواه العقلية أن يتخذ موقفا ضد بلده بهذا الشكل المخزي والقبيح؟
  • أبناء عمران يحتشدون في 77 ساحة نصرة لغزة وتنديداً بجرائم الإبادة الصهيونية
  • حماس تطالب الدول العربية بتحمل مسؤوليتها لوقف جرائم الإبادة الصهيونية في غزة
  • خبير سياسي: من يسكن البيت الأبيض "طرطور" بيد المخططات الصهيونية
  • أسرة الهندي تحتفي بتخرج نجلها إبراهيم
  • الرئيس أحمد الشرع: وخلال الستة أشهر الماضية، وضعنا أولويات العلاج للواقع المرير الذي كانت تعيشه سوريا، وواصلنا الليل بالنهار، فمن الحفاظ على الوحدة الداخلية والسلم الأهلي، وفرض الأمن وحصر السلاح، إلى تشكيل الحكومة واللجنة الانتخابية.
  • شهباز شريف يحذّر نظيره الهندي: يا سيد مودي إذا سلكت هذا الطريق مجددا ستعاقب
  • الخليج الذي نُريد
  • باكستان تعيد عنصرا في حرس الحدود الهندي احتُجز بعد هجوم كشمير
  • وصول 4 أطفال مصابين بالسرطان من قطاع غزة