جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-14@16:58:34 GMT

الممر الهندي الأوروبي

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

الممر الهندي الأوروبي

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

[email protected]

 

يتساءل البعض عن غياب سلطنة عُمان عن المُشاركة في منظومة الشحن العالمية الجديدة التي أُعلن عنها على هامش اجتماعات مجموعة العشرين، والتي عُقدت في نيودلهي بالهند، وقد شاركت السلطنة مع عدة دول خارج مجموعة العشرين في أعمالها، بناءً على دعوة جمهورية الهند لسلطنة عُمان.

في الوقت نفسه يرى الآخرون أن خيرًا فعلت عُمان بعدم دخولها في هذا المقترح الذي تبنته أمريكا التي تُواجه اليوم العديد من التحديات القادمة من الصين، وخاصة في مشروعها العملاق "الحزام والطريق"، وكذلك من قرارات مجموعة "بريكس"، إضافة إلى المجموعات الاقتصادية الأخرى في العالم. هذا المقترح هدفه إدخال الدولة الصهيونية على خط التجارة العالمية بين الهند وأوروبا عبر منطقة الخليج، ومن ثم إلى الدولة الصهيونية ومنها إلى الدول الأوروبية تمهيدًا لإيجاد مخرج إضافي للتطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل خلال المرحلة المُقبلة، وكل أملها أن يتحقق ذلك وخاصة مع السعودية قبل نهاية العام الجاري!

هناك رغبة لدى بعض الدول العربية بتحويل علاقاتها الثنائية مع بعض الدول في مجموعة العشرين إلى شراكات متعددة الأبعاد من خلال الانضمام إلى هذا الممر المعروف اختصارًا بـ"IMEC" (ويعني الممر الهندي الشرق أوسطي الأوروبيIndia-Middle East- Europe Corridor) على أن تكون الطاقة هي بمثابة الركيزة الأساسية في العمل المقبل بجانب قطاعات الطاقة والاقتصاد بشكل عام. قمة العشرين حضرها الكثير من رؤساء الدول، إلا أنها عُقدت بغياب الرئيسين الروسي والصيني.

إنَّ طرح المُقترح الأخير لهذا الممر جاء من أمريكا والهند والسعودية والإمارات ومجموعة دول الاتحاد الأوروبي، وأن يربط هذا الممر الهند والشرق الأوسط وأوروبا؛ الأمر الذي سيعمل- حسب وجهة نظرهم- على تعزيز التجارة وتحفيز التنمية الاقتصادية فيما بينها، وكذلك تعزيز التواصل والتكامل الاقتصادي بين قارتي آسيا وأوروبا، دون أن تتطرق تلك الدول بأن أحد الأهداف الرئيسية من ذلك هو إدخال الدولة الصهيونية الغاصبة لحقوق الفلسطينيين في هذه المنظومة بشكل أو بآخر. الكل يعلم جيدًا الاغتصاب الذي تقوم به إسرائيل للأراضي العربية يوميًا، وتفتك بأبناء شعب فلسطين منذ قيامها، ولكنهم يغضون الطرف عن ذلك لمصالح أخرى.

إن ممر الهند والشرق الأوسط وأوروبا  IMEC في حال قيامه سوف يمثل خط عبور بين عدة دول لأكثر من 3000 ميل، بحيث يكون الممر متكونًا من طريقين، الأول يربط بين الهند بدول الخليج، والثاني بين دول الخليج بأوروبا، حيث سيتم من خلاله- كما جاء في مذكرة التفاهم لهذا المشروع- إنشاء شبكة نقل عبر الحدود يمكن الاعتماد عليها وفعالة من حيث التكلفة من خلال عبور السفن ثم العبور عبر السكك الحديدية؛ الأمر الذي سوف يسهّل الحركة السلسة للسلع والخدمات بين تلك الدول عند مروها في الهند والإمارات والسعودية والأردن ثم إلى الدولة الصهيونية فأوروبا.

أمريكا من وجهة نظرها ترى أنَّ هذا المشروع يحقق لها السمعة وهو بديل لمبادرة الحزام والطريق الصينية؛ حيث يركز بقوة على تعاون بعض الدول العربية بجانب بعض الدول في حوض البحر المتوسط، أي أن هذا المشروع هو منافس لمبادرة الحزام والطريق. ولكن في الحقيقة هو مشروع تحاول أمريكا تبنيه من أجل إنقاذ الدولة الصهيونية من المتاعب التي تمر بها وسط عدم رغبة الشعوب بالتعامل معها، وإن كانت بعض الحكومات بدأت بالتطبيع السياسي مع الحكومة الصهيونية، إلّا أن الشعوب تأبى ذلك منذ أن تم التوقيع على معاهدة كامب ديفيد.

أما الصين فهي ماضية في جهودها دون كلل لتنفيذ خطتها في مشروع الحزام والطريق، في الوقت الذي تمكنت من خلال عضويتها في مجموعة بريكس مع روسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا من ضم 6 دول أخرى إلى هذه المجموعة التي بدأت فعلًا في التأثير على مستوى المجالات الاقتصادية والسياسية بين دول العالم.

أما المصادر الهندية فترى أن ممر الهند والخليج وأوروبا هو مظهر من مظاهر التكامل العميق بين الهند ودول الخليج وخاصة السعودية والإمارات، وكذلك لإيجاد التقارب الجيوسياسي والاقتصادي الأوسع بينها وتلك الدول في وجود ملايين من العمال الهنود الذين يعملون في المنطقة، ونتيجة للعلاقات وحجم التجارة الكبيرة القائمة فيما بينها، ورغبة دول المنطقة بالاستفادة من التطورات التكنولوجية والمعرفية من الهند، فيما يمكن للهند تلبية احتياجاتها النفطية من دول المنطقة.

لا شك أن المنطقة تبحث عن شركاء لتلبية احتياجاتها من المشاريع الاقتصادية والتكنولوجية واللوجستية، ولكن يجب ألا يأتي ذلك على حساب قضية فلسطين التي تحاول أمريكا تمييعها منذ عدة عقود، في الوقت الذي تعمل فيه بأن تكون الشريك الأمني المُهيمن على المنطقة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الهندي يعرب عن قلقه بشأن أحداث زيارة ميسي

 
لندن (د ب أ)

أخبار ذات صلة فرنسا تواجه البرازيل وكولومبيا ودياً في أميركا 5 ملايين طلب على تذاكر كأس العالم


أعرب الاتحاد الهندي لكرة القدم عن «قلقه البالغ» تجاه الأحداث التي وقعت خلال جولة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في الهند.
وظهر مهاجم الأرجنتيني ونادي إنتر ميامي الأميركي في فيفيكاناندا يوبا بهراتي كريرانجان بمدينة كالكوتا، حيث تجمع المشجعون لرؤية اللاعب.
وزعمت تقارير أنه في الوقت الذي كان يتجول فيه ميسي حول الملعب، تم حجب الرؤية عنه بسبب حشود الناس حول قلب أن يتم إخراجه بعد حوالي 20 دقيقة، ثم قام المشجعون بتحطيم المقاعد، وإلقاء مقذوفات باتجاه الملعب.
وقال الاتحاد الهندي في بيان: «الاتحاد الهندي لكرة القدم بالكامل يولي اهتماماً كبيراً للأحداث التي وقعت في فيفيكاناندا يوبا بهراتي كريرانجان، حيث تجمع آلاف المشجعون من أجل رؤية نجوم كرة القدم، ليونيل ميسي، لويس سواريز ورودريجو دي بول».
وتابع البيان: «لقد كان ذلك حدثاً خاصاً، تم تنظيمه بواسطة وكالة علاقات عامة، والاتحاد الهندي ليس مشاركة في التنظيم، والتخطيط أو التنفيذ بأي شكل، والأكثر من ذلك لم يتم إبلاغ الاتحاد بتفاصيل الحدث، ولم يتم الحصول على أي موافقة منه».
وأضاف بيان الاتحاد الذي نقلته وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا): «نحث كل الحضور على يظهروا تعاونهم التام مع السلطات المختصة، والالتزام بالتعليمات، سلامة وأمن الأفراد المشاركين، يجب أن تبقى أولوية دائمة».

مقالات مشابهة

  • السفير الهندي: زيارة مودي إلى الأردن محطة تاريخية تفتح آفاق شراكة استراتيجية جديدة
  • كانديس أوينز.. اليمينية السوداء التي ناصرت فلسطين وعادت الصهيونية
  • الاتحاد الهندي يعرب عن قلقه بشأن أحداث زيارة ميسي
  • باكارايما.. الممر البري الوحيد بين فنزويلا والبرازيل
  • تقرير: 2025 عام مالي معقد في الاتحاد الأوروبي بسبب اتساع العجز
  • زخم متنامٍ: هل تتمكن المبادرات الأمنية من معالجة قضايا الأمن الجماعي الأوروبي؟
  • “لجان المقاومة” : الكارثة الإنسانية في غزة فصل جديد من فصول حرب الإبادة الصهيونية
  • قائد الجيش استقبل السفير الهندي
  • الدجاج الهندي الأحمر.. حضريها في دقائق
  • وثيقة مسربة تكشف مسعى أمريكي لدفع أربع دول للخروج من الاتحاد الأوروبي