السفير القحطاني: الوساطة في تسوية النزاعات خيار قطري إستراتيجي
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
أكد سعادة السفير الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني، أن المساعي الحميدة والوساطة وتسوية المنازعات بالطرق السلمية تعد خيارا استراتيجيا وركنا أساسيا في سياسة دولة قطر الخارجية.
وقال سعادته في حوار مع وكالة الأنباء القطرية «قنا» إن دولة قطر تولي أهمية كبيرة في سياستها الخارجية لمبدأ توطيد السلم والأمن الدوليين، الذي يعد أحد أهم المبادئ الرئيسية لميثاق الأمم المتحدة، وذلك عن طريق تشجيع فض المنازعات الإقليمية والدولية بالطرق السلمية، منطلقة في ذلك من توجيهات ورؤية قيادتها الحكيمة، ومرتكزة إلى دستورها الدائم، ومستندة كذلك إلى تاريخها وثقافتها ودينها الإسلامي الحنيف.
وأضاف «لدى قيادتنا الحكيمة، ممثلة بحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إرادة قوية وإيمان راسخ بأهمية وضرورة المضي قدما في نهج الوساطة وبذل المساعي الحميدة بما يعزز الأمن والسلم على المستويين الإقليمي والدولي، ويرسخ مكانة قطر على الساحة العالمية».
وأشار إلى أن دولة قطر اكتسبت خبرة تراكمية تمتد لنحو أكثر من ربع قرن من الزمان في مجال الوساطة والمساعي الحميدة، وهو ما رسخ سمعة قطر ومكانتها إقليميا ودوليا كوسيط نزيه ومحايد حريص على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأكد أن دولة قطر اكتسبت بتجربتها وخبرتها ثقة المجتمع الدولي وأصبحت وسيطا مقبولا ومرحبا به، وذلك في ضوء نهجها في الوساطة المتفق مع أحكام القانون الدولي، مع التمسك بمبادئ الشفافية والمصداقية والحياد ومراعاة الحساسية الثقافية لأطراف الصراع، واحترام الدين والعادات والتقاليد، فضلا عن المحافظة على سرية المفاوضات والحرص على المهنية العالية خلال العمل مع مختلف الأطراف المعنية.
وأضاف «ليست لدولة قطر أي أجندة سياسية خفية ولا تبحث عن الشهرة الإعلامية عند القيام بدورها كوسيط لحل النزاعات «فهذه الجهود نابعة من حرصنا على بناء السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم».
وتابع «نحن في منطقة تشهد الكثير من الصراعات والتوترات، ولدينا إيمان راسخ بأهمية دور الوساطة لتسوية النزاعات وبذل المساعي الحميدة لحل الخلافات لتجنب وقوع الصراع وما يترتب عليه من تكاليف بشرية واقتصادية وتنموية».
ولفت سعادته، إلى أن دولة قطر لا تفرض نفسها وسيطا في حل أي صراع أو في معالجة أي أزمة إقليمية كانت أو دولية دون موافقة أطراف الصراع للقيام بدور الوساطة «لأن هذه المسألة تتعلق بسيادة الدول ولا تقوم دولة قطر بدعوة نفسها للتدخل دون موافقة أطراف الصراع».
كما أشار سعادته إلى أن المحافظة على سرية المفاوضات مبدأ أساسي تلتزم به الدولة.. مبينا أن «هناك الكثير من الوساطات التي قامت بها دولة قطر وتقوم بها حاليا لم يتم الإعلان عنها وهو ما جعل من دولة قطر وسيطا موثوقا ومرحبا به في الكثير من النزاعات».
ولفت إلى أن فشل أي وساطة بعد أي اتفاق لا يعود إلى الوسيط وإنما للفرقاء أنفسهم.. وقال «ما يجري بعد الاتفاق من نجاح أو فشل هو مسؤولية أطراف النزاع ودور الوسيط يبقى في إيصال أطراف الاتفاق إلى تسوية للصراع».
وأشار سعادة السفير الدكتور مطلق القحطاني في سياق متصل إلى «التحديات الخارجية» التي تواجه المفاوضات أحيانا، والمتمثلة في سعي بعض الأطراف الخارجية إلى «إفشال المفاوضات».
كما شدد على أن دولة قطر تعمل في إطار شراكات إقليمية ودولية مع إشراك مختلف الأطراف ذات الصلة بغية الوصول إلى توافق إقليمي ودولي بشأنه، وهو ما يضمن نجاح الوساطة واستدامتها».
وأوضح أن ما تقوم به وزارة الخارجية من جهود دبلوماسية على صعيد الوساطة لحل النزاعات ليس جهدا خاصا وإنما جهد جماعي يتم إشراك جهات عديدة في إطار منظومة متكاملة تشترك فيها منظمات المجتمع المدني ومؤسسات ثقافية وإنسانية وتنموية، فضلا عن الجهود في ميدان حوار الحضارات والأديان والثقافات الذي تولي له دولة قطر أهمية خاصة.
وأضاف «هذه الرؤية التكاملية تأتي في إطار توظيف الدبلوماسية الناعمة وإيمانا منا بأن من الضرورة بمكان معالجة الأسباب الجذرية للصراعات سواء كانت ثقافية، أو دينية، أو تنموية، أو أمنية، أو اقتصادية..».
وأشار إلى بعض المؤسسات القطرية الدولية التي تعنى بهذه الجوانب مثل مؤسسة التعليم فوق الجميع، المعنية بدعم التعليم في العالم، ومؤسسة صلتك المختصة بتنمية قدرات الشباب وتمكينهم في سوق العمل في المنطقة، وصندوق قطر للتنمية، إلى جانب المؤسسات الإنسانية والمراكز واللجان المختصة بالحوار الثقافي والديني والحضاري.
وتطرق سعادة السفير الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني في سياق حديثه إلى عدد من الأزمات التي ساهمت الوساطة القطرية في حلها سواء على مستوى الدول أو على مستوى كيانات ومجموعات سياسية، وكذلك الجهود الراهنة في بعض الملفات الإقليمية والدولية.
وشدد على أن دولة قطر تدعم وتشجع كافة المساعي المبذولة من قبل بعض الأطراف لوقف الصراعات وحل الأزمات الراهنة في المنطقة والعالم.. مؤكدا أن الهدف هو تعزيز السلام والاستقرار والتنمية وليس السباق في القيام بدور الوساطة.
وحول الملف الأفغاني، أكد سعادته أن دولة قطر مستمرة في جهود الوساطة بما يحقق تطلعات الشعب الأفغاني في السلام والاستقرار والتنمية.
وأضاف «الملف الأفغاني من أهم الملفات على الساحة الدولية والجميع يشهد لدولة قطر وما قامت به على المستوى السياسي والإنساني.. وقد نجحت مساعينا في الوساطة التي توجت بالتوقيع على اتفاق الدوحة لإحلال السلام في أفغانستان في 29 فبراير 2020 بين الولايات المتحدة الأمريكية وطالبان والذي تم اعتماده من قبل مجلس الأمن الدولي».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر تسوية المنازعات الأمم المتحدة السلام والاستقرار فی المنطقة إلى أن
إقرأ أيضاً:
اختتام النسخة السابعة من مهرجان "نجاح قطري" وسط إقبال واسع
اختُتمت فعاليات النسخة السابعة من مهرجان "نجاح قطري"، التي استضافتها جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، بمشاركة واسعة وحضور لافت من المهتمين بالعمل الشبابي في دولة قطر، على مدار يومين متتاليين، حيث تحولت أروقة الجامعة إلى مساحة نابضة بالحياة، والتقى المبدعون، والمبتكرون، ورواد الأعمال، والناشطون المجتمعيون لتبادل المعارف، واستلهام قصص النجاح المستمدة من الإرادة القطرية.
وتميزت المعارض المصاحبة هذا العام للمهرجان بتنوع كبير، عكس ثراء المشهد الشبابي في الدولة، حيث برز حضور وزارة الرياضة والشباب من خلال عدد من الأجنحة والمبادرات، أبرزها ملتقى النادي العلمي القطري، الذي استعرض ابتكارات تقنية واختراعات شبابية، إضافةً إلى دور نادي رواد الأعمال الشباب في تقديم مشاريع تحولت من أفكار بسيطة إلى إنجازات مُلهمة، كما ساهم ملتقى أصدقاء البيئة في رفع الوعي البيئي، بينما قدم ملتقى البيئة البحرية نبذ تفاعلية عن التراث البحري القطري.
وعلى صعيد متصل، عرضت الوزارة مجموعة من الخدمات الموجهة لفئة الشباب، وسلطت الضوء على كيفية الاستفادة منها عبر منصتها الإلكترونية، كما قدّمت لمحة عن البرامج الشبابية المقرر تنفيذها، مثل"استعد"، و"انطلاقة"، و"رعاية المبادرات".
في هذا السياق، شارك فريق "فزعة شباب" ضمن فعاليات المعرض الجانبي، من خلال عرض توثيقي يبرز المبادرات الإنسانية والتنموية التي نفذها خلال عامي 2024 و2025.
وبالتزامن مع ذلك، احتضن المسرح الرئيسي سلسلة من الورش التفاعلية التي ناقشت موضوعات محورية تمس تطلعات الشباب، مثل الابتكار، وريادة الأعمال، والذكاء الاصطناعي، والقيادة، والاستدامة، وتميزت هذه الورش بطابع عملي بإتاحة فرص التفاعل المباشر مع الخبراء والمتحدثين.
يشار إلى أن قضايا الدمج المجتمعي لم تغب عن المهرجان، فقد خُصّص ركن "احتياجاتنا" لاستعراض مبادرات دمج ذوي الإعاقة في المجتمع، تأكيدًا على أن النجاح لا يعترف بالعوائق، كما نظم مركز الاستشارات العائلية "وفاق" جلسة حوارية حول دور الأسرة في دعم نجاحات الأبناء.
من جانبه، صرح سعادة الشيخ عبدالله بن نواف آل ثاني، نائب رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان "نجاح قطري"، قائلاً:" نلتقي في "نجاح قطري" كل عام لنحتفي بالشباب، ونفتح أمامهم المساحات التي تليق بأحلامهم، ونمكّنهم من تحويل أفكارهم إلى مبادرات ومشاريع تساهم في بناء وطننا الغالي، وفي النسخة السابعة لعام 2025، نفخر بما تحقق من تفاعل لافت، وتنوع غني، وحضور مميز، يعكس مكانة الفعالية كمنصة وطنية تحتضن الإبداع بمختلف أشكاله."
وشهدت هذه النسخة إقبالًا واسعًا من الزوار والمشاركين من مختلف الفئات العمرية، حيث امتلأت القاعات بالحضور على مدار اليومين، في مشهد يعكس تعطش المجتمع لمثل هذه المساحات التفاعلية والملهمة، ومن اللافت أن جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا لعبت دورًا محوريًا في إنجاح الحدث، من خلال توفير بيئة منظمة ومتكاملة على المستويات اللوجستية والثقافية.
علاوة على ذلك، حرصت اللجنة المنظمة هذا العام على تعزيز شمول المهرجان وتأثيره، من خلال طرح موضوعات حيوية تمس واقع الشباب، إلى جانب المسابقات التفاعلية التي أضفت أجواءً من الحماس والمتعة وروح العمل الجماعي.
وفي ختام المهرجان، توجهت اللجنة بالشكر إلى جميع الرعاة والشركاء الاستراتيجيين، وفي مقدمتهم وزارة الرياضة والشباب، وجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا. كما ثمنت الجهود الإعلامية والدور الفاعل الذي قدّمه المتطوعون والفِرق التنظيمية.
بدوره، عبّر السيد فواز المسيفري، مدير إدارة الشؤون الشبابية بوزارة الرياضة والشباب، عن فخره بما حققه مهرجان "نجاح قطري" في نسخته السابعة، مؤكدًا أن هذا النجاح هو ثمرة تعاون الجميع، وإيمان الدولة العميق بقدرات شبابها. وقال في كلمته:" نحن في وزارة الرياضة والشباب نؤمن بأن الشباب هم قلب الوطن النابض، وهم من يصنعون مستقبله. ومبادرة "نجاح قطري" تمثل نموذجًا حيًا لما يمكن أن يحققه الشباب حين تتاح لهم الفرصة. أدعو كل شاب وشابة في قطر إلى التقدم بمبادراتهم وأفكارهم، فنحن هنا لدعمهم، وتشجيعهم، وتحويل طموحاتهم إلى واقع ملموس."
كما أشار، السيد ناصر الجابري رئيس قسم تنظيم وتطوير العمل الشبابي، بوزارة الرياضة والشباب إلى أن مشاركة وزارة الرياضة والشباب في "نجاح قطري" لم تقتصر على الدعم والرعاية، بل شملت تنظيم مشاركات فاعلة في الأحداث الجانبية والمعارض.
وأضاف، "خصصنا ورشات حوارية على المسرح الرئيسي لتعريف الشباب بأهم أنشطة الوزارة وخدماتها، ومثل هذه الفعاليات تمثل فرصة ثمينة لنا للاقتراب من الشباب في أماكن تواجدهم والاستماع إلى تطلعاتهم، مؤكدا أن اختيار جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا هذا العام كان اختيارًا موفقًا بكل المقاييس".
يذكر أن مهرجان "نجاح قطري" ينظم سنويًا برعاية وزارة الرياضة والشباب، ويهدف إلى تمكين الشباب وتحفيزهم على الابتكار والمبادرة، ليكون منصة دائمة تدعم طموحاتهم وتساهم في بناء مستقبل الوطن.