تتواصل عمليات البحث عن جثث المفقودين تحت الأنقاض في مدينة درنة المنكوبة بعد نحو أسبوع من كارثة الفيضانات التي أدت إلى مقتل الآلاف في الشرق الليبي، فيما تحدث الأمين العام للأمم المتحدة عن "صورة حزينة" للمدينة.

ولا تزال مساحات واسعة من درنة يسودها الخراب، وتجوب شوارعها الكلاب الضالة، ومع تضاؤل الآمال بإيجاد أحياء، تبحث الأسر عن جثث المفقودين، وفق رويترز.

والعدد الإجمالي للقتلى لا يزال غير معلوم، مع وجود الآلاف في عداد المفقودين. وظهر تفاوت كبير في الأعداد التي أعلنها مسؤولون، لكن منظمة الصحة العالمية أحصت 4000 حالة وفاة، من بينها 400 مهاجر، حتى اليوم الثلاثاء.

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة في وقت سابق أن أكثر من 100 ألف مهاجر يعيشون في المناطق المتضررة من الفيضانات، بينهم ما يزيد على 8000 في مدينة درنة. وأضافت المنظمة أن معظمهم من تشاد ومصر والسودان.

وتوقعت وكالات تابعة للأمم المتحدة، ومسؤولون ليبيون، ارتفاع حصيلة القتلى. وقال الهلال الأحمر الليبي إنه أنشأ منصة لتسجيل المفقودين، داعيا السكان إلى تقديم معلومات عمن فُقد أثرهم.

وفي غضون ذلك، أكد المركز الإعلامي الرقمي بالشركة القابضة للاتصالات، الثلاثاء، عودة الاتصالات تدريجيا إلى المناطق الشرقية بعد الانقطاع.

وقال المركز إنه تم إصلاح كوابل الألياف البصرية التي كانت قد تعرضت لقطع، منوها إلى استمرار العمل على إرجاع باقي المسارات، وفق وكالة الأنباء الليبية.

وكانت الشركة أعلنت عن انقطاع كوابل الألياف البصرية الرابطة لأكثر من مسار في المنطقة الشرقية، مما أدى لانقطاع الاتصالات عن درنة. 

"تقسيم المدينة"

وأعلن رئيس وزراء حكومة شرق ليبيا، الثلاثاء، أسامة حماد، أن السلطات قسمت مدينة درنة إلى 4 أقسام لسهولة إقامة مناطق عازلة في حال تفشي الأمراض، بعد يوم من مطالبة آلاف المتظاهرين الغاضبين بالمسارعة في إعادة إعمار المدينة.

وقال حماد في تصريحات نقلتها أسوشيتد برس عن قناة "العربية": "أصبحت المناطق المتضررة الآن معزولة تماما، وبدأت القوات المسلحة والحكومة في إنشاء منطقة عازلة خوفا من انتشار الأمراض والأوبئة".

وحذرت الأمم المتحدة يوم الاثنين من أن يتسبب تفشي الأمراض في خلق ”أزمة مدمرة ثانية”.

حملة تطعيم ودعم نفسي

من جهته، قال وزير الصحة بالحكومة الليبية في الشرق، عثمان عبدالجليل، إن الوزارة اتبعت إجراءات احترازية للوقاية من الأمراض بعد الكارثة. وأفاد بإجراء حملة تطعيم واسعة شملت العاملين في الإنقاذ، والمراكز الصحية، والأطفال.

وأكد أن "جثامين الضحايا لن تكون مصدر تلوث، لكنه شدد على أن مصدر هذا التلوث هو المياه، داعيا الأهالي إلى عدم الشرب من الآبار والمياه الجوفية في المدينة".

وشدد على أن الوزارة تولي اهتماما كبيرا للعلاج والدعم النفسي، بسبب الصدمة التي تعرض لها سكان درنة، مشيرا إلى تشكيل لجنة عليا للعلاج النفسي بالتعاون مع أطباء من طرابلس ومصراتة وبنغازي، فضلا عن خبراء من الأردن وصلوا بالفعل، على أن يلتحق بهم خبراء من مصر.

"صورة حزينة"

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، إن الفيضانات الكارثية في درنة تعكس "صورة حزينة" لما يعاني منه العالم، منددا بـ"تراكم" مشكلات عدة من التغير المناخي إلى النزاع المستمر منذ سنوات في ليبيا، وفق فرانس برس.

مثل كارثة درنة.. "شيخوخة السدود" خطر يهدد دولا أخرى تم تسليط الأضواء، خلال الأيام الماضية، على قضية انهيار سدين في وادي درنة، الواقع في شرق ليبيا، نتيجة هطول أمطار غزيرة خلفتها العاصفة "دانيال" وهو ما تسبب في مقتل الآلاف وتدمير الممتلكات، ويوضح تقرير صدر عن مجلة "ساينتفيك أميركان" أن العديد من السدود حول العالم تواجه خطرا لا يقل ضراوة عما حدث في ليبيا، ويشمل دولا كبرى مثل الولايات المتحدة والصين

وقال غوتيريش لدى افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة: "قبل 9 أيام فقط، اكتشفنا رؤية الجحيم، مشهدا مروعا، نتيجة تراكم عدد من المشكلات التي يواجهها العالم".

وتابع أن القتلى سقطوا "في وسط هذه اللامبالاة خلال 24 ساعة... انهار السدان بعد سنوات من الحرب والإهمال، وكل ما كان يحيط بالمواطنين شطب عن الخارطة".

24 ساعة غيرت درنة.. ما سر كل هذا الموت والدمار؟ في 24 ساعة فقط، ربع مدينة ليبية اختفى، بيوت سُحقت ومقابر جماعية حُفرت لسكان لم تمهلهم المياه المندفعة من سدين متهالكين تصدعا من شدة الأمطار. ما خلفته "دانيال" في درنة ليس بفعل عاصفة عادية، بل ظاهرة "هجينة نادرة" دمرت كل شيء. فما السر وراء كل هذا الموت والدمار؟

وكان المئات في درنة قد احتجوا، الاثنين، تعبيرا عن غضبهم من السلطات، واقتحم متظاهرون منزل عميد بلدية المدينة السابق، عبد المنعم الغيثي، وأحرقوه.

وطالب المحتجون بمحاسبة المسؤولين، بمن فيهم رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، وذلك خلال مظاهرة أمام مسجد الصحابة بينما وقف البعض أعلى المسجد أمام قبته الذهبية التي تعد أحد معالم درنة.

وقالت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لرويترز إن السلطات الليبية رفضت دخول فريق تابع للمنظمة الدولية كان من المقرر أن يتوجه إلى مدينة درنة، الثلاثاء، للمساعدة في مواجهة الكارثة.

صحفيون أمروا بالمغادرة.. ومنع فريق للأمم المتحدة من الوصول إلى درنة قالت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لرويترز ، الأربعاء، إن السلطات الليبية رفضت دخول فريق تابع للمنظمة الدولية كان من المقرر أن يتوجه إلى مدينة درنة الليبية، الثلاثاء، للمساعدة في مواجهة كارثة الفيضانات

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: للأمم المتحدة مدینة درنة

إقرأ أيضاً:

بدعم عربي قوي.. ترشيح تاريخي لفلسطين بالأمم المتحدة

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة سوريا تشكل هيئة للعدالة الانتقالية «تريندز» يناقش دور «التكنوجيوسياسية» في تشكيل العلاقات الدولية

قرر مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة دعم وتأييد ترشيح دولة فلسطين لمنصب رئيس الدورة (81) للجمعية العامة للأمم المتحدة للفترة 2026-2027.
وقرر المجلس تأييد ترشيح المجموعة العربية في الأمم المتحدة المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، لرئاسة الدورة (81) للجمعية العامة للأمم المتحدة للفترة 2026-2027 وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
ودعا مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الدول العربية إلى بذل كافة الجهود الممكنة في اتصالاتها مع الدول الصديقة لحشد الدعم لهذا الترشيح، والطلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية متابعة تنفيذ هذا القرار.
وقبل عام صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية العظمى، لصالح قرار يشير إلى أن دولة فلسطين مؤهلة ويجب قبولها كعضو في الأمم المتحدة، وأوصت بأن يعيد مجلس الأمن النظر في هذه المسألة، وحصد القرار على تأييد 143 عضواً مقابل اعتراض تسعة أعضاء وامتناع 25 عن التصويت. وتعد الجمعية العامة للأمم المتحدة، الهيئة الرئيسية للمنظمة الدولية منصة حيوية للدول الأعضاء لمناقشة القضايا العالمية واتخاذ قرارات بشأنها، ويُنتخب رئيس الجمعية العامة سنوياً لقيادة أعمال الدورة ويُعتبر هذا المنصب رمزاً للنفوذ الدبلوماسي والقدرة على التأثير في الأجندة الدولية، وتُمنح رئاسة الجمعية العامة بالتناوب بين المجموعات الإقليمية، وتشرف المجموعة العربية على اختيار مرشحها للدورة 81 (2026-2027).
ويعد ترشيح فلسطين ممثلة بالمندوب الدائم لها في الأمم المتحدة رياض منصور، لرئاسة الجمعية العامة حدثاً تاريخياً، حيث لم تتولَ دولة غير عضو كامل العضوية هذا المنصب من قبل، ويُبرز هذا الترشيح القضية الفلسطينية كأولوية على الساحة الدولية ويعزز الاعتراف بفلسطين كدولة ذات سيادة.

مقالات مشابهة

  • مقرمان يستقبل المدير العام المساعد لمنظمة “فاو “
  • الأمم المتحدة تحذر من وفاة 14 ألف رضيع في غزة بسبب نقص المساعدات
  • بريطانيا وفرنسا وكندا تلوح بفرض عقوبات على إسرائيل
  • الصفدي: يجب على “إسرائيل” السماح للمنظمات التابعة للأمم المتحدة بتوزيع المساعدات
  • تحسُّن مؤشرات مصر في تقرير التنمية البشرية للأمم المتحدة
  • بدعم عربي قوي.. ترشيح تاريخي لفلسطين بالأمم المتحدة
  • منظمة الصحة العالمية تبحث مستقبل العمل من دون أميركا
  • قناة عبرية تكشف: قوات الجيش العاملة في غزة تلقت تعليمات جديدة
  • منظمة الصحة العالمية تبحث مستقبل العمل بدون أمريكا
  • الأمين العام للأمم المتحدة : يجب وقف العنف المروّع والمجاعة والنزوح الجماعي في السودان