الاحتفال بميلاد الرسول الكريم.. 5 مظاهر شرعية للاحتفاء بنبي الهدى من الإفتاء
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
تحتفي الأمة الإسلامية بـميلاد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يوم الأربعاء المقبل، والذي يوافق 12 ربيع الأول 1445هـ، ويكثر معه البحث عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وما هي مظاهر الاحتفال اللائق بميلاد الرسول الكريم وخاتم المرسلين محمد صلوات الله وسلامه عليه.
الاحتفال بميلاد الرسول الكريمووفقًا لدار الإفتاء المصرية فإن الاحتفال بميلاد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عمل من الأعمال الجليلة، ومظهر من المظاهر الطيبة، وبرهان يتجلى فيه حب هذه الأمة لنبيها وتعلقها برسولها الكريم صلى الله عليه وآله وسلم؛ فالاحتفال بذكرى مولده صلى الله عليه وآله وسلم فرصة من أسعد الفرص، نتدارس فيها تاريخ النبي الكريم وسيرة الرسول الأمين، ونقف منها على كثير من أقواله وأعماله وآثاره.
وقالت الإفتاء في فتوى لها عن حكم الاحتفال بميلاد الرسول الكريم إن الاحتفال بهذا اليوم العظيم يعبر عن معاني الوفاء منا نحن المسلمين، ويرسم لنا معالم القدوة كما يذكرنا بأرفع القيم وأسمى المبادئ التي أرسى دعائهما سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فمن أكبر النعم على الإنسانية كلها إن لم تكن أكبرها ميلاد الرسول الكريم الذي أرسله ربه رحمة للعالمين، فلا ينبغي أن تمر علينا ذكرى الميلاد والرسالة دون أن نعطيها حقها.
وتابعت الإفتاء: قد احتفل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذكرى مولده وبعثته تعبُّدًا لله تعالى؛ فقد جاء في الصحيح أنه سُئل عن صوم يوم الإثنين؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ -أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ- فِيهِ» رواه مسلم.
وشددت الإفتاء المصرية في حسم الجدال حول الاحتفال بميلاد الرسول الكريم: الذي نراه أن خير احتفال بهذه الذكرى هو الاقتداء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والسير على هداه، والأخذ بتعاليمه، وتأسي خُطاه، واتباع ما جاء به وحيًا عن ربه من قيم ومبادئ سامية؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 21].
بدايات ظهور مدح النبيقالت الإفتاء إن مدح المسلمين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم منذ بداية العهد النبوي؛ حيث مدحه أصحابه وعلى رأسهم سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه، وقد مدحته أم معبد في الجاهلية ووصفته بمحاسن الصفات، وقد ازدهر شعر المديح النبوي وحقق وجودًا متميزًا في بيئة المتصوفة أواخر القرن السابع وأوائل القرن الثامن الهجري في عصر الدول والإمارات المتتابعة، واستمر حتى يوم الناس هذا من غير نكير من العلماء المعتبرين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مولد النبوي الاحتفال بالمولد النبوي الشريف المولد النبوي الشريف صلى الله علیه وآله وسلم
إقرأ أيضاً:
نعمة الهداية والقرآن الكريم .. قراءة دلالية للشهيد القائد رضوان الله عليه
في زمن طغت فيه الماديات وطُمست فيه القيم، برز فكر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) ليعيد البوصلة نحو القرآن الكريم، باعتباره النور الحقيقي الذي يُخرج الناس من ظلمات الجهل والخنوع والتيه، في هذه القراءة الصحفية، نسلط الضوء على الدلالات العميقة التي استخرجها الشهيد القائد من الآية الكريمة الواردة في سورة إبراهيم، قال تعالى : {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ…}، ومكانتها في مشروعه الثقافي القرآني.
يمانيون / تحليل / خاص
مركزية القرآن في مشروع الإنقاذ الإلهي
يبدأ الشهيد القائد رضوان الله عليه قراءته للآية: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ} ، ببيان أن هذا ’’لكتاب’’ أي القرآن هو أعظم ما أُعطي للرسول صلى الله عليه وآله، وهو مشروع إلهي متكامل لإخراج البشرية من واقع الظلمات إلى واقع النور، أي من الاستضعاف والتبعية، من الجهل والانحراف، إلى الوعي والكرامة والعدل، فالقرآن ليس فقط نصوصًا تُتلى، بل مشروع عملي يُفعّل في الواقع.
الظلمات والنور.. بين الواقع والمفهوم
يرى الشهيد القائد أن الظلمات الواردة في الآية ليست محصورة في الكفر العقائدي، بل تشمل، الظلمات السياسية، من استبداد الطغاة والهيمنة الأجنبية، والظلمات الأخلاقية، من شيوع الفساد والانحلال، والظلمات الاقتصادية والاجتماعية، من فقر واستغلال وهيمنة، أما النور فهو نور الإيمان، لكنه أيضًا نور في الفكر، في الوعي، في الموقف، في السلوك، فيكون القرآن عندها بمثابة المصباح الإلهي الذي يهدي الأمم إلى كرامتها وحريتها.
{بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} .. الهداية الإلهية لمن يتهيأ لها
من أبرز ما يتناوله الشهيد القائد في دلالة الآية لقوله تعالى: {بِإِذْنِ رَبِّهِمْ}، تركيزًا على أن الهداية منحة إلهية لمن يتهيأ لها بالنية والصدق، ويعبر عن ذلك بقوله إن القرآن يصنع هذا التأثير فقط فيمن يعرفون قيمته ويخشون ربهم، مشيرًا إلى أن الفهم والتأثر بالقرآن ليس مسألة تلقين، بل مسألة استعداد روحي وعقلي.
{إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} .. غاية الهداية
إن غاية هذا الإخراج من الظلمات إلى النور كما تشير الآية هو الوصول إلى: {صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}، وهنا يوضح الشهيد القائد أن الله لا يريد للمؤمنين فقط النجاة في الآخرة، بل أن يسيروا في الحياة على صراط العزة، القوة، الكرامة، والسيادة.
والصراط هنا ليس مجرد طريق عبادي، بل طريق حضاري يُحقق للمؤمنين الرفعة في الدنيا والآخرة.
النعمة الحقيقية .. ليست فقط ما يُرى
من أهم الدلالات التي يستخرجها الشهيد القائد من هذه الآية، أنها تكشف لنا عن جوهر النعمة الكبرى التي يغفل عنها الناس فهو يذكر بعظمة النعمة، أليست هذه نعمة كبيرة؟!
بهذه العبارة يلفت الأنظار إلى أن أعظم النعم ليست الطعام والشراب أو الأمن الظاهري، بل الهداية، الوعي، والقرآن نفسه.
ويُذكّر بقول الله: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ} (الحجرات: 17) ، فالمفهوم هنا أن الهداية مشروع إنقاذ جماعي، لا مجرد نعمة شخصية، وهي مسؤولية تتطلب شكراً عمليًا عبر العمل والجهاد والبراءة من أعداء الله.
خاتمة .. آيةٌ تختصر مشروعاً نهضوياً
في تأمل الشهيد القائد لهذه الآية الواحدة، نجد مشروعاً كاملاً للنهوض بالأمة، من موقع الهداية، إلى فهم الظلمات والنور، إلى الإيمان بكرامة الإنسان، إلى السعي نحو العزة، فالآية التي تبدأ بـ {الر كِتَابٌ …} ليست آية للتلاوة فحسب، بل هي إعلان إلهي عن مهمة نبوية وقرآنية مستمرة حتى قيام الساعة.
إن فكر الشهيد القائد يعيد للقرآن حيويته، فيجعله كتاب حياة، لا كتاب موت، ويجعل من آياته مفاتيح لفهم الواقع وتغييره، لا مجرد أوراد محفوظة.