مساهمة الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي ترتفع إلى 13.8 مليار ريال
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
تمثل هذه المساهمة نحو 64% من هيكل الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عمان
حققت الأنشطة الخدمية أداء جيدا بدعم من نمو النقل والتخزين والإقامة والخدمات الغذائية والمعلومات والاتصالات والأنشطة المالية والتأمين والعقارات
مسار مزدوج للوصول للنمو المستدام
-
دعم نمو القطاعات غير النفطية عبر مبادرات وسياسات التنويع
-
مواكبة التحولات في أسواق الطاقة العالمية بتوجه متزايد نحو رفع صادرات الغاز والطاقة المتجددة
رغم تراجع القيمة المضافة للأنشطة النفطية.
ارتفعت مساهمة الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي لسلطنة عمان إلى 13.8 مليار ريال عماني بنهاية النصف الأول من هذا العام مقارنة مع 13.7 مليار ريال عماني بنهاية الفترة نفسها من العام الماضي،
ورغم معدل النمو الطفيف للأنشطة غير النفطية إلا أنه يعكس قدرة السياسات الاقتصادية على الحفاظ على نمو القطاعات غير النفطية رغم الضغوط التي تشهدها بيئة الاقتصاد العالمي التي دفعت اقتصاديات العديد من الدول نحو التراجع، كما يعد نمو الأنشطة غير النفطية متغيرا مهما في هيكل الناتج المحلي يرصد تحول القطاعات غير النفطية إلى محرك للنمو الاقتصادي كبديل لهيكل النمو القائم على الأنشطة النفطية حيث زادت نسبة مساهمة الأنشطة غير النفطية إلى نحو 64 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية النصف الأول من العام الحالي مقارنة مع 60 بالمائة بنهاية الفترة نفسها من 2022.
ومقوما بالأسعار الجارية، سجل إجمالي الناتج المحلي لسلطنة عمان خلال النصف الأول من هذا العام 20.4 مليار ريال عماني مقارنة مع 20.8 مليار ريال عماني في الفترة نفسها من 2022، وقد ساهم نمو الأنشطة غير النفطية في الحد من تأثير الضغوط التي واجهها نمو الناتج المحلي بدءا من الربع الثاني من العام الجاري بسبب انخفاض القيمة المضافة للأنشطة النفطية وتراجع نمو قطاع الصناعات التحويلية، فيما حققت الأنشطة الخدمية أداء جيدا بدعم من نمو أنشطة النقل والتخزين والإقامة والخدمات الغذائية والمعلومات والاتصالات والأنشطة المالية وأنشطة التأمين.
وتعد الأنشطة الخدمية أكبر القطاعات غير النفطية من حيث المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي، وحققت الأنشطة الخدمية قيمة مضافة للاقتصاد الوطني بما يقدر بنحو 19.6 مليار ريال عماني خلال عام 2022.
وبنهاية النصف الأول من العام الجاري، ارتفع إجمالي القيمة المضافة للأنشطة الخدمية إلى نحو 10 مليارات ريال عماني، وتساهم أنشطة الجملة والتجزئة بنحو 1.6 مليار ريال عماني والنقل والتخزين 1.2 مليار ريال عماني، والإقامة والخدمات الغذائية 366 مليون ريال عماني والمعلومات والاتصالات 270 مليون ريال عماني، والأنشطة المالية وأنشطة التأمين 1.7 مليار ريال عماني، والأنشطة العقارية 611 مليون ريال عماني، كما تحسن أداء أنشطة الإدارة العامة والدفاع والتعليم والصحة والأنشطة المهنية والعلمية والتقنية والإدارية وخدمات الدعم.
وفي القطاع النفطي، سجلت القيمة المضافة للأنشطة النفطية، النفط والغاز، 7.2 مليار ريال عماني خلال النصف الأول من هذا العام مقارنة مع 7.8 مليار ريال عماني في الفترة نفسها من 2022، وجاء انخفاض القيمة المضافة للأنشطة النفطية نظرا لتراجع إنتاج وصادرات النفط.
وقد أعلنت سلطنة عمان خلال النصف الأول من 2023 عن خفض طوعي لإنتاج النفط الخام اعتبارا من مايو 2023 بالتنسيق مع بعض الدول في مجموعة أوبك بلس، ويعد هذا الخفض الطوعي إجراء احترازيا، إضافة إلى خفض الإنتاج الذي كان قد تم الاتفاق عليه في الاجتماع الوزاري الثالث والثلاثين لمجموعة أوبك بلس في أكتوبر 2022 حيث تستهدف المجموعة اتباع سياسة مرنة في تحديد مستويات الإنتاج للحفاظ على التوازن والاستقرار في سوق النفط عبر المتابعة الحثيثة للتطورات العالمية التي قد تؤدي للتأثير على أسعار النفط وحدوث التقلبات خاصة في ظل ارتفاع مستوى التضخم العالمي وحالة عدم اليقين تجاه آفاق النمو العالمي والطلب على الطاقة ونقص الاستثمارات الجديدة في قطاع الطاقة.
وقد أشارت توقعات صندوق النقد الدولي إلى أنه من المرجح تباطؤ النمو الاقتصادي في الدول المصدرة للنفط في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا خلال العام الجاري بسبب انخفاض إنتاج النفط.
في سلطنة عمان، يعتمد الوصول إلى النمو الاقتصادي المستدام وفك الارتباط مع النفط على مسارين رئيسيين أولهما هو دعم القطاعات غير النفطية عبر مبادرات وسياسات التنويع الاقتصادي لتتحول هذه القطاعات إلى مصدر الزخم للنمو، والثاني هو مواكبة التحولات في أسواق الطاقة العالمية بتوجه متزايد نحو رفع صادرات الغاز والتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة خاصة الهيدروجين الأخضر.
وترصد تقارير صندوق النقد الدولي العديد من التطورات الإيجابية التي شهدتها سلطنة عمان في ظل توجهات التنويع الاقتصادي والاستدامة المالية منها استمرار الاقتصاد في النمو بمعدل جيد خلال 2022، ونجاح احتواء التضخم عند مستويات منخفضة، وفيما يتعلق بالعام الجاري، يتوقع الصندوق تراجع معدل نمو الناتج المحلي إلى 1.3 بالمائة في 2023 على أن يعود النمو بوتيرة أعلى في 2024 إلى حوالي 2.7 بالمائة، كما من المرجح استمرار تراجع معدل التضخم نتيجة انخفاض أسعار المواد الغذائية وارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، وقد رصد الصندوق أنه في الجانب الإيجابي يمكن أن تشهد سلطنة عُمان تحسنا في الآفاق في حال تحقيق إيرادات نفطية تفوق التوقعات وتعجيل تنفيذ الإصلاحات الهيكلية في إطار رؤية عمان 2040، ويعزز ذلك حزمة المشروعات الاستثمارية الاستراتيجية التي تتم بالتعاون مع الشركاء الإقليميين، بينما تكمن المخاطر في احتمال حدوث انخفاض حاد في أسعار النفط نتيجة انخفاض الطلب على الوقود بسبب التحول العالمي في مصادر الطاقة بوتيرة أسرع من المتوقع.
ووفق التطورات الحالية في أسواق النفط العالمية، فعلى الرغم من تأثير تراجع إنتاج النفط على معدل النمو الاقتصادي، فإن الجانب الإيجابي لذلك هو نجاح توجهات مجموعة أوبك بلس في الحفاظ على مستويات الأسعار التي سجلت ارتفاعا جيدا خلال الفترة الأخيرة.
وكانت عائدات النفط الإضافية التي نتجت عن ارتفاع أسعار النفط خلال العام الماضي والحالي وتقدم تنفيذ خطط الضبط المالي وترشيد الإنفاق العام عوامل ساهمت في تحسن ملموس في المركزين المالي والخارجي لسلطنة عمان مع انخفاض كبير في حجم الدين.
ومع إعلان سلطنة عمان خلال الفترة الماضية عن حد آمن للدين بما يعادل نحو 30 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، تقترب سلطنة عمان من تحقيق ذلك وهو ما يتيح توجيه مزيد من العائدات الإضافية نحو تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق المستهدفات في الجوانب الخدمية والاجتماعية خاصة مع توقع استمرار تحقيق فائض في الميزانية العامة على المدى المتوسط وما يرتبط بكل ذلك من انخفاض حدة المخاطر التي قد تواجه الوضعين المالي والاقتصادي.
وبدءا من عام 2020، بدأت سلطنة عمان في تنفيذ إصلاحات هيكلية واسعة وشاملة في الجانبين المالي والاقتصادي تمهيدا لبدء انطلاقة رؤية عمان 2040 وأثمر ذلك انتقال النمو الاقتصادي من وضع التراجع خلال عام الجائحة إلى التعافي في عام 2021 وتلاه نمو استثنائي في عام 2022 الذي شهد زيادة غير مسبوقة في حجم الناتج المحلي الإجمالي الذي تخطى 44 مليار ريال عماني للمرة الأولى، كما وجهت سلطنة عمان الجانب الأكبر من عائدات النفط الإضافية نحو تسريع سداد الدين الأمر الذي أدى إلى رفع متوالي للتصنيف الائتماني.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الناتج المحلی الإجمالی الأنشطة غیر النفطیة ملیار ریال عمانی النمو الاقتصادی الأنشطة الخدمیة الفترة نفسها من النصف الأول من العام الجاری أسعار النفط لسلطنة عمان سلطنة عمان مقارنة مع من العام
إقرأ أيضاً:
وزير النفط: مشاريعنا النفطية ستقلص كميات البنزين المستوردة إلى أدنى المستويات
آخر تحديث: 10 يونيو 2025 - 10:11 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أعلن وزير النفط حيان عبد الغني عن قرب استكمال وتشغيل مشروع وحدة التكسير التحفيزي (FCC) في شركة مصافي الجنوب بمحافظة البصرة، واصفاً المشروع بأنه “من أهم المشاريع الاستراتيجية في قطاع التصفية” والذي سيساهم بشكل كبير في تقليل اعتماد العراق على استيراد المشتقات النفطية.وجاءت تصريحات الوزير خلال زيارة ميدانية أجراها، مساء امس الإثنين، إلى موقع المشروع الذي يُنفذ بدعم من القرض الياباني.وقال عبد الغني في تصريح صحفي، إن “المشروع يُنفذ من قبل شركات يابانية متخصصة وبدعم القرض الياباني، وقد وصل إلى مراحله النهائية قبل التشغيل التجريبي”.وأضاف أن “الكوادر الفنية والهندسية تعمل بشكل متواصل لشحن وحدات التكسير بالعوامل المساعدة اللازمة، تمهيداً لإطلاق التشغيل”.وبحسب الوزير، ستنتج وحدة FCC يومياً بين 4200 إلى 4500 متر مكعب من البنزين عالي الأوكتان (أكثر من 92 أوكتان)، إضافة إلى زيت الغاز المطابق للمواصفة الأوروبية، في ما يمثل نقلة نوعية في قدرات التصفية الوطنية. وبيّن عبد الغني أن المشروع سيساهم في تقليص كميات البنزين المستورد إلى أدنى المستويات، موضحاً أن الاستيراد اليومي سيقتصر على 2000 إلى 3000 متر مكعب فقط، بعد أن كان يتجاوز 16 ألف متر مكعب في فترات سابقة.وأشار إلى أن المبالغ التي كانت تُصرف على استيراد المنتجات النفطية البيضاء قبل عامين تجاوزت 5 مليارات دولار سنوياً، لكنها تراجعت إلى أقل من مليار دولار حالياً، ومع اكتمال المشروع سيتوقف الاستيراد كلياً.كما لفت وزير النفط إلى أن مصفى كربلاء لعب دوراً محورياً خلال العامين الماضيين في رفع إنتاج البنزين المحلي، حيث ساهم بزيادة الإنتاج بمعدل 8000 إلى 9000 متر مكعب يومياً، ما أدى إلى تقليص الاستيراد إلى ما بين 4000 إلى 5000 متر مكعب.وأضاف أن مشروعاً آخر في مصفى كركوك التابع لشركة مصافي الشمال سيدخل قريباً مرحلة التشغيل التجريبي، ومن المتوقع أن يُنتج ما لا يقل عن 1600 متر مكعب يومياً من البنزين، مما سيعزز جهود الوصول إلى الاكتفاء الذاتي. وأكد عبد الغني أن التشغيل التجريبي لوحدة زيت الغاز في مشروع FCC من المؤمل أن يبدأ منتصف شهر آب المقبل، بحسب ما أُبلغ به من إدارة مصافي الجنوب والشركات المنفذة.وأضاف: “أما وحدة الكازولين فستدخل الخدمة بشكل تجريبي بعد شهر آب، على أن يُعلن بعدها عن الافتتاح الرسمي للمشروع منتصف شهر أيلول المقبل، بوصفه منجزاً وطنياً مهماً يعزز أمن الطاقة في العراق”.يمثل مشروع وحدة التكسير التحفيزي FCC في البصرة أحد أبرز المشاريع التي تراهن عليها وزارة النفط لتحقيق هدف الاكتفاء الذاتي من الوقود، وتقليل استيراد البنزين وزيت الغاز الذي ظل لسنوات يشكل عبئاً كبيراً على الموازنة العامة.ويأتي المشروع في إطار خطة أوسع لتحديث وتوسيع طاقات التصفية في البلاد، تشمل أيضاً مشاريع في مصافي كربلاء وكركوك والوسط والشمال، بهدف رفع جودة المشتقات النفطية وتحقيق معايير بيئية متقدمة.