هل هناك فرق بين اللعب واللهو؟ ولماذ الدنيا بذلك
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
التدبر فى كتاب الله من صفات المتقين والقرآن الكريم أعطانا صوراً متعددة للحياة الدنيا تدل في مجملها على أنها حياة قصيرة هيِّنة تغرُّ الناس وتخدعهم، من هذه الصور قوله تعالى: { وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ فَٱخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ ٱلأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ ٱلرِّياحُ } [الكهف: 45].
وهنا: {إِنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ..} [محمد: 36] وهذا أسلوب قصر يؤكد أن الدنيا ما هي إلا كذلك لعب ولهو، فليحذرها العاقلُ ولا يغترُّ بها.
اللعب أنْ تنشغل بشيء لا يضر لكنه لا ينفع، لذلك أخذتْ بعض المجتمعات المتقدمة تُرشِّد لعب الأطفال، بحيث تؤدي الغرض في تسلية الطفل، وأيضاً تعلمه شيئاً للمستقبل.
لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "علِّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل". واللعب بالنسبة للطفل يكون قبل التكليف، أما اللهو فهو الانشغال بعمل لا يفيد ولا ينفع ويلهيك عن عمل مفيد نافع، كالذي يجلس على القهوة مثلاً يلعب الشطرنج، ويؤذن للظهر فلا يقوم للصلاة.
وفي سورة الجمعة: { وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَارَةً أَوْ لَهْواً ٱنفَضُّوۤاْ إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِماً قُلْ مَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ ٱللَّهْوِ وَمِنَ ٱلتِّجَارَةِ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } [الجمعة: 11].
والمتتبع لآيات القرآن يجدها تصف الدنيا في أكثر من موضع بهذا الوصف، لعب ولهو بهذا الترتيب الوجودي، لأن اللعب للأطفال واللهو للكبار إلا في سورة العنكبوت، فيقول: { وَمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ لَهِيَ ٱلْحَيَوَانُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } [العنكبوت: 64] لأن الكلام هنا عن الفتن التي تضرُّ بالآخرة وتبعدك عن ثوابها، فذكر اللهو قبل اللعب.
ثم يكفي في تحقير الدنيا وهوان شأنها اسمها {إِنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا ..} [محمد: 36] فلا أقل من هذا الوصف، وأنت حين تقول (الدنيا) تتذكر المقابل لها وهي (الآخرة)، فإنْ كانت هذه دنيا فهذه عُلْيا، وإنْ كانت هذه فانية فهذه باقية.
ومع ذلك لا تُذمُّ الدنيا عموماً، وإنما تُذمُّ إنْ حدث فيها ما يُذم، وتُمدح إنْ حدث فيها ما يُمدح، وهي مزرعة الآخرة ولا تدخل الجنة إلا بعمل الدنيا، فالدنيا موضوع الدين أما الآخرة فجزاء، والجزاء على الشيء ليس هو الشيء.
وسبق أنْ قلنا: إن الدنيا في نظر المؤمن أهم من أنْ تُنسى لأنها تُوصِّلك للآخرة، ولكنها أتفه من أنْ تكون غاية لأن غاية الشيء نهايته والدنيا ليست نهايتك، إنما وراءك غاية أهم منها هي الآخرة، هي الغاية الحقيقية التي ليس بعدها بعد.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
كتاب أجاسي «مصدر إلهام» أوساكا!
روما (رويترز)
قالت نعومي أوساكا، الفائزة بأربعة ألقاب في بطولات التنس الكبرى، إن مشاركتها هذا العام على الملاعب الرملية تبدو مختلفة إذ تدخلها بزخم كبير، بعد زيادة ثقتها بسبب الانتصارات التي حققتها في الأسابيع الأخيرة.
وتغلبت أوساكا 6-1 و7-5 على السلوفينية كايا جوفان في نهائي بطولة سان مالو المفتوحة التابعة لاتحاد لاعبات التنس المحترفات، لتفوز بأول لقب لها على الملاعب الرملية على أي مستوى، وكان ذلك أيضاً أول ألقابها منذ أن أصبحت أما في يوليو 2023.
وقالت أوساكا للصحفيين بعد فوزها 6-2 و6-3 على سارة إيراني المشاركة ببطاقة دعوة في الدور الأول من بطولة إيطاليا المفتوحة «أردت اكتساب الخبرة على الملاعب الرملية، لا أشعر بالكثير من الغرور في اللعب في تلك البطولة».
وأضافت «لا أمانع اللعب في الملاعب الفرعية إذا اضطررت إلى ذلك، لم يكن سبب عودتي هو اللعب على الملعب الرئيسي طوال الوقت، بل لأنني أستمتع باللعبة حقاً».
وقالت أوساكا إنها استوحت قرارها باللعب في سان مالو من أسطورة التنس أندريه أجاسي، الذي أحيا مسيرته في أواخر التسعينيات من خلال المنافسة في بطولات تشالنجر التابعة لاتحاد لاعبي التنس المحترفين.
وأضاف «أتذكر أنني قرأت كتاب أجاسي، كانت هناك لحظة قال فيها إنه كان يقلب لوحات النتائج الخاصة به، ثم جاء شخص وصرخ قائلاً «الصورة هي كل شيء»، أود أن أقول أن هذا الجزء من الكتاب خطر ببالي أكثر من غيره.
وتعاني المصنفة الأولى عالمياً سابقاً على الملاعب الرملية، إذ لم يسبق لها أن تجاوزت الدور الثالث في بطولة فرنسا المفتوحة التي ستخوض منافساتها في وقت لاحق من هذا الشهر.
وقالت أوساكا «أدخل هذه البطولة بانتصارات أكثر بكثير، من الواضح أنني أشعر براحة أكبر على الملاعب الرملية الآن، أشعر أن الملاعب الرملية تعتمد بشكل كبير على القوة.
وكان من المقرر أن تلعب أوساكا أمام المصنفة التاسعة باولا بادوسا اليوم الخميس في بطولة إيطاليا المفتوحة، لكن اللاعبة الإسبانية انسحبت بسبب الإصابة، لتفوز أوساكا بصعوبة 2-6 و7-5 و6-1 على السويسرية فيكتوريا جولوبيتش لتحقق انتصارها السادس تواليا على الملاعب الرملية.