أوكرانيا والناتو.. والانضمام الصعب
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
بعد سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفييتي ومعهما حلف وارسو، لم تعمد الولايات المتحدة إلى استغلال الفرصة لتحقيق الاستقرار في أوروبا والعالم، وبدء مرحلة جديدة في العلاقات الدولية تقوم على التعاون وتحقيق السلام، ومباشرة السعي إلى حل الأزمات العالمية الناتجة عن مرحلة الحرب الباردة، بل عمدت في ظل إدارتي بيل كلينتون وجورج بوش الابن إلى استغلال الوضع الدولي الجديد بالسعي إلى توسيع حلف الأطلسي شرقاً والاقتراب من الحدود الروسية.
تعمدت الولايات المتحدة وبسعي حثيث توسيع حلف الأطلسي شرقاً
واستغلت ضعف روسيا آنذاك، كما عمدت إلى توسيع وجودها العسكري في العالم على اعتبار أنها باتت القوة الوحيدة فيه بلا منازع، والقادرة على فرض سياساتها من دون أن ينافسها أحد.
وفي إطار سياسة التوسع هذه، انضمت في العام 1999 بولندا والمجر والتشيك إلى الحلف، ثم حصل توسع آخرعام 2004 بضم سبع دول من أوروبا الوسطى والشرقية هي بلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا.
في العام 2008 خلال قمة حلف الأطلسي في بوخارست حاول الرئيس الأمريكي جورج بوش توسيع الحلف أكثر بالسعي إلى ضم أوكرانيا وجورجيا، لكن محاولته باءت بالفشل، بعد أن وقفت ألمانيا بزعامة أنجيلا ميركل، وفرنسا بزعامة نيكولا ساركوزي ضد محاولة الضم "لعدم استفزاز روسيا"، رغم أن الرئيس الأوكراني آنذاك فيكتور يوشتشنكو بذل جهوداً كبيرة مع الأمريكيين للانضمام، ووعده الرئيس بوش بذلك.
تعمدت الولايات المتحدة وبسعي حثيث توسيع حلف الأطلسي شرقاً، رغم وجود تعهد بعدم توسيع الحلف بعد إعادة توحيد ألمانيا عام 1990، وهو ما أكده جاك ماتلوك آخر سفير أمريكي لدى الاتحاد السوفييتي الذي قال إن الغرب قدم "التزاماً واضحاً بعدم التوسع"، كما أن ميخائيل غورباتشوف، آخر رئيس سوفييتي كتب في مذكراته عام 1966، أنه "خلال مفاوضات توحيد ألمانيا، أعطى الغرب تأكيداً بعدم توسيع الناتو منطقة عملياته باتجاه الشرق".
في الوثائق الألمانية التي رفعت عنها السرية مؤخراً، نشرت مجلة دير شبيغل بعض الأوراق الرسمية التي تتحدث عن دور الولايات المتحدة في السعي إلى انضام أوكرانيا إلى الحلف وكيف أن ألمانيا وفرنسا عرقلتا هذه المحاولة.
تنقل الأوراق السرية عن السفير الألماني في بروكسل براندبورغ قوله لزملائه الأمريكيين "من المستحيل إقامة الأمن في أوروبا من دون روسيا، ومن الغباء محاولة القيام بذلك من دون روسيا".
كما تتحدث الأوراق عن أن ميركل كانت تتهرب من الحديث مع بوش حول الانضمام، واعترفت ميركل بالجهود التي يبذلها بوش وقالت بروح الدعابة "جورج، لقد لاحظت أنك تطلب من الأوروبيين التحدث معي عبر الهاتف، ثم أسألهم هل تتصلون نيابة عن جورج؟ وبعد ذلك أعلم أن الأمر كذلك.. إنه ليس موقفاً تكتيكياً، أنا لست من الأشخاص الذين يقولون شيئاً مختلفاً عما قلته في القمة".
في قمة فيلينوس الأخيرة لحلف الأطلسي، وفي غمرة الحرب المستعرة في أوكرانيا، جدد الرئيس الأوكراني زيلينسكي طلب الانضمام، عسى أن يستطيع جره إلى الحرب مباشرة ضد روسيا، لكن محاولته هذه المرة فشلت أيضاً، لأن الدخول في هذه الحرب يعني المغامرة بحرب عالمية ثالثة سوف تكون نتائجها مختلفة كثيراً عن الحربين العالميتين الأخيرتين.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الولایات المتحدة حلف الأطلسی
إقرأ أيضاً:
روسيا: عضوية أوكرانيا في الناتو غير مقبولة
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن عضوية أوكرانيا في الناتو غير مقبولة بالنسبة لروسيا.
وذكرت رويترز أنّ منشأة روسية لتوليد الغاز في بحر قزوين تعطّلت نتيجة هجوم أوكراني.
فيما أكد مصدر أمني أوكراني أنّ القوات الأوكرانية استهدفت منصة نفط روسية في البحر للمرة الأولى، في تصعيد لوتيرة الضربات المتبادلة بين الطرفين.
وأفادت وكالة تاس بأنّ القوات الروسية أحكمت سيطرتها على إحدى القرى في منطقة خاركيف شرق أوكرانيا.
في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية بين الجانبين على طول خطوط التماس.
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وشدّد سيرجي لافروف، وزير خارجية روسيا، خلال لقائه ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى موسكو، على ضرورة صياغة حزمة وثائق تضمن سلاماً دائماً مع أوكرانيا.
لافتاً إلى أن أي تسوية يجب أن تتضمن ضمانات أمنية لجميع الأطراف.
وأشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "بذل محاولات جادة" للتوصل إلى حل للنزاع الأوكراني خلال ولايته.
وأكد لافروف أن الولايات المتحدة، خلال إدارة الرئيس جو بايدن، كانت الداعم الأساسي لنظام كييف.
وأكد أن الدول الغربية فشلت في إلحاق خسائر استراتيجية بالاقتصاد الروسي على الرغم من العقوبات المتصاعدة.
واتهم لافروف الغرب بالسعي لتدمير الاقتصاد الروسي، مشيراً إلى أن قادة أوروبيين أقرّوا باستغلال اتفاقات مينسك لإعادة تجهيز أوكرانيا للحرب ضد موسكو.
وفي وقت سابق، قال الجيش الأوكراني إنه ضرب مصفاة ريازان النفطية الروسية في منطقة لوجانسك.
ويأتي ذلك في ضوء التصعيد الأوكراني الروسي للعام الثالث على التوالي.
وقال موقع أكسيوس الأمريكي إن المفاوضين الأمريكيين والأوكرانيين يستأنفون المحادثات لليوم الثاني في ميامي لبحث خطة ترمب للسلام.
واطلع ويتكوف وكوشنر الأوكرانيين على تفاصيل اجتماعهما مع بوتين وأفكار جديدة لسد الفجوات بين الطرفين.
وأصدرت وزارة الخارجية الألمانية بياناً قالت فيه إنه سيتعين على أوروبا الحوار مع روسيا في مرحلة ما.
يأتي ذلك في إطار المساعي الأوروبية لوضع حدٍ للحرب الأوكرانية المُستمرة منذ 3 سنوات.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في وقتٍ سابق، إن مهمة بلاده الأساسية في الوقت الحالي هي الحصول على "صورة كاملة" عمّا جرى طرحه خلال المحادثات التي عُقدت في موسكو.
وأوضح زيلينسكي أن الوفد الأوكراني سيواصل محادثاته مع فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في فلوريدا، بهدف الاطلاع على ما تم بحثه خلال الزيارة الروسية.
وأكد الرئيس الأوكراني استعداد بلاده للتعامل مع "أي سيناريوهات" قد تنشأ عن تطورات الأحداث، مشدداً على استمرار العمل مع الشركاء الدوليين للوصول إلى سلام عادل ومستدام.قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في وقتٍ سابق، إن وثيقة جنيف للسلام في أوكرانيا تم تطويرها بشكل جيد.
وقال ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، إن النقاشات المتعلقة بإنهاء الحرب في أوكرانيا ستستمر خلال الأسبوع الجاري، مع استعداد المبعوث الأميركي ويتكوف للسفر إلى موسكو لإجراء جولة جديدة من المحادثات.