رحلة القروض الصينية لأفريقيا من الصعود إلى التراجع
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
تراجع الإقراض الصيني خلال العامين الأخيرين بشكل ملفت، مخالفا حالة الصعود خلال العقدين الماضيين. وهذا التقرير يناقش الأسباب وراء هذا التراجع.
تمكنت الصين خلال ما يزيد على 20 عاما من أن تحتل موقع الصدارة في أفريقيا من حيث النشاط الاقتصادي، خاصة الإقراض الموجه لتمويل مشاريع البنية التحتية، وساعدت في نجاحها هذا الحاجة المتبادلة للطرفين، ونأي بكين بنفسها عن القضايا والمشكلات الداخلية للدول الأفريقية، وهو ما أهلها لتعزيز الثقة وتعميق الشراكة مع هذه الدول.
واستخدمت الصين لتحقيق أهدافها الاستثمارية في أفريقيا عدة أذرع؛ أبرزها منتدى التعاون الصيني الأفريقي الذي أُنشئ عام 2000، ومجلس الأعمال الصيني الأفريقي الذي أنشئ في 2004.
تشير تقارير البنك الدولي إلى أن قروض الصين للدول الأفريقية بلغت خلال 20 عاما نحو 696 مليار دولار، في حين تقدر تقارير حول أسواق الاستدانة في أفريقيا بأن القارة كانت وجهة لنحو 12% من إجمالي عمليات الإقراض الدولي الصينية للقطاعين العام والخاص.
وتقول هذه التقارير إن إجمالي القروض الصينية لدول القارة تضاعف نحو 5 مرات في الفترة بين 2000 و2020، بينما تركز توجه الأموال الصينية للاستثمار في البنية التحتية.
ورغم ارتفاع القروض الصينية لأفريقيا على مدى عقدين فإن الدراسات الأخيرة لصندوق النقد الدولي أشارت إلى حاجة أفريقيا لنحو 285 مليار دولار لاستكمال البنية التحتية الحيوية.
كما أشارت إلى أن نحو 20 دولة أفريقية معرضة لمخاطر ضائقة الديون حيث تتجاوز نسبة الدين لديها 50% من الناتج المحلي الإجمالي، وأن نحو 20% من الديون الخارجية الأفريقية مستحقة للصين.
وهناك 10 دول أفريقية يشار إليها بوصفها أكثر الدول الأفريقية استدانة من الصين، وفقا لصندوق النقد.
القروض الصينية والغربيةلا تنفرد الحكومة الصينية وأذرعها المالية في مجال الإقراض للقارة السمراء، بل هناك مؤسسات وبنوك تجارية تشارك في هذا النوع من أنشطة الإقراض.
ولدى السلطات في بكين مجموعة متنوعة من أدوات الإقراض، وذكر مركز التنمية العالمية في دراسة قام بها فريق بحثي -على 535 صفقة على صعيد البنية التحتية تم تمويلها بين القطاعين العام والخاص وتم تنفيذها في أفريقيا جنوب الصحراء بين 2007 و2020- أن الصين قدمت تمويلا قدره 23 مليار دولار، بينما قدمت مؤسسات التمويل الكبرى الأخرى مجتمعة 9.1 مليارات دولار، وأن مؤسسات التمويل الأميركية الكبرى لم تقدم سوى 1.9 مليار دولار قروضا لمشروعات البنية التحتية في تلك الفترة.
سمات القرض الصيني
لا شك أن سياسة الإقراض الصينية لها ما يميزها عن غيرها من مؤسسات الإقراض العديدة على المستوى الدولي، ومن أبرزها:
قروض الميسرة من "إكسيم بنك" (بنك التصدير والاستيراد الصيني المملوك للدولة)، وتمنح هذه القروض المقومة باليوان للمؤسسات الحكومية، وبشروط أقل من شروط السوق. القروض الصينية يتم استثمارها في البنية التحتية، وهي أكثر ما تحتاجه أفريقيا، بينما القروض الغربية، لا يتم استثمارها في هذا المجال فضلا عن أن فوائدها عالية، وأحيانا يتم بيعها لصندوق النقد الدولي. لا تضع الصين شروطا مسبقة مقابل القروض كما تفعل الدول الغربية، خاصة من ناحية اشتراط تبني النهج الليبرالي وسياسات حقوق الإنسان كشرط للتنمية. تراجع الإقراض الصينيتشير دراسة قام بها مركز سياسات التنمية العالمية بجامعة بوسطن بالولايات المتحدة إلى تراجع في تدفقات الأموال الصينية للتنمية الخارجية، محذرة من حدوث تداعيات على أفريقيا.
الدراسة أفادت بأن مؤسستين رئيسيتين في الصين -هما بنك التنمية الصيني وبنك التصدير والاستيراد- لم يتجاوز ما التزما به 10 التزامات تجاه الدول الأفريقية قيمتها 1.5 مليار دور بين عامي 2020 و2022، وهو ما يُعد أدنى مستوى خلال السنوات الأخيرة.
ويعد هذا المبلغ صغيرا لم تشهده القارة منذ منتصف العقد الأول من القرن الحالي، حيث انخفض الالتزام بنسبة 77% عن عام 2019 عندما وقعت الصين 32 اتفاقية قرض بقيمة 8.2 مليارات دولار.
وخلصت الدراسة إلى أن أهم أسباب تراجع حجم القروض الصينية يعود إلى تركيز الصين في أولوياتها على الداخل الصيني استجابة لتداعيات جائحة كورونا وتأثيرها الاقتصادي.
وتحولت الصين من مشاريع البنية التحتية الضخمة إلى مشاريع أصغر مضمونة الربح، وقليلة المخاطر، خاصة للقطاع الخاص في إطار مبادرة الحزام والطريق.
إضافة إلى ذلك، تراجعت قدرة المقترضين في أفريقيا على تحمل ديون إضافية تجنبا للانتقادات اللاذعة التي تصف القروض الصينية بأنها فخاخ ونوع من أنواع الهيمنة أو دبلوماسية الديون الصينية كما يصفه المسؤولون الغربيون.
ويدافع الصينيون عن أنفسهم ضد الدعاية الغربية التي تقول إن الصين تحاصر أفريقيا بالديون، وذكرت الخارجية الصينية في بداية هذا العام أن الصين وأفريقيا يتقاسمان السراء والضراء في طريق التنمية المشتركة، وأن بكين ملتزمة بمساعدة أفريقيا من خلال تخفيف الديون، حيث توصلت إلى توافقات مع 19 دولة بالقارة السمراء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: البنیة التحتیة ملیار دولار فی أفریقیا
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة قناة السويس يتفقد مشروعات التطوير ورفع كفاءة البنية التحتية للمنشآت الطبية
أشاد رئيس جامعة قناة السويس الدكتور ناصر مندور، بجودة الخدمات المقدمة للمرضى في المجمع الطبي، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة تسهيل الإجراءات وتحقيق أعلى درجات الرعاية الطبية، بما يخفف الأعباء عن كاهل المرضى المترددين.
جاء ذلك خلال تفقد رئيس جامعة قناة السويس، المجمع الطبي الجامعي، وذلك في إطار متابعة تنفيذ مشروعات التطوير ورفع كفاءة البنية التحتية للمنشآت الطبية بالجامعة والارتقاء بالخدمات المقدمة لأبناء إقليم القناة وسيناء، حيث بدأت الجولة بتفقد مركز الأورام والطب النووي؛ للاطمئنان على سير العمل بالمركز.
وأشاد رئيس جامعة قناة السويس- بحسب بيان، اليوم، الثلاثاء- بالإمكانات الفنية المتوفرة داخل مركز الأورام والطب النووي، والتي تضم أحدث أجهزة الأشعة ووحدات العلاج الكيميائي والإشعاعي، والتي توفر تقديم خدمة طبية متكاملة في زمن قياسي بطاقة استيعابية تصل إلى 13 مريضا يوميا.
وتفقد رئيس الجامعة كذلك وحدة الأشعة، والتي شهدت مؤخراً أعمال تطوير شاملة، إلى جانب مبنى سكن الأطباء الذي خضع لرفع كفاءة كاملة على مستوى البنية التحتية، بما يواكب معايير الجودة والاعتماد، مؤكداً أن الجامعة تضع ملف الاعتماد على رأس أولوياتها بما يعكس التزامها بتقديم خدمة طبية تليق بالمواطن المصري.
وتواصل جامعة قناة السويس تنفيذ خطة طموحة لتطوير المنظومة الصحية داخل المجمع الطبي الجامعي كان من أبرز محاورها مشروع مستشفى طب وجراحة الأطفال، الذي شهد الانتهاء من تنفيذ الدور الأول تمهيدا لتجهيزه وبدء تشغيله.
وأشار الدكتور ناصر مندور إلى أن المستشفى يهدف إلى تقديم رعاية صحية متخصصة للأطفال وفقا لأعلى المعايير الطبية، مع التركيز على تخفيف العبء عن أسر المرضى في إقليم القناة وسيناء.
وواصل رئيس الجامعة جولته داخل المستشفى التخصصي لجامعة قناة السويس؛ لمتابعة أعمال التطوير الشاملة التي تشهدها المستشفى في إطار خطة الجامعة لرفع كفاءة البنية التحتية وتعزيز أنظمة الحماية والسلامة.
واستمع الدكتور ناصر مندور، إلى عرض تفصيلي حول الأعمال الجارية لتحديث منظومة الإطفاء والحريق بالمستشفى، والتي تضمنت تغيير شبكة الحريق الأرضية، وصيانة محطة الحريق ومحطات غاز ثاني أكسيد الكربون الخاصة بالمحولات والمولدات إلى جانب تركيب صناديق حريق خارجية من مادة الاستانلس ستيل.
كما تم تحويل نظام الإنذار من النظام التقليدي إلى النظام الذكي، بما يجعله مطابقاً للكود المصري للحماية والسلامة.
وشملت الجولة تفقد نظام الصوتيات الجديد الذي تم توريده وتركيبه ويضم 200 سماعة تغطي جميع أدوار المستشفى مع إمكانية التوجيه الصوتي المنفصل لكل طابق على حدة، ما يُحسن من فعالية التواصل في حالات الطوارئ، كما تم استكمال نظام استدعاء التمريض بكفاءة عالية لضمان سرعة الاستجابة داخل الأقسام.
وأكد الدكتور ناصر مندور، أن ما يتم من تطوير بالمستشفى التخصصي يعكس التزام الجامعة بتقديم خدمات صحية عالية الجودة وفقا لمعايير الاعتماد والرقابة الصحية، مشيداً بجاهزية المستشفى الفنية والتقنية التي تدعم تقديم رعاية طبية آمنة ومتكاملة لأبناء إقليم القناة وسيناء.