انطلاق مناورات بحرية كورية جنوبية أميركية وبيونغ يانغ تنتقد تحذيرات سول
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
بدأت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة اليوم الاثنين مناورات مشتركة في البحر الشرقي اليوم، في حين انتقدت كوريا الشمالية تحذيرات الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك يول بشأن تعاونها العسكري المحتمل مع روسيا، ووصفت تصريحاته بالهستيرية.
ونقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن البحرية قولها إن المناورات التي تستمر 3 أيام تشارك بها 9 قطع بحرية وطائرتا دورية من الجانبين، لتعزيز الجاهزية ضد التهديدات العسكرية المتنامية من كوريا الشمالية، وفقا لما أعلنته البحرية الكورية الجنوبية.
ونقلت يونهاب عن الأدميرال كيم إن هو، الذي يقود الجانب الكوري الجنوبي خلال المناورات، قوله إن "هذا التدريب سيكون بمثابة فرصة لردع التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية والرد عليها بشكل فعال وتعزيز الموقف الدفاعي المشترك بشكل أكبر".
وواصلت بيونغ يانغ تصعيد التوترات في شبه الجزيرة الكورية، وتعهدت بإطلاق قمر اصطناعي للتجسس العسكري الشهر المقبل بعد محاولتين فاشلتين في مايو/ أيار وأغسطس/آب الماضيين.
كما أقامت حفل إطلاق غواصة "هجوم نووي تكتيكي" جديدة في وقت سابق من الشهر الجاري.
في غضون ذلك، هاجمت كوريا الشمالية الزعيم الكوري الجنوبي يون سيوك يول، وقالت إنه "افترى بشكل خبيث" على علاقاتها مع روسيا.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية: "الخائن الدمية يون سيوك يول افترى بشكل خبيث على العلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا"، مضيفة "لقد كانت قمة السخرية أن يتصرف الرئيس الدمية الذي يفتقر للمعرفة السياسية الأولية والحس السليم بالعلاقات الدولية بوقاحة، وتطوع كنافخ بوق ذليل ومكبر صوت للولايات المتحدة".
واعتبرت الوكالة أنه من الطبيعي أن تحافظ الدول المجاورة على علاقات وثيقة مع بعضها البعض، وأن تطوير الصداقة والتعاون بين الدول هو حق مشروع لدولة ذات سيادة وأساس السلام والاستقرار الإقليميين والعالميين.
ووفقا لوكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية، فإن يون كان قد قال في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن أي صفقة أسلحة بين بيونغ يانغ وموسكو ستعتبر "استفزازا مباشرا" ضد كوريا الجنوبية، وسط مخاوف متزايدة بشأن التعاون العسكري بينهما في أعقاب قمة بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 13 سبتمبر/ أيلول الجاري، في أول رحلة لكيم إلى الخارج منذ 4 سنوات.
ويقول خبراء إن موسكو تسعى للحصول من بيونغ يانغ على مخزونها من قذائف المدفعية التي تحتاج إليها في حربها بأوكرانيا، في حين تريد بيونغ يانغ الحصول من روسيا على مساعدة لتحديث عتادها القديم الذي يعود إلى الحقبة السوفياتية وبخاصة عتاد قواتها الجوية والبحرية، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وأجرت كوريا الشمالية، منذ مطلع العام، سلسلة تجارب عسكرية، كان آخرها إطلاق صاروخين باليستيين قصيري المدى في 30 أغسطس/آب الماضي.
وأعلنت بيونغ يانغ في أغسطس/آب الماضي فشل محاولتها الثانية في غضون 3 أشهر لإطلاق قمر اصطناعي لأغراض التجسّس، ووعدت بمحاولة جديدة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، في خطوة لاقت تنديدا دوليا واسعا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: کوریا الشمالیة بیونغ یانغ
إقرأ أيضاً:
اكتشاف بكتيريا بحرية تمهد لعلاج جديد للسرطان
أعلن معهد "جي بي إلياكوف" للكيمياء الحيوية العضوية في المحيط الهادئ عن اكتشاف جديد قام به علماء روس من منطقة بريموري، حيث حددوا مادة مستخلصة من بكتيريا بحرية يمكنها التسبب في موت الخلايا السرطانية.
وفقًا للتقرير الصادر عن المعهد، تتزايد الجهود البحثية التي تستهدف المحيط العالمي بحثًا عن مصادر جديدة لعلاجات فعالة ضد السرطان، إذ يُعد المحيط مستودعًا غنيًا بمواد نادرة ومعقدة قد تُحدث نقلة نوعية في هذا المجال. وقد تمكن باحثو معهد المحيط الهادئ للكيمياء الحيوية العضوية، التابع لأكاديمية العلوم الروسية في الشرق الأقصى، من تحقيق إنجاز علمي مهم يتمثل في الكشف عن إمكانات مميزة لمركب سكري (عديد السكاريد) من بكتيريا بحرية تدعى "كوبيتيا مارينا". يُظهر هذا المركب قدرة على تحفيز عملية التدمير الذاتي لخلايا سرطان الدم النقوي الحاد بشكل انتقائي، دون إلحاق الضرر بالخلايا الطبيعية.
تشير الدراسة إلى أن عديد السكاريد الكبسولي المستخلص من هذه البكتيريا يثبط نمو خلايا سرطان الدم البشري من نوع "HL-60"، وهو يُعتبر نموذجًا لدراسة المرض. وما يميّز هذا المركب هو التأثير الانتقائي الذي أظهره، حيث يقتل الخلايا السرطانية دون أن يضرّ بالخلايا اللمفاوية الطبيعية الموجودة في الدم المحيطي. ومن هذا المنطلق، قد تكون الأدوية المستقبلية التي تعتمد عليه أقل سمّيّة وأكثر أمانًا بالنسبة للمرضى.
بحث العلماء أيضًا الآلية الدقيقة لعمل هذا المركب، واتضح أن تأثيره يعتمد على مسارين مستقلين. في المسار الأول، يفعّل عديد السكاريد إنتاج بروتين "TNF-α" أو عامل نخر الورم ألفا. يعمل هذا البروتين على تنشيط ما يُعرف بـ"مستقبلات الموت" على سطح الخلايا السرطانية، مما يؤدي إلى تنشيط سلسلة تفاعلات بيولوجية تشمل إنزيم "كاسباس-8". أما المسار الثاني، فيستهدف الميتوكوندريا داخل الخلية، وهي العضيات المسؤولة عن توفير الطاقة؛ حيث يُلغي جهد غشاء الميتوكوندريا متسببًا في إطلاق إشارات تحفّز إنزيم "كاسباس-9". يؤدي هذا بدوره إلى إجهاد تأكسدي نتيجة زيادة جزيئات الأكسجين التفاعلية داخل الخلية، كما يغير توازن البروتينات المرتبطة ببقاء الخلية من عائلة "Bcl-2".
يُجمع العلماء على أن كلا المسارين ينتهيان إلى تنشيط إنزيم "كاسباس-3"، الذي يتولى عملية تدمير الخلايا السرطانية بشكل نهائي. علاوة على ذلك، أظهرت التجارب أهمية البنية الكيميائية لعديد السكاريد في وظيفته الحيوية؛ فعند إزالة مجموعات الكبريتات من هذه المادة، فقدت قدرتها بالكامل على تحفيز موت الخلايا السرطانية وإنتاج عامل نخر الورم أو التسبب بالإجهاد التأكسدي. وبالتالي، تلعب مجموعات الكبريتات دورًا محوريًا في فعالية المادة البيولوجية.
رغم أن هذا الاكتشاف يمثل تقدمًا واعدًا في مجال الأبحاث الدوائية، يشير الفريق العلمي إلى أنه لا تزال هناك خطوات عديدة قبل الوصول إلى تطوير دواء فعال. ومع ذلك، تؤكد هذه النتائج الإمكانات الهائلة للكائنات الدقيقة البحرية كمصادر غنية بمركبات فريدة قد تكون أدوية المستقبل. وسيعمل العلماء الآن على دراسة فعالية هذه الآلية في أنواع أخرى من السرطان وتقييم سلامتها على الحيوانات كجزء من المرحلة المقبلة من البحث.