ليست صحافة بل مسرحية.. هذا ما قاله 3 صحفيين أجانب زاروا غزة بمرافقة إسرائيلية
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
قالت لجنة حماية الصحفيين، بعد الاطلاع على تجارب 3 صحفيين أجانب سُمح لهم بدخول قطاع غزة ضمن جولات من تنظيم الجيش الإسرائيلي، إن الجولات المنسقة قيّدت حركة الصحفيين، ووجهتهم على نحو مدروس إلى زوايا إخبارية معدّة مسبقا، وفرضت مراجعة المحتوى الإخباري قبل نشره.
ومنذ شنّها حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، منعت إسرائيل الصحفيين الدوليين من دخول غزة بشكل مستقل، تاركة للصحفيين الفلسطينيين مهمة توثيق مجريات الحرب وتحمل عبء التغطية من الخطوط الأمامية في ظروف صعبة ومهددة للحياة.
وحتى اليوم سجّل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة استشهاد 257 صحفيا، جراء استهدافات إسرائيلية مباشرة لمحاصرة الرواية، وإسكات السردية الفلسطينية.
ورفض 3 صحفيين آخرون طلبت منهم اللجنة الدولية التعليق على تجربتهم في الرحلات الخاضعة للرقابة العسكرية الإسرائيلية، تحت ذريعة "الخوف من الانتقام".
عرض هذا المنشور على Instagramتمت مشاركة منشور بواسطة NPR (@npr)
لم يكن عملا صحفيا بل مسرحيةونُسّق دخول الصحفيين إلى غزة بعناية، وكان أقرب إلى الأداء المسرحي منه إلى التغطية الصحفية، وفق وصفهم.
ودخلت مراسلة "فرانس 24" نوغا تارنوبولسكي غزة ضمن عدد محدود من الصحفيين الأجانب، اختارته وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي من قائمة الصحفيين التي قدمتها رابطة الصحافة الأجنبية.
وفي نقطة الالتقاء بالقرب من نير عوز، قالت تارنوبولسكي للجنة حماية الصحفيين: "عُرضت على الصحفيين خريطتان، واحدة رسمية وأخرى غير رسمية، ولم توفر أي منهما معلومات مفيدة"، وأكدت أن "الخط الأصفر" الذي يفترض أنه يحدد حدود التغطية الصحفية "لا وجود له في الواقع".
ونُقلت المجموعة التي كانت من بينهم تارنوبولسكي في "شاحنات مغطاة بأقمشة إلى قاعدة صغيرة داخل غزة أُنشئت بعد وقف إطلاق النار"، ومن على كثبان رملية، شاهدوا أنقاض حي الشجاعية من بعيد.
إعلانوأكدت تارنوبولسكي أن الصحفيين لم يتمكنوا من التحرك بحرية أو الاقتراب من المدنيين أو التوثيق بشكل مستقل، وأضافت "سُمح لكل منهم بإجراء مقابلة قصيرة وتحت الرقابة مع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي".
وقالت: "كان كل شيء معدا مسبقا، لم نرَ أي شخص، ولم نتمكن من توثيق أي شيء، لم يكن هذا عملا صحفيا بل كان مسرحية".
لم نتحدث إلى أي فلسطينيوقالت الصحفية المستقلة أندريا كروغمان المقيمة في الشرق الأوسط إن الزيارات التي رافقها الجيش الإسرائيلي لم توفر أي فرص ذات مغزى لإعداد تقارير صحفية.
وأضافت أن الصحفيين كانوا محصورين بالكامل في قواعد جيش الاحتلال، ولم يُسمح لهم بمقابلة أي فلسطيني، وقالت: "تحدثنا فقط إلى الأشخاص الذين وافق عليهم الجيش، وبشكل أساسي المتحدث باسم الجيش واثنان من الجنود".
وأوضحت كروغمان التي تراسل عدة وسائل إعلامية من بينها وكالة الأنباء الكاثوليكية الألمانية (KNA) أن جميع المواد الأولية المعدة للنشر (الصور أو مقاطع الفيديو) كان يجب عرضها على الجيش مسبقا، كما هو معتاد عند إعداد تقارير من منشآت عسكرية.
ووافق جيش الاحتلال على محتوى الصحفية، مع طلب بإخفاء اسم لافتة على الطريق، لكنها أكدت بالقول: "لا يمكن أن تحل الجولة محل زيارة مستقلة، لأن الجيش يقرر أين ومتى نذهب، ومن نتحدث إليه".
واستغرقت الجولة قرابة 90 دقيقة، وتضمنت التنقل بين القواعد، ولم تمتد أبدا إلى المناطق المدنية، وفق الصحفيين الذين أكدوا أن الجنود وجدوا صعوبة في تحديد ما يسمى بالخط الأصفر.
وأكد الصحفي الأميركي مراسل شبكة "إن بي آر" دانيال إسترين حديث الصحفيتين، ووصف الرحلة بالقول إنها "جولة عسكرية خاضعة لرقابة مشددة.. ترى ما يريد الجيش أن تراه"، وقال إن موقعه المتميز سمح له بمشاهدة "الدمار الممتد على مد البصر" في حي الشجاعية، مؤكدا أن التجربة لم تُغن عن التغطية الصحفية الحرة.
وأكد إسترين أن القيود التي فرضها الجيش الإسرائيلي تبرر الاستياء العالمي من حظر دخول الصحافة الأجنبية إلى غزة، مؤكدا على عدم التمكن من مقابلة الفلسطينيين، والبقاء فقط في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي.
وعلى مدى عامي حرب الإبادة الإسرائيلية، طالبت لجنة حماية الصحفيين إسرائيل مرارا وتكرارا برفع حظرها على وصول وسائل الإعلام، مؤكدة أن المرافقين الإسرائيليين للصحفيين كانوا بمثابة أدوات للدعاية الإسرائيلية، وأن طبيعة الجولات لا تتوافق مع الممارسات المقبولة دوليا.
محو الأدلة وتدمير ذاكرة الجريمةوأكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيانات سابقة أن إسرائيل تواصل، بشكل منظم ومؤسساتي، تنفيذ سياسة منهجية لطمس الأدلة المادية على الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ارتكبتها على مدار عامين في قطاع غزة، بإجراءات ميدانية وإدارية متسلسلة، تشمل منع دخول الصحفيين الدوليين ولجان التحقيق المستقلة، في محاولة لإعاقة أي تحقيق جنائي أو توثيق ميداني يرسّخ الحقيقة ويُثبت مسؤوليتها القانونية.
ونبّه إلى أن أي تأخير في دخول الصحفيين الدوليين إلى غزة سيمنح إسرائيل مزيدا من الوقت لاستكمال محو الأدلة والشواهد المادية وتدمير ذاكرة الجريمة.
إعلانوقبل أسبوعين، أرجأت المحكمة العليا الإسرائيلية للمرة الثامنة البت في قرار السماح لوسائل الإعلام الدولية بالوصول بحرية إلى قطاع غزة، ووافقت مرة أخرى على طلب الحكومة الإسرائيلية بمزيد من الوقت لتقديم رد على التماس قدمته رابطة الصحفيين الأجانب في إسرائيل قبل نحو 15 شهرا، للمطالبة بدخول الصحفيين الدوليين إلى القطاع.
وردا على القرار الأخير، اتهمت الرابطة حكومة بنيامين نتنياهو -المطلوب للجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة- باستخدام تكتيكات المماطلة لمنع دخول الصحفيين، وقالت إن التأجيل المتكرر حوّل الإجراءات القانونية إلى سخرية.
وكان موقع "واي نت" الإسرائيلي كشف عن أن إسرائيل تستعد لـ"حرب دعاية" قبل دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة، حيث تخطط لجولات ميدانية للصحفيين بإشراف الجيش الإسرائيلي لعرض شواهد مزعومة تبرر حرب الإبادة الجماعية على القطاع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات حريات الصحفیین الدولیین الجیش الإسرائیلی دخول الصحفیین قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
أبرز هجمات الجيش الإسرائيلي على قوات اليونيفيل في لبنان
نتعرف في هذا العرض على أبرز هذه الهجمات خلال العامين الأخيرين.
Published On 8/12/20258/12/2025|آخر تحديث: 11:23 (توقيت مكة)آخر تحديث: 11:23 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ