الجزيرة:
2025-12-12@22:25:16 GMT

أمهات ليبيات يخلدن درنة في أسماء المواليد الجدد

تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT

أمهات ليبيات يخلدن درنة في أسماء المواليد الجدد

"ماتت درنة وولدت أخريات"، هكذا اختارت أمهات ليبيات تخليد اسم المدينة في أسماء المواليد الجدد، بعد أسبوعين من الفيضانات المدمّرة الناجمة عن الإعصار دانيال التي خلّفت آلاف الضحايا بين قتيل ومفقود.

وقالت الطبيبة الليبية المتخصصة في التوليد، إيمان القطورني، إن موت درنة معناه موت السكان ودمار المدينة التي جرفت الفيضانات والإعصار نحو ربع منازلها، وأخفت مبانيها مع سكانها وقذفت بهم في البحر، إذ لا تزال عمليات انتشال الجثث مستمرة حتى اليوم، بعد مرور 14 يوما على الكارثة.

أما ولادة درنة، فتقصد الطبيبة إيمان بذلك: حالات الولادة التي شاركت فيها النساء الحوامل الناجيات من الموت في مدينة درنة عقب يومين من الإعصار، وقالت، إن جُلّ المواليد من الإناث سُمّين باسم درنة.

وعقب الكارثة التي حلّت بالمدينة الليبية الشرقية، انتقلت الطبيبة إيمان القطروني بصحبة فريق من نساء تخصص التوليد، من مدينة بنغازي إلى المدينة المنكوبة للعناية بالنساء هناك، خاصة في ظل خروج معظم مستشفيات المدينة عن الخدمة بسبب الفيضانات.


ولادات وتسميات

وعن أصعب حالات الولادة التي مرّت على الطبيبة إيمان في مدينة درنة، فقد كانت لامرأة فقدت والدها وأمها وشقيقها جراء الفيضانات.

وبسبب خسارتها لأفراد عائلتها كانت السيدة الليبية فاقدة لشغف الحياة، وبسبب حالتها النفسية السيئة والإجهاد الكبير الذي تعرضت له، تعسّرت حالة الولادة، لكنها انتهت في الأخير باحتضانها طفلها الصغير، الذي أطلقت عليه اسم "كمال"، وهو اسم شقيقها الذي قضى في الفيضانات.

ومثلما لم تغِب أسماء من قضوا في هذه الفيضانات، فإن الأسماء المستوحاة من وحي ما عاشته العائلات الليبية حاضرة أيضا، فعلى الرغم من ولادتها المتعسّرة اختارت سيدة ليبية تسمية ابنتها "يسير"؛ لييسّر الله على أهل مدينتها درنة وليبيا، وفق ما نقلت عنها الطبيبة إيمان.

وتقول إحدى الأمهات اللائي ولدن بعد 48 ساعة من الإعصار وهي تدعى فائزة، إنها سمّت ابنتها درنة لكنها لا تتمنى لها مصير المدينة نفسه.

وتتابع القول، سمّيت طفلتي درنة مع أني أخاف أن يذكرنا اسمها عندما تكبر بولادتها في عام الإعصار، الذي سيترك لنا مآسي وجراحا في القلب.

وتضيف أم درنة، نجوت من الإعصار وكذلك عائلتي نجت جميعها، لكن جيراني في العمارة السكنية ذاتها لا يزالون مفقودين.

وتختم قائلة، ربما ماتت درنة المدينة لكنها ولدت -كذلك- وطنا، مشيرة لتكاتف الليبيين ووحدتهم شرقا وغربا وجنوبا ضد الكارثة التي حلت بدرنة.


عاصفة وخسائر

وفي 10 سبتمبر/أيلول الجاري، اجتاحت عاصفة ناجمة عن الإعصار المتوسطي دانيال مناطق عدة شرقي ليبيا، أبرزها: مدن بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، بالإضافة إلى مناطق أخرى بينها درنة، التي كانت المتضرر الأكبر.

وكانت درنة أكثر المدن تضررا، وذلك بعد انهيار سدّين كبيرين بسبب السيول المنحدرة من الجبال، بفعل غزارة الأمطار التي جلبها الإعصار، الأمر الذي تسبب في تسجيل أكبر عدد من الوفيات، إضافة لآلاف المفقودين في المدينة.

و24 سبتمبر/أيلول الجاري، أعلنت لجنة تابعة للحكومة المكلفة من البرلمان، ارتفاع حصيلة القتلى إلى 3868 حالة وفاة، مرشحة ارتفاع الحصيلة بشكل كبير.

وهذه الحصيلة قريبة من أخرى أعلنتها منظمة الصحة العالمية، في 16 سبتمبر/أيلول الجاري، حين أفادت بمصرع 3958 شخصا، وفقدان أكثر من 9 آلاف آخرين.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الفيضانات الشديدة في آسيا تتفاقم بفعل التغير المناخي

بانكوك "أ.ف.ب": ساهم ارتفاع حرارة البحار وتزايد غزارة الأمطار المرتبطان بالتغير المناخي في التسبب بالفيضانات التي أوقعت مئات القتلى مؤخرا في إندونيسيا وسريلانكا، ولا سيما مع اقترانها بالخصائص الجغرافية في البلدين، على ما أوضح علماء أمس. وترافقت عاصفتان استوائيتان مع انهمار كميات هائلة من الأمطار على المنطقة الشهر الماضي، ما أثار انهيارات أرضية وفيضانات أودت بأكثر من 600 شخص في سريلانكا وحوالى ألف في إندونيسيا، كما أصيب الآلاف بجروح وما زال المئات في عداد المفقودين. وعددت دراسة سريعة للعاصفتين أجرتها مجموعة دولية من العلماء العوامل المختلفة التي تسبب تضافرها بالكارثة. ومن بين هذه العوامل هطول أمطار أكثر غزارة وارتفاع حرارة البحار على ارتباط بالتغير المناخي، بالإضافة إلى ظواهر جوية مثل "إلنينيا" و"ثنائية القطب" في المحيط الهندي. وقالت مريم زكريا الباحثة في كلية إمبيريال كولدج في لندن وهي من واضعي الدراسة، إن "التغير المناخي هو عامل على الأقل من العوامل التي تساهم في تزايد المتساقطات القصوى التي نشهدها". ولم تنجح الأبحاث في تحديد مدى تأثير التغير المناخي بصورة دقيقة، لأن النماذج لا تعكس بصورة كاملة بعض الظواهر المناخية الموسمية والمحلية، على ما أوضح الباحثون. غير أنهم لاحظوا أن التغير المناخي زاد من حدة الأمطار الغزيرة في البلدين خلال العقود الأخيرة وساهم في ارتفاع حرارة سطح البحر، ما يمكن أن يزيد من شدة العواصف. وأوضحت زكريا متحدثة للصحافيين أن عدد الأمطار القصوى في مضيق ملقة بين ماليزيا وإندونيسيا "ازداد بحوالى 9 إلى 50% بسبب ارتفاع الحرارة في العالم". وتابعت أنه "في سريلانكا، فإن التوجهات أكثر حدة، إذ باتت الأمطار الغزيرة أكثر كثافة بـ28 إلى 160% بسبب الاحترار الذي لاحظناه". كما أن عوامل أخرى تساهم أيضا في هذا التوجه، مثل إزالة الغابات والتضاريس الجغرافية التي توجه الأمطار الغزيرة إلى السهول المكتظة بالسكان. وما زاد من حدة الأمطار والفيضانات، تزامنها مع موسم الرياح في المنطقة، ولو أن حجم الكارثة يكاد يكون غير مسبوق. ويحذر العلماء من أن تغير المناخ الناتج من النشاط البشري يجعل الظواهر المناخية القصوى أكثر تواترا وشدة وتدميرا.

مقالات مشابهة

  • بالصور.. أفراد من داخلية الحكومة الليبية يتلقون تدريبات على مكافحة الشغب في بيلاروسيا
  • إضافة المواليد الجدد على بطاقة التموين 2025.. خطوات وشروط التقديم
  • هل يوجد إضافة المواليد الجدد على بطاقات التموين؟
  • أهالي محافظة السليمانية بكردستان العراق يكافحون لإزالة آثار الفيضانات
  • الفيضانات الشديدة في آسيا تتفاقم بفعل التغير المناخي
  • الإمارات تتضامن مع العراق وتعزي في ضحايا الفيضانات والسيول في إقليم كردستان
  • «أمهات مصر»: 93% من أولياء الأمور يؤيدون منع السوشيال ميديا للأطفال أقل من 16 عامًا
  • بعثة الأمم المتحدة تشدد على مركزية حقوق الإنسان في خارطة الطريق الليبية
  • إضافة المواليد الجدد على بطاقة التموين قبل نهاية 2025
  • الخارجية بالحكومة الليبية تستدعي القنصل اليوناني احتجاجًا على تصريحات تمس السيادة