السودان وإثيوبيا.. الصراعات تهدد القرن الأفريقي
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
الحرة / ترجمات – واشنطن
سلط تقرير لمجلة "ذا ناشيونال إنترست" الضوء على حالة عدم الاستقرار السياسي في إثيوبيا والسودان والتي باتت تهدد بتقسيم منطقة القرن الأفريقي، ما يدفع المنطقة إلى مزيد من الاضطرابات.
وذكر التقرير أن الحرب الأهلية في السودان تختلف بشكل كبير عن الصراعات الأهلية الأفريقية الأخرى بسبب حجم القوات المسلحة السودانية، التي تضم 200 ألف جندي، ويواجهون قوات الدعم السريع التي يتراوح عددها بين 70 ألفا و150 ألفا.
وأوضحت أن الطرفين يتنافسان من أجل السيطرة على الدولة، خاصة لما تتمتع به من موارد طبيعية هائلة.
وأشارت إلى أن قوات الدعم السريع ليست مجرد منظمة شبه عسكري، بل يمتد نفوذها الاقتصادي إلى قطاعات مثل الخدمات المصرفية، وخدمات المرتزقة، والتعدين، خاصة تهريب الذهب، والإعلام، والتجارة غير المشروعة عبر الحدود، ما يثري هذه القوات.
وفي الوقت نفسه، ذكرت المجلة أن القوات المسلحة السودانية تدير أكثر من 200 مؤسسة تجارية، بما في ذلك الزراعة وتعدين الذهب وتجهيز الماشية.
وبالتالي، ترى المجلة أنهر مع استمرار تفاقم الأزمة في السودان، فإن النتيجة المحتملة هي صراع طويل الأمد بين الفصيلين، ما يدفع السودان نحو مصير الصومال و ليبيا.
إثيوبيا
وفيما يتعلق بإثيوبيا، أوضحت المجلة أن الصراع العرقي والإقليمي المستمر في إثيوبيا، والذي يشمل نظام رئيس الوزراء أبي أحمد، وجبهة تحرير شعب تيغراي، وجماعتي الأورومو والأمهرة العرقيتين، يبدو أنه قد وجد حلاً على الورق مع التوقيع على اتفاق نيروبي الهش للغاية في 12 نوفمبر2022.
لكن ترى المجلة أنه ومع ذلك، فشل القرار في تحقيق الاستقرار في إثيوبيا.
وأوضحت أن الصراع العرقي والإقليمي المستمر بين الأمهرة والأورومو والتيغراي، بالإضافة إلى حركة الشباب المتشددة والتحركات المصرية فيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي، جميعها أمور تنذر بزيادة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في إثيوبيا.
وعلي الجانب الآخر، يعاني الصومال من دون حكومة مركزية منذ ثلاثة عقود، حيث تشن حركة الشباب تمردا مثيرا للقلق. ويشكل هذا مصدر قلق كبير لكل من الصومال وإثيوبيا، حيث أنهما يشتركان في حدود طولها 1024 ميلاً، بحسب المجلة.
وستنسحب البعثة الانتقالية الأفريقية في الصومال (ATIMS) من البلاد، بحلول 31 ديسمبر 2024، وتم بالفعل سحب 2000 جندي في يونيو، ومن المقرر أن ينسحب 3000 جندي إضافي بحلول 30 سبتمبر، وفقا للمجلة.
ويتفاقم الوضع غير المستقر في إثيوبيا بسبب قربها الجغرافي من ثلاث دول تعاني من عدم الاستقرار، وهم السودان، والصومال، وجنوب السودان. وتشترك إثيوبيا في الحدود مع هذه الدول الثلاث، وإذا تحولت إلى دول فاشلة، فإن استقرار المنطقة سيكون في خطر كبير.
ومما يزيد من هذه التحديات، بحسب المجلة، احتمال قيام مصر بأعمال عسكرية إذا تدهور الاستقرار في إثيوبيا بشكل أكبر. وقد تستغل مصر مثل هذه الفرصة، خاصة بعد فشل المفاوضات بين إثيوبيا ومصر بشأن ملء خزان سد النهضة.
وترى المجلة أن القرن الأفريقي الذي يواجه خطر عدم الاستقرار منذ فترة طويلة سيواجه مصيرا مشؤوما خلال العقود القادمة إذا استسلم السودان وإثيوبيا لمصير الفوضى، خاصة أن هاتين الدولتين تضمان مجتمعتين أكثر من 170 مليون نسمة.
وهذا المصير المشؤوم سيحمل آثارًا عميقة على الممر الاقتصادي الدولي على طول البحر الأحمر، ما يؤثر على الشرق الأوسط وأوروبا ويزيد من حدة أزمات الهجرة في شرق وشمال أفريقيا، بحسب المجلة.
الحرة / ترجمات - واشنطن
//////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: عدم الاستقرار فی إثیوبیا
إقرأ أيضاً:
مجلة أمريكية: أردوغان زعيم عالمي لا يُستهان به
نشرت مجلة “نيوزويك” الأمريكية مقالًا بعنوان: “الرئيس أردوغان أصبح أحد أقوى رجال العالم وحليفًا لترامب”، تناولت فيه التحولات في مكانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الساحة الدولية، مشيرة إلى أنه بات يتحول تدريجيًا إلى “زعيم عالمي” من خلال خطواته القوية في الدبلوماسية الدولية والعلاقات العالمية.
وكتب المقال كبير محرري السياسة الخارجية والأمن القومي في المجلة، توم أوكونور، في العدد الأخير من المجلة، تحت عنوان: “أردوغان تركيا أصبح أحد أقوى رجال العالم وحليفًا لترامب”.
وأشار المقال إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد توليه منصب الرئاسة، بدأ في البحث عن حلفاء على الساحة الدولية، وكان الرئيس رجب طيب أردوغان من أبرز الشخصيات القوية في منطقته خلال تلك الفترة.
وأشارت المجلة في مقالها إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان لعب أدوارًا حاسمة خلال الأسبوع الأخير فقط، أبرزها في ملف نزع سلاح تنظيم بي كاكا وتفكيكه، إضافة إلى مساهمته في إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع العقوبات المفروضة على سوريا.
كما ذكرت المجلة أن أردوغان هو من أقنع ترامب بإجراء لقاء مع الرئيس السوري أحمد الشرع، مما يعكس ثقله وتأثيره في ملفات إقليمية حساسة.
وسلط المقال الذي ترجمه موقع تركيا الان٬ الضوء أيضًا على استضافة تركيا للمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في الأيام الماضية، وهو ما أظهر بشكل واضح الدور المتصاعد لتركيا كرائدة في الدبلوماسية على المستوى العالمي.
وتناول المقال بشكل تحليلي شامل كيف أن الرئيس أردوغان، من خلال خطواته القوية على الساحة الدولية وفي مجال الدبلوماسية العالمية، بات يتحول تدريجيًا إلى “زعيم عالمي”، مع التركيز على قيادته في حل الأزمات الإقليمية.
تناول المقال أيضًا تصريحات كبير مستشاري الرئيس التركي، السفير البروفيسور الدكتور “جاغري أرهان”، الذي أدلى بها للكاتب “أوكونور”، حيث أكد أن تركيا أصبحت فاعلًا محوريًا على المستويين الإقليمي والدولي في إطار العلاقات التركية الأمريكية.
وقال أرهان: “الرئيس ترامب يصفه بـ(صديقي)، وهو يريد لتركيا أن تكون شريكًا أساسيًا للولايات المتحدة في ظل إدارته، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي. أعتقد أن هذه المرحلة الجديدة ستكون مفيدة لكلا البلدين”.
وأوضح أرهان أن نجاح الرئيس أردوغان القيادي على المستوى العالمي يرتبط بأربعة عوامل رئيسية، أولها أنه شخصية ذات خبرة طويلة، حيث يقود منذ أكثر من 23 عامًا واحدة من أقوى دول حلف الناتو، وواحدة من أفضل 20 اقتصادًا في العالم.
وأشار إلى أن الرئيس أردوغان كان لسنوات طويلة مخاطبًا مباشرًا للرئيس الأمريكي وقادة آخرين في العديد من الملفات، مما يجعله على دراية تامة بجميع الديناميكيات الإقليمية والدولية، مضيفًا: “لقد كان جزءًا من التوجهات والعمليات الدولية التي واجهناها على مدى ربع قرن”.
اقرأ أيضاتركيا تحجز مكانها على عرش نقاء البحار العالمية
الثلاثاء 20 مايو 2025وأكد أرهان أن الرئيس أردوغان يُعتبر قائدًا “موثوقًا للغاية”، ويلتزم دائمًا بوعوده تجاه الحلفاء والدول الصديقة، مشيرًا إلى أن حتى “بعض الدول المعادية” تبدي احترامًا كبيرًا لمصداقيته.