ترحيل المرتزق الشجاع من القاهرة الى عدن قسريا
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
وقالت اسرة الشجاع انه تم نقله الى مطار القاهرة تمهيداً لترحيله الى عدن على متن طيران اليمنية المغادر صباحا الى عدن.
وكانت السلطات المصرية قد اعتقلت الشجاع قبل اكثر من أسبوع وقررت ترحيله الى اليمن بناء على طلب من فصائل من المرتزقة التابعة للامارات في اطار التصفيات والمكايدات القائمة بينهم .
ورجحت منظمات مهتمة ان يتم إيداع المرتزق عادل الشجاع احد المعتقلات التي تديرها الامارات في عدن لتهجمه كما زعمت عليها بسبب فضيحة بيع قطاع الاتصالات بتواطؤ من قبل احد فصائل مرتزقة العدوان.
وقالت منظمة سام للحقوق والحريات والمركز الأمريكي للعدالة(ACJ)، اليوم الثلاثاء يجب على السلطات المصرية أن تكف فورًا عن ترحيل الشجاع قسرًا إلى عدن في ظل وجود مخاوف جدية من تعرضه لخطر التعذيب أو الاضطهاد على أيدي الفصائل التي تسيطر فعليا على عدن لدى عودته.
وأكدت مصادر قانونية متطابقة بحسب ما نشر ان لدى حكومة المرتزقة سجلا حافلا بالتعذيب المنهجي والإخفاء القسري، حيث تسيطر على عدن وحضرموت وشبوة و المخا، تشكيلات عسكرية ووحــدات أمنيــة تــم تشــكيلها وإنشــاؤها خــارج إطــار وزارتــي الدفــاع والداخليــة مدعومــة مــن دولــة الإمــارات، وتمارس انتهاكات واسعة النطاق للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتدير سجونا غير قانونية خارج إشراف القضاء، وتمارس فيه الإخفاء القسري والتعذيب الممنهج.
وقد وثقت منظمة سام والمركز الامريكي للعدالة ، وعدد من المنظمات المحلية والدولية، إضافة لفريق الخبراء البارزين العشرات من حالات التعذيب في السجون التي تتبع هذه التشكيلات، في كل من عدن وحضرموت وشبوة والمخا، وبحسب تقرير فريق الخبراء، وقد توفر لفريق الخبراء أسباب وجيهة للاعتقاد بأن حكومات كل من اليمن والإمارات والسعودية مسؤولة عن انتهاكات لحقوق الإنسان بما في ذلك الإخفاء القسري، وحيث تبدو معظم هذه الانتهاكات مرتبطة بالنزاع فهي قد ترقى إلى جرائم الحرب التالية: الاغتصاب و/أو المعاملة القاسية والمهينة، و/أو التعذيب، و/أو انتهاك الكرامة الشخصية.
وفي صباح ١٨ سبتمبر ٢٠١٣، اعتقلت قوات من الشرطة المصرية الشجاع من منزله في العاصمة المصرية القاهرة ، وصادرة جواز سفره وجوالة ، واقتدته الي قسم شرطة العمرانية ، قبل ان تحيله الي النيابة العامة ، بعد اخفاءه لمدة يوم.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
صنعاء.. القوة التي تعيد نحت خارطة المنطقة
في محراب الصمود اليمني، تتبدّد الأوهام وتنقشع غشاوة التضليل، إن الحقيقة الراسخة التي حاولوا دائمًا دفنها هي أن المنطقة تشهد الآن مخاض ميلاد نظام سياسي جديد، لا يرسمه مهندسو واشنطن وتل أبيب ولا أدواتهم في المنطقة، بل يفرضه محور الجهاد والمقاومة والعزة والكرامة كقدر حتمي.
إن هذا التحول هو الإعلان الصارم عن إنسداد الأفق أمام الهيمنة الغربية، وأن المستقبل سيصاغ بدماء غير قابلة للتجمد، وتكتبه إرادة لا تعرف الإنكسار.
ويأتي منبع هذا الزلزال الذي يعيد ترتيب الأوراق من صنعاء الأبية، عاصمة القرار المُستقل، التي تحولت إلى مصدر رعب وجودي يهز أركان العدو الصهيوني، ويدفعه إلى شن حملة استباقية هستيرية بكامل أدواته الخبيثة، في محاولة يائسة لوأد فجرها الصاعد وشل حركتها التحررية التي أصبحت تهديداً فعلياً لكيانه الهش وللمصالح الغربية في المنطقة.
وفي الميدان العسكري المشتعل، كشف العدو الصهيوني عن عمق تورطه عبر تجنيد وتدريب جيوش من المرتزقة، وتجاوز الحدود بنقل قادتهم وبعض افرادهم إلى تل أبيب نفسها، في جلسات تنسيق استخباراتي رفيع المستوى، لوضع اللمسات الأخيرة على أجندة عدوانية مدمرة تستهدف صنعاء قلب الدولة اليمنية.
في السياق ذاته، أشرف العدو بفرق ووفود عسكرية مباشرة على إدارة معسكرات المرتزقة في المحافظات المحتلة، وسارع في تمرير مخطط التفتيت عبر أدواته السعودية والإماراتية لفصل الجنوب قسراً، والهدف لا يزال واحداً! تثبيت القبضة على الثروات السيادية اليمنية والممرات البحرية العالمية، في محاولة محمومة لاحتواء الطوفان القادم من صنعاء.
ولم تكتف هذه القوة اليمنية بزلزلة أساسات الكيان، بل بترت أوصاله في المدى الاستراتيجي، وأغرقت أساطيله في مياه البحار، مُحققة ما هو أبعد، هدم منظومة أمانه المُفترضة، وشل قدراته على المستويات النفسية، والاستراتيجية، والاقتصادية.
لم تتوقف المؤامرة عند حدود التجنيد التقليدي، بل امتدت إلى تزويد المرتزقة بآلاف طائرات الدرون، والتقنيات المتقدمة للرصد، وتضمن الدعم تزويد المدعو «طارق عفاش» بأنظمة رادارات متطورة لرصد مسارات الصواريخ، ومنظومات إنذار مبكر تعمل كعيون إضافية للعدو.
وفي ذروة الغباء التكتيكي، حاول العدو تزويد عملائه برادارات تشويش لاستهداف الدفاعات الجوية اليمنية، متوهماً قدرته على شلّ هذه القوة الصاعدة، لكنّ هذا الوهم سرعان ما سقط، فصنعاء اليوم ليست عاصمة الأمس، فقد تحولت إلى قوة عظمى ناشئة، بيدٍ أصبحت طويلة جدًا، وتمتلك من القدرات النوعية المُفاجئة ما يُنهي أي عبث في الأجواء اليمنية.
على الجبهة الناعمة، كشفت صنعاء عن عملية تضليل واسعة قادها قسم لاڤ التابع للموساد، عبر إنشاء شبكة هائلة من الذباب الإلكتروني بأهداف متعددة تعمل على تسميم الوعي وتفتيت الصف الوطني، والعمل على بث الشكوك في القيادة الثورية والسياسية ورجال الميدان.
إن هذه الحملة الشاملة، التي تشمل كذلك شبكات تجسسية داخلية متشعّبة، ما هي إلا دليل على هوس العدو وقلقه الوجودي من صنعاء، التي يدرك تماماً أنها القوة الضاربة التي ستنهي احتلاله، وتحرر الأمة الإسلامية من رجسه وفساده.
وبالرغم من استعراض القوة العقيم، ومنظوماته المتنوعة، وتحالفاته المتداعية، فإن كل ما يدبر ضد صنعاء، بمدد إِلهي ورجولة نادرة، يرتد كالخنجر في صدر العدو.
إنه يقيم بنيانه على رمال الأوهام لعقود كاملة، فتأتي قوة الإيمان الصادق من صنعاء لتنسفه وتسقطه في طرفة عين، بإرادة لا تلين.
هذا الزخم اليمني المتصاعد قد رسخ نفسه كمعادلة إقليمية لا تجتاز، وهو ما انعكس في شهادة السفير البريطاني الأسبق، الذي اعترف بقوة من اسماهم الحوثيين العسكرية وبعقم «حكومة الفنادق»، مُطالباً بـإعادة رص صفوف التحالف الممزق، وهو اعتراف بالفشل الذريع والانهيار التام.
وبينما تتهاوى أضاليل الشيطان الأكبر أمريكا والكيان الغاصب والغرب الكافر وتتعرى أساطير هيمنتهم أمام صلابة الموقف اليمني، فإن الصورة تتجلى بوضوح لا يقبل الرتوش بان صنعاء اليوم ليست مجرد عاصمة تقاوم، بل هي أيقونة التحدي ونواة التغيير الجذري، تمثل بداية لنظام إقليمي جديد ينحت بعزيمة لا تعرف التقهقر وإرادة لا يكسرها الغرور ولا الجبن.
إن كل ما كشف من مكائد خبيثة، ومنظومات تجسسية متشعبة، ودعم لوجستي مذل للمرتزقة، ما هو إلا تجل للهلع الوجودي الذي أصاب كيان العدو الهش، وقد أدركوا متأخرين أنهم يواجهون قوة لا تستمد بأسها من ترسانة عسكرية فحسب، بل من جذوة إيمان متقد ومشروعية قضية لا تضاهى، تلك القوة التي أربكت بوصلة تحالفاتهم وشطبت عن خارطة أمانهم كل ضمانات الوهم.
لقد تكرس اليمن كرقم صعب لا يقبل المساومة، ومعادلة إقليمية لا يمكن تجاوزها، أو طمس معالمها تحت وطأة التهديد، وإن الزخم الثوري المُنبعث من قلب الجزيرة العربية هو تيار جارف سوف يكتسح كل أدوات الوصاية وأجنحة التبعية. فليعلم الجميع أن المعركة الفاصلة لم تعد تدور حول مكاسب تكتيكية، بل حول تثبيت السيادة المطلقة واقتلاع جذور الاحتلال والاستئصال التام لأي وهم بالتحكم في مقدرات هذه الأمة.
صنعاء اليوم تزحف، لا بخطى المعتدي المتبجح، بل بخطى المنتصر الواثق، حاملة على عاتقها رسالة التحرير لكل شبر مغتصب وهذا المسار، المؤيد بالعون الإلهي وتضحيات الأبطال، هو الطريق الأوحد نحو فجرٍ مشرق حيث يكون اليمن سيد قراره وصاحب كلمته الفصل بل وسيد المنطقة وسلطان البحار والمحيطات.
وإن غداً لناظره لقريب، يسطع فيه نجم اليمن ساطعاً في فضاء العزة والكرامة.