المراكز البحثية توفر البيئة والفرص لدعم نجاح الطلبة الأكاديمي وتطوير مهاراتهم
دعم المراكز البحثية للطلبة يتمثل في 6 أوجه أبرزها منح للدراسات العليا
امتلاك التكنولوجيا وتوطينها ضرورة لدعم خطط الأمن الغذائي والمائي
محطة البحوث الزراعية تعمل على تطوير تكنولوجيات لمواجهة التصحر وندرة المياه
مصنع الخضراوات الورقية بالحرم الجامعي يوفر منتجات على مدار العام
 

كشفت الدكتور ناصر عبدالله النعيمي مساعد نائب رئيس الجامعة للبحث والدراسات العليا في جامعة قطر، عن تمويل 25 % من المقترحات البحثية المقدمة داخل الجامعة كل عام كحد أقصى، مؤكدا أنه منذ بداية العام الحالي حصلت المراكز البحثية التابعة لنائب الرئيس للبحث والدراسات العليا على 75 منحة بحثية في تخصصات مختلفة ولدعم فئات متنوعة، بالإضافة إلى حصول المراكز على أكثر من 50 منحة بحثية عن طريق برامج المنح الداخلية الممولة من قبل الجامعة بقيمة تتجاوز 7 ملايين ريال.


وقال النعيمي في حوار مع «العرب»، إن المراكز البحثية تدر عائدا ماديا على جامعة قطر عبر مصدرين الأول عبر تقديم خدمات فنية واستشارية مدفوعة القيمة مما يدعم ميزانياتها، والثاني عبر بيع منتجات بعض المراكز البحثية مثل محطة البحوث الزراعية التي تطرح منتجات زرعاية مثل العسل والتمور والشتلات وغيرها بأسعار مميزة داخل وخارج قطر.
وأضاف أن المراكز البحثية تلعب دورا في توفير تكنولوجيات تساعد الدولة في مواجهة عدة تحديات التصحر وندرة المياه والتغيير المناخي، موضحا أن جامعة قطر حاليا في طور مراجعة دورية للكيانات البحثية للنظر في إمكانية فتح مراكز بحثية أو دمج بعض المراكز البحثية بما يخدم احتياحات المجتمع.
وأوضح النعيمي أن عدد براءات الاختراع الكلي المسجلة في الجامعة بلغ 96 براءة اختراع وأن نصيب المراكز البحثية في الجامعة منها وصل إلى 34 براءة اختراع ما نسبته 35 % تقريبا. وإلى نص الحوار:


ما الدور الذي تلعبه المراكز البحثية في دعم طلبة جامعة قطر؟
تلعب المراكز البحثية في جامعة قطر دورًا حاسمًا في دعم طلبة الجامعة وتقدم المراكز البحثية كافة سبل الدعم العلمي والتقني للمشاريع الطلابية كي يصبحوا خريجين أكفاء من خلال توفير خدماتها التدريبية للعديد من الكليات بجامعة قطر وعلى مستوى المدارس القطرية. 
كما ينظم قطاع البحث والدراسات العليا خلال العام الأكاديمي وبشكل دوري فاعليات التدريب البحثي الشتوي والصيفي لطلاب جامعة قطر من مختلف التخصصات وكذلك طلاب المدارس القطرية كما تقدم كافة أنواع الدعم للمشاريع البحثية. وهذا الدعم يكون من خلال العديد من 6 أوجه، ومنها:
-فرص البحث والتطوير: تقدم المراكز البحثية للطلاب الفرص للمشاركة في مشاريع بحثية متنوعة. هذا يمنحهم فرصة لتعزيز مهاراتهم وخبراتهم الأكاديمية.
- منح الدراسات العليا: يقدم قطاع البحث في الجامعة منحًا للدراسات العليا تشمل تغطية الرسوم الدراسية ومساعدة مالية للطلاب المتفوقين، تقوم المراكز البحثية باحتضان هؤلاء الطلاب والسماح لهم بإجراء ابحاثهم العلمية تحت اشراف باحثين متميزين.
- ورش العمل والدورات التدريبية: تنظم المراكز ورش عمل ودورات تدريبية تساهم في تطوير مهارات الطلاب وتعزيز قدراتهم البحثية.
- الموارد البحثية: توفر المراكز للطلبة فرصة الوصول إلى المصادر البحثية واستخدام المعدات اللازمة لدعم أبحاثهم ومشاريعهم.
- المشاركة في المؤتمرات والنشر الأكاديمي: تشجع المراكز البحثية على مشاركة الطلاب في المؤتمرات ونشر أبحاثهم في مجلات علمية عالمية مرموقة، مما يسهم في بناء سجل بحثي قوي للطالب.
- الإرشاد البحثي: يقدم الباحثون في المراكز البحثية الدعم الأكاديمي والإرشاد للطلاب لمساعدتهم في تحقيق أهدافهم البحثية والأكاديمية.
باختصار، تعمل المراكز البحثية في جامعة قطر على توفير البيئة والفرص التي تساعد طلاب الجامعة على تحقيق نجاحهم الأكاديمي وتطوير مهاراتهم البحثية.
 تبذل الجامعة جهودا كبيرة في تعزيز الأمن الغذائي لدولة قطر.. ما آخر مشاريعكم في هذا الإطار؟
في إطار دعم جامعة قطر ومراكزها البحثية لخطة الدولة لتحقيق الأمن الغذائي والمائي بطرق علمية مستدامة، تقوم المراكز البحثية المتخصصة في هذا المجال بإجراء البحوث وجمع وتحليل البيانات، لإيجاد حلول للتحديات التي تواجه التنمية المستدامة في قطاعات الغذاء وأمن المياه والطاقة والحفاظ على البيئة وإدارة المخلفات، بما يساهم في الحد من الآثار الطويلة الأجل لتغير المناخ. كما أصبح امتلاك التكنولوجيا ونقلها وتوطينها من المتطلبات الضرورية لدعم خطط الدولة ورؤيتها في كافة المجالات وخصوصا مجالات الزراعة والأمن الغذائي والمائي.
من هذا المنطلق تسعى محطة البحوث الزراعية بقطاع البحث والدراسات العليا بجامعة قطر كمركز بحثي متخصص في مجالات البحوث الزراعية والأمن الغذائي والمائي إلى توجيه خططها وشراكاتها البحثية الداخلية والخارجية لتطوير التكنولوجيات الزراعية والعمل على جذب التكنولوجيات الحديثة وتوطينها بما يتماشى مع البيئة الزراعية القطرية وذلك لمواجهة تحديات التصحر وارتفاع درجات الحرارة وندرة المياه وارتفاع تكلفة الطاقة.
وكأحد الحلول المبتكرة جاءت فكرة إنشاء أول مصنع للخضراوات الورقية الطازجة بدولة قطر داخل الحرم الجامعي بجامعة قطر، حيث يوفر المصنع الخضراوات الورقية على مدار العام وذلك بالاعتماد على أحدث التقنيات العلمية في هذا المجال. ومن المتوقع أن يوفر المصنع الخضراوات الورقية مثل الخس والسبانخ والجرجير وغيرها مما سيحد من استيراد تلك المنتجات من الدول الأخرى.
تعتمد التقنية المتبعة في الزراعة داخل مصنع الخضراوات على فكرة الزراعة المائية بدون تربة، حيث يتم زراعة الشتلات النباتية في وسط نمو غير نشط حيث يتم إمداد النباتات من خلال المجموع الجذري بالمحاليل المغذية الذائبة والمتوازنة والتي يسهل على النباتات امتصاصها مباشرة وبطريقة سهلة على عكس طرق الزراعة التقليدية الأخرى مما يحدث فارقا كبيرا في الإنتاجية على مدار العام. وتتميز الزراعات المائية بتوفير في المياه المستخدمة في الزراعة عن الزراعات التقليدية إذ يصل حجم التوفير لقرابة 92% حيث تعتمد الزراعة المائية على عملية إعادة تدوير المياه مرات عدة مع إضافة نسبة التبخير حسب الحاجة. كما تتميز الزراعات المائية بجودة المحاصيل لانعدام الأمراض النباتية المرتبطة بالتربة وكذلك عدم استخدام المواد الكيميائية والمبيدات الحشرية. كما يتميز هذا النوع من الزراعة بقلة الاحتياج للأيدي العاملة مما يقلل من التكلفة التشغيلية مع زيادة الإنتاج وقلة استخدام الأسمدة.

أعلن مركز المواد المتقدمة عن تطوير عبوات بطاريات ذات جودة عالية وبتكلفة بسيطة.. ما هي استخداماتها وهل ستطرح قريبا في الأسواق؟
يعتبر تطوير مواد تخزين الطاقة الجديدة ذات الأداء العالي والتي تستخدم في التطبيقات الصناعية من المجالات البحثية الأساسية في مركز المواد المتقدمة. حيث يقوم فريق بحثي في المركز بإجراء العديد من البحوث تتعلق بتصميم وتطوير مواد لتخزين الطاقة، وذلك للوصول إلى المزيد من فرص الاستخدام والتطبيقات المتوقّعة في المستقبل.
ومن أهم أهداف الفريق البحثي الذي يعمل في هذا المجال هو أن يقوم بتطوير مواد لتخزين الطاقة بطريقة غير مكلفة، وذلك عبر استخدام تقنيات التوليف بواسطة أشعة المايكروويف. إن الهدف من تقنية التوليف المعدّلة هذه هو تقليل كلفة البطاريات بشكل جوهري، والذي سوف يؤدي إلى تسهيل التسويق التجاري لهذه البطاريات، مما سوف يقود إلى مجتمع مستدام نظيف، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030.

هل يوجد منتجات للمراكز البحثية تدر على عائد مادي على جامعة قطر؟
تقدم المراكز البحثية بقطاع البحث والدراسات العليا بجامعة قطر العديد من الخدمات الفنية والاستشارية مدفوعة القيمة، والتي تدر عائدا ماديا داعما لميزانيات تلك المراكز. حيث يقدم مركز المواد المتقدمة ومركز العلوم البيئية ووحدة المختبرات المركزية العديد من الخدمات التحليلية والتدريبية للعديد من القطاعات الصناعية والخدمية والحكومية والخاصة على مستوى الدولة وذلك بأسعار منافسة وفق قائمة أسعار معتمدة ومعلنة بكل مركز. كما تقدم محطة البحوث الزراعية العديد من المنتجات الزراعية منها عسل النحل والتمور بمختلف أنواعها والشتلات وأشجار الزينة وذلك بأسعار مميزة حيث يتم تسويقها داخل وخارج جامعة قطر. كما تقدم دار نشر جامعة قطر العديد من المطبوعات والكتب في مختلف التخصصات العلمية والأدبية والتي يتم تسويقها وبيعها بمعارض الكتاب المختلفة داخل الدولة وخارجها.

ما حجم الدعم المقدم من جامعة قطر للمراكز البحثية في هذا العام الأكاديمي الحالي؟
جامعة قطر شريك فاعل وحيوي لازدهار مستقبل دولة قطر، تجري جامعة قطر أبحاثًا عالية الجودة وتستخدم أحدث التقنيات لتقديم الخدمات لمختلف الجهات مثل المجتمع المحلي والشركاء التجاريين. إن تلبية احتياجات المجتمع المحلي هي أولوية بالنسبة لنا، وهدفنا هو أن تصل قطر للعالمية كدولة تقدم مساهمات إيجابية وقيمة للعالم.
ويعمل فريق العمل في المراكز على أبحاث متعددة التخصصات ذات جودة عالية يتم إجراؤها في مراكز بحثية مختلفة، والتي لديها مجموعة من المشاريع التعاونية، في مختلف الركائز البحثية مثل البيئة والطاقة، العلوم الاجتماعية، الصحة وتكنولوجيا المعلومات.
منذ بداية العام الحالي حصلت المراكز البحثية التابعة لنائب الرئيس للبحث والدراسات العليا 75 منحة بحثية في تخصصات مختلفة ولدعم فئات متنوعة.
وحصلت المراكز على أكثر من 50 منحة بحثية عن طريق برامج المنح الداخلية الممولة من قبل جامعة قطر بقيمة تتجاوز 7 ملايين ريال، بما في ذلك منحة التأثير العالي لمركز العلوم الحيوية والطبية ومنح التعاون البحثي الدولي المشترك لمركز المواد المتقدمة ومركز العلوم البيئية ومنح التعاون البحثي لمركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية ومعهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية ومنحة النماذج الأولية لمركز العلماء الشباب. وأيضا منح باحثي ما بعد الدكتوراه والباحثين الزائرين وأكثر من 20 منحة طلابية.
كما حصلت المراكز على 20 منحة خارجية عن طريق صندوق قطر لدعم البحث العلمي بقيمة تصل الى مليوني ريال، تتضمن منحة خبرة الأبحاث للطلبة الجامعيين، حيث حاز مركز أبحاث حيوانات المختبر ووحدة المختبرات المركزية على هذه المنحة. بالإضافة الى منح تحقيق الأمن الغذائي الممولة بالاشتراك مع وزارة البيئة ومنح برنامج الخبرة البحثية للطلاب.
كما حصل مركز العلوم البيئية على منحة بحثية ممولة من قبل ماروبيني عن طريق برنامج التعاون البحثي المشترك بين قطر واليابان.
بالتأكيد هذه المنح البحثية الفائزة تكون نتيجة العمل المتواصل على إيجاد شركاء داخليين وخارجيين وكتابة مقترحات وادراج ميزانيات لمختلف البرامج والجهات، ولكن بشكل عام يتم عادة تمويل 25% من المقترحات المقدمة كحد أقصى.

هل هناك توجه لإنشاء المزيد من المراكز البحثية خاصة في ظل تكثيف جهود الجامعة في البحث العلمي؟
حاليا الجامعة في طور مراجعة دورية للكيانات البحثية ومن خلال المراجعة سيتم النظر بإمكانيات فتح مراكز بحثية أو دمج بعض المراكز البحثية بما يخدم اجتياحات المجتمع.

ما رصيد المراكز البحثية بالجامعة من براءات الاختراع والملكية الفكرية حتى الآن؟
بلغ عدد براءات الاختراع الكلي المسجلة 96 براءة اختراع وكان نصيب المراكز البحثية في الجامعة 34 براءة اختراع ما نسبته 35 % تقريبا.

د. ناصر النعيمي.. مسيرة علمية مُشرفة
حصل الدكتور ناصر بن عبدالله النعيمي على بكالوريوس الهندسة المدنية من جامعة قطر عام 1989 ثم درجتي الماجستير والدكتوراه في الهندسة الإنشائية من جامعتي أوكلاهوما الحكومية وأريزونا بالولايات المتحدة على التوالي.
تدرّج الأستاذ الدكتور ناصر في مجال التعليم العالي منذ عام 1989 حيث بدأ كمعيد بكلية الهندسة بجامعة قطر ثم عمل كمدرس مساعد بجامعة أريزونا ثم أستاذاً مساعداً بقسم الهندسة المدنية بجامعة قطر في أكتوبرعام 2004 وفي عام 2006 تمم تعيينه رئيساً للقسم نفسه حتى أواخر عام 2010. ثم في منتصف عام 2016 تم تعيينه مديراً لمركز المواد المتقدمة بالجامعة، إلى أن أصبح مساعد نائب رئيس الجامعة للبحث والدراسات العليا.
وتتمحور مجالات اهتمام الدكتور ناصر العلمية على أبحاث إعادة تأهيل وتقييم المباني المتصدعة والمتضررة من جرّاء الزلازل أو التفجيرات والحرائق وكذلك تدعيم وزيادة تحمل المنشآت الخرسانية بإضافة الالواح الزجاجية والكربونية لها وكذلك دراسة مقاومة الخرسانات وتضررها في البيئات القاسية والحارة. 
وبعد التحاقه بمركز المواد المتقدمة، اهتمّ الدكتور ناصر بدراسة العديد من الأبحاث على المواد وإعادة تدويرها للاستفادة من المخلّفات الصناعية لاستدامة البيئة والحفاظ على الثروة المحلية. أيضاً، له اهتمام كبير في تنقية وتحلية مياه البحر والتأكّد من جودة مياه الشرب. 
وقد أسّس، بدعم من جامعة قطر، وحدة تقنية المياه بالجامعة عام 2019. ويعمل على تطوير المركز وزيادة البحوث التطبيقية وإشراك الصناعة المحلية في البحوث المختلفة.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر جامعة قطر الدراسات العليا براءة اختراع الدکتور ناصر المراکز على مرکز العلوم فی الجامعة بجامعة قطر العدید من جامعة قطر بحثیة فی عن طریق من خلال فی هذا

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة القاهرة: قصر العيني منارة الطب ونعمل على دعم الابتكار والملكية الفكرية

انطلقت اليوم، الأربعاء 29 مايو، فعاليات المؤتمر العلمي السنوي لكلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة، تحت شعار "نحو مجتمع طبي مبتكر"، وذلك تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبحضور الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، والدكتور حسام صلاح مراد، عميد كلية طب قصر العيني.

شارك في المؤتمر الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، إلى جانب عدد من قيادات جامعة القاهرة، أبرزهم الدكتور محمود السعيد، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، إضافة إلى لفيف من عمداء الكليات، وأعضاء هيئة التدريس، والباحثين، والخبراء في مختلف التخصصات الطبية.

وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أعرب الدكتور محمد سامي عبد الصادق عن سعادته البالغة بتواجده في هذا الملتقى العلمي داخل أروقة كلية طب قصر العيني، واصفًا إياها بأنها أعرق كليات الطب في مصر والشرق الأوسط وإفريقيا، والتي تمثل ضميرًا حيًا للمهنة ورسالة العلم المتجدد.

وأكد رئيس جامعة القاهرة أن انعقاد المؤتمر يأتي في توقيت بالغ الأهمية، إذ تشهد الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحولات كبرى في مختلف القطاعات، وعلى رأسها الصحة والتعليم، مشيرًا إلى أن الجودة والابتكار والتكامل أصبحت محاور مركزية في صياغة السياسات العامة وإعادة بناء الإنسان المصري.

وأوضح أن شعار المؤتمر "نحو مجتمع طبي مبتكر" يمثل دعوة صريحة لإعادة تشكيل المنظومة الصحية على أسس الإبداع والمعرفة المتداخلة التخصصات، تماشيًا مع التحولات الطبية والتكنولوجية المتسارعة في العالم.

وأضاف عبد الصادق: "نحن في جامعة القاهرة نثمن عاليًا دعم الرئيس السيسي لمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي، وإيمانه بأن النهضة الحقيقية لا تقوم فقط على الإنتاج المادي، بل على الفكر والمعرفة، وبناء الإنسان على أسس حديثة."

وخلال كلمته، عرض عبد الصادق أبرز إنجازات الجامعة في مجال الابتكار خلال الأشهر الماضية، مؤكدًا أن الجامعة أنشأت أول شركة من نوعها لإدارة واستثمار الأصول المعنوية، بهدف تحويل مخرجات البحث العلمي إلى تطبيقات قابلة للتنفيذ بالتعاون مع قطاعات الصناعة والأعمال.

وأشار إلى أن هذه الشركة تلقت أكثر من 135 فكرة ابتكارية من مختلف كليات الجامعة، ومنها كلية طب قصر العيني، وتم التعامل معها بصيغ قانونية تحمي حقوق أصحابها من خلال تسجيل براءات اختراع أو نماذج منفعة أو حقوق ملكية فكرية حسب نوع كل فكرة.

وأضاف أن هذه المبادرة حفزت الباحثين على التوسع في الأبحاث التطبيقية، خاصة مع وجود عوائد مادية ومعنوية مجزية.

وأوضح أن الجامعة أصدرت أول سياسة متكاملة للملكية الفكرية داخل المجتمع الأكاديمي، وتم إنشاء مكتب لحماية حقوق الملكية الفكرية لدعم المبتكرين في كيفية استثمار وحماية أفكارهم.

وفي سياق متصل، أشار إلى إطلاق استراتيجية جامعة القاهرة للذكاء الاصطناعي في نوفمبر 2024، والتي تقوم على أربعة محاور رئيسية، من بينها تحفيز الابتكار وريادة الأعمال في مجالات الذكاء الاصطناعي.

وأوضح أن الجامعة جعلت من الذكاء الاصطناعي مقررًا إلزاميًا لطلابها، كما اشترطته ضمن متطلبات الترقية لأعضاء هيئة التدريس، وتم إنشاء منصة رقمية لتوثيق أنشطة الذكاء الاصطناعي، فضلًا عن الإعداد لإطلاق أول مؤتمر للذكاء الاصطناعي يربط بين القطاع الأكاديمي والصناعي في أكتوبر المقبل.

كما أشار عبد الصادق إلى مشاركة الجامعة بخمسة مشروعات متنوعة ضمن "مبادرة التحالف والتنمية"، التي تتم برعاية رئيس الجمهورية، وتشمل مجالات الزراعة والطب والهندسة وغيرها، بالتعاون مع جامعات إقليم القاهرة الكبرى والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، لافتًا إلى قرب انتهاء التصويت على المبادرات في الثالث من يونيو، مما يمهد لتنفيذها على أرض الواقع.

وفي ختام كلمته، وجّه رئيس جامعة القاهرة الشكر للدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، على دعمه المتواصل للمنظومة الصحية والتعليم الطبي، معتبرًا أن الصحة والتعليم هما جوهر بناء الإنسان.

كما ثمّن جهود الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مؤكدًا أن رؤيته المستنيرة وجهوده المتواصلة تقود الجامعات المصرية نحو التميز والابتكار من خلال تبني استراتيجية وطنية للابتكار المستدام، تضع البحث العلمي في قلب التنمية وتفتح آفاقًا جديدة للجامعات لتعزيز دورها التنموي.

واختتم عبد الصادق حديثه بالتأكيد على أن الطب الحديث لم يعد قائمًا فقط على التشخيص والعلاج، بل أصبح علمًا تفاعليًا متداخل الأبعاد، يعتمد على الابتكار، والبيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، والطب الدقيق، والعلاج بالخلايا، والتكنولوجيا الحيوية.

وقال: "إن قصر العيني ليس مجرد صرح تعليمي، بل هو روح تسكن ذاكرة الوطن، وله دور محوري في تشكيل حاضر ومستقبل الطب في مصر".

مقالات مشابهة

  • جامعة الإمارات تكشف حلولاً للتحديات الزراعية
  • جامعة الإمارات تستعرض مشاريعها البحثية في «المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي»
  • رئيس جامعة المنصورة يكلف الباحثة سهيلة محمد متولي منسقًا لشؤون ذوي الهمم
  • رئيس جامعة أسيوط يلتقي وفد المجلس الوطني للاعتماد EGAC
  • رئيس جامعة المنصورة يُصْدِر قرارًا بتعيين الدكتورة نانيس البلتاجي مديرًا لمركز خدمات الأشخاص ذوي الإعاقة
  • رئيس جامعة المنصورة يتفقد سير الامتحانات بكليات الجامعة
  • رئيس جامعة القاهرة: قصر العيني منارة الطب ونعمل على دعم الابتكار والملكية الفكرية
  • رئيس جامعة كفر الشيخ يترأس لجنة اختيار عميد كليتي الحقوق والطب البيطري
  • رئيس جامعة قناة السويس: جاهزون لامتحانات نهاية العام وتفعيل التحول الرقمي
  • مجلس جامعة قناة السويس يُكرم الدكتور أحمد أنور تقديرًا لجهوده في تطوير المستشفيات الجامعية