حكم قراءة المأموم آية فيها سجدة في الصلاة السرية
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
أوضحت دار الإفتاء المصرية، أن مِن المقرر شرعًا أنَّ السجود للتلاوة سُنَّةٌ في حق القارئ والمستَمِع؛ لما أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه" أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل، حتى إذا جاء السجدة نزل، فسَجد وسَجد الناس، حتى إذا كانت الجمعةُ القابِلَةُ قرأ بها، حتى إذا جاء السجدة قال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّا نَمُرُّ بِالسُّجُودِ، فَمَنْ سَجَدَ فَقَدْ أَصَابَ، وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ»، ولَم يَسجد عمر رضي الله عنه.
أضافت الإفتاء، أن القول بأنَّ السجود للتلاوة سُنَّةٌ هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة، وهو المختار للفتوى. ينظر: "التاج والإكليل لمختصر خليل" للإمام أبي عبد الله المَوَّاق المالكي، و"فتح العزيز بشرح الوجيز" للإمام الرافعي الشافعي، و"المغني" للإمام ابن قُدَامَة الحنبلي.
حكم قراءة المأموم آية فيها سجدة في الصلاة السريةأوضحت الإفتاء أن الفقهاء اختلفوا في حكم قراءة المأموم آيةً فيها سجدةُ تلاوةٍ في الصلاة السِّرِّيَّةِ -كما هي مسألتنا-، والمختار للفتوى: أنَّ ذلك جائزٌ شرعًا مِن غير كراهة، وهو مذهب المالكية، ومقتضى مذهب الحنفية والحنابلة.
فأما المالكية: فقد نصوا على كراهة قراءة الإمام أو المنفرد آيةً فيها سجدة تلاوة في صلاة الفريضة؛ لأنه إذا سجد للتلاوة ترتب على ذلك زيادة عدد السجدات في الصلاة، وإذا لم يسجد دخل في الوعيد الوارد في قول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ﴾ [الانشقاق: 21]، واستَثْنَوا مِن الكراهة: قراءةَ المأموم لها، إلا أنه لا يُشرَع في حقه السجودُ لها.
وأما الحنفية والحنابلة: فقد نصوا على كراهة قراءة الإمام آيةً فيها سجدة، ولم ينصوا على كراهتها في حق المأموم، غير أنهم نصوا على عدم سجوده لها إذا قرأها، وعلَّلوا كراهتها في حق الإمام بأن سجودَه يؤدي إلى الخلط على المأمومين، مما قد يترتب عليه فتنة بين المُصَلِّين، وأنَّ عدمَ سجوده مخالفٌ للسُّنَّة أو تَرْكٌ لفِعل واجبٍ عند مَن يَرَى وجوب السجود، وأما المأموم فقراءته لها لا تؤدي إلى شيءٍ مِن ذلك، باعتبار أنه لا يسجد لها، وذلك لانشغاله باتِّباع الإمام، واتِّباع الإمام مقدَّم على السجود للتلاوة، فأفاد ذلك أنها غير مكروهة في حقه، ويُستَحَب له أن يسجد للتلاوة بعد فراغه من الصلاة؛ خروجًا مِن خلاف مَن أوجبه بعد الصلاة.
الخلاصة
واختتمت الإفتاء قائلة: "وبناء على ذلك وفي واقعة السؤال: فإنه لا مانع شرعًا مِن قراءة المأموم آيةً فيها سجدةُ تلاوةٍ في صلاته السِّرِّيَّةِ خَلْفَ الإمام، لكن لا يُشرَع في حقِّه السجود لها حينئذٍ، ولا إثم عليه في ذلك ولا حرج".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصلاة السرية دار الافتاء الإفتاء يوم الجمعة فی الصلاة
إقرأ أيضاً:
لابد من مراعاتها.. أمين الإفتاء: شروط صحة الصلاة مقسمة إلى نوعين
أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن الصلاة عبادة عظيمة لها أركان وشروط وسنن، لا بد من مراعاتها حتى تُقبل الصلاة وتُعتبر صحيحة شرعًا.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الاثنين، أن الأركان هي أجزاء جوهرية في الصلاة، وبدونها لا تقوم الصلاة، مثل: تكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والركوع، والسجود، والاعتدال من الركوع، مشيرا إلى أن الأركان بمثابة أساس البناء، وإذا نقصت أي منها سقط البناء، وكذلك الصلاة لا تصح إلا بها.
صلاة الضحى وفضلها.. متبقي دقائق قليلة على انتهائها فلا تتكاسل
صلاة العشاء كم ركعة للفرض والسنة وسرا وجهرا؟.. كثيرون لا يعرفون
هل تبطل صلاة المرأة إذا شاهدها رجل؟ .. الإفتاء تجيب
كيفية صلاة التسابيح وماذا نقرأ فيها؟ اعرف الطريقة الصحيحة
موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 .. في القاهرة والمحافظات
هل ارتداء العمامة في السجود يؤثر على صحة الصلاة؟ دار الإفتاء تجيب
أما الشروط، فأوضح أنها مقسمة إلى نوعين، هما شروط الوجوب، وهي تتعلق بالمكلف نفسه، وتشمل الإسلام، والبلوغ، والعقل، وخلوّ المكلف من الموانع الشرعية كالحيض والنفاس، والأخرى شروط الصحة، وهي شروط مرتبطة بالعبادة نفسها مثل دخول وقت الصلاة، الطهارة، استقبال القبلة، ستر العورة، والنية.
وأشار إلى أن وجود الأركان مع عدم تحقق شروط الصحة مثل دخول الوقت يجعل الصلاة باطلة شرعًا، مؤكدا أهمية تحقق جميع الشروط حتى تصح الصلاة.
وشدد على أن النية يجب أن تكون قبل بدء الصلاة، فلا يجوز أن يبدأ المصلي الصلاة ثم ينوي بعدها، كما ذكر خطأ شائعًا بين المسافرين الذين ينون أداء صلاة كاملة ثم يصغرونها بدون تعديل النية.
وعن السنن في الصلاة، قال أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إنها تنقسم إلى: سنن أبْعاض، وهي سنن تُستحب ويُثاب فاعلها، لكنها ليست من الأركان، وأيضا سنن هيئات، وهي الأحوال الظاهرة أثناء الصلاة مثل رفع اليدين عند التكبير، وتركها لا يبطل الصلاة.