مقطع فيديو بتقنية الفاصل الزمني يظهر انفجارا نجميا حدث قبل 180 عاما
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
باستخدام بيانات مرصد شاندرا للأشعة السينية التابع لـ"ناسا"، ركّب علماء الفلك فيديو جديدا لانفجار نجمي حدث قبل نحو 180 عاما.
ويستخدم مقطع الفيديو بتقنية الفاصل الزمني (time-lapse) ملاحظات تشاندرا من الأعوام 1999 و2003 و2009 و2014 و2020 - إلى جانب بيانات من المركبة الفضائية XMM-Newton التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، ويتتبع تاريخ الانفجار النجمي المعروف باسم إيتا كارينا (أو إيتا القاعدة).
ويحتوي هذا النظام النجمي الشهير على نجمين ضخمين. ويقول العلماء إن أحد هذين النجمين أضخم من الشمس بنحو 90 مرة، في حين أن الآخر أضخم من الشمس بنحو 30 مرة.
إقرأ المزيدوجاء الانفجار الهائل، الذي أطلق عليه اسم "الثوران العظيم"، من إيتا كارينا، ويعتقد أنه نتيجة اندماج نجمين كانا ينتميان في الأصل إلى نظام نجمي ثلاثي. وقد شوهدت آثار الاصطدام على الأرض في منتصف الليل. ويعود الانفجار إلى القرن التاسع عشر، ويظهر الفيديو الجديد كيف استمر الانفجار النجمي منذ ذلك الحين في التوسع بسرعة في الفضاء بسرعات تصل إلى 4.5 مليون ميل في الساعة، وفقا لبيان صادر عن وكالة ناسا.
وقال مسؤولو ناسا في البيان: "خلال هذا الحدث، قذف إيتا كارينا ما بين 10 إلى 45 مرة كتلة الشمس. وأصبحت هذه المادة عبارة عن زوج كثيف من السحب الغازية الكروية، تسمى الآن سديم القزم، على جانبين متقابلين من النجمين".
وسديم القزم (Homunculus Nebula) هو سحابة زرقاء لامعة في وسط الصورة، تغذيها الأشعة السينية عالية الطاقة التي ينتجها النجمان الضخمان، وهما قريبان جدا بحيث لا يمكن ملاحظتهما بشكل فردي. وهي محاطة بحلقة برتقالية زاهية من انبعاثات الأشعة السينية التي يبدو أنها تنمو وتتوسع بسرعة مع مرور الوقت.
إقرأ المزيدوقال مسؤولو ناسا في بيان: "إن مقطع الفيدية الجديد لشاندرا، بالإضافة إلى صورة عميقة وملخصة تم إنشاؤها عن طريق جمع البيانات معا، يكشفان عن تلميحات مهمة حول تاريخ إيتا كارينا المتقلب. وهذا يشمل التوسع السريع للحلقة، وقذيفة خافتة غير معروفة من قبل من الأشعة السينية خارجها".
وتم توضيح غلاف الأشعة السينية الخافت في الصورة أعلاه، ما يوضح أن لها شكل واتجاه مماثل لسديم القزم، ما يشير إلى أن كلا الهيكلين لهما أصل مشترك، وفقا للبيان.
واستنادا إلى حركة كتل الغاز، يعتقد علماء الفلك أن المادة النجمية انفجرت بعيدا عن إيتا كارينا في وقت ما بين عامي 1200 و1800، أي قبل وقت طويل من ملاحظة الانفجار العظيم في عام 1843.
ومع امتداد الانفجار إلى الفضاء، اصطدم بمواد بين النجوم في طريقه. ثم أدى الاصطدام إلى تسخين المادة، ما أدى إلى ظهور حلقة الأشعة السينية الساطعة التي تم رصدها.
ومع ذلك، قال العلماء إن موجة الانفجار قد انتقلت الآن إلى ما هو أبعد من الحلقة، نظرا لأن سطوع الأشعة السينية لإيتا كارينا قد تضاءل مع مرور الوقت.
المصدر: سبيس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الفضاء معلومات عامة معلومات علمية ناسا NASA نجوم الأشعة السینیة
إقرأ أيضاً:
غلاف جوي يتحدى المستحيل.. اكتشاف مذهل لكوكب صخري فائق الحرارة
في اكتشاف فلكي لافت، كشف علماء عن أوضح دليل حتى الآن على وجود غلاف جوي يحيط بكوكب صخري شديد الحرارة خارج نظامنا الشمسي، في نتيجة تقلب مفاهيم راسخة حول مصير الكواكب الصغيرة القريبة من نجومها.
وتمكن فريق بحثي تقوده مؤسسة Carnegie، بالاعتماد على تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة «ناسا»، من دراسة الكوكب الصخري TOI-561 b، الذي يدور حول نجمه في دورة خاطفة لا تتجاوز 10.56 ساعة، ما يجعله واحدا من أكثر الكواكب المعروفة قربا من نجمه.
كوكب يحترق لكنه لا يفقد غلافه الجويويبلغ حجم الكوكب نحو ضعف حجم الأرض تقريبًا، إلا أنه يختلف عنها جذريا؛ إذ يدور على مسافة قريبة للغاية من نجمه تعادل عُشر المسافة بين عطارد والشمس، ما يجعل أحد جانبيه غارقا في نهار دائم لا يعرف الظلام.
وبحسب النظريات السائدة، كان من المتوقع أن يفقد كوكب صغير وحار بهذه المواصفات غلافه الجوي سريعًا بعد تشكله، إلا أن الرصد الجديد كشف مفاجأة غير متوقعة.
نتائج تقلب النظريات رأسًا على عقبوقالت نيكول والاك، المشاركة في إعداد الدراسة المنشورة في مجلة رسائل الفيزياء الفلكية:«استنادا إلى ما نعرفه عن الأنظمة الأخرى، كان يُعتقد أن مثل هذا الكوكب صغير وحار بدرجة تمنعه من الاحتفاظ بغلافه الجوي لفترة طويلة، لكن هذه الملاحظات تقلب تلك الفرضيات رأسًا على عقب».
نجم قديم وكوكب بخصائص فريدةورغم أن النجم الذي يدور حوله الكوكب أقدم بكثير من الشمس، فإن الغلاف الجوي لـ TOI-561 b يبدو سليما بشكل لافت ويرجح العلماء أن انخفاض كثافة الكوكب مقارنة بالأرض يسهم جزئيا في هذه الظاهرة، دون أن يضعه ضمن فئة الكواكب الغازية العملاقة المنتفخة.
ودرس الفريق احتمال أن تكون كثافة الكوكب المنخفضة ناتجة عن نواة حديدية صغيرة ووشاح أخف وزناً، وهو سيناريو يتماشى مع الخصائص الكيميائية للنجم المضيف.
نافذة على بدايات الكونوأوضحت الباحثة الرئيسية جوانا تيسكي أن الكوكب يتميز عن غيره من الكواكب ذات الدورات المدارية القصيرة جدًا بكونه يدور حول نجم قديم وفقير بالحديد، ما يشير إلى أنه قد يكون تشكل في بيئة كيميائية مختلفة عن تلك التي نشأت فيها كواكب النظام الشمسي.
ويرى العلماء أن هذا الأمر يجعله نموذجا مهما لفهم آليات تشكل الكواكب في المراحل الأولى من عمر الكون.
حرارة أقل من المتوقع والسر في الغلاف الجويوباستخدام جهاز NIRSpec على متن تلسكوب جيمس ويب، قاس الباحثون حرارة الجانب النهاري للكوكب أثناء ما يُعرف بالكسوف الثانوي وكان من المتوقع أن تصل الحرارة، في حال كان السطح صخريا مكشوفا، إلى نحو 4900 درجة فهرنهايت (2700 مئوية)، إلا أن القياسات الفعلية أظهرت حرارة أقل بكثير بلغت نحو 3200 درجة فهرنهايت (1760 مئوية).
هذا التفاوت الحراري الكبير يشير إلى وجود آلية فعالة لإعادة توزيع الحرارة، لا يمكن تفسيرها بسطح مكشوف فقط.
رياح عاتية وسحب لامعةواستبعد الفريق سيناريوهات مثل وجود محيط من الصهارة أو طبقة رقيقة من بخار الصخور، ليخلص في النهاية إلى أن وجود غلاف جوي كثيف هو التفسير الوحيد المنطقي.
وقالت الباحثة المشاركة أنجالي بييت:«الرياح القوية تنقل الحرارة من الجانب النهاري إلى الليلي، فيما تمتص غازات مثل بخار الماء جزءًا من الضوء، كما قد تعكس السحب الساطعة ضوء النجم، ما يساهم في تبريد الكوكب».