هل الزوجة الثانية سبب سعة الرزق؟.. الإفتاء: ليس في هذه الحالة
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
لا شك أن حقيقة هل الزوجة الثانية سبب سعة الرزق أم أنها سببًا للفقر ؟، يعد أحد الأمور التي تحير الكثيرون، فهناك من يظنون أن الزوجة الثانية وما يترتب عليها من مسئوليات وأعباء يعد من أسباب الفقر والديون، فيما يرى آخرون أن الزواج من مفاتيح الرزق ، وليس هذا فقط ما يطرح السؤال عن هل الزوجة الثانية سبب سعة الرزق ؟، وإنما أيضًا اقتداءً برسول الله -صلى الله عليه وسلم - الذي تزوج أكثر واحدة كما يفعل البعض، من هنا تنبع أهمية الوقوف على حقيقة هل الزوجة الثانية سبب سعة الرزق ، أم أنها سبب الفقر؟.
هل الزوجة الثانية سبب سعة الرزق
قال الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية، إن طلب الزواج من الأسباب الجالبة للزرق، كما قال الترمذي والبيهقي وأحمد وغيرهم :"ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء من يريد أن يسدد دَينه، والناكح الذي يريد العفاف»، ناصحًا الشباب غير القادرين على الزواج، بسبب حالة الغلاء التى تشهدها البلاد، بالأخذ بالأسباب والبحث عن عمل إضافي، وتحسين العلاقة مع الله تعالى.
وأوضح " ممدوح" في إجابته عن سؤال : ( هل الزوجة الثانية سبب سعة الرزق ؟)، أن هناك أدعية وأذكارًا تجلب الرزق منها قراءة سورة الواقعة قبل النوم يوميًا، وترديد دعاء سيدنا موسى -عليه السلام-: "رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ» نحو 200 مرة أو أكثر يوميًا، والإكثار من الصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأفاد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ، بأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالعدل، وكذلك سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال من كان قادرا على العدل وعنده من المال ما يكفى لإعالة أكثر من زوجة وعنده ما يتمكن به من العدل وعدم الظلم فالتعدد مباح إلى 4 نساء".
وأضاف : أما إذا كان هذا التعدد يترتب عليه ظلم وهجر المرأة الأولى كما نرى فى كثير من المشاكل التى تعرض علينا فى دار الإفتاء المصرية، أنه كان هذا التعدد لهوى فى النفس ولمجرد النزوة وأنه يترتب عليه ظلم للنساء فلا ينصح فى مثل هذه الأمور الزواج مرة أخرى وإن كان فى ذاته صحيحا.
وتابع: من استطاع الباءة وكان فى حاجة إلى ذلك وكان قادرا على العدل بين الزوجات فلا بأس ولا يمنعه الإسلام من ذلك، أما من كان غير قادر وغير عادل فإننا لا ننصحه بالإقبال على مثل هذا الأمر حتى يكون قادرا عليه ويواجه به المجتمع ولا يجعله فى السر ولا يمنعه الإسلام حينئذ من هذا التعدد."
ورد عن هل الزوجة الثانية سبب سعة الرزق ، أن القرآن قبل أكثر من 1400 سنة ذكر الزواج في قوله تعالى: «وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ» الآية 32 من سورة النور.
ورد أن هذه الآية تؤكد أن الزواج يمكن أن يكون سبباً للغنى، لقوله تعالى: «إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ» الآية 32 من سورة النور، لكن بعض الناس في الجاهلية كان يخشى الفقر، فكانوا يقتلون الأولاد أو يدفنون البنات في التراب، لذلك نزل قوله تعالى: «وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا» الآية 31 من سورة الإسراء، ففي هذه الآية تعهد الله برزق الأولاد.
كما ورد أن الرزق بيد الله جل وعلا وحده ولا دخل للزواج في ذلك لكنه قد يكون سبباً إيجابياً في تسهيل حصول الرزق، فالإنسان متوكل على الله متجه نحو الحلال ونحن نعلم أنه من ابتغى طريقاً مثل هذا، فإن الله لا محالة سيسهل له السبيل إلى ذلك، سواء في المدى القريب أو البعيد.
هل الزواج من مفاتيح الرزقورد عن هل الزواج من مفاتيح الرزق ؟ ، أنه تتعدد مفاتيح وأسباب الرزق والبركة فيه، أبرزها الاستغفار والتوبة والتقوى والتوكل على الله، والتفرغ لطاعته، والمتابعة بين الحج والعمرة وصلة الرحم والإنفاق في سبيل الله والإنفاق على أهل الخير، ولا سيما طلبة العلم الشرعي، الدعاء، الإحسان للفقراء والصدقة والزواج.
وجاء أنه يعد الزواج أحد أسباب الحياة وارتباط المجتمعات ببعضها، بل هو أساس تكوين الأمم المتعاقبة على مر الأزمان كونه العلاقة الشرعية التي تربط الرجل بالمرأة على أساس الاقتران الشرعي الذي تنبثق عنه الذرية والولد ومن هنا تتكون الأسرة الصغيرة للتحول إلى أسرة كبيرة ثم إلى مجتمع، فهو التكاثر والتوالد.
كما ورد أنه بلا شك الزواج واحد من أهم مفاتيح الرزق فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ: الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ»، وقال ابن مسعود رضى الله عنه: «التمسوا الغنى في النكاح»، وقد ربط النبي صلى الله عليه وسلم بين الزواج والسعة في الرزق جاءه رجل يشكو إليه الفاقة، فأمره أن يتزوج.
الزواج رزقورد أنه إذا كان الزواج قد تأخر، إلا أن هناك مئات النعم التي تحيط بك، خاصة نعمة الدين والجمال والأخلاق وحسن السمعة، هذه نعم عظيمة ورائعة، وتأخر الزواج مسألة لا دخل للإنسان فيها، لأنها من جملة الأرزاق التي قدرها الله قبل خلقه السموات والأرض، وأعتقد أنه لا يخفى عليك أن الإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان «وأن تؤمن بالقدر خيره وشره».
و ورد أن الزواج من الأرزاق التي قدرها الله قبل خلقه السموات والأرض، وكذلك الصحة والجمال والمال والعيال، كل ذلك مما قدره الله، ولا يقع في ملكه إلا ما أراد سبحانه، وثقي وتأكدي من أن نصيبك سوف يأتيك، ولكن في الوقت الذي قدره الله، وأنت لا تدرين أين يكون الخير «فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا» الآية 19 من سورة النساء.
و ورد أن كل ما على الفتاة أو الشاب عند تأخر الزواج الدعاء والإلحاح على الله أن ييسر لك الزوج الصالح، وواصلي الصبر، واعلمي أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأنه جل وعلا يحب الصابرين، فمن يدريك لعله أخر عنك الزواج لمصلحتك وأنت لا تشعر، و طرد هذه الوساوس وتلك الأفكار السيئة، والثقة من أنه سبحانه أرحم بك من نفسك، بل ومن والديك، وأنه ما أخر زواجك إلا رحمة بك؛ لأنه يحبك ولا يرضى لك السوء، وهو سبحانه لا يظلم أحداً من خلقه، حتى ولو كان كافراً، فأخرج من رأسك هذه الوساوس وقاومها بكل قوة، وأحسن الظن بمولاك.
و ورد أنه ينبغي الإكثار من الدعاء، والمحافظة على الصلاة لأنها أهم وأعظم أعمال الإسلام، وعدم التكاسل عنها أو التهاون فيها، لأن بذلك تؤخر الزواج؛ لأن أهل الطاعة هم أهل الله الذين يحبهم ويقضي حوائجهم، وسل والديك الدعاء لك، واجتهد في العبادة، واستغلوا أوقات فراغكم بشيء مفيد، من حفظ قرآن أو سنة، أو قراءة الكتب الإسلامية أو غيرها، وأبشروا بفرج من الله قريب.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
هل يجوز تقديم قيمة الأضحية نقدا للفقراء والمساكين؟.. الإفتاء تجيب
هل يجوز تقديم قيمة الأضحية نقدا للفقراء والمساكين؟سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية.
وقالت عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك: إنه لا يجوز تقديم قيمة الأضحية نقدًا للفقراء والمساكين باعتبار أنها أُضْحِية؛ لأن الأُضْحِيَّة اسم لما ينحر من الإبل والبقر والغنم يوم النحر وأيام التشريق؛ تقربًا إلى الله عز وجل؛ لقوله تعالى عن الأضحية: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}. [الكوثر:2]
واوضحت انه فى حالة إخراج المسلم قيمة الأضحية ووزعها على الفقراء والمساكين كان له بها صدقة ولا تُعدُّ أُضحية.
هل تعادل الصدقات ثواب الأضحية
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد إليها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” مضمونه: "هل يقوم غير الأضحية من الصدقات مقامها؟".
لترد دار الإفتاء موضحة، أنه لا يقوم غير الأُضْحِيَّة من الصدقات مقامها؛ وذلك لأنها شعيرة تعلقت بإراقة الدم، والأصل أن الأمر الشرعي إذا تعلق بفعل معين لا يقوم غيره مقامه كالصلاة والصوم، بخلاف الزكاة.
أيهما أفضل عمل أضحية أم توزيع مبلغها على الفقراء
أجمع أهل العلم على أن الأضحيةُ سنةٌ مؤكدة، وقال بوجوبها بعض أهل العلم، ولا يقوم غير الأضحية مقامها، وهي أفضل من الصدقة بثمنها، والأضحية أفضل من الصدقة بثمنها، فإذا كان له مال يريد التقرب به إلى الله كان له أن يضحي.
كيفية تقسيم الأضحية وآداب نحرها
قالت دار الإفتاء إن الأضحية سنَّة مؤكَّدة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فلقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلا أَحَبَّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَظْلافِهَا وَأَشْعَارِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا» رواه الترمذي وابن ماجه.
وأضافت دار الإفتاء فى منشور عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن للمضحِّي المتطوع الأكل من أضحيته أو الانتفاع بها لحمًا وأحشاءً وجِلدًا كلها أو بعضها، أو التصدق بها كلها أو بعضها، أو إهداؤها كلها أو بعضها، إلا أنه لا يجوز إعطاء الجِلد أجرةً للجزار، وكذلك لا يجوز بيعه.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن الأفضل في الأضحية أن تقسم إلى ثلاثة: ثلث له ولأهل بيته، وثلث للأقارب، وثلث للفقراء، كما أن للتضحية آدابًا ينبغي مراعاتها، منها: التسمية والتكبير، والإحسان في النحر بحدِّ الشفرة وإراحة الذبيحة والرفق بها، وإضجاعها على جنبها الأيسر موَّجهة إلى جهة القبلة لمن استطاع، إلى غير ذلك من الآداب والسنن.
وأكدت دار الإفتاء أنه جدير بالمسلم ألا يغفل أن المقصود من ذلك كله هو تعظيم الله تعالى، وإظهار الشكر له، والامتثال لأمره سبحانه، قال تعالى: «لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ».