لاشك أن ما يطرح أهمية سؤال هل يجب صعود جبل عرفات في الحج ؟ ، هو أنه من المعلوم أن الحج عرفة، ومن ثم فإنه ينبغي الوقوف على كل أحكام الوقوف بعرفة والتي يأتي من بينها هل يجب صعود جبل عرفات في الحج ؟ وحيث إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - دائمًا ما يرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح لنا في الدنيا والآخرة، لذا نجد في هدي الشريف إجابة استفهام هل يجب صعود جبل عرفات في الحج ؟ حتى لا يضيع عليها ركن الحج العظيم وفضل هذا اليوم والمنسك الأكبر ، فنكون من الخاسرين.

أفضل دعاء يوم عرفة 2025.. 8 كلمات أوصى بها النبي رددها الآنقصة جبل عرفات لها 4 روايات.. لا يعرفها الكثيرونمتى يبدأ الدعاء يوم عرفة ومتى ينتهي؟.. الآن ويستجاب في 7 أوقاتهل يجب صعود جبل عرفات في الحج

قال الشيخ علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه حث على صعود جبل عرفات الذي اشتهر عند الناس باسم: «جبل الرحمة»، مشيرًا إلى أنه لم يكن من هديه -صلى الله عليه وسلم- صعود هذا الجبل في حجه ولا اتخذه منسكًا.

وأوضح “ فخر” في إجابته عن سؤال: ( هل يجب صعود جبل عرفات في الحج ؟)، أنه قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «خذوا عني مناسككم»، ودرج على ذلك الخلفاء الراشدون وسائر الصحابة ومن تبعهم بإحسان.

وتابع: فلم يكونوا يصعدون على هذا الجبل في حجهم ولا اتخذوه منسكًا لهم؛ اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي ثبت أنه صلى الله عليه وسلم وقف تحت هذا الجبل عند الصخرات الكبار، وقال: «وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف، وارفعوا عن بطن عرنة».

ونبه إلى أن هذا الأمر من الأخطاء التي ترتكب يوم عرفة بأن يصعد الحجاج جبل الرحمة ويشقون على أنفسهم، مؤكدًا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر بالوقوف على عرفة وليس صعوده.

حكم الوقوف على عرفة نائما

أكد مجمع البحوث الإسلامية، أن وقوف النائم والمريض على جبل عرفات، جائز شرعا ولا شيء فيه، باتفاق العلماء.

وقال “البحوث الإسلامية ” ، إن وقوف الشخص الذي تعرض للإغماء على جبل عرفات، اختلف فيه الفقهاء فذهب الحنفية إلى إجزاء وقوفه، لأن وقوفه على أي صفة جائز، وذهب الجمهور إلى عدم إجزاء الوقوف، لأنه عبادة، والمغمى عليه ليس أهلا لها.

وأضاف أن الراجح قول الحنفية لأنه تأدى الوقوف بحصوله في الموقف في وقت الوقوف، لأنه إذا مر بعرفات أي شخص، وهو لا يعلم بها في وقت الوقوف أجزأه.

حكم صعود جبل عرفة

وينبغي على المسلم أن يعلم أنَّه لا يوجد فرق بين الوقوف عند الصخرات التي وقف عندها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وبين الوقوف في أيِّ مكان آخر في عرفة، أمَّا صعود الجبل فهو غير مشروعٍ قطعًا في الشريعة الإسلاميَّة، فلم يرد عن الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- أنَّه صعد الجبل ولم يستقبله.

وينبغي على الحجَّاج اغتنام وقتهم في العبادة والدُّعاء، وعدم التَّزاحم من أجل صعود للجبل؛ فيضيعوا وقتهم الثَّمين فيما لا يعود بفائدةٍ عليهم، فلا يوجد سبب لصعود جبل عرفة على وجه الخصوص، ودليل ذلك ما رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (قد وقفتُ ها هُنا وعرفةُ كلُّها مَوقفٌ)، ويعد الوقوف بعرفة ركن الحجّ الأعظم؛ الذي لا يتمّ الحج بدونه، ولا حاجة لصعود الجبل كلّه والتزاحم، بل يكتفي الحاجّ بالوقوف في أي مكان في عرفة.

سبب صعود جبل عرفة

ورد أنه يقع جبل عرفات في الطريق بين مكة والطائف، حيث يبعد عن مكة حوالي 22 كم تقريبًا، وعلى بُعد 10 كم من مِنًى، و6 كم من مزدلفة، ويُذكر في تسميته بهذا الاسم: أن آدم وحواء عليهما السلام حينما أنزلهما الله من الجنة إلى الأرض، أنزلهما في مكانين مختلفين، فكان موقع جبل عرفات هو المكان الذي التقيا فيه، وتعارفا عليه.

والوقوف بعرفة أعظم مناسك الحج على الإطلاق، ويبتدأ من بعد صلاة ظهر اليوم التاسع من ذي الحجة وحتى فجر يوم النحر، وعرفة كلها موقف إلا بطن عُرَنَة، من أسمائه جبل الرحمة، وجبل القرين، وجبل النابت، وشعيرة الوقوف بعرفة هي شعيرة الحج الوحيدة التي يؤديها الحجيج خارج حدود الحرم.

صعيد جبل عرفات هو مكان شريف يجتمع إليه الحجيج من كل أرجاء الدنيا في التاسع من ذي الحجة كل عام، رافعين أيديهم بالتضرع والدعاء لله عز وجل، به جبل عرفات المسمى (جبل الرحمة)،وعندما يقف الحجيج ليؤدوا ركن الحج الأكبر على صعيد عرفة يظهر أمامهم مسجد (نمرة)،ونمرة: جبل نزل به النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة في خيمة، ثم خطب في وادي عرنة بعد زوال الشمس، وصلى الظهر والعصر قصرًا جمع تقديم، وانصرف منها إلى مزدلفة بعد غروب الشمس.

متى يبدأ الوقوف بعرفة

ورد أنه يبدأ الوقوف بعرفة منذ فجر اليوم التاسع من ذي الحجة، وحتى طلوع فجر اليوم الذي يليه؛ والذي يُسمّى بيوم النَّحر، وهو يوم العيد، وينهي فيه الحُجّاج وقوفهم على عرفة، واسم هذا اليوم مُركَّب من كلمتَي: يوم، وعرفة، أما كلمة يوم فتدل على زمان مُخصَّص، بينما تدل كلمة عرفة على مكان مُعيَّن مُحدَّد، ولهذا المكان مكانة عظيمة؛ لتعلُّقه بشعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، وهي الوقوف بعرفة في موسم الحَجّ، وورد ذِكره بلفظ عرفات في قوله -تعالى-: «فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ».

جبل الرحمة

ورد فيها أن جبل "الرحمة" أحد أسماء جبل "عرفات"، وهو من أشهر جبال مكة المكرمة الدينية والتاريخية، ويتدفق إليه صباح الوقفة حجاج بيت الله الحرام، ليشهدوا الوقفة الكبرى، ويحرصوا على الدعاء من فوقه، فهو أكمة صغيرة، يصعد إليها الحجاج يوم عرفة للوقوف بها، وقد وقف الرسول صلى الله عليه وسلم على الصخرات الكبار المفترشة في طرف الجبل، واستناداً إلى قوله صلى الله عليه وسلم "وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف".

ويعد جبل الرحمة هو الاسم المشهور عنه، وله أسماء أخرى مثل اسم جبل الدعاء، يعدُّ من أهمِّ معالم جبل عرفات، ويحرص الحجَّاج على الوقوف عليه تأسِّيًا بالرَّسول -صلى الله عليه وسلم-، وللتضرُّع إلى الله في الدُّعاء والعبادة، وهو أفضل مكان للوقوف في عرفة.

وورد أن جبل الرحمة هو جبل صغير بالنسبة لما حوله من الجبال، لا يزيد ارتفاعه عن 30 متراً، وفي أعلاه شاخص محدث ليكون علماً يستدل به، بارتفاع أربعة أمتار، وهذا الجبل يقع إلى الشمال من عرفات وخارج حدود أعلام الحرم، وهو صعب الصعود لقمته، لذلك عملت فيه درجات توصلك إلى أعلاه.

فضل جبل عرفة

يعد مشعر عرفات من أهم المشاعر المقدسة التي يؤدي فيها المسلمون مناسك الحج، وهي مشاعر منى، ومزدلفة، وعرفات؛ لأن وقوف الحاج على صعيد عرفة ركن أساسي لا يكتمل أداء فريضة الحج بدونه، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- "الحج عرفة" (صححه الألباني).

و تكمُن أهمية جبل عرفاتٍ في أنّ الوقوف به في يوم عرفة ركنٌ من أركان الحج، وهو كلّ الحج وأهمّ أركانه؛ فقد ورد حديث شريف عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (الحجُّ عرفةَ…)، فعلى هذه البقعة من الأرض -جبل عرفات- يجتمع حجّاج بيت الله الحرام في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويقع جبل عرفاتٍ على بُعد واحدٍ وعشرين كيلو مترٍ تقريباً من مكة المكرمة، بمساحةٍ إجماليةٍ تُقارب عشرة كيلو مترٍ ونصف مربع، وله حدود واضحةٌ.

طباعة شارك هل يجب صعود جبل عرفات في الحج هل يجب صعود جبل عرفات صعود جبل عرفات صعود جبل عرفات في الحج حكم صعود جبل عرفات في الحج حكم الوقوف على عرفة نائما سبب صعود جبل عرفة حكم صعود جبل عرفة جبل عرفات

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جبل عرفات صلى الله علیه وسلم الوقوف بعرفة جبل الرحمة الوقوف على هذا الجبل التاسع من ذی الحجة على عرفة یوم عرفة

إقرأ أيضاً:

ماذا يوجد فوق جبل عرفات؟ مكان وقوف النبي ومسجدان و10 أسرار أخرى

لعل أهمية جبل عرفة هي ما تطرح تلك الاستفهامات الكثيرة عن ماذا يوجد فوق جبل عرفات؟ وما سبب تسميته بهذا الاسم وما فضل جبل عرفات، وهل يُسمى عرفة أم عرفات؟ فلا تزال هناك الكثير من الأسرار الخفية عن جبل عرفات وإن كانت تبدأ بسؤال ماذا يوجد فوق جبل عرفات؟ ليكون ركنا من أركان الحج، وليقول عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- الحج عرفة، وهو ما ينبغي أن ينتبه إليه الحجاج وقد وقفوا اليوم على جبل عرفة في التاسع من شهر ذي الحجة، كل هذا يطرح سؤال ماذا يوجد فوق جبل عرفات؟

دعاء يوم عرفة.. 4 أسباب أوصى بها النبي تجعله أكثر استجابةفضل يوم عرفة.. 7 أرزاق وأمنيات تجعلك تترقبه من الآن فهل تعرفه؟ماذا يوجد فوق جبل عرفات

ورد في مسألة ماذا يوجد فوق جبل عرفة؟ أنه من أشهر الجبال في مكَّة المكرَّمة وأهم مزاراتها، وفيه من المعالم ما يحرص المسلمين على الوصول إليها، والنَّيل من أجرها وعظيم مكانتها، ومن هذه المعالم التي تزيد من أهمية جبل عرفة، جبل إلال يوجد في جبل عرفة تلةٌ صغيرةٌ تشبه البرث وتُسمّى النابت؛ لأنها تشبه النبتة في الأرض السهلة، وتُسمّى أيضًا البادية القرين، وهي التي يصعد عليها الحجَّاج يوم الوقوف، وهي من أهمِّ واجبات الحجِّ، روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: (قد وقفتُ ها هُنا، وعرفةُ كلُّها مَوقفٌ).

وقيل إن العامة تسمي الجبل باسم "القرين" ربما لذلك الشاخص الذي أُحدث في أعلاه كالقرن، وتعرفه كتب الجغرافيا الإسلامية بجبل إلال، ويسمى أيضاً بـ"النابت"، وربما أطلق هذا الاسم الأخير على الصخرات التي وقف عليها الرسول.

وعن حقيقة ماذا يوجد فوق جبل عرفات؟ فإن من معالم جبل عرفات أيضًا مسجد نمرة، ونمرة هو الجبل الذي نزل عليه الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة في حجَّة الوداع، وتمَّ بناء مسجد نمرة عليه، وأصبحت مساحته الآن حوالي مئةً وأربعةً وعشرون ألف مترٍ مربعٍ، ويتسع لأكثر من ثلاثمئة ألف مُصلِّي، ومسجد الصخرات يقع أسفل جبل الرَّحمة على يمين من يصعد عليه، وفيه صخراتٌ كبارٌ وقف عندها الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- عشية يوم عرفة، وقد كان على ناقته، وهو مرتفع عن الأرض قليلاً.

شكل جبل عرفات

ورد في شكل جبل عرفات، أنه يبدو جبل عرفات كجبل عادي مكوّن من صخور الجرانيت، إلّا أنّ جبل عرفات قليل الارتفاع، حيث يبلغ ارتفاع جبل عرفات حوالي 70 م فقط، وهذا الارتفاع قصير بالنسبة لباقي الجبال، ونلاحظ أنّ عددًا كبيرًا من الحجاج في يوم عرفة يصلون إلى قمة جبل عرفات، وهذا ما يدلّ على قلة ارتفاع الجبل.

كما ورد في شكل جبل عرفات، أمّا منطقة عرفة بالكامل فهي عبارة عن سهل منبسط يمتد لميلين طويلًا وعرضًا على بعد 20 كم من مكة باتجاه الشرق، ويحيط بمنطقة عرفة الجبال من جميع اتجاهاتها، بحيث يبدو جبل عرفة في منتصف سهل عرفة أو منطقة عرفة، وتحيط به الجبال كطوق دائري من جميع اتجاهاته.

لماذا سمي جبل عرفات

ورد في مسألة لماذا سمي جبل عرفات؟ أن يوم الوقوف على جبل عرفة أو عرفات في التاسع من شهر ذي الحجة. 

قال النيسابوري: «عرفات جمع عرفة»، وقال الطبرسي: «عرفات: اسمٌ للبقعة المعروفة التي يجب الوقوف بها، ويوم عرفة يوم الوقوف بها».

وقال النّسفي إنّه سُميّ عرفة لأنّ لقاء آدم بحوّاء كان في ذلك اليوم عند جبل عرفات، إذ كانا قد افترقا بعد هبوطهما من الجنّة، فقيل: بأنّ آدم وحواء لمّا هبطا من الجنة، نزل كل منهما في مكان، ثم اجتمعا وتعارفا في هذا المكان، فسُّمي المكان بعرفة، وفي ذلك دلالة على قِدم ذلك المكان، وتلك المشاعر من القِدم من أول الخليقة، وذلك يتناسب مع وصف الله سبحانه وتعالى لهذه الأماكن بالقداسة والحرمة، وطلب صريح بقوله تعالى: «وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ»، و هذا فيه طلب صريح من إبراهيم لربه بركة هذا المكان كله كأن هذا المكان مَرْضي عليه من الله وعليه تنزل الرحمات منذ خلق الله تعالى الخلق.

وقيل إنّه سُميّ عرفة؛ لعلوّ العباد فيه على الجبل، إذ كانت العرب تُطلِق على ما علا عن الأرض عرفة. قيل: عرفة من التعارف؛ وذلك لأنّ الناس يجتمعون فيه، ويتعارفون على بعضهم البعض، وقيل: لأنّ جبريل -عليه السلام- طاف بإبراهيم -عليه الصلاة والسلام- فكان يُريه المشاهد فيقول له: "أعرفت أعرفت؟"، فيقول إبراهيم -عليه السلام-: "عرفت عرفت".

وهناك عدة أقوال لتسمية عرفة بهذا الاسم، فقد قيل بأنها سُمِّيَتْ بذلك لأن آدم عرف حواء فيها، وقيل لأن جبريل عرَّف إبراهيم فيها المناسك، وقيل لتعارف الناس فيها، وقيل بأن الكلمة مأخوذة من العَرْف وهو الطيب؛ كونها مُقدَّسة، إلا أن الروايتين الأكثر تأكيدًا هما أن أبو البشر آدم التقى مع حواء وتعارفا بعد خروجهما من الجنة في هذا المكان ولهذا سمي بعرفة، والثانية أن جبريل طاف بالنبي إبراهيم فكان يريه مشاهد ومناسك الحج فيقول له: «أعرفت أعرفت؟» فيقول إبراهيم: «عرفت عرفت» ولهذا سميت عرفة. وذكر الإمام القرطبي في التفسير وغيره: «وقالوا في تسمية عرفة بهذا الاسم لأن الناس يتعارفون فيه.

جبل عرفة أم عرفات

يعد يوم الوقوف على جبل عرفة أو عرفات في التاسع من شهر ذي الحجة. 

قال النيسابوري: «عرفات جمع عرفة»، وقال الطبرسي: «عرفات: اسمٌ للبقعة المعروفة التي يجب الوقوف بها، ويوم عرفة يوم الوقوف بها».

وورد أن عرفة اسم للمكان الذي يقف فيه الحجاج، لأداء ركن الحج الأعظم وهو على نحو ثلاثة وعشرين كيلومترًا تقريبًا شرقي مكة، وقد تعددت آراء العلماء في معنى اسم عرفة، فيرى بعض العلماء أن اسم عرفة مشتق من المعرفة، ويرى بعضهم أنّ اسم عرفة مشتق من الاعتراف، وقيل أيضًا إنّ اسم عرفة مشتق من العَرف؛ أي الرائحة الطيبة.

وورد فيها أن عرفة وعرفات؛ قيل: بأنّ معناهما واحد؛ فكلاهما اسم للبقعة المعروفة التي يجب الوقوف بها. 

وقيل إن المراد بعرفة يوم الوقوف بعرفات، وعرفات اسم للجبل أو للبقعة المعروفة التي يقف بها الحجاج، وقد ذكرها الله -تعالى- في كتابه فقال: (فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ).

قصة جبل عرفات

لم يرد ذكر لجبل عرفات في الكتب التاريخية ولا في المرويات في السنة النبوية المشرفة.

وقد أجمع العلماء والفقهاء على أنَّ الجبل خاصَّة لا يمتلك أيَّة فضيلة ولا يتعلَّق به نسكٌ يختصّ به وحده، لذلك لا يوجد لجبل عرفات أية قصة تاريخية مثل التي وردَت في الصفا والمروة مثلًا، ولكن وردَت بعض القصص، ومن آراء العلماء حول قصة جبل عرفات والروايات الواردة في تسمية جبل عرفات، ومنها التقاء آدم وحوّاء عليه وردت في العديد من الكتب التاريخية أنَّ آدم وحواء -عليهما السلام- بعد أن هبطا من الجنة بإذن الله تعالى، هبطَ كلُّ واحدٍ منهما في مكان، فهبط آدم في سرنديب وهبطت حواء في جدة، فجاء آدم قاصدًا حواء حتى اجتمعا في المشعر وازدلفت إليه أي تقرَّبت إليه فسمِّيت المنطقة بالمزدلفة، ثمَّ تعارفا على جبل عرفات ولذلك سمِّي بهذا الاسم.

وفي رواية لها اعتراف الحجاج بذنوبهم عليه وقد أوردَ ياقوت الحموي في كتاب معجم البلدان أنَّ جبل عرفات سمِّي بهذا الاسم بسبب اعتراف الحجاج من البشر بذنوبهم عليه، وقد وعدَ الله تعالى عباده الذين يقفون في عرفات مغفرةً لجميع الذنوب والخطايا ففي الحديث، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "فإذا وقَف بعرَفةَ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ ينزِلُ إلى السَّماءِ الدُّنيا فيقولُ: انظُروا إلى عبادي شُعْثًا غُبْرًا اشهَدوا أنِّي قد غفَرْتُ لهم ذُنوبَهم وإنْ كان عدَدَ قَطْرِ السَّماءِ ورَمْلِ عالجٍ".

وفي رواية لها تعارف الناس عليه كما ورد أنَّ جبل عرفات أطلقت عليه تلك التسمية مكان يتعارف فيه الناس يوم يجتمعون لأداء فريضة الحج فسمِّيَ بجبل عرفات أو عرفة، وورد أيضًا أنَّ فيه يتحقَّق معنى التعارف أو معنى التعرُّف، وهو تعارف العباد على بعضهم فيه، ولكن بعض الفقهاء نفى أن يكون هذا هو سبب التسمية، لأنَّ وقت إقامة الحجاج في عرفات قصير، ويكون في منى أطول منه، فيمكن أن يتيسر لهم التعارف في منى أكثر من عرفات.

وفي رواية لها تعليم جبريل إبراهيم عليه وقد وردَت قصة تعليم جبريل -عليه السلام- لنبيِّ الله إبراهيم الخليل -عليه السلام- في جبل عرفة، فقد كان جبريل يعرِّف إبراهيم بمناسك الحج بجميع خطواتها، ولمَّا وصلا إلى موضع عرفة، سأله جبريل عليه السلام: عرفت؟ أي عرفت مناسك الحجِّ، فأجابه إبراهيم عليه السلام: نعم عرفت عرفت، فسمِّيَ عرفات.

و اسم عرفات هو من الأسماء المرتجلة، وهو ليس جمع عرفة كما يعتقد البعض، وإنما هو مفرد على صيغة جمع، ويطلق على جبل عرفات أسماء متعددة، منها: القرين، وجبل الرحمة، وجبل الآل، والنابت.

جبل عرفات

يعد جبل عرفة من المناسك المكانيَّة في فريضة الحجِّ، ويقع جبل عرفات في مكَّة المكرَّمة على الطريق الواصل إلى مدينة الطائف، ويبعد عن مكَّة من جهة الشرق بحوالي اثنانِ وعشرون كيلو متراً، ويبعد عن مشعر منى بحوالي عشر كيلو مترات، كما يبعد عن مزدلفة ستة كيلو مترات، وهو جبلٌ منبسطٌ يوجد فيه جبل الرحمة، ومحاطٌ بسلسلةٍ من الجبال، ومن جهة مسجد نمرة يوجد وادي عرنة وهو الحد الفصل بينه وبين الحرم.

حدود جبل عرفات

حدَّد الفقهاء حدود عرفات من الجبل العالي المشرف على عرنة شمالًا عن جبل الرَّحمة، وهو شرقي عرفة، إلى الجبال الجنوبية المقابلة له، وهي حدُّ عرفة من الجنوب، إلى ما يلي حوائط بني عامر، وهي بساتين لبني عامر، والذي يليها هو المسجد، ويسمَّى الآن مسجد إبراهيم وهو ليس من عرفة؛ لأنه ليس من ضمن المحدود.

وورد أن جبل عرفات له أسماء أخرى منها جبل الرحمة وهو الاسم المشهور عنه، وله أسماء أخرى مثل اسم جبل الدعاء، يعدُّ من أهمِّ معالم جبل عرفة ، ويحرص الحجَّاج على الوقوف عليه تأسِّيًا بالرَّسول -صلى الله عليه وسلم-، وللتضرُّع إلى الله في الدُّعاء والعبادة، وهو أفضل مكان للوقوف في عرفة.

طباعة شارك ماذا يوجد فوق جبل عرفات ماذا يوجد فوق عرفات فوق جبل عرفات جبل عرفات شكل جبل عرفات جبل عرفة أم عرفات

مقالات مشابهة

  • ما هو مسجد نمرة .. ولماذا نهى النبي عن الوقوف في وادي عرنة؟ الأزهر يحذر
  • الركن الأعظم.. يوم المسلمين “الوقوف بعرفة”
  • جبل عرفات.. ما هي قصته و هل يجب على الحجاج الوقوف عليه
  • ألقى في موضعه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- خطبة حجة الوداع.. “مسجد نمرة” تهفو إليه قلوب الحجيج في يوم عرفة
  • هل يجب صعود جبل عرفات في الحج؟.. «الإفتاء» تحذر
  • ماذا يوجد فوق جبل عرفات؟ مكان وقوف النبي ومسجدان و10 أسرار أخرى
  • حجاج بيت الله يؤدون ركن الحج الأعظم بالوقوف على جبل عرفات
  • قصة جبل عرفات ولماذا يقف عليه الحجاج وسبب تسميته بهذا الاسم؟
  • قصة جبل عرفات.. اعرف سبب تسميته وفضله العظيم