أعلنت السلطات المصرية عن تفكيك شبكة إجرامية منظمة تخصصت في تهريب الشباب إلى أوروبا عبر الأراضي الليبية، في واحدة من أخطر المسارات غير الشرعية وأكثرها تهديدًا لحياة المهاجرين.

ووفقًا لتحقيقات الأجهزة الأمنية، فإن المدعو منصور.م، البالغ من العمر 53 عامًا ويعمل نقاشًا، يقف وراء تنظيم وإدارة هذه العصابة التي امتهنت تسهيل الهجرة غير الشرعية مقابل تحصيل مبالغ مالية كبيرة من الراغبين في السفر، رغم إدراكهم الكامل بالمخاطر المميتة التي تواجه المهاجرين خلال الرحلة.

وبحسب التحقيقات، العصابة كانت تعتمد على الدروب الصحراوية الممتدة بين مصر وليبيا كنقطة عبور أولى، ومنها إلى السواحل الليبية، قبل الشروع في رحلة بحرية محفوفة بالمخاطر نحو أوروبا، في مسار لطالما صنّفته المنظمات الدولية على أنه من أكثر طرق الهجرة غير النظامية دموية.

وتأتي هذه العملية بعد أيام من إعلان السلطات الإيطالية تفكيك شبكة تهريب أخرى يتزعمها مصريون، ما يشير إلى تنامي ظاهرة الجماعات العابرة للحدود التي تستغل طموحات الشباب في حياة أفضل لتحقيق أرباح هائلة على حساب أرواحهم.

وأكدت السلطات المصرية استمرار ملاحقة هذه الشبكات، في إطار جهود أوسع لضبط الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية بالتنسيق مع دول الجوار والمنظمات الدولية المعنية.

يذكر أنه ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تحوّلت ليبيا إلى نقطة عبور مركزية في خارطة الهجرة غير النظامية، حيث يستغل المهربون حالة الفوضى الأمنية وانهيار مؤسسات الدولة لتنظيم شبكات عابرة للحدود تنقل المهاجرين من دول الجوار الإفريقي والعربي، وعلى رأسها مصر، باتجاه السواحل الليبية ثم إلى أوروبا.

وبحسب تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية، يُعدّ الطريق البري عبر الصحراء المصرية إلى الأراضي الليبية من أكثر المسارات دموية، إذ يتعرّض المهاجرون خلال رحلتهم لانتهاكات جسيمة تشمل الاستغلال، والاحتجاز القسري، والعمل القسري، والابتزاز، وأحيانًا القتل أو الفقدان في الصحراء أو البحر.

وتقوم هذه الشبكات بتهريب المهاجرين إلى مدن الساحل الليبي مثل زوارة وصبراتة، ومنها يُزج بالمئات داخل قوارب متهالكة عبر البحر المتوسط، غالبًا دون أي تجهيزات أمان، ما يؤدي إلى غرق الآلاف سنويًا.

ورغم الحملات الأمنية المكثفة وتزايد التنسيق الدولي والإقليمي للحد من هذه الظاهرة، لا تزال ليبيا تشكل نقطة انطلاق رئيسية نحو أوروبا، حيث تُسجّل منظمة الهجرة الدولية مئات الوفيات شهريًا في “الطريق الأوسط” للهجرة، وهو المصطلح الذي يُطلق على المسار البحري من ليبيا إلى إيطاليا ومالطا.

ووفقًا لتقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فإن أكثر من 70% من المهاجرين الذين يعبرون هذا الطريق يتعرضون لانتهاكات جسيمة خلال رحلتهم، في حين تُعد مصر واحدة من الدول التي تنطلق منها رحلات التهريب عبر الحدود البرية، خصوصًا عبر منطقة “السلوم” وصولًا إلى “الكفرة” الليبية، وهي من أخطر البؤر التي تنشط فيها عصابات تهريب البشر.

وبالتزامن مع تفكيك شبكات تهريب في مصر وإيطاليا خلال الأسابيع الأخيرة، يبرز حجم التشابك بين هذه الجماعات، ما يؤكد أن الظاهرة لا تقتصر على مبادرات فردية، بل تمثل أنشطة منظمة ومربحة لعصابات دولية تستغل هشاشة الحدود وغياب الرقابة في بعض المناطق.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: تهريب المهاجرين ليبيا ليبيا وإيطاليا ليبيا ومصر مصر وفاة مهاجرين الهجرة غیر

إقرأ أيضاً:

تركيا: ناقلة النفط التي تعرضت لانفجار في البحر الأسود ضربت مجددا بمسيرة

صرّح مسؤول تركي كبير يوم السبت بأنّ ناقلتي نفط، اللتين اشتعلت فيهما النيران قبالة ساحل تركيا على البحر الأسود، ربما تكونان قد أصيبتا بألغام أو طائرات مسيرة أو صواريخ.

123 قتـ.يلاً وعشرات المفقودين.. سريلانكا تغرق في أسوأ فيضانات منذ عقوديوم التضامن مع الفلسطينيين.. اليماحي: يأتي وسط أوضاع إنسانية بالغة الخطورة

تعرّضت الناقلتان "كايروس" و"فيرات" لهجومين متتاليين في وقت متأخر من ظهر يوم الجمعة، مما استدعى عمليات إنقاذ وأفادت التقارير بأنّ أفراد الطاقم على متن السفينتين سالمون.

وقال وزير النقل التركي، عبد القادر أورال أوغلو، إنّ خدمات الإنقاذ تلقت في البداية تقارير تفيد بأنّ "كايروس" ربما اصطدمت بلغم قبل أن تُبلّغ بوقوع انفجار على متن "فيرات".

وقال أورال أوغلو لقناة "إن تي في" التلفزيونية في وقت مبكر من صباح يوم السبت: "أشارت طواقمنا إلى وقوع انفجارات على متن السفينة الأخرى، وأنّ هذه الانفجارات نجمت أيضًا عن تدخل خارجي".

وأضاف: "أول ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن التدخل الخارجي قد يكون لغمًا أو صاروخًا أو سفينة حربية أو طائرة مسيرة. ليس لدينا معلومات قاطعة عن هذا".

المرصد: سوريون يرفضون استلام مساعدات إسرائيلية في ريف القنيطرةزيلينسكي يحذر: روسيا تحرق أوكرانيا.. وأوروبا مطالبة بفك الأصول المجمدة فورا

نفذت أوكرانيا ضربات بحرية ناجحة ضد سفن الشحن الروسية خلال الحرب، لا سيما باستخدام طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات ومع ذلك، اقتصرت المهام الأوكرانية إلى حد كبير على مياه شمال البحر الأسود.

أفادت المديرية العامة للشؤون البحرية في تركيا بأن حريقًا اندلع في ناقلة النفط "كايروس" التي ترفع علم جامبيا في البحر الأسود على بُعد حوالي 28 ميلًا بحريًا (52 كيلومترًا) قبالة سواحل مقاطعة كوجالي التركية وكانت السفينة تبحر فارغة باتجاه ميناء نوفوروسيسك الروسي.

طباعة شارك البحر الأسود ساحل تركيا وزير النقل التركي علم جامبيا ناقلة النفط

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي: جنوب أوروبا معرض لخطر الحرب الهجينة التي تشنها روسيا
  • دول العالم الثالث التي حظر ترامب استقبال المهاجرين منها:
  • ترامب يعاقب دول العالم الثالث بوقف الهجرة إلى الولايات المتحدة.. ويبدأ في مخطط ترحيل المهاجرين
  • تركيا: ناقلة النفط التي تعرضت لانفجار في البحر الأسود ضربت مجددا بمسيرة
  • ليبيا تشارك بمشروع لـ«أمن الحدود» في إيطاليا
  • مصر تعلن استعادة 131 مواطنا من ليبيا بالتعاون مع السلطات الليبية
  • ضبط مخزن للهجرة غير الشرعية ومُنسّق تهريب في ضواحي بنغازي
  • تشمل 4 دول عربية منها ليبيا.. مراجعة شاملة لـ«البطاقات الخضراء» في أمريكا
  • عقب “حادث الحرس الوطني”.. ساسة أمريكيون يشنون حملة شرسة على المهاجرين المسلمين: “رحِّلوا كل إسلامي يعيش بيننا”
  • واشنطن توسّع التعاقد مع شركات خاصة لتعقب المهاجرين بملايين الدولارات