"بحوث القطن" يستقبل 20 مبعوث من 12 دولة إفريقية للتدريب
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
ينظم معهد بحوث القطن التابع لوزارة الزراعة وأستصلاح الاراضي دورة تدريبية افريقية بالتعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية المصرية وذلك تحت عنوان "تحسين إنتاج وتربية القطن تحت ظروف التغيرات المناخية في الدول الافريقية".
و أكد الدكتور عبد الناصر رضوان مدير المعهد بأن الدورة هى الرابعة التى تعقد ضمن مجهودات التعاون في مجال تنمية قطاع القطن في أفريقيا و تقام في الفترة من 1 الي 19 اكتوبر 2023، بمقر معهد بحوث القطن بمركز البحوث الزراعية بالجيزة و ذلك لتدريب عدد 20 مبعوث من 12 دولة أفريقية، بهدف تعريف المتدربين علي برامج انتاج و تربية القطن، من خلال محاضرات نظرية وعلمية حيث يحاضر فيها نخبة من أساتذة و علماء مركز البحوث الزراعية والجامعات المصرية، بالاضافة الى خبراء دوليين من منظمة العمل الدولية ومنظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية، ومبادرة قطن أفضل ومبادرة ريل قطن.
وأشارت الدكتورة عبير سمير عرفة وكيل معهد بحوث القطن لشؤون البحوث ومنسقة الدورة إلى أنها تهدف الي تدريب المبعوثين علي الطرق الجديدة لإنتاج وتربية القطن وإنتاج قطن عضوي نظيف مستدام مطابق لمعايير الجودة العالمية، والتقليل من استخدام المبيدات، والأسمدة، واستخدام المياه بحكمة، والحفاظ على التربة، والتعرف علي مفاهيم عمل الأطفال والاسباب والحلول لتحقيق الاستدامة، وتشمل الدورة كذلك الاختبارات التكنولوجية، وتكنولوجية تدوير المخلفات، وإنتاج أسمدة وصبغات طبيعية وألياف صديقة للبيئة.
و تم شرح برنامج الدورة العملي سوف يشمل زيارات معملية لمعامل معهد بحوث القطن والهندسة الوراثية، زيارات ميدانية خارجية بمحافظة كفر الشيخ لزيارة محلج القطن بسخا ومحطة بحوث سخا، ومحطة غربلة التقاوي، أيضًا زيارة للهئية العامة للتحكيم واختبارات القطن، وصندوق دعم الغزل والنسيج بمحافظة الاسكندرية كما أنه سوف يتم عمل زيارة لبعض مصانع الغزل والنسيج ببرج العرب.
و أن هذا البرنامج يأتي تنفيذًا وانعكاساً لرغبة القيادة السياسية في تعظيم تواجد مصر في الدول الأفريقية وتعميق صلاتها وتقوية روابطها، ودعم جهودها في تحقيق أجندة وأهداف التنمية المستدامة لعام 2030، 2063 التي اتفق عليها زعماء القارة الأفريقية، وتعزيز جهود مصر في مجال التعاون علي كل المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، من خلال دعم مجالات العمل التي تُمثل أولوية بالنسبة للدول المُستفيدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ينظم معهد بحوث القطن لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي دوره تدريبية أفريقية الوكالة المصرية للشراكة
إقرأ أيضاً:
حكاوي ودروس إفريقية
حكاوي ودروس إفريقية …
عندما نغلق انفسنا على ثقافة واحدة ،فاننا نعتقد أن القيم الموجودة فيها متفردة ،و غير موجودة عند الشعوب الأخرى.
بمزيد من الحراك و الترحال و التواصل مع الاخرين ، نكتشف أن هذه الثقافات ناتجة عن التواصل و الأنصهار الاجتماعي بين هذه المجموعة أو تلك ، فتكون هناك قيم ثقافية مشتركة بصورة أو بأخرى بين المجموعات البشرية المختلفة بغض النظر عن الزمان او المكان .
قبل عشر سنوات تقريبا كنت مع صديقي اليوغندي صامويل، أبحث عن شقة للايجار في أحد أحياء كمبالا المكتظة بالاجانب . و لانشغالنا بالتنقل من مكتب عقارات إلى آخر منذ الصباح الباكر ، و ضياع الزمن مع السماسرة حتى اقتراب مغيب الشمس ، كنت في غاية الجوع فطلبت من صامويل أن ينتظرني لاشتري لنا (فيشار) تصنعه من الذرة الشامية فتاة عشرينية في محل صغير ، و تعرضه بصورة جميلة و انيقة ، إشتريته لنتصبر به ريثما نعود إلى السوق و نتغدى ..
اشتريت منها عبوتين، واحدة لي و الأخرى لصديقي .
قبل ان اشتريها كنت افكر و أخشى في أن يراني أحدهم آكل في الطريق العام . ففي ثقافتنا المحلية عند اهلنا الفولان (#البلاكو) لا يجوز للرجل أن يأكل في الطريق العام ، و قمة البؤس و العيب أن يأكل و هو يمشي في الطرقات أو في الأسوق على مرأى من الناس .. طول حياتي معه لم أرى والدي يأكل خارج البيت ، بحكم عمله في سوق سنار يفطر في البيت ثم يقضي بقية يومه في السوق صائما لا يأكل ولا يشرب شيئا حتى يعود ، سألته في ذلك قبل وفاته بفترة قال لي طوال عمره الذي فاق التسعين وقتها لا يتذكر انه أكل أو شرب في الطريق العام أو الأسواق ابدا . عندما نكون في سفر من سنار إلى الخرطوم ، يمتنع عن تناول اي شئ حتى في السيارة ، يقول لي :
كل انت و اتركني .
بمرور الزمن أصبحنا نسافر في الصباح الباكر جدا و نصل وجهتنا قبل العاشرة صباحا .
رحمه الله كان متمسكا جدا بقيم #البلاكو .
ناولت صامويل عبوته في كيس معها قارورة ماء ، كنت مترددا جدا ما بين الإرهاق و الجوع الذي يفتك بي و بين أن التقي بالصدفة شخصا أعرفه من اهلي و معارفي و انا آكل في الطريق .
و منذا الذي يراني في هذا المكان البعيد جدا من الديار؟ . في تلك الفترة قبل عشر سنوات نادر جدا أن تلتقي سودانيا خارج منطقة تمركز السودانين في اروا بارك . ليس الأمر كاليوم لو رفعت حجرا لوجدت سودانيا …
اكثر ما استغرب له ان تجد سودانيا وفد إلى كمبالا خلال أقل من عام يشتكي بأن البلد كلها اتملت سودانيين ????????، بالرغم من أن اهل البلد لا يشتكون مثلنا ، بل ولا يهتمون ابدا …
نزاع داخلي بين الجوع الذي يدفعني لفتح الفيشار والأكل منه أثناء تجوالنا. و بين قيمة البلاكو التي تحض على عدم الأكل في الطريق …
في الحقيقة أصبحت القيمة وقتها بالنسبة لي الا يراني احد و انا آكل اكثر من قناعتي الذاتية بجدواها في تلك اللحظة، و هذا يدفعنا لإعادة التفكير في جدوى الكثير من العادات و القيم التي نشأنا و وجدنا المجتمع يكبلنا بها بالرغم من أهمية الكثير منها في اصلاح نفوسنا …
اخيرا اقنعت نفسي بألا احد يعرفني في هذه المنطقة ناهيك ان يعرف بثقافة او سلوك أهله غير موجودون في هذه المناطق . فتحت الكيس و اكلت الفيشار ، و أخرجت قارورة المياه و افرغتها في جوفي .
لاحظت ان صديقي اليوغندي لم يأكل بالرغم من انه اشتكى لي أيضا بأنه جائع . فسالته لماذا لا تأكل ؟
رد علي بجدية دون أن يلتفت نحوي بجملة صدمتني ولم انساها ابدا ، تمنيت وقتها لو أنني صبرت عن الفيشار حتى نعود . جملة جعلتني بعدها اتواضع كثيرا في تقدير ثقافتي تجاه ثقافة الآخرين . فأي قيمة تتباهى بها ستجدها في مجتمع آخر بصورة أرفع و أقيم ، و اي سمة لا تعجبك في مجتمع ما ستجد مقابلها أخرى أسمى مما لديك . قال لي :
الإفريقي النبيل لا يأكل في الطرقات …
لم يزد من جملته هذه و انا لم اناقشه ، لكنه هز قناعاتي و اعاد ترتيب مسلماتي في نظرتي لثقافة الآخرين .
سالم الامين بشير كمبالا /يونيو٢٠٢٥