قالت نائبة رئيس مجلس الدوما الروسي، إيرينا ياروفايا، اليوم الأثنين، إن حالات العدوى المشبوهة في الجيش الأوكراني والتي يصعب علاجها، مرتبطة على الأرجح بتشغيل المختبرات البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا.

وأضافت ياروفايا، وهي الرئيس المشارك للجنة البرلمانية للتحقيق في أنشطة المختبرات الأمريكية في أوكرانيا، إن المختبرات الحيوية التابعة لـ وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" في أوكرانيا هي على الأرجح مصدر عدوى للجنود الأوكرانيين.

وأشارت إلى أنه من الواضح أن الوقت قد حان لكي يشعر الخبراء الدوليون، بما في ذلك خبراء لجنة لانسيت، بالقلق الشديد إزاء التجارب البيولوجية الوحشية التي يجريها البنتاجون، لافته إلى وجود تأكيدات متاحة بالفعل بأن الولايات المتحدة قامت باختبار مخدرات غير مرخصة على جنود أوكرانيين.

أكدت ياروفايا إلى أنه وفقًا للمشروع الأمريكي الذي يحمل الاسم الرمزي UP-8، "أجرت مختبرات في لفوف وخاركوف وأوديسا وكييف اختبارات تحت إشراف متخصصين عسكريين أمريكيين على أكثر من 4000 جندي عسكري أوكراني.

وتابعت: "وفقا للبيانات المتاحة، خلال التجارب الطبية التي أجراها البنتاجون، توفي حوالي 20 جنديا أوكرانيا في مختبر خاركوف وحده، وتم نقل 200 آخرين إلى المستشفى".

وقدمت اللجنة البرلمانية للتحقيق في المختبرات البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا، بعد عام من التحقيقات، تقريرًا في أبريل الماضي. 

وتمت الموافقة على التقرير في اجتماعات مجلس الدوما ومجلس الاتحاد الروسي، حيث لخصت الوثيقة النهائية جميع المعلومات المتعلقة بالبرامج العسكرية والبيولوجية الأمريكية في أوكرانيا والحقائق والظروف المتعلقة بكيفية تنفيذ الولايات المتحدة للبرامج البيولوجية في جميع أنحاء العالم. 

وقد توصل التحقيق البرلماني إلى نتيجة لا لبس فيها مفادها أن البرامج البيولوجية للولايات المتحدة كان لها غرض مزدوج واضح وكان المقصود استخدامها، من بين أمور أخرى، لأغراض عسكرية.

وفي وقت سابق، نشرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية قصة تقول، إنه في أوائل عام 2023، قام الأطباء في أحد المستشفيات العسكرية التابعة لـ حلف شمال الأطلسي في ألمانيا بدراسة عينات اختبار من الجنود الأوكرانيين الجرحى لاستنتاج أنهم أصيبوا بمسببات الأمراض المقاومة للمضادات الحيوية.

بـ ووهان وكييف.. مرشح رئاسي أمريكي يفجر مفاجأة بشأن معامل واشنطن البيولوجية تصريحات عاجلة من الرئيس الروسي بشأن اتفاقية الأسلحة البيولوجية مع الغرب

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجيش الأوكراني أوكرانيا مجلس الدوما الروسي المختبرات البيولوجية المختبرات البيولوجية الأمريكية وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون الولايات المتحدة حلف شمال الأطلسي المانيا الأمریکیة فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

متى تتراجع الولايات المتحدة؟

لم تُعرف الولايات المتحدة يوما بتقديم تنازلات سياسية أو إنسانية طوعية، لا تجاه الشعوب ولا حتى تجاه حلفائها. سياستها الخارجية قائمة على منطق الهيمنة، واستخدام كل أدوات الضغط: الحروب، والحصار، والانقلابات، والقواعد العسكرية، والإعلام، والابتزاز الاقتصادي، والاغتيالات. ومع ذلك، يعلّمنا التاريخ الحديث أن هذا الوحش الجبّار لا يعرف الانحناء إلا إذا كُسرت إحدى أذرعه، ولا يتراجع خطوة إلا إذا أُجبر على التراجع.

من فيتنام إلى العراق، ومن أفغانستان إلى غزة واليمن.. أمريكا لا تفاوض إلا تحت النار، ولا تعترف بالخصم إلا إذا فشلت في سحقه.

في غزة.. قنابل أمريكا لا تنتصر

منذ أكثر من عام ونصف، تشنّ إسرائيل حرب إبادة على قطاع غزة، بدعم مباشر من أمريكا عسكريا وسياسيا. مئات آلاف القنابل أُلقيت على السكان المدنيين، عشرات آلاف الشهداء، وتجويع وتدمير ممنهج، ومع ذلك لم تُحقق إسرائيل أيا من أهدافها العسكرية: لا القضاء على حماس، ولا تحرير الأسرى، ولا إعادة السيطرة على غزة.

صمود المقاومة مستمر، والقدرة القتالية لم تنهَر، بل أُعيد تنظيمها رغم شدة الضربات.

الدعم الأمريكي بلغ ذروته: حاملات طائرات، جسر جوي عسكري، فيتو سياسي، ومع ذلك.. الفشل واضح.

ثم جاءت لحظة الاعتراف: "أمريكا تفاوض حماس!" الصفعة الكبرى لهيبة أمريكا جاءت عندما بدأت واشنطن، عبر مدير "CIA" وغيره من الوسطاء، التفاوض غير المباشر مع حماس نفسها -من كانت تصفها بالإرهاب المطلق- بهدف تحرير أسير أمريكي لدى المقاومة.

هنا انكسر القناع: من تقصفه بالصواريخ وبالفيتو، تجلس إليه لتفاوضه من أجل رهينة أمريكية واحدة! وكأن أرواح آلاف الفلسطينيين لا تهم.

وفي اليمن.. من نار الحرب إلى موائد التفاوض

1- الدعم الأمريكي لحرب اليمن: منذ انطلاق "عاصفة الحزم" في 2015، دعمت الولايات المتحدة التحالف السعودي- الإماراتي سياسيا وعسكريا ولوجستيا، عبر صفقات سلاح ضخمة، وتزويد الطائرات بالوقود، وتوفير الغطاء الدولي في مجلس الأمن. الحرب أدّت إلى أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث، قُتل فيها عشرات الآلاف من المدنيين، ودُمرت البنية التحتية، وفُرض حصار خانق على الشعب اليمني. ورغم كل هذه الأدوات، لم تستطع أمريكا ولا حلفاؤها القضاء على أنصار الله (الحوثيين) ولا السيطرة على الشمال اليمني. بل على العكس، تطورت قدرات الحوثيين لتصل إلى ضرب العمق السعودي والإماراتي، واستهدفت حتى مواقع استراتيجية في أبو ظبي والرياض.
الحصيلة: القوة المفرطة والنتائج الهزيلة.

2- فشل الاستراتيجية الأمريكية وتحول الموقف: مع تراكم الفشل، والانقسام داخل التحالف، والضغوط الحقوقية والإعلامية العالمية، بدأت أمريكا تغير خطابها، وانتقلت من مربع "دعم الحرب" إلى مربع "الدعوة للسلام"، ومن تصنيف الحوثيين كـ"إرهابيين" إلى التفاوض معهم بشكل غير مباشر. تراجعت واشنطن، ودعمت اتفاقيات الهدنة، وبدأت تروج لخطاب "إنهاء الحرب" حفاظا على ماء وجهها، في وقتٍ لم تحقق فيه أية نتائج استراتيجية تبرر كل هذا الدمار والدماء.

3- التفاوض مع الحوثيين بعد التجاهل والتصنيف: من كانت أمريكا تنكر شرعيتهم وتدعو لعزلهم، باتت ترسل عبر وسطاء من سلطنة عمان رسائل تفاوضية مباشرة، بل وتضغط على السعودية للقبول باتفاقات طويلة المدى معهم، بعد أن فشلت في إخضاعهم بالقوة. هذا التراجع لا يعكس تغيرا في المبادئ، بل هو ترجمة عملية لفشل الخيارات العسكرية، وكأن أمريكا تقول: "نحن لا نتحدث معكم إلا إذا فشلنا في سحقكم"، وهذا ما حدث.

أفغانستان والعراق

في أفغانستان: بعد 20 عاما من الاحتلال، وإنفاق تريليونات الدولارات، انسحبت أمريكا ذليلة من كابل، ووقّعت اتفاقية مع "طالبان"، بعد أن فشلت في إنهائها رغم كل التفوق الجوي والتكنولوجي.

وفي العراق: رغم الاحتلال الشامل، ما زالت أمريكا غير قادرة على فرض إرادتها السياسية كاملة، واضطرت إلى الانسحاب جزئيا، بينما تتعرض قواعدها لضربات متواصلة حتى اليوم.

ما الذي نتوقعه؟

من المقاومة:

- الثبات والتطوير.

- عدم الاستسلام للضغوط الدولية.

- تطوير أدوات المقاومة، إعلاميا وعسكريا.

- فضح التناقض في المواقف الأمريكية أمام العالم.

- استخدام كل انتصار ميداني لفرض وقائع سياسية جديدة.

من الشعوب:

- كسر الوهم الأمريكي.

- فضح الهيمنة الأمريكية بوصفها مصدر الحروب والفقر في منطقتنا.

- دعم قضايا التحرر لا كـ"تضامن إنساني" بل كـ"صراع وجودي".

- الضغط على الحكومات المتواطئة، ورفض كل تطبيع أو اصطفاف مع واشنطن.

ومن الحكومات:

- عدم الثقة بالقاتل.

- من يتخلى عن عملائه في كابل وبغداد لن يدافع عنكم إن حانت لحظة الحقيقة.

- الاعتماد على القوة الذاتية والشراكات العادلة، لا على الوعود الأمريكية.

- دعم المقاومة لا يضعف الأمن، بل يُعزز التوازن ويمنع الانهيار الكلي أمام إسرائيل.

الخلاصة: ما جرى ويجري في فيتنام، والعراق، وأفغانستان، وغزة، واليمن؛ يؤكد نفس المعادلة: أمريكا لا تتراجع إلا إذا عجزت عن التقدم خطوة أخرى. فما تسميه "تفاوضا" هو غالبا نتيجة لهزيمة ميدانية أو مأزق سياسي لا مخرج منه إلا ببوابة من كانت تحاربه، بينما التوسل إلى "عدالة واشنطن" هو وهْم سقط في كل الميادين.

مقالات مشابهة

  • الانتقام حتمي.. أول تعليق من ميدفيديف على ضرب أوكرانيا للعمق الروسي
  • البنتاجون تخطط لضم جرينلاند إلى القيادة الشمالية لتعزيز الردع القطبي
  • لماذا فشلت موسكو في إجهاض هجوم أوكرانيا الجرئ داخل العمق الروسي؟.. مصادر تجيب لـCNN
  • ضربات في قلب سيبيريا| أوكرانيا تتحدى الثالوث النووي الروسي.. وبوتين أمام لحظة الحسم
  • كيف تمكنت أوكرانيا من ضرب الطائرات في العمق الروسي؟
  • سر العنكبوت.. كيف تمكنت أوكرانيا من ضرب الطائرات في العمق الروسي؟
  • عاجل. أوكرانيا: الجيش الروسي أطلق علينا 3 صواريخ باليستية و80 طائرة مسيّرة وقد تم إسقاط 15 منها وتحييد 37
  • رئيس الوفد الروسي المفاوض: تسلمنا مذكرة أوكرانيا لاتفاق السلام
  • أطباء بلا حدود: “إسرائيل” تستخدم المساعدات ضمن إستراتيجية للتطهير العرقي
  • متى تتراجع الولايات المتحدة؟