أبوظبي- وام

كرّس قطاع الفضاء الإماراتي مكانته البارزة في دعم الاقتصاد الوطني، وتعزيز جاذبية الدولة للاستثمارات وأبرز المهارات والابتكارات العالمية في هذا المجال.

ونجحت الإمارات خلال فترة وجيزة في بناء قطاع فضائي رائد على المستويين الإقليمي والعالمي، يضم ما يزيد على 50 شركة ومؤسسة ومنشأة فضائية عالمية وناشئة، وخمسة مراكز بحثية لعلوم الفضاء، وثلاثة برامج جامعية في العلوم الفضائية لتخريج الكوادر المؤهلة لقيادة القطاع نحو المزيد من التطور.

وبمناسبة «أسبوع الفضاء العالمي 2023» الذي يصادف الفترة من 4 إلى 10 أكتوبر الجاري، ويقام تحت شعار «الفضاء وريادة الأعمال»، يستعرض التقرير التالي أبرز إنجازات اقتصاد الفضاء الإمارات الذي بات ركيزة أساسية في مسيرة الدولة للخمسين عاماً المقبلة.

وكشفت نتائج المسح الاقتصادي للفضاء لعام 2021، التي تم إعلانها مؤخراً، عن ارتفاع إجمالي الإنفاق في قطاع الفضاء الوطني بنسبة 6.61% مقارنة بالعام السابق، فيما شكل الإنفاق الحكومي نسبة 55.7% من الإجمالي، بزيادة بلغت 12.7% عن العام 2020، وشكل الإنفاق التجاري نسبة 44.3% من إجمالي الانفاق في القطاع.

وأظهر المسح، أن الإنفاق في مجال الأبحاث والتطوير ارتفع بنسبة 14.8%؛ حيث شكل الإنفاق على الأبحاث والتطوير بمجال استكشاف الفضاء نسبة 76.8% من الإجمالي، واستحوذت الكوادر الإماراتية على نسبة 38.5% من العاملين بقطاع الفضاء في الدولة، كما بينت نتائج المسح مشاركة الشباب الإماراتيين بنسبة 59.2% ضمن القوى العاملة الشابة فيه.

وأوضحت نتائج المسح، أنَّ 54.4% من المؤسسات المستفيدة من خدمات وتطبيقات الشركات العاملة في قطاع الفضاء كانت داخل دولة الإمارات، فيما كان قطاع الاتصالات هو المستفيد الأكبر، متبوعاً بقطاعات الأمن والتعليم والسياحة والترفيه، بالإضافة إلى زيادة نسبتها 83.6% في عدد المنشورات العلمية.

وتسلط النتائج الواعدة لمسح اقتصاد الفضاء لعام 2021 الضوء على الفرص الواسعة لنمو هذا القطاع، ودوره في تعزيز الابتكار والعلوم والتقنيات المتقدمة، والاقتصاد المعرفي على المدى الطويل.

وأعلنت الإمارات في 17 يوليو الماضي عن تأسيس صندوق استراتيجي متخصص لدعم قطاع الفضاء، يعمل على توفير الموارد المالية وحوكمة إدارتها، وبما يتواءم مع توجه الدولة نحو إيجاد حلول بديلة ومبتكرة لتمويل المشاريع وتنمية القطاع.

ويسهم الصندوق الذي تبلغ قيمته 3 مليارات درهم في تعزيز الاستثمارات من المهتمين من رواد الأعمال والشركات الخاصة، والعمل على تمويل وتسهيل تطوير الأنشطة والمشاريع الفضائية المستقبلية، حيث يشهد القطاع الفضائي بدولة الإمارات تطوراً كبيراً وتوجهاً لإشراك القطاع الخاص في أنشطته خاصة في مجال الاستشعار عن بعد والاتصالات، بينما تلعب وكالة الإمارات للفضاء دور تطوير القدرات ودعم القطاع عن طريق رفع جاهزيته وخلق الفرص الاستثمارية.

ويسعى الصندوق ضمن خططه ومشاريعه إلى إنشاء أكاديمية لتطوير قدرات المهندسين في مجال تطوير الأقمار الاصطناعية، ومجمع للبيانات الفضائية، وحاضنة أعمال لدعم الشركات الصغيرة بالخبرات والعقود، بما يضمن عملها في المشاريع التي يتم تطويرها من قبل الصندوق.

وفي 22 سبتمبر الماضي أعلنت شركة الياه للاتصالات الفضائية «الياه سات»، مزودة حلول الاتصالات الفضائية عبر الأقمار الصناعية في دولة الإمارات، عن حصول ذراعها الحكومي «الياه سات للخدمات الحكومية YGS»، على عقد بقيمة 18.7 مليار درهم من حكومة الدولة لتوفير خدمات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، تتولى بموجبه «الياه» توفير سعة فضائية على الأقمار الصناعية والخدمات المُدارة على مدى 17 عاماً.

ويشمل أمر التكليف مجموعة من الخدمات المتصلة بالتشغيل والصيانة والإدارة التقنية لنظم الأقمار الصناعية الأرضية والمحطات الفرعية تتولى الشركة توفيرها للحكومة حالياً بموجب عقد منفصل، حيث سيحل «الأمر» بديلاً عن اتفاقيتين بين حكومة دولة الإمارات والياه سات، هما اتفاقية خدمات سعة الأقمار الصناعية «CSA» وتفويض الخدمات المُدارة «MSM»، علماً بأن هاتين الاتفاقيتين تنتهيان في نوفمبر وديسمبر 2026 على الترتيب.

ويشمل اقتصاد الفضاء الإماراتي عشرة قطاعات توفر إمكانات الاستثمار الأكبر في الدولة وتشمل، تعدين الفضاء والمحطات الفضائية وشركات الفضاء والاستدامة وإعادة التدوير في الفضاء والمستوطنات والسياحة الفضائية وتصنيع وأكاديميات الفضاء.

وأطلقت الإمارات خلال العام الماضي أول منطقة فضاء اقتصادية في الدولة في مدينة «مصدر»، لإقامة منظومة أعمال متكاملة تدعم الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتسهم في بناء القدرات الوطنية في مجال الفضاء وفي النمو الاقتصادي على مدى الخمسين عاما المقبلة.

وتشهد الإمارات خلال الفترة المقبلة مشاريع نوعية في قطاع الفضاء، فبعد نجاح أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، خاضها رائد الفضاء سلطان النيادي، تواصل الدولة العمل على إطلاق المزيد من المهمات الفضائية التي تحقق تطلعات الدولة في الاستكشافات العلمية، والمشاركة في رحلات الاستكشاف المأهولة.

وتواصل الإمارات عملها الدؤوب في تصميم وتصنيع وتشغيل الأقمار الاصطناعية المتقدمة والمخصصة لأغراض رصد الأرض، بما في ذلك القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات»، الذي سيتم إطلاقه خلال العام المقبل، كما يستمر العمل في مهمة «المستكشف راشد 2»، مهمة دولة الإمارات المقبلة إلى القمر، والتي تأتي بعد تحقيق الهدف الطموح الذي تمثَّل في تصميم وبناء «المستكشف راشد»، أحد أكثر المركبات الفضائية تقدماً بالنسبة إلى حجمه، والذي بات أول مستكشف إماراتي وعربي يبلغ مدار القمر قبل محاولة الهبوط على متن مركبة الهبوط «هاكوتو -آر».

وتتابع الإمارات العمل على مهمة بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليار كيلومتر، تصل خلالها كوكب الزهرة وسبع كويكبات ضمن المجموعة الشمسية، وتنفذ هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب ضمن رحلتها التي تستمر خمس سنوات.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الفضاء الإمارات الأقمار الصناعیة دولة الإمارات قطاع الفضاء فی مجال

إقرأ أيضاً:

الصواريخ المدارية جسر فضائي لنقل البشر والأقمار الصناعية

الصواريخ المدارية هي مركبات موجهة تُستخدم لنقل الحمولات الفضائية مثل الأقمار الصناعية والمسابير العلمية إلى مدارات ثابتة حول الأرض، وتتميز بقدرتها على إيصال هذه الحمولات إلى سرعات ومدارات تُمكنها من الاستمرار في الدوران حول الكوكب من دون العودة أو السقوط مجددا.

تاريخ الظهور

ظهرت الصواريخ المدارية في منتصف القرن الـ20، ضمن سياق التنافس الفضائي بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي أثناء فترة الحرب الباردة.

وقد سطر الاتحاد السوفياتي أول نجاح في هذا المجال بإطلاق الصاروخ المداري "آر-7 سميوركا"، الذي حمل القمر الصناعي "سبوتنك 1" إلى مدار الأرض في الرابع من أكتوبر/تشرين الثاني 1957.

في المقابل نجحت الولايات المتحدة في إطلاق أول قمر صناعي لها وهو "إكسبلورر 1" بصاروخ "جونو 1" في يناير/كانون الثاني 1958، وذلك بعد محاولات عدة غير ناجحة.

التصنيع

يُصنع الهيكل الخارجي للصواريخ المدارية من مواد تجمع بين القوة وخفة الوزن، أبرزها الألمنيوم والتيتانيوم، ومعادن مقاومة للصدأ (ستانلس ستيل)، كما تُستخدم سبائك نحاسية عالية الكفاءة في توصيل الحرارة، إلى جانب مواد أخرى مقاومة لدرجات الحرارة المرتفعة.

وتُختار هذه المواد بعناية فائقة لتحمّل الظروف القاسية أثناء الإطلاق، من قوى ديناميكية هوائية عنيفة وحرارة شديدة، مع الحفاظ على وزن إجمالي منخفض قدر الإمكان، لضمان قدرة الصاروخ على تجاوز الجاذبية الأرضية والوصول إلى المدار المطلوب بكفاءة.

إعلان آلية العمل

تعتمد الصواريخ المدارية على مبدأ الدفع الناتج عن احتراق المواد الدافعة داخل محركاتها، وتولّد هذه العملية غازات ساخنة تُطرد بسرعة عالية عبر الفوهة العادمة، مما يُنتج قوة تدفع الصاروخ إلى الأمام، ونتيجة لذلك يتمكّن الصاروخ من اختراق الغلاف الجوي والوصول إلى المدار المطلوب.

ولتحقيق رحلة مدارية ناجحة، لا يكفي مجرد تجاوز الغلاف الجوي، بل يجب أن تبلغ المركبة السرعة المدارية، وهي السرعة التي تتيح للجسم أن يبقى في مدار مستقر حول الأرض من دون أن يسقط متأثرا بالجاذبية.

وتُعرّف السرعة المدارية بأنها السرعة التي تجعل الجسم في حالة توازن ديناميكي بين قوتين متضادتين، قوة القصور الذاتي التي تدفع الجسم في خط مستقيم، وقوة الجاذبية التي تجذبه نحو مركز الكوكب أو الجسم السماوي، ونتيجة لهذا التوازن يتخذ الجسم مسارا مداريا إما دائريا أو بيضاويا.

نماذج صواريخ مدارية آر-7 سميوركا

صاروخ باليستي عابر للقارات، تم اختباره لأول مرة في 21 أغسطس/آب 1957، يتميز بقدرته العالية على رفع الحمولات الثقيلة، بفضل تصميم الرؤوس النووية السوفياتية الثقيلة.

ومع تحويله إلى قاذفة فضائية، كسب الاتحاد السوفياتي أفضلية مبكرة في مجال إطلاق الحمولات إلى المدار، وإرسال بعثات إلى القمر والكواكب القريبة.

شهد الصاروخ "آر-7" تطوير عدد من النسخ اختلفت أسماؤها تبعا لطبيعة المهام التي صُممت لأجلها. فقد استُخدمت النسخة الأصلية لإطلاق "سبوتنيك 1″، أول قمر صناعي في التاريخ، في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول 1957.

أما النسخة المعدلة "فوستوك"، فقد كانت مسؤولة عن إرسال أول رواد الفضاء السوفيات، وعلى رأسهم يوري غاغارين، أول إنسان يدور حول الأرض في 12 أبريل/نيسان 1961.

صاروخ جونو أول نجاح فعلي للولايات المتحدة في إيصال قمر صناعي إلى مدار الأرض (موقع الجيش الأميركي) جونو 1 إعلان

مركبة إطلاق فضائية مثّلت أول نجاح فعلي للولايات المتحدة في إيصال قمر صناعي إلى مدار الأرض، وهو نسخة مطورة من صاروخ "ريدستون" متوسط المدى، بعد تعديله لنقل حمولات خفيفة إلى مدار الأرض.

وبلغ طول صاروخ جونو1 نحو 20.9 مترا، وقطره 1.78 مترا، وأُطلق للمرة الأولى من قاعدة كيب كانافيرال في يناير/كانون الثاني 1958، حاملا القمر الصناعي "إكسبلورر 1″، وذلك بعد سلسلة من المحاولات الفاشلة.

نيوغلين

صاروخ مداري بدأت شركة "بلو أوريجن" عملية تطويره عام 2010 وأعلنت عنها رسميا عام 2016، يبلغ ارتفاعه نحو 98 مترا، وهو مدعوم بمحركات قادرة على توليد قوة دفع عالية.

ويتكون صاروخ نيو غلين من جزأين ينفصلان في الهواء، يعود أحدهما إلى قاعدة إطلاق مثبتة في المحيط من أجل إعادة استخدامه، والجزء الثاني ينطلق إلى هدفه في الفضاء، وهو مصمم لنقل رواد الفضاء والحمولات المدارية، وكذا لنقل البشر الآخرين غير رواد الفضاء، وهو نسخة مطورة من الصاروخ "نيو شيبرد".

نيو غلين مركبة إطلاق مدارية ثقيلة طورتها شركة "بلو أوريجن" تتكون من جزأين ينفصلان في الهواء (ناسا) صاروخ "سبيكتروم"

أول صاروخ مداري يُطلَق من أوروبا، وتحديدا من قاعدة أندويا الفضائية النرويجية في القطب الشمالي، ابتكرته شركة "إسار أيروسبايس" الألمانية.

وفي رحلته التجريبية الأولى التي جرت في مارس/آذار 2025، أقلع الصاروخ من دون حمولة، لكنه بدأ في التأرجح والانحراف عن مساره قبل أن يتحطم على الأرض، محدثا انفجارا عنيفا، كما أظهرت مشاهد بثّت عبر مواقع التواصل.

أصغر صاروخ مداري

في عام 2018، نجحت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية بإطلاق أصغر صاروخ مداري وهو "إس إس -520-5".

يتميز هذا الصاروخ بحجمه الصغير، إذ يبلغ طوله 9.54 مترات، بينما لا يتجاوز قطره 0.52 متر (قدم و8 بوصات)، أما وزنه فيبلغ 2600 كيلوغرام، وهو وزن يُعد ضئيلا مقارنة بالصواريخ الفضائية التقليدية.

إعلان

انطلق الصاروخ من مركز أوتشينورا الفضائي في محافظة كاجوشيما في اليابان، في الثالث من فبراير/شباط 2018، وكان يحمل قمرا صناعيا صغيرا من نوع كيوب سات، أطلق عليه حينها اسم "تريكوم- آر 1" يزن 3 كيلوغرامات، ثم أعيدت تسميته إلى "تاسُكي" بعد وصوله إلى المدار بنجاح.

مقالات مشابهة

  • أزمة تواجه قطاع النقل الجوي.. ما علاقة شركة طيران الإمارات؟
  • الإمارات.. ريادة عالمية في إدارة الموارد المائية المتكاملة
  • الإغاثة الطبية بغزة: قصف المدنيين خلال وجودهم في مراكز توزيع المساعدات إجرام وهمجية
  • الصواريخ المدارية جسر فضائي لنقل البشر والأقمار الصناعية
  • وزير فلسطيني: إسرائيل دمّرت 90% من المنشآت الصناعية بغزة (فيديو)
  • تشكيل لجان لاستلام قطاع العقلة النفطي بشبوة شرقي اليمن بعد مغادرة شركة OMV النمساوية
  • وزارة النفط تشكّل لجنة للإشراف على استلام وتسليم قطاع S2 بعد انسحاب شركة OMV النمساوية من شبوة
  • تحذيرات من نشر الأقمار الصناعية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي
  • "فوربس": شركة أمريكية تطور مركبة فضائية للكشف الأسلحة النووية في الأقمار الصناعية
  • وزير الري يؤكد أهمية الاعتماد على صور الأقمار الصناعية والأدوات التكنولوجية في إدارة المياه