«أمناء البرلمانات العربية»: نعتز باستضافة قطر للمعرض
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
أشادت جمعية الأمناء العامين للبرلمانات العربية، باستضافة دولة قطر لمعرض «اكسبو 2023 الدوحة» للبستنة، مؤكدة أن استضافة دولة قطر لهذا الحدث تحمل دلالات وقيّما تعكس حرصها على المضي قدمًا في مساعي مكافحة التصحر ودعم تقنيات الزراعة الحديثة. وعبرت الجمعية في بيان أصدرته أمس، موقع من سعادة الدكتور أحمد بن ناصر الفضالة رئيس جمعية الأمناء العامين للبرلمان العربية، عن اعتزازها كون دولة قطر أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تستضيف هذا الحدث العالمي، والذي يشهد مشاركة دولية واسعة هي الأكبر في تاريخ المعرض منذ انطلاق نسخته الأولى في عام 1960.
وأكدت جمعية الأمناء العامين للبرلمانات العربية، أن شعار هذه النسخة «صحراء خضراء.. بيئة أفضل»، يعكس حرص قطر على إيجاد بيئة مزدهرة تحقق التنمية المستدامة وتعزز استخدام الطاقة النظيفة، وهو ما يتوافق مع رؤيتها الوطنية 2030. وتطلعت الجمعية إلى أن يحقق المعرض أهدافه بتعزيز جهود مكافحة التصحر ونشر تقنيات الزراعة الحديثة واستخدام الطاقة المتجددة، إلى جانب التقريب بين الشعوب والثقافات من خلال الفعاليات والأنشطة التي ستقام ضمن فعاليات المعرض.
وأشارت الجمعية إلى أن نجاح دولة قطر في استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، أكسبها مكانة عالمية مرموقة في استضافة الفعاليات الدولية الكبرى، وخلّف إرثًا مستدامًا يعزز جهود تحقيق التنمية المستدامة، «الأمر الذي سيسهم بلا شك في نجاح التنظيم وسيترك أثرًا إيجابيًا في نفوس الزوار».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر أمناء البرلمانات العربية اكسبو 2023 الدوحة دولة قطر
إقرأ أيضاً:
أمة تأكل أكثر مما تقرأ!
حمود بن سعيد البطاشي
يُحكى أن معرضًا للكتاب أُقيم في إحدى الدول العربية، وتم الترويج له بكثافة عبر القنوات التلفزيونية والإذاعات والمواقع.. جهَّز المنظمون آلاف العناوين في شتى المجالات، واستُدعيت دور النشر، وازدانت القاعات استعدادًا لاحتضان الزوار.
وبعد انتهاء المعرض، أُجريت إحصائيات دقيقة فكانت الصدمة الكبرى: عدد الكتب المباعة لا يتجاوز 30 كتابًا فقط، بينما بلغت مبيعات المقاهي والمطاعم داخل المعرض آلاف الطلبات؛ ما يقرب من 2000 ساندويتش شاورما، 4 آلاف برجر، 2000 كوب قهوة، ناهيك عن العصائر والحلويات. مشهد جعل الكتاب يختفي خلف رائحة الشاورما، وحروف الفكر تُهزم أمام مذاق الكريمة.
هنا نتوقف ونسأل: هل ما زالت أمة "اقرأ" تقرأ؟
المؤسف أن ما حدث ليس حالة نادرة؛ بل أصبح واقعًا يتكرر. وأصبح الذهاب لمعرض الكتاب مناسبة لالتقاط الصور، وتوثيق الحضور، وربما تذوق القهوة من كشك جديد، أما الكتب؟ فيبقى مصيرها الانتظار على الأرفف حتى تنتهي الفعالية.
إنها أزمة وعي لا أزمة وقت. فحين تأكل الأمة أكثر مما تنتج، وتستهلك أكثر مما تزرع، وتنام أكثر مما تعمل، وتتكلم أكثر مما تفعل، فاعلم أن الكارثة لا تكمن في شحّ الموارد، بل في ضياع الأولويات.
أصبح البرجر والشاورما أهم من 1000 كتاب!
تغيب العقول وتنتفخ البطون. وكلما زاد انشغالنا بالاستهلاك، كلما قلّ تفكيرنا بالإنتاج. ثقافة الوجبات السريعة انتقلت من الطعام إلى الفكر، فصار كثيرون يريدون "معلومة سريعة" في مقطع قصير بدلًا من قراءة كتاب يمنحهم فهمًا عميقًا.
نحن لا نرفض الطعام، بل نستنكر أن يصبح هدف الزيارة إلى معرض كتاب هو ملء المعدة لا تغذية العقل. نحن لا نلوم من أكل، ولكن نأسف على من ترك غذاء الفكر جانبًا.
المعادلة في العالم المتقدم واضحة: الكتاب أولًا، لأنهم يؤمنون أن بناء الإنسان يبدأ من عقله. أما نحن، فقد خذلنا الحرف، وخذلنا أنفسنا، وبتنا نعيش في استهلاك يومي لا يضيف لحياتنا شيئًا سوى التخمة.
فمتى نفيق؟
حين نُعيد للكتاب هيبته، وللمعرفة قيمتها، ونربّي أبناءنا على السؤال لا على الشبع، وعلى البحث لا على الترف، سيكون لدينا مجتمع قادر على النهوض. فالأمم لا تتقدم بكثرة المطاعم، بل بغزارة الفكر.
وفي الختام.. إذا كان بيع 30 كتابًا في معرض ضخم مجرد تفصيل صغير؛ فاعلم أن مصير الأمة ليس بيد جيوشها ولا اقتصادها؛ بل بيد وعيها.. فإن جاعت العقول، ساد الظلام، حتى وإن امتلأت البطون.