زنقة20| الرباط

تحصل موقع Rue20 على نسخة من مسودة التقرير الذي أعده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ، والذي سيقدمه إلى مجلس الأمن الدولي، بخصوص ملف الصحراء، وذلك في إطار استعداد المجلس لمناقشة مستجدات الوضع المتعلق بالنزاع وتمديد ولاية بعثة المينورسو التي تنتهي مع نهاية الشهر الجاري.

وفي هذا الإطار يغطي التقرير الذي يقدم عملا بقرار مجلس الأمن 2654 (2022) الذي مدد المجلس بموجبه ولاية بعثة الأمم المتحدة حتى 31 أكتوبر 2023 التطورات التي حدثت منذ صدور التقرير السابق بتاريخ 3 أكتوبر 2022 (S/2022/733).

ويصف تقرير أنطونيو غوتيرش الوضع على الأرض ومستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة بهدف إيجاد حل سياسي متوافق بشأنه لهذا النزاع، وتنفيذ القرار 2654 (2022)، وكذا التحديات الحالية التي تواجه عمليات البعثة والخطوات المتخذة لمواجهتها.

التقرير في إحدى صفحاته أشار إلى أن الوضع بالمنطقة يتسم بالتوترات والأعمال العدائية المنخفضة الحدة، وهو ما أدى إلى تحديات كبيرة أمام عمليات البعثة، ولا سيما جهودها اللوجستية وإعادة الإمداد، مسجلا في هذا السياق، بأن القيود التي ظلت تفرضها جبهة البوليساريو على حرية التنقل، تمنع البعثة من الحفاظ على سلسلة آمنة وموثوقة من الخدمات اللوجستية والصيانة وإعادة الإمداد إلى مواقع أفرقتها شرق الجدار الرملي، لافتا إلى أن الجبهة واصلت تقييد تحركات الدوريات البرية للبعثة شرق الجدار الدفاعي، مسجلا عددا من حوادث توقيف الدوريات البرية للبعثة الأممية، وكذا رفض الجبهة التعاون مع مسؤولي البعثة.

كما لفت التقرير إلى التعاون الذي يبديه الجانب المغربي مع بعثة الأمم المتحدة وجهود القوات المسلحة الملكية لتسهيل عمل وحدات البعثة وتمكينها من أداء مهامها، مسجلا في هذا الإطار تأكيد المغرب على مواصلة احترامه لالتزاماته المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار وأحكام الاتفاقات العسكرية والحفاظ على تعاون وثيق مع البعثة الأممية على جميع المستويات.

وشدد غوتيريش في تقريره تأكيد المغرب من خلال ممثله الدائم بالأمم المتحدة، عقب اعتماد مجلس الأمن القرار 2654 (2022)، أنه إذا قامت جبهة البوليساريو “بإجبار البعثة على الانسحاب” من شرق الجدار الرملي، “سيكون للمغرب الحق في استعادة الجزء من الصحراء الذي تم تسليمه إلى المينورسو”.

وبخصوص المسار السياسي حول ملف الصحراء؛ أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى جهود مبعوثه الشخصي ستافان دي ميستورا ولقاءاته مع الأطراف المعنية والفاعلين الدوليين في هذا النزاع المفتعل.

وأوضح التقرير بأن المغرب قد أكد من جديد موقفه المتمثل في أن اقتراح الحكم الذاتي الذي قدمه في عام 2007 هو النتيجة الوحيدة القابلة للتطبيق للعملية السياسية، وأن أفضل وسيلة لدفع العملية السياسية إلى الأمام هي “إعادة تنشيط الموائد المستديرة”، فيما واصلت الجزائر والبوليساريو التمسك بمواقفهما المعروفة من هذا النزاع، أما موريتانيا فقد أكدت من جديد موقفها المتمثل في “الحياد الإيجابي”، وقدمت المشورة بشأن العملية السياسية، وكررت استعدادها لدعم المساعي التي يبذلها مبعوثي الشخصي.

وأبرز التقرير إلى الزيارة التي قادت دي ميستورا إلى كل من العيون والداخلة، حيث التقى بعدد كبير من المسؤولين والمنتخبين، الذين أعربوا عن تأييدهم للمقترح المغربي للحكم الذاتي وأكدوا على الأهمية الكبيرة له، وكذا وقوفه على جهود التنمية التي يقوم بها المغرب، حيث قام المبعوث الشخصي بزيارة العديد من مشاريع البنية التحتية مثل المستشفيات ومراكز التكوين المهني والمرافق الرياضية وأعمال بناء ميناء الداخلة الأطلسي.

كما استمع إلى إحاطة من اللجان الإقليمية لحقوق الإنسان العاملة في الداخلة والعيون، إلى جانب لقائه بمنظمات المجتمع المدني والجماعات النسائية، وهو لقاء اعتبره دي ميستورا جانبا حاسما من زيارته، تماشيا مع مبادئ الأمم المتحدة، مسجلا تقديرهم للجهود التنموية التي يبذلها المغرب في الإقليم، وتشديدهم على أن غياب التسوية السياسية يحد من فرص الاستثمار والأعمال التجارية الدولية.

وسجل التقرير تواصل مسلسل الاعترافات بمغربية الصحراء وبسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، وكذا افتتاح العديد من الدول لقنصليات وتمثيليات ديبلوماسية بالأقاليم الجنوبية، مسجلا في هذا الإطار افتتاح جمهورية غواتيمالا في 1 دجنبر 2022 لقنصلية بمدينة الداخلة، وكذا اعتراف دولة إسرائيل في يوليوز 2023 بالسيادة المغربية على الصحراء.

وشدد الأمين العام الأممي على الحاجة إلى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار المبرم سنة 1991 تحت إشراف الأمم المتحدة، وذلك في إشارة إلى تنصل البوليساريو من الاتفاق منذ نونبر 2020، لافتا الى أن ذلك يشكل نكسة كبيرة أمام التوصل إلى حل سياسي لهذا النزاع الذي طال أمده.

وأكد التقرير بأن هذا السياق المليء بالتحديات يجعل التفاوض على حل سياسي لمسألة الصحراء، أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، بعد مرور خمسة عقود تقريبا على النزاع، وذلك شريطة أن يشارك جميع المعنيين بحسن نية وأن تكون هناك إرادة سياسية قوية ودعم مستمر من المجتمع الدولي، معربا عن إيمانه بأنه من الممكن إيجاد حل سياسي عادل ودائم ومقبول من جميع الأطراف.

وتابع التقرير بأن الأمم المتحدة لا تزال مستعدة لدعوة جميع المعنيين بمسألة الصحراء إلى بذل جهد مشترك للمضي قدما في البحث عن حل سلمي، حاثا إياهم على التعامل مع العملية السياسية بعقل متفتح، والكف عن الشروط المسبقة، واغتنام الفرصة التي تتيحها التيسيرات والجهود التي يبذلها مبعوثه الشخصي، وفي توجيه النهج الحالي والمستقبلي، ينبغي إيلاء الاعتبار الواجب للسوابق التي أرساها مبعوثوه الشخصيون السابقون في إطار قرارات مجلس الأمن الحالية.

إلى ذلك خلص التقرير على أن بعثة المينورسو تمثل التزام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي نحو تحقيق حل سياسي عادل ودائم ومقبول من جميع الأطراف، وفقا لقرارات مجلس الأمن 2440 (2018)، 2468 (2019)، 2494 (2019)، 2548 (2020)، 2602 (2021)، و2654 (2022)، موصيا في هذا الإطار مجلس الأمن المجلس بتمديد الولاية  لمدة عام آخر حتى 31 أكتوبر 2024.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: العملیة السیاسیة الأمم المتحدة فی هذا الإطار هذا النزاع بعثة الأمم مجلس الأمن حل سیاسی

إقرأ أيضاً:

تقرير أممي يحذر من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن إثر الغارات التي استهدفت موانئ الحديدة

حذر تقرير أممي من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن وخاصة في مناطق سيطرة الحوثيين نتيجة الغارات الإسرائيلية والأمريكية التي استهدفت موانئ الحديدة.

 

وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، في تقرير حديث عن حالة الأمن الغذائي إن وضع الأمن الغذائي في اليمن لا يزال حرجاً، مع ارتفاع نسبة الأسر التي تعاني من صعوبة في تأمين حاجتها من الغذاء.

 

وأضاف وعلى الرغم من التحسن المؤقت الذي طرأ خلال شهر مارس/آذار بسبب شهر رمضان، فإن وضع الأمن الغذائي في اليمن يظل حرجاً، مع تدهور كبير شهدناه خلال العام الماضي.

 

وأكد أن أحدث بيانات رصد الأمن الغذائي التي أصدرها برنامج الأغذية العالمي، تظهر أن 57% من الأسر التي شملها الاستطلاع لم تتمكن من الحصول على الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية.

 

وأشار إلى أن معدل انتشار الاستهلاك غير الكافي للغذاء كان أعلى بنسبة 25% في مارس الماضي، كما ارتفعت مستويات الحرمان الغذائي الشديد (سوء استهلاك الغذاء) بنسبة 12 % على أساس سنوي.

 

وأفاد في حين يواصل برنامج الأغذية العالمي تقديم المساعدات الغذائية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية، فإن تخفيضات التمويل غير المتوقعة تعرض قدرة برنامج الأغذية العالمي على مواصلة تقديم المساعدات المنقذة للحياة للخطر.

 

وطبقا للتقرير الأممي فإن البرنامج اضطر إلى وقف سحناته في مناطق سيطرة الحوثيين، مما أدى إلى تعطيل توفير المساعدات الغذائية والتغذوية.

 

ولفت إلى أن الغارات الجوية التي استهدفت موانئ الحديدة في أبريل ومايو، تسببت بأضرار جسيمة في البنية التحتية للموانئ. وقد يؤدي ذلك إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي نتيجة انخفاض القدرة على استقبال البضائع الإنسانية والتجارية.


مقالات مشابهة

  • السفير الفرنسي يُشيد بإفتتاح مركز TLS Contact بالعيون ويجدد دعم فرنسا للوحدة الترابية للمملكة
  • المحافظ عطيفي يترأس اجتماعا لمناقشة التقرير السنوي لمشاريع الوحدة الزراعية والسمكية في الحديدة
  • اجتماع في الحديدة يستعرض التقرير السنوي لمشاريع الوحدة الزراعية والسمكية
  • السلفادور تعلن افتتاح قنصلية بالعيون ودعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية
  • تقرير أممي يحذر من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن إثر الغارات التي استهدفت موانئ الحديدة
  • غوقة: الحل في ليبيا بيد الأمم المتحدة
  • بعثة أممية تزور الحديدة لتقييم الأوضاع الإنسانية وسلطات الحوثيين تدعو لاستئناف المشاريع المتوقفة
  • رئيس حزب السلام والازدهار: البديل الرابع في تقرير البعثة الأممية هو الطريق الأكثر واقعية للخروج من الأزمة الليبية
  • المحافظ عطيفي يلقتي بعثة أممية تزور الحديدة لتقييم الأوضاع الإنسانية والاحتياجات الطارئة
  • لا ترى ولا تتنفس كالبشر.. تعرّف على السمكة التي تعيش في الصحراء