الوطن:
2025-05-16@17:09:14 GMT

أحمد بهجت يكتب: الله.. الوطن.. الشرف

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

أحمد بهجت يكتب: الله.. الوطن.. الشرف

أحياناً يحس الإنسان أنه يواجه موقفاً لا يستطيع التعبير عنه بأى كلمات..

تبدو الكلمات هنا ظلماً للمشاعر، فهى لن تعبر عنها مهما حاولت، ولن ترتفع لمستوى الموقف مهما جاهدت..

أعيش كمصرى هذه اللحظات الآن..

ماذا يمكن أن يقال عن بدء حرب تحرير سيناء؟

إن حركة الجيش المصرى نحو سيناء لم تكن مجرد عبور لمانع مائى من أجل تحرير أرض محتلة.

. لقد غسل الجيش المصرى وجه مصر بعبوره، وأعاد للوجه الجليل المهيب شرفه.

أعترف أننى لا أفهم كثيراً فى السياسة، كما أعترف أن معلوماتى العسكرية لا تزيد عن قراءة مذكرات القادة العسكريين، غير أن ما أعرفه جيداً أن حركة الجيش المصرى نحو سيناء قد أذابت فى روحى، كما أذابت فى أرواح الملايين، هماً غامضاً كئيباً كان يسجننا جميعاً.. بعدها بدأت مراسم التطهير المقدس.

ولقد أوشكت أن أعتقد أن سيناء لم تعد بعد أسرها جزءاً من التراب المصرى، إنما صارت عضواً يدق فى صدر مصر، جوار القلب.. عضواً يدق دقات متتالية فاجعة ويغذى الجسد كله بدفعات من الألم الهادئ، الذى يجعل الحياة تفقد مذاقها، ويتساوى فيها النجاح والفشل كما يتساوى فيها الحب والكراهية.. ولهذا السبب أحسست أن الجيش لم يكن يحرر سيناء، إنما كان يحررنا نحن من الأحزان والكآبة وهذا الشعور الخانق بالعار، وهذا الخوف من حكم الأجيال المقبلة.. لم تكد أنباء القتال تبدأ حتى تغير طعم الأشياء حولنا فجأة.. تحطمت أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يُهزم ولا يُطال.

تحطمت أسطورة الشعب المصرى المغلوب على أمره.. المستسلم لأحزانه..

تحطمت أساطير كثيرة جاهد العدو ليغرسها فى نفوسنا.. محاولاً أن يصل بنا إلى الشاطئ الآخر من اليأس.. ومن المدهش أن المعجزة قد وقعت بعد انتهاء زمن المعجزات، وأخذت شكل المعجزات التقليدى، بمعنى أنها وُلدت فى اللحظات التى كان اليأس فيها يكاد يعتلى عرشه.

ومن قلب اللامبالاة والجمود الصامت.. انبعث الأمل فجأة.. وارتدّت الموجة تزخر بالصحة والحماس والإيمان.. واكتسحت الموجة أمامها كل المستحيلات.

ومن المعروف أن المعجزات لا تقع للنائمين، ولا تصل آثارها للكسالى، إنما تقع المعجزة حين تقع، بعد أن يقدّم الناس فكرهم ودماءهم وأموالهم كثمن مبدئى.. بعدها تقع المعجزة.

ولقد كانت أول كلمة ترتفع فوق سيناء والعلم المصرى يعود إليها كلمة تقول «الله أكبر»، وهكذا قاتل الإيمان مع جنود مصر، كما قاتل معهم العلم والشجاعة، بعدما انهزم المستحيل وتبدّدت الأسطورة، وعادت رايات النصر واليقظة، ولا تحسب أننا نبالغ لو قلنا إن بعث الإنسان والوطن قد بدأ بحركة تحرير سيناء ورد الاعتداء..

إن الإيمان بالله قد أعاد إلينا الوطن والشرف.

حمداً لله كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه..

وشكراً للأمة العظيمة التى استطاعت، رغم قسوة الظروف، أن تصنع قائداً له حكمة أنور السادات وله جوهره.. أما ضباط الجيش وجنوده فليس لدينا شكر نسوقه لهم.. إنهم فى نهاية الأمر أرواحنا التى تحارب من أجلنا.. وهم أعز علينا الآن من الروح وأغلى.

«الأهرام» - 12 أكتوبر 1973

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب أكتوبر حرب الاستنزاف ملحمة العبور خط بارليف الجيش الذي لا يقهر

إقرأ أيضاً:

محافظ الدقهلية يسلم تأشيرات وتذاكر الحج لعدد من حجاج الجمعيات الأهلية

سلّم اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، اليوم الخميس عدد من تأشيرات وتذاكر الحج لعدد من حجاج الجمعيات الأهلية الفائزين ببعثة الحج التابعة لمديرية التضامن الاجتماعي، حرصا منه على مشاركة حجاج بيت الله الحرام فرحتهم بحج بيت الله الحرام،بحضور الدكتور أحمد العدل نائب المحافظ، والدكتورة هالة عبد الرازق وكيل وزارة التضامن، ومشرفي البعثة،.

وأوضح محافظ الدقهلية أن هناك 558 حاج بالدقهلية و13 مشرف على بعثة الحج وقدم لهم التهنئة جميعا بفوزهم بحج بيت الله الحرام متمنيا لهم حج مقبول وعودا حميدا إلى أرض الوطن، وقال ننتظر هذه المناسبة كل عام من أجل أن نلتقي بحجاج بيت الله الحرام ونقدم لهم خالص التهاني والتبريكات لزيارة البيت الحرام، داعيًا الله عز وجل أن يتقبل منهم وأن يعودوا إلى أرض الوطن مقبولين مغفورين.

ووجه " المحافظ " بتوفير الباصات المجهزة على أعلى مستوى لنقل حجاج الجمعيات الأهلية من منازلهم إلى مطار القاهرة حتى عودتهم إلى منازلهم مرة أخرى تيسيرا وتسهيلا عليهم ورفع المعاناة عنهم، وأوصى المحافظ الحجاج بالدعاء لمصر بالخير والأمن والأمان وللقيادة السياسية بالتوفيق والسداد، وأن يحمي الله وطننا من كيد الكائدين وأن يجعلها أمنا أمانا.

وكلف محافظ الدقهلية وكيل وزارة التضامن الإجتماعي، بضرورة المتابعة المستمرة لتذليل أي عقبات وتلبية احتياجات الحجاج أبناء الدقهلية بالأراضي المقدسة حتى عودتهم إلى ديارهم، كما أكد على أعضاء ومشرفي البعثة التواصل المستمر مع جميع الحجاج ومتابعة الحالة الصحية لهم وتوفير كافة احتياجاتهم أثناء أداء المناسك، والتواصل المستمر مع مسئولي ومشرفي مديرية التضامن الإجتماعي بالدقهلية للاطمئنان على أوضاع الحجاج، متمنيا لهم العودة بسلام إلى أرض الوطن.

في إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بتقديم كافة أوجه الدعم لحجاج بيت الله الحرام وتوفير جميع احتياجاتهم وتذليل العقبات أثناء توجههم إلى بيت الله الحرام حتى عودتهم إلى أرض الوطن بسلام.

وتنفيذا لتوجيهات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وبالتنسيق والتعاون مع الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، وبالمتابعة المستمرة من الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية بشأن متابعة تقديم كل سبل الدعم والتيسير للحجاج المصريين هذا العام.

مقالات مشابهة

  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (الشفاء من ماذا لماذا هل متى أين كيف)؟
  • د.حماد عبدالله يكتب: السيرة الحسنة الباقية !!
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (كاتب يبحث عن الفهم)
  • أحمد الأشعل يكتب: التبادل التجاري بين مصر وأمريكا اللاتينية.. فرصة تتجاوز المسافات
  • محافظ الدقهلية يسلم تأشيرات وتذاكر الحج لعدد من حجاج الجمعيات الأهلية
  • د.حماد عبدالله يكتب: الأغنية الوطنية!!
  • خالد الجندي: القرآن وصف الخمر والقمار بالنجاسة
  • الخدمة العسكرية/التسلح/الإكتفاء الدفاعي/جلالة الملك يرسم معالم تعزيز قوة ومناعة الجيش المغربي
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (أنت من زمن المنطق والحجة؟؟)
  • د.حماد عبدالله يكتب: الأمن القومى المصرى !!