الأسبوع:
2025-12-14@21:11:24 GMT

«طوفان الأقصى» وسيناريوهات المستقبل

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

«طوفان الأقصى» وسيناريوهات المستقبل

في وقت مبكر صباح أول أمس (السبت) فوجئ الرأي العام بعملية «طوفان الأقصى»، كانت الأنباء تأتي متتابعة، شباب المقاومة المنتمون إلى حركة حماس يتدفقون برًا وبحرًا وجوًا إلى داخل المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لمنطقة غلاف «غزة»، حيث سيطروا خلال فترة وجيزة على العديد من المستوطنات والمراكز العسكرية المتاخمة للحدود.

لم يتبيّن أحد حتى هذا الوقت أعداد المهاجمين، ولا خطتهم حتى إسرائيل أصيبت بحالة من الصدمة والارتباك، ولكن بعد فترة وجيزة بدأت المعلومات تتدفق والفيديوهات التي ترصد تتابع الأحداث من الداخل بدأت هي الأخرى تُبَث من الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لم يكن رئيس الحكومة الإسرائيلية «نتنياهو» مصدقًا لهذه التطورات الدراماتيكية الصادمة، بدأ يجري الاتصالات متابعًا مع وزير الدفاع ورئيس الأركان وقائد المنطقة الجنوبية وكانت الإجابة المشتركة: الموقف سيئ للغاية، لقد سيطرت عناصر المقاومة الفلسطينية (حماس والجهاد) على كافة المرتكزات الأمنية والعسكرية وأصبح آلاف المستوطنين تحت سيطرتهم في الوقت الراهن..

لقد صحا المجتمع الإسرائيلي على «صدمة» بالضبط كالصدمة التي واجهتهم في حرب أكتوبر 73، اتهامات تتردد عن مسئولية القيادات العسكرية والاستخباراتية، عن عدم القدرة على التنبؤ بالحدث، عن الأوهام الكاذبة حول قدرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، الكل كان يقول: لقد خدعتمونا!!

الفيديوهات التي تسربت تعكس سيطرة عناصر المقاومة على كافة المناطق المحاذية بلا استثناء، العشرات من سكان هذه المستوطنات يهربون إلى الصحراء، لا يعرفون إلى أين يتجهون، لكنهم يريدون النجاة بأنفسهم، بعد أن فوجئوا بالأحداث، وهم يرون جنود وضباط جيشهم الذي «لا يقهر» منبطحين أرضًا، وصرخاتهم تصل إلى عنان السماء.

التقديرات تقول: إن هناك أكثر من 300 قتيل إسرائيلي و1600 جريح منهم 318 جراحهم خطيرة وأن هناك أكثر من 750 مفقودًا وأكثر من 35 أسيرًا هذه هي التقديرات الأولية، ناهيك عن عدد ليس بالقليل من المعدات العسكرية الإسرائيلية التي تمت السيطرة عليها وإدخالها إلى غزة..

الخسائر فادحة، ومهينة للجيش الإسرائيلي، لذلك وصف نتنياهو هذا اليوم بأنه «قاسي وحزين وصادم».

ومنذ بداية الأحداث كانت مصر تتابعها عن كثب وأصدرت الخارجية المصرية بيانًا حمَّلت فيه إسرائيل مسئولية التصعيد معتبرة أن السبب المباشر في هذا التصعيد هو الاستفزاز وسلسلة الاعتداءات الإسرائيلية على المدن الفلسطينية، وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل لاستئناف عملية السلام والتدخل لوقف العدوان الإسرائيلي.

لقد كان موقف مصر واضحًا ومحددًا، ذلك أن المحتل الإسرائيلي لم يتوقف قيد أنملة عن الاعتداءات والتشريد والقتل والإرهاب وتدنيس المسجد الأقصى وطرد المواطنين الفلسطينيين من بيوتهم.

وقد أكدت القيادة المصرية أكثر من مرة على أهمية تحقيق تسوية سياسية عادلة تقضي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، إلا أن المحتل الصهيوني صم الآذان، واستمر في عملياته الإرهابية، كما أن بيانات عربية عديدة صدرت حمّلت إسرائيل المسئولية وأكدت على ضرورة الحل السياسي.

ولم تمض سوى ساعات قليلة إلا وبدأت إسرائيل عدوانها السافر على غزة ليسقط المئات من الشهداء والمصابين، كما جرى تدمير العديد من المباني والمؤسسات. وفي صباح أمس أطلق حزب الله قذائف على ثلاثة مواقع عسكرية في مزارع شبعا المحتلة في شمال الكيان الصهيوني، لتتسع بذلك جغرافية المقاومة، وهو أمر من شأنه أن يهدد بتوسيع نطاق الحرب، مما يؤكد أن الحرب لن تنتهي سريعًا كما يظن البعض.

إن مسار الصراع الراهن يؤكد على عدد من النقاط أهمها:

أولًا: أن عمليات المقاومة والمواجهة التي تقوم بها حركتا حماس والجهاد منذ صباح السبت الماضي أكدت على قوة هذه المقاومة وقدراتها النوعية التي أصابت المحتل الإسرائيلي بحالة من الصدمة، وأثارت حالة من الخوف والفزع لدى الإسرائيليين جميعًا.

ثانيًا: أن هجوم المقاومة أثبت عجز حكومة نتنياهو وكشف أكاذيبها عن الأمن الإسرائيلي والقوة القاهرة، وهو أمر من شأنه أن يدفع إلى انهيار التحالف وسقوط هذه الحكومة.

ثالثًا: أن هذه الهجمات التي جاءت ردًا على جرائم إسرائيل ورفضها لكافة المبادرات الساعية إلى إيجاد تسوية سياسية عادلة للقضية الفلسطينية أعادت القضية الفلسطينية إلى الشارع العربي والإسلامي والدولي مجددًا بأن الشعب الفلسطيني لن يستسلم للأمر الواقع، ولن يرتضي بغير الحل السياسي العادل بديلًا.

رابعًا: أن الفرصة باتت مواتية لعودة اللُحمة إلى الفصائل الفلسطينية كافة، وإنهاء الخلافات المصطنعة والتوافق على رؤية موحدة، بعد أن أدرك الجميع أن المحتل الإسرائيلي لن يقبل بعودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ولن يسمح بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة.

إن السيناريوهات المتوقعة للفترة المقبلة قد تدفع إلى توسيع جغرافية الحرب، وهو أمر من شأنه إشعال الأوضاع في المنطقة، وقد يترتب عليه الضغط من أجل تهجير قطاعات كبرى من الفلسطينيين إلى داخل سيناء، وهو أمر لن تسمح به مصر حماية لأمنها القومي، وقد تكون هناك مساعٍ للدعوة إلى الجلوس على مائدة التفاوض أو إجراء اتصالات بكلا الطرفين تمهيدًا للوصول إلى حل سياسي، إلا أن إسرائيل لن تقبل بسهولة الإقرار بأية حقوق مشروعة للشعب الفلسطيني.

إن التطورات الراهنة على الساحة الفلسطينية لن تغلق صفحاتها سريعًا، كما يظن البعض وإنما قد تمتد الحرب الراهنة بين المحتل والمقاومة لفترة من الوقت تجري خلالها متغيرات هامة وخطيرة قد تؤدي إلى نتائج أكثر خطورة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين مصطفى بكري اسرائيل فلسطين اليوم أخبار فلسطين فلسطين وإسرائيل إسرائيل وفلسطين طوفان الأقصى طوفان الاقصى فلسطين الآن فلسطين الان اخر اخبار فلسطين فلسطين واسرائيل اخر اخبار فلسطين اليوم اسرائيل وفلسطين أحداث فلسطين الآن أحداث فلسطين اليوم أکثر من وهو أمر

إقرأ أيضاً:

تعز .. اجتماع في مديرية صبر الموادم يناقش جهود التحشيد لمواجهة العدو

الثورة نت/سبأ ناقش اجتماع للمكتب التنفيذي والتعبئة بمديرية صبرالموادم بمحافظة تعز اليوم، برئاسة وكيل المحافظة عبدالوهاب الجنيد، جهود التحشيد والتعبئة ورفع الجاهزية لمواجهة مخططات العدو الأمريكي الصهيوني. وتطرق الاجتماع الذي ضم مديري مديرية صبر الموادم عبدالرؤوف العزاني وهيئة رعاية أسر الشهداء بالمحافظة علي الجنيد ومسؤول التعبئة بالمديرية عبدالله الجنيد، إلى برامج التعبئة والتأهيل والتدريب لدورات “طوفان الأقصى”، العسكرية المفتوحة. وفي الاجتماع ثمن الوكيل الجنيد الموقف الشجاع للقيادة الثورية والشعب اليمني والقوات المسلحة في مساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة على مدى العامين الماضيين. وأشار إلى التطورات الراهنة وتداعيات الاستهداف الأمريكي، الصهيوني على البنية التحتية للشعب اليمني، وما لحقها بها من أضرار والموقف العظيم للقيادة والشعب اليمني في نصرة الشعب والمقاومة الفلسطينية، ودعم المجاهدين في غزة. وحث وكيل المحافظة على أهمية استشعار الجميع لمتطلبات المرحلة ومضاعفة الجهود لإسناد جهود التعبئة والتحشيد ورفد الجبهات واستمرار تنظيم المسيرات والوقفات المسلحة والفعاليات وتعزيز الجهوزية لتنفيذ أي خيارات تتخذها القيادة الثورية لنصرة فلسطين. وأوضح أن جهود التعبئة والإعداد والتأهيل، يأتي استجابة لتوجيهات الله والقيادة بإعداد العدة للأعداء، معتبرًا المعركة مع قوى العدوان، معركة وجود وكرامة. وشدد على ضرورة استمرار النفير العام والالتحاق بالدورات العسكرية المفتوحة، والجهوزية لخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”. بدوره استعرض نائب مسؤول قطاع التعليم الفني بالمحافظة علي الجنيد، برامج التعبئة والتدريب والتأهيل في دورات “طوفان الأقصى”، المستويين الأول والثاني لموظفي الوحدات الإدارية وكذا على المستوى المجتمعي. وأكد أهمية استكمال البرامج التدريبية لدورات “طوفان الأقصى” ورفع الجاهزية لمواجهة قوى الاستكبار والهيمنة ونصرة الشعب الفلسطيني والاستعداد لمواجهة أي تصعيد للعدو. حضر الاجتماع نائبا مديري مؤسسة الإتصالات بالمحافظة محمد المحجاني وأمن المديرية عبدالله المقدم اليرمي ومدراء الأجهزة التنفيذية وشخصيات اجتماعية بالمديرية.

مقالات مشابهة

  • “حماس”: في ذكرى الانطلاقة الـ 38…طوفان الأقصى محطة راسخة في مسيرة نضال شعبنا
  • عمران.. عرض شعبي لخريجي الدورات العسكرية طوفان الأقصى
  • الشغدري يطلع على سير الأداء في جامعة الضالع وتنفيذ دورات “طوفان الأقصى”
  • الأحرار الفلسطينية”: انطلاقة حركة “حماس” شكلت علامة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية
  • المجاهدين الفلسطينية”: المقاومة والوحدة الجهادية هما السبيل لانتزاع كل الأرض والحقوق
  • خليل الحية: طوفان الأقصى كسر الردع الإسرائيلي وأعاد القضية الفلسطينية إلى الصدارة
  • حماس : طوفان الأقصى محطة شامخة في مسيرة الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال
  • "حماس" بذكرى انطلاقتها: "طوفان الأقصى" بداية دحر الاحتلال ولن نتنازل عن المقاومة
  • "حماس" بذكرى انطلاقتها: "طوفان الأقصى" بداية حقيقية لدحر الاحتلال
  • تعز .. اجتماع في مديرية صبر الموادم يناقش جهود التحشيد لمواجهة العدو