الأسبوع:
2025-06-27@03:55:26 GMT

(نظام الشرف)

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

(نظام الشرف)

نظام الشرف -أو Honor System كما يُطلقون عليه في بعض الدول التي تطبق هذا النظام- تعتمد فكرته على أن «الضمير» هو الضابط الأساسي والرقيب الأول على تصرفات البشر. ومن ثم وحسب نظام الشرف يمكن لأي شخص أن يقوم بدور البائع والمشتري في نفس الوقت، وذلك بالحصول على ما يريد من منتجات وخدمات ثم دفع المقابل بالمكان المخصص دون الحاجة لوجود بائع أو رقيب على الدفع، فقط اعتمادًا على نظام الشرف السائد والمتعارف عليه.

ومن ثم يقوم مثلًا المزارعون بوضع منتجاتهم على الطرق السريعة موضَّحًا عليها الأسعار ومكان التحصيل ويتركونها وينصرفون لأعمالهم الزراعية. وقامت جامعة مثل جامعة Vanderbilt بالولايات المتحدة بتطبيق نظام الشرف على الطلاب أثناء تأدية الامتحانات دون الحاجة لوجود مراقبين، فقط بأن يوقِّع الطالب على إقرار مفاده بأني ألتزم بتأدية هذا الامتحان دون تلقي أي مساعدة من أحد، وفي حالة مخالفة هذا الإقرار أكون خالفت نظام الشرف»، ومن ثم تقوم الجامعة بتحويل المخالفين للمثول أمام مجلس الشرف Honor Council للنظر في العقاب والذي يصل لحد الفصل. وأيضًا يعلن بعض المتاجر بتلك الدول التي تطبق نظام الشرف عن خصم كبير وتخفيضات على بعض منتجاتها الجديدة فقط لمحتاجي الخصم ولغير القادرين على الشراء بالسعر الكامل Full Price وذلك حسب نظام الشرف، وأن بالفعل مَن يذهبون للشراء بالسعر المخفض هم فقط المستهدفون وممَّن تنطبق عليهم الشروط. وفى أزمة جائحة كورونا الأخيرة ووفق نظام الشرف كان الحاصلون على اللقاح معفيين من شرط ارتداء الكمامة عند الدخول للأماكن العامة، أما غير المحصنين فعليهم ارتداء الكمامة دون حاجة لإظهار إثبات بهدف تفعيل رقابة الضمير ونظام الشرف. وقديمًا كانت تزخر مجتمعاتنا العربية بسيادة نظام أو كلمة الشرف خاصة بين التجار، وكانت كلمة الشرف هى رصيد التاجر الأمين. وبالطبع ربما يصفني البعض بالمثالية واللاواقعية في ظل ما تشهده مجتمعاتنا من انحرافات، وأن رقابة القانون الوضعي لا غنى عنها. ولكن حقيقة نحن في حاجة لاستفاقة حضارية توقظ الضمير الإنساني من جديد لأن يكون هو الرقيب الأول على تصرفاتنا خوفًا من الله عز وجل وخوفًا من عقاب المجتمع للمخالف لنظام الشرف!! ولا شك أن التربية والتنشئة على نظام الشرف ورفض الفساد بكافة أشكاله منذ الصغر هي حجر الزاوية لأجل مجتمع يسوده الشرف. فأين مدارسنا ومناهجنا من هذا الأمر؟!! وإلى متى تستمر وقائع التحرش بالمستضعفات داخل مكاتب العمل في ظل غياب الرقابة والشرف، ويستمر إلقاء المخلفات بالشوارع وكسر قواعد المرور والغش التجاري والإهمال الطبي والخدمي بالمحال العامة والمستشفيات وغيرها من المخالفات والسلوكيات السلبية؟!! فجميعها ظواهر تدعونا لضرورة إطلاق وتدشين مجالس الشرف بالمدارس والمؤسسات، لتكون فاضحة للمعتدين على حقوق البلاد والعباد، ولأجل مجتمع يسوده الشرف تدريجيًّا.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

د.محمد عسكر يكتب: ماذا يعني تسريب 16 مليار كلمة مرور حول العالم؟

في زمن أصبحت فيه حياتنا اليومية مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالإنترنت والتطبيقات الذكية، لم يعد تأمين المعلومات الشخصية ترفاً أو خياراً ثانوياً، بل أصبح ضرورة قصوى. ومع تزايد إستخدام التكنولوجيا، تتزايد أيضاً محاولات المخترقين لسرقة معلومات وبيانات المستخدمين، وعلى رأس ذلك كلمات المرور، التي تعد المفتاح الأول لكل تفاصيل حياتنا الرقمية.

خلال السنوات القليلة الماضية، بات من المألوف أن تطالعنا الأخبار بين الحين والآخر عن "تسريبات ضخمة لكلمات المرور" تشمل ملايين بل مليارات الحسابات حول العالم. وفي يونيو من هذا العام 2025، شهد العالم تسريباً وصف بأنه "الأكبر في التاريخ"، حيث تم الكشف عن أكثر من16 مليار سجل يحتوي على كلمات مرور وبريد إلكتروني وبيانات دخول خاصة بمستخدمين من مختلف دول العالم.
لكن السؤال الذي يتردد دائماً: كيف يحدث مثل هذا التسريب؟ وما الذي يجعل بياناتنا الشخصية تقع في يد قراصنة الإنترنت؟
في الواقع، تبدأ القصة غالباً ببرمجيات خبيثة تعرف باسم "Infostealers"، وهي برامج يتم زرعها في أجهزة المستخدمين دون علمهم من خلال روابط مزيفة أو مواقع مجهولة أو حتى عبر تطبيقات خادعة يتم تحميلها على الهواتف وأجهزة الكمبيوتر. 

بمجرد تثبيت هذه البرمجيات، تبدأ في جمع كل ما تستطيع الوصول إليه من بيانات: كلمات مرور محفوظة في المتصفحات، بيانات الدخول للتطبيقات المختلفة، وحتى معلومات البطاقات البنكية والمحافظ الرقمية.

هذه البيانات المسروقة لا يتم إستخدامها بشكل عشوائي، بل يتم تجميعها بعناية في قواعد بيانات ضخمة يتم بيعها في أسواق الإنترنت المظلم، أو تُسرَّب أحياناً بشكل مجاني في منصات متخصصة يستخدمها قراصنة آخرون لتنفيذ هجمات لاحقاً. 

الأسوأ من ذلك أن الكثير من الأشخاص يقعون ضحية لمثل هذه الهجمات لأنهم يستخدمون كلمات المرور نفسها في أكثر من حساب، وهو خطأ شائع يجعل إختراق بريد إلكتروني بسيط كفيلاً بالسيطرة على حسابات مصرفية أو حسابات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.

تسريب كلمات المرور لا يعني فقط فقدان السيطرة على الحسابات الشخصية فحسب، بل قد يتسبب في سرقة الهوية بالكامل، أو الوصول إلى المعلومات الحساسة والتى يمكن إستخدامها في عمليات الإبتزاز الإلكتروني. والأخطر من ذلك هو أن بعض هذه التسريبات لا يتم إكتشافها إلا بعد مرور أشهر وربما سنوات من وقوعها، مما يمنح المخترقين وقتاً طويلاً لإستغلال المعلومات المسروقة دون أن يشعر الضحية.

رغم هذا الواقع المقلق، إلا أن الحماية ليست مستحيلة. هناك خطوات بسيطة لكنها فعّالة جداً يمكن لأي شخص إتباعها لتقليل المخاطر بشكل كبير. أول هذه الخطوات هو التوقف عن إستخدام نفس كلمة المرور لأكثر من حساب، والبدء في استخدام كلمات مرور قوية ومعقدة يصعب تخمينها. كذلك، لا بد من تفعيل خاصية المصادقة الثنائية (2FA) في جميع الحسابات المهمة، بحيث لا يكون الوصول للحساب ممكناً بكلمة المرور وحدها، بل يتطلب أيضاً رمزاً يصل إلى هاتف المستخدم أو عبر تطبيق خاص.

ومن الأدوات المفيدة أيضاً إستخدام برامج إدارة كلمات المرور، وهي تطبيقات تحفظ جميع كلمات المرور الخاصة بك بشكل مشفر، وتساعدك في إنشاء كلمات مرور قوية وفريدة لكل حساب بسهولة. ولمزيد من الحماية، يمكن لأي مستخدم أن يقوم بفحص بريده الإلكتروني من خلال مواقع مثل "Have I Been Pwned" لمعرفة ما إذا كانت بياناته قد ظهرت في أي تسريبات سابقة أم لا.
وفي ظل هذة التحولات التقنية السريعة، بدأت بعض الشركات الكبرى مثل Google وApple  في طرح حلول جديدة تعتمد على ما يُعرف بـ"مفاتيح المرور" أو الـ Passkeys، وهي طريقة تتيح للمستخدم تسجيل الدخول بإستخدام بصمة الإصبع أو الوجه بدلاً من إدخال كلمة مرور تقليدية، مما يجعل الأمر أكثر أماناً وأقل عرضة للإختراق.

ربما لا نستطيع أن نوقف تسريبات كلمات المرور من الحدوث بشكل كامل، خاصة في ظل التنافس المحموم بين القراصنة وشركات الحماية، لكن يمكننا أن نجعل أنفسنا أهدافاً أصعب بكثير عبر خطوات بسيطة وواعية. في النهاية، الإنترنت ليس مكاناً آمناً بالكامل، لكنه قد يصبح أكثر أمناً حين نُحسن إستخدامه ونفهم مخاطره جيداً.

الحفاظ على كلمات المرور هو اليوم حماية للهوية، حماية للمستقبل، وحماية للخصوصية التي أصبحت رأس مال الفرد في هذا العصر الرقمي.
 

طباعة شارك التطبيقات الذكية التكنولوجيا بيانات المستخدمين

مقالات مشابهة

  • كلمة السيد القائد بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية وآخر المستجدات (فيديو)
  • كلمة السيد القائد بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية (فيديو)
  • وهاب لهؤلاء: إلى هذا الحد تخيفكم كلمة الحق؟
  • في هذا التوقيت... كلمة مُرتقبة لقاسم
  • كلمة مرتقبة لقائد الثورة بذكرى الهجرة النبوية وآخر التطورات والمستجدات
  • كلمة مرتقبة للسيد القائد بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية وآخر التطورات والمستجدات
  • بقيادة خبراء.. المعهد العالي للصحة العامة يشدد على «الضمير الأخلاقي» في البحث العلمي
  • عمرو دياب يحتل "إكس" في نصف ساعة.. و"ابتدينا" كلمة السر
  • دعاء نهاية العام الهجري 1446.. 20 كلمة في وداع سنة واستقبال أخرى
  • د.محمد عسكر يكتب: ماذا يعني تسريب 16 مليار كلمة مرور حول العالم؟