جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-29@01:14:22 GMT

طوفان الأقصى يُزلزل إسرائيل

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

طوفان الأقصى يُزلزل إسرائيل

 

حمد الحضرمي **

 

إنَّ يوم السابع من أكتوبر يومٌ ليس كسائر الأيام، إنه يومٌ عظيم وتاريخ مجيد، سطّرته المقاومة الفلسطينية الباسلة بكل جرأة وقوة وشجاعة، إن "طوفان الأقصى" أغرق الأرض وغمر اليابسة على الإسرائليين من كل حدب وصوب، إنه غليان وهيجان وبركان الأبطال الثوار رجال المقاومة، الذين لا يرضون أن تسلب أراضيهم وتدنس مقدساتهم وهم أحياء على أرض المسجد الأقصى الشريف، والذين ثاروا في وجوه الطغاة الصهاينة الغاصبين، إنها انتفاضة لن تتوقف إلا بتحقيق النصر المؤزر "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" (محمد: 7).

لقد نفّذت المقاومة الفلسطينية الشُجاعة طوفان الأقصى الذي زلزل الأرض على إسرائيل وجيشها القوي- الذي لا يهزم كما يدعون- عمليات هجومية قتالية نوعية، وسيطرة على مواقع عسكرية للجيش الإسرائيلي في عقر دارهم، وكبدت العدو خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات؛ فإسرائيل دولة بلا هوية تُريد أن يكون لها كيان على أنقاض الشعب الفلسطيني، ويروادهم الأمل والحلم بالعودة إلى أرض الميعاد. وتسعى إسرائيل اليوم بعد سبع عقود من تأسيسها لنزع اعتراف دولي وإقليمي بيهوديتها، وهي عبارة عن دولة من المهاجرين؛ احتلت أرض فلسطين وجمعت مهاجرين من مختلف أنحاء العالم من أجناس وأعراق وهويات مختلفة من أجل أن يكون لهم شعب ودولة، وهذا لن يتحقق لهم كحلم إبليس بالجنة.

إسرائيل تهدم مدن وقرى وحضارة وتاريخ الشعب الفلسطيني من أجل أن يكون لها هوية في هذه الأرض لإقامة دولتها، بدعم دولي لها من "وعد بلفور" وانتهاءً بوعد جو بايدن الرئيس الأمريكي الحالي، من أجل تثبيت أركان دولة إسرائيل في فلسطين. لكننا نؤكد أن هوية فلسطين باقية للأبد لما لها من صفات وسمات ثقافية تتميز بها عن باقي أفراد الأمم الأخرى، ولن تجد شعبًا متمسكًا بوطنه ومقدساته مثل الشعب الفلسطيني.

إنَّ استمرار المقاومة ونضال الشعب الفلسطيني، سيظل يمثل كابوسًا حقيقيًا للإسرائيليين، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التراجع عن هذا الحق الأصيل للفلسطينيين، لأنهم هم أصحاب الحق وهذه أرضهم وهذه مقدساتهم. أن إسرائيل لن ترجع الحق طواعية للفلسطينيين، ولكن باستمرار المقاومة والضغط الفلسطيني سيجبر الإسرائليون في نهاية المطاف على الإذعان والاعتراف بالحقوق الوطنية والسياسية للفلسطينيين. إن المفهوم الإسرائيلي لسلام الهيمنة والردع يلخص وجهًا آخر في ضوء إصرار إسرائيل على تطبيع العلاقات بينها وبين الدول العربية قبل إنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وسوف يستمر القلق الإسرائيلي باستمرار عملية مقاطعة إسرائيل ورفض وجودها ومحاولة البحث عن الشرعية التي تفتقدها في المنطقة.

يا أبطال فلسطين: لقد وعدنا الله بالنصر المبين إذا نحن نصرناه واتبعنا دينه وأهتدينا بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأقمنا شريعته مصداقا لقوله تعالى "وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" (الحج: 40)، لقد وعد الله- عزوجل- البشرية كلها بالفلاح والفوز إن هم نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعوا النور الذي أنزل معه، وسيتحقق خروج العالم مرة أخرى من الظلمات إلى النور، ومن ظلمات الكفر وطغاة الصهاينة ومن الباطل والجهل والانحلال، إلى نور الحق والعلم والتمسك بقيم الخُلق العظيم.

يا إخواننا وأهلنا في فلسطين.. اصدقوا الله تعالى في عقائدكم وفي نياتكم وفي أقوالكم وفي أفعالكم، عاملوا الله تعالى كما أمركم، واعبدوه مخلصين له الدين، والتزموا شريعته غير مُغالين ولا مفرطين، وانصروا الله تعالى بالانتصار على أنفسكم الأمارة بالسوء، وانصروا الله تعالى بالغيرة لدينه وحمايته والذود عنه وعن مقدساته الشريفة، فبيت الله المقدس الأقصى الشريف يستحق منَّا ومنكم لتحريره من أيدي الصهاينة المغتصبين التضحية بأموالنا وأنفسنا، فقد صدق الله وعده وانجز نصره وهزم الأحزاب وحده، عندما كانت الأمة الإسلامية قائمة بالشرط المشروط عليها للنصر، أن تؤمن بالله ورسوله وتعبده ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بأن النصر من عند الله.

يا أبطال المقاومة.. لا ترهبكم الأعداء، ولا تخافون قواهم المادية والبشرية "إِنْ يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" (آل عمران: 160). واعلموا أيها الأبطال أن اليهود هم اليهود لا أمان لهم، لم يلتزموا بالمعاهدات التي أبرمها الرسول صلى الله عليه وسلم معهم، ولم يوفوا بالتزاماتهم، ووقفوا مواقف عدائية ضد المسلمين وواجهوا المسلمين بالتحدي والتهديد، وسيظل اليهود كما كانوا منذ عقود ماضية، يرفضون التعايش مع المسلمين في سلام، لأن صدور اليهود تمتلئ بالحسد تجاه المؤمنين، وهم متلبسون بالحسد بسبب قلوبهم المريضة وحبها لما هو قبيح وكرهها للحق.

اليهود كانوا وما زالوا شديدي الحرص على إرجاع المسلمين إلى عوالم الجاهلية والكفر، يقول تعالى "وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ" (البقرة: 109)؛ فاليهود لا يريدون للآخرين أن يتمتعوا بنعمة الإيمان، بل يتمنون زوال هذه النعمة، وهذه الخصلة الذميمة مرجعها إلى كراهية الإنسان كإنسان، ففي عقلية اليهود مشكلة أساسية، إذ يعتبرون أنفسهم الأحق بالنبوة من العرب، وأنهم أرقى من العرب، وأعلى منهم شأنًا، وتفكير اليهود يتشابه إلى حد بعيد مع تفكير إبليس، لأن إبليس اعتبر نفسه أفضل من آدم عليه الصلاة والسلام، واليهود اعتبروا أنفسهم أفضل من العرب.

أيها الأبطال.. كان الصحابة بالأمس البعيد يمتلكون قوة جبارة وعزيمة وإصرارا والتضحية بالغالي والنفيس وبأنفسهم وأموالهم في سبيل الله في تضحيات سجلها التاريخ بأحرف من ذهب ولم يعرف لها مثيل، وها أنتم اليوم يا شباب وشيوخ المقاومة المجاهدين في فلسطين تمثلون هذه القوة الجبارة، التي تدافع بكل قوة وشجاعة عن أرضها ومقدساتها وكرامتها وعرضها. يا أبطال طوفان الأقصى: إنه نفير عام من صغيركم وكبيركم فنفذوه بكل  شجاعة وثبات والتزموا به حتى يتحقق النصر المبين وهذا على الله ليس بعزيز.

** محامٍ ومستشار قانوني

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لماذا يعطي الله العاصي الخير ويغنيه؟.. انتبه لـ10 أسرار

لعل ما يطرح السؤال عن لماذا يعطي الله العاصي الخير ويغنيه ؟، هو كثرة هذا الأمر الذي من شأنه أن يزعزع إيمان البعض في قلوبهم ، حيث إنهم يرون أن العاصي كسب الدنيا ، بل إن ما يطرح سؤال لماذا يعطي الله العاصي الخير ويغنيه ؟ حاجة الجميع إلى سعة الرزق والغنى، ومن ثم ينبغي الوقوف على حقيقة لماذا يعطي الله العاصي الخير ويغنيه ؟.

لماذا تستأذن الزوجة من زوجها في صيام القضاء؟.. انتبهي لـ5 حقائقلماذا أوصى النبي بالإكثار من الطاعات أواخر محرم؟.. لـ3 أسبابلماذا خلق الله الموت والحياة؟.. خطيب المسجد الحرام: لـ سببينلماذا تقرأ سورة الحديد يوم الثلاثاء؟.. بها تحدث 10 عجائبلماذا يجب الوضوء قبل الخروج من المنزل؟.. يحميك من أكبر مصيبةلماذا تزول النعم وتلاحقك المصائب؟.. بسبب إثم كبير يفعله كثيرونلماذا يعطي الله العاصي الخير ويغنيه

قال الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه لا يمكننا أن نربط بين معصية الله ورزق العاصي، أو بين طاعة الله وضيق الرزق.

وأوضح " فخر " في إجابته عن سؤال: لماذا يعطي الله العاصي الخير ويغنيه ، فنحن نرى أناس ترتكب معاصي ومع ذلك أرزاقهم واسعة؟، أن هذه قضية تتعلق بنظرتنا القاصرة إلى الأمور الدنيوية.

ونبه إلى أنه لا يمكننا أن نربط بين معصية الله ورزق العاصي، أو بين طاعة الله وضيق الرزق، لأن هذه أمور ترتبط بحكمة الله سبحانه وتعالى التي لا نعلمها بالكامل، فالله سبحانه وتعالى قد يبتلي العبد بالتقليل من الرزق ليختبر صبره وشكره.

وتابع: بينما قد يفتح أبواب الرزق والنعيم أمام العاصي ليُمهله حتى لا يغتر بما لديه، ويظل في غفلته، منوهًا بأن ما نراه في الدنيا ليس مقياسًا نهائيًا لرضا الله عن العبد، فنحن لا نعلم ماذا كتب الله للعباد في الآخرة.

وأضاف أنه قد يُكرم الله العبد بمال واسع في الدنيا وهو عاصٍ، لكنه قد يعاقب في الآخرة جزاءً لتركه لشكر الله واستمراره في معصيته.. بينما العبد الطائع قد يُبتلى بشدة أو ضيق في الرزق، لكن ذلك قد يكون من رحمة الله به لاختبار صبره وإيمانه.

واستشهد بقول الله تعالى: ( أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الخيرات بَل لاَّ يَشْعُرُونَ) الآية 55 من سورة المؤمنون، منوهًا بأن هذه الآية لتوضيح أن ما نراه في الدنيا من توسع في الرزق أو متاع لا يعني بالضرورة أن الشخص قريب من الله أو راضٍ عنه.

وأشار إلى أن الظن الدنيوي بأن المال هو من يُعد مقياسًا لنجاح الإنسان عند الله، لكن الخيرات الحقيقية هي ما يحصل عليه الإنسان في الآخرة، منبهًا إلى أن العيش الصحيح هو الحياة في الآخرة، أما الدنيا فزائلة، وما نبتغيه هو السعادة الحقيقية عند الله في دار الآخرة، لذلك يجب أن نتحلى بالبصيرة والبعد عن النظرة الضيقة لما يحدث في الدنيا.

لماذا الكافر يُمد له في الخير والتوفيق

ينبغي العلم بأن الله سبحانه وتعالى حكيم، وقد أخبرنا عن نفسه بهذا الاسم وما يتضمّنه من هذه الصفة في آياتٍ كثيرة في كتابه العزيز، والحكمة هي فعل ما ينبغي، وضع الأشياء في مواضعها، وهو سبحانه وتعالى أعلم بما يُقدّرُه من الأقدار.

وقد أخبرنا سبحانه في كتابه الكريم عن جانب حكمته تعالى في بسطه الأرزاق للكفّار وللمجرمين، وأنه إنما يفعل ذلك بهم ليزيدوا في آثامهم، فيستحقُّوا العقاب ولا تكون لهم حُجّة وعُذر عند الله تعالى.

وقال تعالى : {ووَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } الآية 178 من سورة آل عمران، فالله تعالى يبسط لهم الأرزاق ولكنّه بذلك يستدرجهم ويُمهلهم، ثم إذا جاء وقت العقاب عاقبهم بجميع ما قدّموا.

ولفت إلى أنه لم يكن لأحدهم عُذر أو حُجّة يحتجّ بها، وقد قال تعالى: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)} من سورة الطارق، ولكن ليس صحيحًا أن الله تعالى يمدُّهم بالتوفيق إن كنت تقصدين بذلك التوفيق إلى الطاعات والخير، أمَّا بالنسبة لقضاء حاجاتهم في الدنيا فذلك من جملة الأرزاق .

وورد أنه بالنسبة لأهل الإيمان والطاعة فإن الله سبحانه وتعالى يُعطي مَن يشاء منهم من هذه الدنيا، ويبسط له في الرزق، ويبتلي مَن يشاء منهم بالتضييق عليه في رزقه لحكمٍ جليلةٍ، فليس صحيحًا أن مَن آمن حُرم، والواقع العملي الذي نراه في حياتنا خير شاهد على ذلك.

وجاء أن كثير من المؤمنين قد بسط الله تعالى لهم الأرزاق، ولكنّ القضية كلّها أن الله تعالى لم يجعل هذه الدنيا ولا أرزاقها هي الثواب على الأعمال الصالحة، إنما الثواب على الأعمال الصالحة مُدّخرٌ في الدّار الآخرة، فقد يعمل الإنسان العمل الصالح ومع ذلك لا يبسط الله تعالى له رزقًا، لأن هذا الرزق ليس هو الجزاء على عمله الصالح، فالأرزاق يُقسِّمُها الله تعالى بحكمة وعلمٍ، فيبسُطُها لمن يشاء ويُضيِّقُ بابها على مَن يشاء، وله في ذلك الحكمة البالغة.

وورد أن هذا الذي ضيّق الله تعالى عليه رزقه فإنه إذا كان من أهل الإيمان والعمل الصالح قد وَعَدَه الله تعالى بأن يُعوّضه خيرًا ممَّا فاته في هذه الدنيا، فالفقراء يدخلون الجنّة قبل الأغنياء يوم القيامة بخمسمائة عام، ولك أن تتصوري النعيم الذي يتنعّم به هذا الفقير المؤمن قبل أن يدخل الغني من المؤمنين إلى الجنة.

طباعة شارك لماذا يعطي الله العاصي الخير ويغنيه لماذا يعطي الله العاصي الخير يعطي الله العاصي الخير ويغنيه يعطي الله العاصي الخير لماذا يعطي الله العاصي لماذا الكافر يُمد له في الخير والتوفيق لماذا الكافر يُمد له في الخير لماذا الكافر يُمد له الكافر يُمد له في الخير والتوفيق

مقالات مشابهة

  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 29 يوليو
  • لماذا سميت سورة يس بقلب القرآن؟.. 10 أسباب لا يعرفها كثيرون
  • مئات الحاخامات اليهود يطالبون إسرائيل بوقف التجويع وقتل المدنيين
  • ثبات غزة يقهر الطغيان ويغيظ العدى
  • تدّشين المرحلة الثالثة من دورات التعبئة في وزارة الكهرباء والمياه
  • تنفيذ حُكم القتل تعزيرًا في باكستاني لتهريبه الهيروين إلى المملكة
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 28 يوليو
  • التقوى.. تعرف على معناها وثمراتها وكيف يكون المسلم من المتقين
  • دعاء الحر الشديد والرطوبة .. اللهم قنا عذاب نار جهنم وزمهريرها
  • لماذا يعطي الله العاصي الخير ويغنيه؟.. انتبه لـ10 أسرار