جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-12@21:01:20 GMT

"طوفان الأقصى".. تأملات في روح المكان

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

'طوفان الأقصى'.. تأملات في روح المكان

 

حمود بن علي الطوقي

الأحداث التي نشهدها منذ صباح السبت 7 أكتوبر 2023، بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، أظهرت مدى قدرة المقاومة الباسلة على تكبيد العدو الغاشم خسائر فادحة. وهي أحداث تعد الأشد على العدو منذ حرب أكتوبر 1973. وهذه المواجهة الباسلة التي يتابعها ملايين المدافعين عن قضية فلسطين عبر مختلف الوسائل.

وسائل الإعلام العمانية تراقب عن كثب المجريات والتطورات التي تحدث في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، ولا شك أن الإعلام العماني ينحاز بشدة ويتعاطف مع جهود المقاومة المشروعة في استرداد حقوقهم. أما رسميًا فقد صدر بيان من وزارة الخارجية يؤكد أن سلطنة عُمان تتابع باهتمام وقلق التصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي اللامشروع للأراضي الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، الذي يُنذر بتداعيات خطيرة وتصاعد حدّة العنف.

وهنا استذكر حديثًا سابقاً لمعالي يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية سابقًا، عندما تحدث عن زيارته للقدس، وقال "إني تجوّلت في القدس وشعرت أن الإسرائيلين ينتابهم القلق والخوف وأن المقاومة الفلسطينية تتمسك بحقوقها المشروعة. لهذا أقول إلى متى ستستمر إسرائيل العيش في خوف وفي ظروف عدم الاستقرار. وإن هذا الخوف سيلازمهم إلى أن تتم عودة الحقوق لأصحابها وقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس".

هذا الشعور الذي انتاب بن علوي انتابني أيضًا أنا وزملائي الصحفيين عندما كُتب لنا زيارة الضفة الغربية والقدس الشرقية في أكتوبر 2013؛ أي قبل 10 سنوات. ولاحظت حالة الخوف لدى اليهود ونحن نتجول في "بوابة دمشق" على مدخل المدينة القديمة. كنتُ وزملائي نرتدي الزيَّ العُماني فهو بالنسبة لنا زيٌّ وطنيٌّ، وبالنسبة لأشقائنا في فلسطين يُعبر عن التضامن معهم ومع قضيتهم المصيرية، وقد أقدم المتطرفون اليهود على مضايقتنا تارة، بينما الخوف يعتريهم، وهم يرون عربًا من أبناء عُمان قادمين لمناصرة القضية الفلسطينية. أطفال المقدسيين يُرحبون بنا، لكن في المُقابل، أطفال اليهود والمتشددون بلباسهم الأسود، يمرُّون كمجموعات في حركات سريعة، خوفًا منَّا، بينما أطفال المقدسيين كانوا يضحكون بصوت مرتفع ويرحبون بنا قائلين "أهلًا بكم في مدينة القدس".

لأول مرة نرى قبة الصخرة بألوانها الذهبية الزاهية وبجوارها المسجد الأقصى؛ حيث صلينا الجمعة وتجولنا بعدها في الأسواق القديمة كما زرنا كنيسة القيامة، ودخلنا من باب القدس، وخرجنا من باب العمود وباب الواد.

وأنا أتابع هذه الأحداث المُفرِحة، الآن؛ حيث تشهد انتصارات المقاومة وما لحق من أضرار في صفوف الإسرائيليين من قتلى وأسرى وآلاف الجرحى، نرى هذا الانتصار بارتفاع صيحات التكبير "الله أكبر" من المقاومة الباسلة، ليتولد لدينا يقين بأن طوفان الأقصى هذه المرة عازم على تحقيق النصر للأمة.

من خلف شاشات التلفاز نتابع ونشاهد تلك المقاومة الباسلة من شعب لم يبالِ الآلة العسكرية ولا تلك والدبابات الإسرائيلية والقذائق والطائرات التي تحلق فوق رؤسهم. كل هذه الآلة العسكرية لا تخيفهم؛ بل تزيدهم إصرارًا وتمسكًا بقضيتهم الأبدية، بينما يفر المحتل الجبان مثل الجرذان خوفًا من الموت وخشية الأسر.

تحيا المقاومة الباسلة، وتحيا فلسطين، وتحيا القدس، وكلنا من أجل الأقصى باقون.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يعتقل فلسطينيين شرق القدس

 اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، شابين من تجمع الحثرورة البدوي قرب الخان الأحمر جنوب شرق القدس، عقب اقتحام التجمع بعد اعتداء مجموعات من المستعمرين على الأهالي ورعاة الأغنام ومنعهم من إخراج قطعانهم إلى المراعي القريبة.

الاتحاد الأوروبي: نشعر بالقلق الشديد إزاء الوضع الإنساني  في غزة الصحة العالمية: 4 آلاف نازح يعيشون بمناطق خطرة على طول ساحل غزة

وأفادت محافظة القدس، بأن المستعمرين وبحماية قوات الاحتلال، يواصلون في الآونة الأخيرة التضييق على رعاة الأغنام وسكان التجمع، عبر سلسلة اعتداءات تشمل منع المواطنين من الحركة في محيط التجمع، واقتحام المنطقة في ساعات متأخرة من الليل، والتجوال بين مساكن المواطنين، إلى جانب منعهم من الوصول إلى المراعي.

ويتعرض تجمع الحثرورة البدوي لاعتداءات متكررة في سياق سياسة أوسع ينتهجها الاحتلال ضد التجمعات البدوية في محافظة القدس، لا سيما الممتدة من مخماس حتى واد النار، حيث أقام المستعمرون نحو 23 بؤرة تُستخدم نقاط تجمّع تنطلق منها اعتداءاتهم اليومية بحق المواطنين البدو، بهدف تهجيرهم القسري من أراضيهم.

فيما أدى عشرات الآلاف صلاة اليوم الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، حيث توافدوا إليه منذ ساعات الصباح، رغم البرد، وفي ظل الإجراءات العسكرية المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الوصول إلى الأقصى.

وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال انتشرت بين المصلين أثناء خطبة الجمعة، وعند أبواب الحديد، والمجلس، والعامود، وشددت الخناق عند أبواب الأقصى، وأوقفت شبانا وفتشتهم، ودققت في بطاقاتهم الشخصية، ومنعت بعضهم من الوصول للمسجد للصلاة فيه.

واعتقلت قوات الاحتلال حارس المسجد الأقصى وهبي مكية من باب المغاربة، بعد الاعتداء عليه بالضرب.

مقالات مشابهة

  • لقاء في الشاهل بحجة يناقش جوانب التحشيد لدورات “طوفان الأقصى”
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل فلسطينيين شرق القدس
  • 50 ألف مصلّ أدوا صلاة الجمعة في الأقصى
  • مسير ومناورة لخريجي دورات” طوفان الأقصى” في حرض بحجة
  • مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
  • شهداء الحركة الرياضية .. الحلقة 379 (زين نصر)
  • أمة الأرق.. دراسة: كيف أثر طوفان الأقصى على نوم الإسرائليين؟
  • يديعوت تكشف تفاصيل خطة لاجتياح غزة بريا قبل “طوفان الأقصى”
  • مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى