صحيفة: الحرس الثوري خطط وأعطى الضوء الأخضر لهجوم حماس
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن مسؤولين أمنيين إيرانيين ساعدوا في التخطيط لهجوم حماس المفاجئ على إسرائيل وأعطوا الضوء الأخضر للهجوم في اجتماع في بيروت عقد يوم الاثنين الماضي.
وأكدت الصحيفة، وفقا لأعضاء كبار في حركة حماس وميليشيا حزب الله اللبناني، أن ضباطا من الحرس الثوري الإيراني تعاونوا مع حماس منذ أغسطس الماضي في التخطيط لعملية التوغل داخل الحدود الإسرائيلية برا وبحرا وجوا – الهجوم الذي يعد أكبر خرق لحدود إسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973.
وأضافوا أنه تم تنقيح تفاصيل العملية خلال عدة اجتماعات في بيروت حضرها ضباط في الحرس الثوري الإيراني وممثلون عن أربع جماعات مسلحة مدعومة من إيران، بما في ذلك حماس، التي تسيطر على السلطة في غزة، بالإضافة إلى حزب الله.
وفي واشنطن، أكد مسؤولون أميركيون أن ما من أدلة دامغة على تورط طهران في الهجوم.
ففي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" بثت الأحد، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن: "لم نر بعد دليلا على أن إيران وجهت أو كانت وراء هذا الهجوم بالذات، ولكن هناك بالتأكيد علاقة طويلة تربطهم بحماس".
وقال مسؤول أميركي آخر إنه "ليس لدينا أي معلومات في هذا الوقت لتأكيد هذه الرواية".
ومع ذلك، قدم مسؤول أوروبي ومستشار للحكومة السورية ذات الرواية التي أوردها هؤلاء العناصر في حماس وحزب الله والتي تؤكد تورط إيران في الفترة التي سبقت الهجوم، بحسب الصحيفة.
وردا على سؤال حول صحة الاجتماعات، قال محمود مرداوي، وهو مسؤول كبير في حماس، إن الحركة خططت للهجمات من تلقاء نفسها. "هذا قرار فلسطيني وقرار حماس".
وألقت إسرائيل باللوم على إيران، قائلة إنها تقف وراء الهجمات، وإن كان ذلك بشكل غير مباشر.
وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، يوم الأحد "نحن نعلم أنه كانت هناك اجتماعات في سوريا ولبنان مع قادة آخرين من الجيوش الإرهابية التي تحيط بإسرائيل، لذا من الواضح أنه من السهل فهم أنهم حاولوا التنسيق. وكلاء إيران في منطقتنا، حاولوا التنسيق قدر الإمكان مع إيران".
وكانت قد اعترفت حماس علنا بتلقي الدعم من إيران. ويوم الأحد، تحدث الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مع زعيم حركة الجهاد الفلسطينية زياد النخالة وزعيم حماس إسماعيل هنية، بحسب الصحيفة.
ولم يرد الوفد الإيراني في الأمم المتحدة في نيويورك على طلب للصحيفة للتعليق على تورط طهران في الهجوم.
إلا أن المرشد الإيراني، علي خامنئي، كان قد اقتصر فقط بالإشادة بهجوم حماس، قائلا في منشور على منصة إكس، المعروفة سابقا بتويتر، إن "النظام الصهيوني سيتم القضاء عليه على أيدي الشعب الفلسطيني وقوات المقاومة في جميع أنحاء المنطقة".
تهديد متعدد الجبهات لخنق إسرائيل
وتشير الصحيفة إلى أن خطة الحرس الثوري الإيراني الأوسع نطاقا تتمثل في خلق تهديد متعدد الجبهات يمكن أن يخنق إسرائيل من جميع الأطراف - حزب الله والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الشمال وحركة الجهاد الفلسطينية وحماس في غزة والضفة الغربية، وفقا لأعضاء بارزين في حماس وحزب الله ومسؤول إيراني.
ولفتت وول ستريت جورنال إلى أن من شأن انخراط إيران في دور مباشر في هجوم حماس سيفضي إلى خروج صراع طهران الطويل الأمد مع إسرائيل من الظل، مما يزيد من خطر نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط، إذ تعهد مسؤولون أمنيون إسرائيليون كبار بتوجيه ضربة إلى القيادة الإيرانية إذا ثبتت مسؤولية طهران عن قتل إسرائيليين.
وقال أعضاء بارزون في حماس وحزب الله إن إيران تضع جانبا صراعات إقليمية أخرى، مثل نزاعها المفتوح مع المملكة العربية السعودية في اليمن، لتكريس الموارد الخارجية للحرس الثوري الإيراني نحو تنسيق وتمويل وتسليح الميليشيات المعادية لإسرائيل، بما في ذلك حماس وحزب الله.
قاآني ووكلاء إيران
تقول الصحيفة إن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني يقود الجهود الرامية إلى توحيد وكلاء إيران في الخارج للعمل تحت قيادة موحدة.
فقد أطلق قاآني حملة للتنسيق بين العديد من الميليشيات المحيطة بإسرائيل في أبريل خلال اجتماع في لبنان، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، حيث بدأت حماس ولأول مرة بالعمل بشكل أوثق مع جماعات أخرى مثل حزب الله.
في ذلك الوقت، شنت الجماعات الفلسطينية عددا من الهجمات المحدودة على إسرائيل من لبنان وغزة، وبتوجيه من إيران، ووصفها المسؤول الإيراني بأنها حققت نجاحا مذهلا.
وقالوا إن ممثلين عن هذه الجماعات اجتمعوا مع قادة فيلق القدس مرتين في لبنان على الأقل منذ أغسطس لمناقشة شن الهجوم على إسرائيل وما سيحدث بعد ذلك.
وقال أعضاء الجماعة المسلحة إن قاآني حضر بعض تلك الاجتماعات إلى جانب زعيم حزب الله حسن نصر الله وزعيم حركة الجهاد الفلسطينية زياد النخالة وصالح العاروري القائد العسكري في حماس.
وأضافوا أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان حضر اجتماعين على الأقل.
وتقول لينا الخطيب، مديرة معهد الشرق الأوسط SOAS في جامعة لندن إن "هجوما بهذا النطاق لم يكن ليحدث إلا بعد أشهر من التخطيط ولم يكن ليحدث دون التنسيق مع إيران"، مضيفة، "حماس، مثل حزب الله في لبنان، لا تتخذ بمفردها قرارات للدخول في حرب دون موافقة صريحة مسبقة من إيران".
وأشارت إلى أنه سيتم اختبار قدرة الميليشيات الفلسطينية واللبنانية على التنسيق مع إيران في الأيام المقبلة مع التركيز على الرد الإسرائيلي.
وتضيف الصحيفة أن دعم إيران لمجموعة منسقة من الميليشيات ينذر بالسوء بالنسبة لإسرائيل.
وقال مسؤول إيراني إنه إذا تعرضت إيران للهجوم، فإنها سترد بضربات صاروخية على إسرائيل من لبنان واليمن وإيران، وترسل مقاتلين إيرانيين إلى إسرائيل من سوريا لمهاجمة مدن في شمال وشرق إسرائيل.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات حماس حرب أكتوبر 1973 طهران بلينكن حزب الله المرشد الإيراني الحرس الثوري الإيراني حركة الجهاد الفلسطينية فلسطين حماس إسرائيل طوفان الأقصى إيران فيلق القدس إسماعيل قاآني حماس حرب أكتوبر 1973 طهران بلينكن حزب الله المرشد الإيراني الحرس الثوري الإيراني حركة الجهاد الفلسطينية أخبار إسرائيل الحرس الثوری الإیرانی حماس وحزب الله على إسرائیل إسرائیل من إیران فی حزب الله من إیران فی حماس
إقرأ أيضاً:
صحيفة تتحدث عن وهم انهيار حزب الله اللبناني.. تكتيكات مختلفة
تحدثت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عمّا وصفته "وهم" انهيار حزب الله، وذلك في أعقاب الحرب الإسرائيلية المدمرة، واغتيال قيادات وزانة في الحزب بينهم الأمين العام حسن نصر الله.
وقالت الصحيفة في مقال لمحررها المختص بالشؤون الإسرائيلية علي حيدر: "لم تنتهِ الحرب على لبنان بإعلان وقف إطلاق النار، بل دخلت مرحلة جديدة بوتيرة وتكتيكات مختلفة، في مؤشر واضح على الإقرار بعدم تحقيق أهدافها الاستراتيجية، رغم الضربات القاسية وغير المسبوقة التي ألحقتها بحزب الله".
وتابعت: "كما كشفت عن مخاوف جدية في واشنطن وتل أبيب من استكمال حزب الله نهوضه من جديد. ولا ينفصل عن هذا السياق ما أعلنه رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، في جلسة تقييم في المنطقة الشمالية، بحضور قائدها اللواء أوري غوردين وضباط آخرين، بأن المعركة ضد حزب الله لم تنتهِ بعد، وسنواصل ملاحقته وإضعافه حتى انهياره".
وذكرت أنه "مع عدم إغفال أن مواقف كهذه تهدف إلى تعزيز الشعور بالأمن لدى مستوطني الشمال، إلا أنها بالتأكيد تندرج في سياق استراتيجي، وتُعبِّر عن خيار عملياتي يعكس تقييماً إجمالياً لنتائج الحرب، وطموحاً لتحقيق ما لم يتحقق منها".
وأردفت بقولها: "هي تأتي في ظل سياق إقليمي أوسع، من أهم معالمه التحول الاستراتيجي التاريخي الذي شهدته سوريا. إذ إن النظام الجديد لم يُخفِ بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد نيّته التقارب مع الغرب، وتبني أولوياته الاستراتيجية في المنطقة، خصوصاً حماية أمن إسرائيل، واعتمد خطاباً سياسياً يُسهم في إحكام الطوق السياسي وغير السياسي على المقاومة الفلسطينية، وقطع - كما هو متوقع - خطّ إمداد المقاومة في لبنان، مع عمقها الاستراتيجي في إيران. وهذا كان أولوية ملحة للولايات المتحدة وإسرائيل ومطلباً أساسياً من سوريا على مدى عقود".
وأشارت إلى أن "المعلم الآخر الذي لا يقل أهمية في التحولات الإقليمية، في أعقاب الحرب، إنتاج سلطة سياسية جديدة تبنّت خطاباً علنياً ضدّ المقاومة وسلاحها، وطالبت بنزعه تحت عنوان حصرية السلاح، متجاهلةً الخطر الإسرائيلي الذي يُهدّد حاضر لبنان ومستقبله. وبدلاً من دعم إعادة إعمار ما دمّرته الحرب، لجأت هذه السلطة إلى ابتزاز بيئة حزب الله، بمنع وصول المساعدات الإيرانية والعراقية، وربط إعادة الإعمار بالخضوع للمطالب الإسرائيلية".
ونوهت إلى أنه "رغم الاندفاعة العسكرية والإدارة الأمريكية المباشرة لاستمرار الحرب، يواجه العدو الإسرائيلي عقبات مُعقّدة ومُركّبة تجعل إضعاف حزب الله حتى انهياره، أقرب إلى الطموح منه إلى الهدف القابل للتحقق، لأسباب عدة".
وأوضحت أن "السبب الأول يتعلق بأن حزب الله يتسم بأنه لا يخضع لنمط عسكري تقليدي، بل هو كيان مرن ولا مركزي، ومتداخل مع مجتمعه وبيئته، ما يُصعّب على إسرائيل توجيه ضربة قاضية تؤدي إلى انهيار تنظيمه. وبرزت أهمية هذه الميزة في الحرب، فرغم حجم الضربات الهائلة والمفاجئة، واصلت القيادة الجديدة إدارة الحرب ونجحت في احتواء تداعيات الضربات السابقة، وإعادة النهوض لمواجهة العدو في مسار تصاعدي حتى اليوم الأخير".
وتابعت: "ثانيا ما يُميّز حزب الله عن غيره من القوى، أنه يُعبّر عن الهوية الثقافية لمجتمعه، في مواجهة المخاطر الخارجية والداخلية. ولذلك هو ليس حالة منفصلة عنه، بل جزء من الحياة اليومية لمجتمعه، في الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع ومناطق أخرى. ويعني ذلك أن ضرب المقاومة هو ضرب لنسيج اجتماعي وليس فقط لأفراد مُحدّدين، ما يُعقّد المهمة الإسرائيلية".
أما السبب الثالث بحسب الصحيفة، فقد "أظهرت الأيام أنه وعلى الرغم من الضربات القاسية التي تعرض لها مجتمع المقاومة، إلا أنه لا يزال يلتف حولها بمستويات فاجأت كل خصومه. وهي ظاهرة تحتاج إلى دراسة مُفصّلة، كونها تُعبّر عن وعي هذا المجتمع للمخاطر المُحدقة به داخليا وخارجيا. ما ساعد على مواجهة كل عمليات التضليل والحرب النفسية. وجاء تشييع الأمينين العامَّين السابقين لحزب الله، السيدين الشهيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، لتعكس هذه الخلاصة، كما هو الحال مع الموجات الشعبية التي اتجهت نحو المناطق المُحتلة قبل مرور مهلة الـ60 يوما، وصولاً إلى نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة".
وشددت الصحيفة على أنه "لا يستطيع المراقب، تجاهل الدور الرئيسي للعقيدة التي تحملها المقاومة وبيئتها ودورها في تثبيتها وتصميمها. وهي عنصر يضاف إلى الوعي السياسي ما يضمن وجهتها نحو حماية شعبها ووطنها. ونجح العنصر العقائدي في أن يصبح عامل تحييد لمفاعيل الكثير من أدوات التدمير والإجرام التي ترتكز عليها عقيدتي الردع والحسم في جيش العدو".
ولفتت إلى أن "حزب الله اتخذ خلال وبعد الحرب القاسية وجهة عملانية دلت على تعلمه من الضربات القاسية، وهو باشر خطوات منها: البدء في إعادة هيكلته الداخلية خلال الحرب (..)".
وذكرت أن "أداء الولايات المتحدة وإسرائيل يكشف عن خشيتهما الظاهرة من أن يعيد حزب الله بناء قدراته العسكرية، خاصة وأنه كان ولا يزال يملك بنية تحتية واسعة جدا تُمكنه من هذا الخيار. ولذلك تتعامل تل أبيب وواشنطن وبعض أعداء المقاومة في الداخل بأن هناك وقتا محدودا لتأدية المهمة وتحقيق الأهداف. وبدأت تصدر في إسرائيل بعض التقديرات التي تحذر من أن عدم ردّ حزب الله على الضربات الإسرائيلية، هو جزء من خطة من أجل كسب المزيد من الوقت في إعادة تطوير قدراته العسكرية وملاءمتها مع المستجدات".
وبيّنت أن "حزب الله لجأ إلى استغلال الحرب، لأجل رفع مستوى الوعي إزاء المخاطر المحدقة بلبنان ومقاومته. وهو ما يترجم على شكل مطالب القاعدة من القيادة الجديدة، لجهة الاستفادة ممّا مضى، واستخلاص العبر".
وأكدت أنه أمام "انكفاء الدولة اللبنانية عن القيام بغالبية مهماتها تجاه شريحة واسعة من شعبها، أكد حزب الله التزامه مسؤولياته الاجتماعية. فواصل إمداد قواعده وبيئته بما أمكن من المقومات التي تخفف من المعاناة. ولا يخفى أن لهذا الأداء السلبي من قبل الدولة والإيجابي جداً من قبل حزب الله مفاعيله وتأثيره الكبير على مجمل المشهد في لبنان".
وختمت بقولها: "في الخلاصة، تضرر حزب الله عسكريا بعمق، لكنه لا يزال يمتلك بنية قتالية كامنة وفاعلة وقدرة على الرّد والدفاع، وهي في مسار تصاعدي. أما سياسياً، فحتى اللحظة، لم تنجح كل محاولات عزله وتجاوزه في الاستحقاقات والمحطات المفصلية. بينما لا يزال مجتمع المقاومة يرى فيه عامل الدعم اجتماعيا. لذلك، لا يكفي أن تطمح إسرائيل إلى انهيار حزب الله حتى يتحقق ذلك، لأنها ستصطدم بواقع معقد يُظهر أن الحزب أعمق من كونه بنية عسكرية. إنه كيان عقائدي، اجتماعي، سياسي، ويملك قدرة على التكيف والاستمرار".