تفاهم لبناني ــ عراقي على تشكيل لجان تجاريّة ــ سياسيّة ــ أمنيّا
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
اتّسمت زيارة الرئيس جوزف عون الرسمية أمس للعراق بدفء ديبلوماسي لافت، والتقى نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد في قصر الرئاسة العراقي حيث عقد الرئيسان لقاء استغرق نحو 30 دقيقة، ثم عقد لقاء موسع.
واكد مصدر واكب عن كثب الزيارة انها «اعادت التأكيد على عمق العلاقات اللبنانية- العراقية، بعد نوع من البرودة التي سادت في الاسابيع الماضية، على خلفية تصريحات الرئيس عون عن الحشد الشعبي ، واستدعاء وزارة الخارجية العراقية السفير اللبناني في بغداد»، مشددة في لـ»الديار» على ان «الحفاوة التي لقيها عون والوفد المرافق تؤكد ان ما حصل كان غيمة صيف عابرة».
وكتبت" الاخبار": في زيارة تحمل طابعاً سياسياً بامتياز، حلّ الرئيس جوزيف عون ضيفاً على بغداد في خطوة تهدف إلى احتواء توترات سابقة وتجديد جسور التواصل بين البلدين، بعدما أثارت تصريحات عون بشأن الحشد الشعبي سابقاً حفيظة الأوساط العراقية وتسبّبت بفتور دبلوماسي.
وكشفت مصادر مطّلعة أن مساعي عون للقاء المرجع الشيعي السيد علي السيستاني لم تحقق غايتها، وأثمرت عن اتصال هاتفي مع نجل السيستاني، السيد محمد رضا السيستاني، للاطمئنان على صحة المرجع وتمنّي الشفاء له، مع وعد بلقاء لاحق في حال توفّرت الظروف المناسبة.
ورغم السحابة التي خيّمت على العلاقات لفترة وجيزة، يبدو أن زيارة عون لبغداد وضعت أسساً جديدة لتجاوز الخلافات السابقة، والعودة إلى سياسة الانفتاح والتعاون بين بلدين يجمعهما تاريخ طويل من العلاقات السياسية والدبلوماسية، والمصالح المشتركة.
وكانت الرئيس جوزف عون التقى نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد في قصر الرئاسة العراقي حيث عقد الرئيسان لقاء استغرق نحو 30 دقيقة، ثم عقد لقاء موسع، رحب خلاله الرئيس العراقي بضيفه اللبناني في "بلده الآخر" العراق. وأبدى الرئيس رشيد ارتياحه لما شهدته الأوضاع اللبنانية من تحسّن في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن هذا الشعور يخالج العراقيين جميعاً. وأكد الاستعداد للتعاون في المجالات كافة، متمنياً النجاح للبنان في ظل قيادة الرئيس عون وفي ضوء التطورات الإيجابية التي يشهدها البلد، مؤكداً وقوف العراق إلى جانب لبنان.
وردّ الرئيس عون: وقال: "إن العراق هو بلدنا الثاني وإن العلاقات بين البلدين عميقة ومتجذرة في التاريخ، وأتيت إلى بغداد اليوم لشكر العراق والعراقيين باسم الشعب اللبناني، على وقوفهم إلى جانب لبنان واللبنانيين خلال الظروف الصعبة التي عصفت بهم"، لافتاً إلى أن اللبنانيين لن ينسوا هذه المبادرات الكريمة لا سيما إرساليات النفط التي ساعدت على توفير حلول عملية لأزمة الكهرباء والطاقة بشكل عام. كما تحدث عن احتضان العراق للبنانيين خلال الحرب الأخيرة، والعمل على إعادتهم إلى بلدهم الأم بمبادرة كريمة منهم. وأشار إلى وجود الكثير من المشاريع المشتركة بين البلدين والتي تعود بالنفع عليهما معاً، لافتاَ إلى كثرة التحديات لا سيما موضوع الارهاب.
وفي لقاء آخر عقده مع رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، استشهد عون بكلام السيد علي السيستاني، مؤكداً أنّ "السيستاني وضع خارطة طريق للحلّ في تحقيق مستقبل أفضل، وآن الأوان لنا لنحيا أحراراً كراماً في هذا العالم". وشدّد على "أن طموحَنا لهذا الغدِ الذي نأملُه قريباً جداً، لا يُعفينا من واجبِ تقديمِ أصدقِ الشكر، على كلِ ما قدمتموه دوماً للبنان واسمحوا لي ألا أدخلَ في التعدادِ من هباتٍ وتقدماتٍ ومساعداتٍ في شتى المجالات حتى لا أستوقفُكم طويلاً جداً ولا أفي العراقَ حقَه، ولا أُنجزُ التعداد يكفي عرفاناً منا لكم، أنّ كلَ لبنانيٍ باتَ يؤمنُ فعلاً عند كلِ أزمة، بأنّ "الترياقَ من العراق"، ليس قولاً مأثوراً، بل فعلٌ محقق".
أما السوداني، فشدد على ضرورة تطبيق القرار 1701 بشكل كامل غير انتقائي والوقوف باستمرار مع الشعب اللبناني بكل المجالات. وأعلن تقديم دعم أولي 20 مليون دولار لدعم إعمار لبنان. مواضيع ذات صلة العربية: اتفاق على تشكيل لجان بسرعة لبدء تطبيق بنود الاتفاق بين قسد والحكومة السورية Lebanon 24 العربية: اتفاق على تشكيل لجان بسرعة لبدء تطبيق بنود الاتفاق بين قسد والحكومة السورية
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی زیارة
إقرأ أيضاً:
خلال زيارة معالي وزير العدل د. خالد شواني الى ايران .. توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجال حقوق الإنسان بين بغداد وطهران
شبكة انباء العراق ..
في إطار المساعي المشتركة بين جمهورية العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية لتعزيز مفاهيم حقوق الإنسان وتبادل الخبرات القانونية، وقّعت وزارة العدل العراقية ولجنة حقوق الإنسان الإيرانية مذكرة تفاهم رسمية تهدف إلى تطوير آليات التعاون الثنائي في هذا المجال الحيوي. جاء ذلك خلال زيارة معالي وزير العدل العراقي الدكتور خالد شواني إلى طهران، ولقائه برئيس لجنة حقوق الإنسان الإيرانية الدكتور ناصر السراج وعدد من كبار المسؤولين.
وتنص المذكرة على تعزيز التعاون الفني والمؤسساتي بين البلدين في مجالات حقوق الإنسان، وتطوير القدرات وبناء الكفاءات، وتنسيق المواقف في المحافل الإقليمية والدولية ذات العلاقة، بما يسهم في دعم المسارات الحقوقية في كلا البلدين، ويعزز من التزامات الجانبين في الإطارين الوطني والدولي.
وأكد الجانبان خلال مراسم التوقيع أهمية هذه الخطوة في ضوء التحديات المشتركة، وعبّرا عن تطلعهما إلى شراكة استراتيجية قائمة على التفاهم وتبادل الخبرات، بما ينعكس إيجابًا على تطوير المنظومات العدلية والقانونية في العراق وإيران على حد سواء.
وشدّد معالي وزير العدل على أن هذه الاتفاقية تأتي ضمن توجهات الحكومة العراقية لتعزيز التعاون الإقليمي في المجالات العدلية و القانونية والإنسانية، في حين أشار الجانب الإيراني إلى أهمية بناء جسور التواصل مع الدول الجارة، وفي مقدمتها العراق، في إطار رؤية شاملة لتعزيز الاستقرار والعدالة واحترام حقوق الإنسان.
وتُمثل مذكرة التفاهم هذه خطوة متوازنة تعكس رغبة البلدين في العمل المشترك، وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات، والاستفادة من الخبرات المتبادلة، بما يعزز حضور البلدين على الساحة الدولية في هذا الملف الحيوي.