مصر تنقل لاسرائيل تهديدا من حزب الله... وطوفان الأقصى يدعم مطالب المملكة
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
لطالما صوّرت إسرائيل نفسها على أنها الكيان الذي لا يقهر إلا أن، عملية" طوفان الأقصى" أثبتت صلابة الفلسطينيين وقوتهم في ميدان المواجهة، والخوف الإسرائيلي من الأيام المقبلة. ولا شك أن عملية "طوفان الأقصى" هي العملية الأكثر وقعاً على الكيان الإسرائيلي منذ 50 عاما ،ذكرى حرب تشرين وهي تشبه ما حققه رجال الجيشين المصري والسوري من كسر لهيبة الجيش الإسرائيلي في ذلك الحين.
إن أهم عامل في عملية "طوفان الأقصى" هو إبراز عامل الإرادة كعنصر متفوق على عامل التفوق العسكري والتكنولوجي،لتؤكد هذه العملية أن الإنسان يبقى العامل الأهم في كل نواحي الحياة بما فيها الصراع العسكري، يقول الباحث في الشؤون العسكرية والاستاذ الجامعي عمر معربوني ل"لبنان 24".
لقد أرست "طوفان الأقصى " ثوابت جديدة في الأبعاد العسكرية بعيداً عن الأنماط المعتادة بتخطيط وتنفيذ يقترب من الخيال، فضلا عن إظهار العملية أداء رفيع المستوى لمقاتلي المقاومة لجهة التنسيق العالي بين غرفة العمليات ووحدات الميدان التنفيذية.
إن الإخفاق الإسرائيلي تمثل، بحسب معربوني، في أبعاد ثلاثة:الإستخباراتي والعسكري والإعلامي .
- في الجانب الإستخباراتي استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تُخفي استعداداتها وتحضيراتها وقبل ذلك نياتها للقيام بعملية قوامها لوائين من المقاومين جعلت استخبارات الكيان الإسرائيلي والمخابرات الأميركية يقعان في حالة من الصدمة ومعهما كل استخبارات العالم .
- في الجانب العسكري: لم تستفق قيادة الجيش الإسرائيلي المذعور حتى اللحظة من هول المفاجأة فقد وصلت طلائع المقاومين الى مراصد ومهاجع الجنود بعد سقوط صواريخهم على تلك المواقع بدقائق قليلة ، قتلت من قتلت واسرت من اسرت،لتكون قوات أخرى قد انتشرت في اغلب مستوطنات العدو على طول خط المواجهة وسيطرت على خمسين نقطة بين موقع عسكري ومستوطنة بمن فيها من كبار الضباط والجنود والمسؤولين واسقطت غطرسة وعنجهية عمرها 75 عاماً منذ احتلال فلسطين .
- في الجانب الإعلامي ربحت المقاومة معركة الصورة، فما هو متداول من الاف الصور ومئات الأفلام يُبرز بأس المقاتل العربي الفلسطيني ويُظهر خوف وذعر وهزيمة جنود ومجندات العدو .
وعليه، فإن اهداف"طوفان الأقصى" باتت، بحسب معربوني، واضحة وسوف تتحقق عند بدء مرحلة المفاوضات غير المباشرة وهي .
-وقف الاعتداءات على المسجد الاقصى .
-إتمام أكبر صفقة تبادل للأسرى قد تصل لمرحلة تحرير كل الأسرى في السجون الاسرائيلية .
-فك الحصار عن قطاع غزة.
وبذلك تكون المرحلة المقبلة هي مرحلة انتقال من معادلة الردع إلى مرحلة ارهاصات معادلة النصر.
لكن ماذا عن لبنان والجبهة السورية؟ يجيب معربوني بالقول: الكرة باتت في ملعب الإسرائيليين، وسلوكهم هو الذي سيحدد مسار المواجهة، مضيفا: ان اختيار مواقع الرادار وزبدين ورويسة العلم لمهاجمتها بقذائف الهاون هو اختيار دقيق ستفهمه القيادة الإسرائيلية نظرا لكون هذه المناطق هي منطقة ربط مع الجبهة السورية وكونها تشكل منطقة مشرفة على خط الحدود اللبنانية - الفلسطينية وعلى مناطق حركة المقاومة في البقاع الغربي وحاصبيا ومرجعيون ، وأن التقدم إليها هو إجراء ضروري لتنفيذ عملية العبور إلى الجليل الأعلى وبذلك تكون الرسالة التي أرسلها الحزب عبر الجانب المصري، بأن أي تمادي إسرائيلي في غزة سيكون ثمنه التقدم إلى الجليل والسيطرة على المستوطنات الإسرائيلية قد تمت ترجمتها ببعد واقعي وعملي .
وبناء على ما تقدم، فإن العمل سيتم، وفق معربوني، على تثبيت نتائج العملية وترسيخ قواعد اشتباك جديدة لتثبيت المفاجأة بأبعادها الثلاثة : الاستراتيجي والعملياتي والتكتيكي، مع تأكيده أن أحدا لا يملك سيناريو محددا ويمكن اعتباره هو الأصح حول مدى تطور الأحداث، فالمسارات مفتوحة على كل الإحتمالات .
ليبقى الأكيد، كما يقول معربوني، أن المملكة العربية السعودية لن تكون مستعجلة بعد عملية "طوفان الأقصى" لتطبيع العلاقة مع الكيان خصوصاً إذا ما تمادت إسرائيل في تنفيذ مزيد من المجازر بالفلسطينيين من خلال القصف الجوي والتدمير غير المسبوق، وسط تأكيد مصادر دبلوماسية أن السعودية قد تستفيد من "طوفان الأقصى" من أجل تعزيز مطالبها لحل القضية الفلسطينية في مقابل التطبيع.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
الفلاحي: كمين الشجاعية عملية عسكرية متكاملة عكست قراءة دقيقة لمسرحها
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي إن الكمين الذي نفذته سرايا القدس في حي الشجاعية (شرقي مدينة غزة شمالي القطاع) يمثل عملية عسكرية متكاملة، اتسمت بالتخطيط المسبق والدقة في التنفيذ، وأظهرت قدرة المقاومة على نقل المعركة من مرحلة إلى أخرى بزخم متواصل أربك الجيش الإسرائيلي وأفقده توازنه.
واعتبر الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري في غزة- أن مراحل الكمين، من إعداد حقل الألغام إلى استهداف الدبابة والمنازل، ومرورا بالاشتباك المباشر، تؤكد أن المقاومة وضعت خطة متسلسلة شملت التحضيرات اللوجستية، مثل حفر نفق أرضي خلال 3 أيام، وهو ما يدل على قدرة تنظيمية عالية وكفاءة قتالية متميزة.
وكانت الجزيرة بثت مشاهد حصرية لكمين مركب نفذه مقاتلو سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– ضد رتل للجيش الإسرائيلي في مربع الهدى بشرق الشجاعية، بدأ بتفجير عبوات مضادة للدروع استهدفت الآليات المتوغلة في المنطقة.
وبعد التفجير، استُهدفت دبابة إسرائيلية بقذيفة "آر بي جي"، في حين تحصنت القوات الإسرائيلية داخل المنازل القريبة، ليتم قصفها لاحقًا بصواريخ "107" وقذائف "تي بي جي"، وسط اشتباكات مباشرة من المسافة صفر مع عناصر المقاومة.
شمولية التخطيطوأوضح الفلاحي أن أحد أبرز المؤشرات في هذا الكمين هو تعدد الأسلحة المستخدمة وتنوعها، بما يعكس مدى شمولية التخطيط، إذ تم توظيف العبوات الناسفة، والصواريخ المضادة للتحصينات، والهاونات، إلى جانب إشراك مجاميع قتالية صغيرة تتمتع بخبرة عالية، وهو ما يشكل السمة الأساسية لحروب العصابات.
وأشار إلى أن المقاومة امتلكت زمام المبادرة في جميع مراحل العملية، خاصة في قدرتها على رصد تحركات العدو وإحكام السيطرة النارية عليه، مع توثيق دقيق لكل خطوة عبر منظومة قيادة وسيطرة متقدمة، وهذا ما ظهر في التصوير الميداني الذي رافق العملية منذ بدايتها حتى لحظات الاشتباك النهائي.
إعلانمن جهته، أكد قائد عملية الشجاعية في سرايا القدس -في تصريح للجزيرة- أن نحو 40 جنديا وضابطا إسرائيليا وقعوا بين قتيل وجريح في هذا الكمين، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال فقدت القدرة على رد الفعل واكتفت بالهروب والصراخ، في حين رُصدت جثث متفحمة لجنود داخل المنازل المستهدفة، وفق تعبيره.
وتابع الفلاحي أن اللافت في العملية أن المقاومين توقعوا تحركات العدو، فقد أدركوا أن الجنود سينسحبون إلى المنازل المجاورة بعد تفجير الدبابة، وهو ما دفعهم لتجهيز صواريخ لاستهداف تلك المباني، مما يعكس فهما دقيقا لأسلوب القتال الإسرائيلي ومهارة استباقية في رسم رد الفعل المحتمل.
قدرات لوجستية عالية
وأبرز الفلاحي -في حديثه- الدور الحيوي الذي أدته وصلة النفق الأرضية التي حفرت خلال 72 ساعة، قائلا إن إنجازها بهذه السرعة وفي منطقة متوغلة يعكس قدرة لوجستية عالية في ظروف استثنائية، ويؤكد مرة أخرى أن المقاومة باتت تعتمد في إستراتيجيتها على مبدأ المبادرة وتحديد أرض المعركة وفق إرادتها.
وفي المقابل، رأى الفلاحي أن مشاهد فرار الجنود الإسرائيليين إلى داخل أحد المنازل الذي ضم نحو 10 عناصر ثم استُهدف بصاروخ "107"، أظهرت حالة من الارتباك في صفوف الجيش وفقدانه القدرة على المناورة، مما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في الأرواح وتدمير شبه كامل للمبنى.
وكان القائد الميداني في سرايا القدس قد أشار -عبر قناة التنظيم في تلغرام- إلى أن جنوده نفذوا كمينا مركبا ضد رتل آليات إسرائيلية، بدأ بتفجير حقل ألغام، ثم استُهدفت القوات التي لجأت إلى المنازل بصواريخ موجهة وقذائف متخصصة، قبل أن يتطور الاشتباك إلى مواجهة مباشرة على الأرض.
وأضاف الفلاحي أن استخدام القاذفة من داخل غرفة مغلقة لاستهداف الدبابة يظهر إصرار المقاومين، رغم أن الرد الناري من الفوهة يشكل خطرا على الرامي نفسه، فإنه عكس إقداما واضحا لدى المنفذين الذين تعاملوا مع العملية بروح قتالية عالية وخبرة تراكمية مكتسبة من تجارب سابقة.
طمس الخسائروحول تدخل الطيران المروحي الإسرائيلي، أوضح أن هذه المروحيات غالبا ما تستخدم لتقديم إسناد قريب أو لنقل القتلى والجرحى، لكن في معارك المدن وعند تتداخل مواقع الاشتباك، يصبح التمييز بين الصديق والعدو أمرا بالغ الصعوبة، مما يفقد الغطاء الجوي فعاليته في لحظة الاشتباك.
وتابع أن الجيش الإسرائيلي يسعى في كل مرة لطمس خسائره وتخفيف وقعها على الجبهة الداخلية، موضحا أن الإعلان عن عدد القتلى لا يعكس الواقع، خاصة في حال استهداف مركبات -كالمدرعات والدبابات- التي تحمل أكثر من فرد، وهو ما يجعل الخسائر أكبر مما يُعلن رسميا.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد ذكرت أن 30 ضابطا وجنديا قتلوا منذ استئناف الحرب في 18 مارس/آذار الماضي، في حين أشارت صحيفة هآرتس إلى مقتل 20 جنديا خلال يونيو/حزيران الماضي، وأعلنت وسائل إعلام عبرية مقتل 3 جنود يوم الجمعة شمالي وجنوبي القطاع.
وأكد الفلاحي أن العملية كشفت عن منظومة متكاملة لدى المقاومة، تبدأ من جمع المعلومات واختيار مسرح المواجهة، وتصل إلى استدراج القوات وتكبيدها خسائر مؤثرة، مرجحا أن تكون حصيلة القتلى الإسرائيليين في كمين الشجاعية أكبر بكثير مما اعترف به جيش الاحتلال.
إعلان