الثورة نت:
2025-10-13@17:04:55 GMT

ليسوا عرباً ولا جبناء.. بل صهاينة بالمجاهرة

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

 

يبدو الموقف اليوم في فلسطين سرياليًا: يقاتل أبطال المقاومة بصلابة وعنفوان، يُرعّفون العدو الصهيوني خسائر كبيرة وهائلة، يترنح الكيان الصهيوني تحت وقع الضربات المسددة، يحصي خسائره التي لا تحصى من طوفان الأقصى، يترنح مهزوماً ومأزوما بقصف سجادي على قطاع غزة، مرتكبا مذابح وحشية مروعة، يدمر المساجد والبيوت والبنى ويقتل الأطفال والنساء بالأسلحة المحرمة والفوسفورية، تصمت أنظمة التخاذل وتتواطأ حتى التآمر، وتنطق أنظمة التطبيع وتعبر عن دعمها ومساندتها للعدو الصهيوني بكل وضوح ووقاحة.


الجامعة العربية لاذت بالصمت أيضا، رغم المذابح والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة، ولا يبدو أن شيئا سيعيد المطبعين والخونة والمتخاذلين.. دولا أو ملوكاً أو أمراء إلى الموقف العربي المفترض، فماذا بقي لهذه الدول المسماة عربية من عروبة اليوم؟.
وما هي سقوف خياناتها التي تريد الوصول إليها، إن كانت اتفاقيات التطبيع تقيد هذه الأنظمة الخائبة من اتخاذ موقف ضد الصهاينة، فلماذا تذهب لإدانة الشعب الفلسطيني، هل هي مجرد اتفاقيات فقط، أم أنها صهينة وتصهين؟!.
في جديد الخيانة، أعربت دويلة الإمارات عن تضامنها مع العدو الصهيوني، وإدانتها للمقاومة الفلسطينية في غزة، في بيان صادر عن خارجيتها، ثم في اتصال أجراه وزير الخارجية عبدالله بن زايد مع أحد قيادات الكيان الصهيوني، ولا شيء أقبح من الخيانة للأمة وموالاة أعدائها إلا المجاهرة بذلك، بل والمبالغة في إظهار ذلك، كما فعلت دويلة الإمارات الصهيونية.
السعودية التي أصدرت بياناً متخاذلاً إزاء أحداث طوفان القدس، كان قد بشّر ولي عهدها قبل أسابيع بقرب التطبيع العلني مع الصهاينة، وسخّرت لجانها الإلكترونية لتشويه المقاومة الفلسطينية والتحريض عليها في وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال أبواقها وكتبتها وصُحفِها وإعلامها تقدم سرديات وروايات إعلامية منحازة بكل وضوح للعدو الصهيوني، وضد المقاومة الفلسطينية، ولذلك مرت مذابح الأمس – التي ارتكبها العدو الصهيوني – والسعودية تعيش نشوة الصهاينة أنفسهم وحالها ومقالها اقتلوا الفلسطينيين أكثر.
حال البحرين والمغرب والسودان، التي طبّعت علاقاتها مع كيان العدوّ، وحتى الجامعة العربية مضت في نفس اللهجة وسيرك اللغة الأمريكية والغربية التي استنفرت بكل المستويات لصالح الصهاينة، غير أن الشعوب لها كلمتها وموقفها الذي ظهر وحدد وجهته منذ اللحظة الأولى مع فلسطين لا مع العدو اليهودي.
ليس مطلوباً من هؤلاء الخونة أن يفعلوا شيئا لفلسطين اليوم، فمقاومتها الشجاعة، وبمساندة محور المقاومة يقوم بالواجب وأكثر، المطلوب هو أن يصمتوا ويخرسوا ويلوذوا بالصمت، حتى مواقفهم الداعمة للصهاينة لن تنقذ الكيان من أزمته وهزيمته الساحقة، إنهم فقط يكشفون خياناتهم اليوم ويفرزون أنفسهم كصهاينة بالتبعية والولاء.
ليسوا عرباً ولا أنظمة عربية بل صهاينة بالولاء والتبعية، وبكل وضوح ظهرت دويلة الإمارات ومملكة السعودية منحازتين بكل وضوح للعدو الصهيوني، ودون مواربة تضامنت دويلة الإمارات مع الصهاينة ووقفت ضد المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وهذا الانكشاف الفاضح يضعنا جميعا أمام موقفين.. إما مع فلسطين أو مع الصهاينة.
هؤلاء المطبعون اليوم صاروا صهاينة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ولم تعد لهم أي صلة لا بالعروبة ولا بالإسلام ولا بالإنسانية، إنهم مجموعة أدوات تؤدي وظائف حقيرة لصالح الأعداء ويشتغلون بكل طاقاتهم وبكل إمكاناتهم لصالح الصهاينة وضد الأمة وشعوبها.
شنوا الحرب على اليمن بدعوى الحفاظ على الأمن القومي العربي.. فهل أصبح الأمن القومي العربي، هو أمن الصهاينة والاحتشاد على الشعب الفلسطيني، والحال يمتد على أدوات هذه الأدوات في اليمن، فالمرتزقة بكل صنوفهم ينساقون وراء المتصهينين ويلوذون صمتا أو يعرضون بالمقاومة الفلسطينية وبما تحققه من انتصارات.
أين حزب الإفساد والخطيئة الذي ظل يرفع شعار القدس غايتنا طويلا؟!، وأين الدواعش والقاعدة والجماعات التكفيرية الأخرى؟!
لقد تصهينوا بالمعلن والمجاهرة أو ماتوا ولاذوا بالصمت.. بعضهم قالوا إن حماس تغامر.. وآخرون يقولون إن حماس تنفذ أجندات إيران.. ومعظمهم وقفوا مع الصهاينة بوضوح وبالمجاهرة
إنهم صهاينة بالولاء والتبعية..
يقول الله تعالى “وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَٰتِلُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوِ ٱدْفَعُواْ ۖ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّٱتَّبَعْنَٰكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَٰنِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَٰهِهِم مَّا لَيْسَ فِى قُلُوبِهِمْ ۗ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

غزة.. أسطورة الصمود التي كسرت هيبة الاحتلال وأعادت للحق صوته

عامان من النار والحصار والدمار.. عامان لم تشهد لهما البشرية مثيلا في القسوة، ولا في الصبر. في تلك الرقعة الصغيرة المحاصَرة بين البحر والحدود، وقف أهل غزة عُزّل إلا من إيمانهم، فحملوا على أكتافهم ملحمة أعادت تعريف معنى الكرامة، وأثبتت أن الشعوب الحرة قادرة على قلب الموازين، ولو كانت وحدها في مواجهة آلة القتل.

عامان من الصمود الأسطوري

منذ اللحظة الأولى للعدوان، ظنّ قادة الاحتلال أن غزة ستنحني سريعا، وأن القصف العنيف سيكسر إرادة المقاومة، لكنّ ما حدث كان عكس كل حساباتهم. فكلما اشتد القصف، اشتعلت روح التحدي أكثر، وكلما سقط بيت، وُلدت في الأنقاض ألف إرادة جديدة.

لم يكن في غزة جيوش نظامية أو أسلحة متطورة، بل كان فيها رجال يعرفون أن الأرض لا تُسترد إلا حين يُقدَّم من أجلها الدم والعرق والعمر.

عامان من المواجهة المتواصلة أثبتا أن إرادة الشعوب، مهما حوصرت، قادرة على فرض واقع جديد، وأن الاحتلال مهما امتلك من قوة، لا يمكنه أن يهزم فكرة الحرية.

المقاومة.. من ردّ الفعل إلى فرض المعادلة
عامان من المواجهة المتواصلة أثبتا أن إرادة الشعوب، مهما حوصرت، قادرة على فرض واقع جديد، وأن الاحتلال مهما امتلك من قوة، لا يمكنه أن يهزم فكرة الحرية
لم تعد المقاومة الفلسطينية ذلك الطرف الذي يردّ بعد الضربات؛ بل أصبحت اللاعب الأساسي الذي يرسم ملامح المعركة ويحدد إيقاعها.

أجبرت فصائل المقاومة الاحتلال على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بعد عامين من العدوان المتواصل، بعدما أدركت القيادة العسكرية والسياسية للاحتلال أن خيار "الحسم العسكري" مجرد وهم، وكل محاولة للتوغّل بَرّا تحولت إلى فخٍّ قاتل، وكل اجتياحٍ بري انتهى بانسحابٍ مذلّ.

المقاومة لم تدافع فقط عن غزة، بل أعادت تعريف مفهوم الردع. وبدل أن تكون غزة "نقطة ضعف"، أصبحت "نقطة ارتكاز" لمعادلة جديدة في المنطقة: أن أمن المحتل لن يكون ممكنا ما دام أمن الفلسطينيين منتهكا.

هزيمة السمعة وسقوط صورة "الجيش الذي لا يُقهر"

ربما لم يخسر الاحتلال في تاريخه الحديث خسارة أخلاقية وسياسية كتلك التي خسرها خلال حرب غزة الأخيرة، وجيشه الذي كان يتفاخر بـ"الدقة التكنولوجية" ظهر كآلة قتلٍ عشوائية تستهدف الأطفال والمستشفيات والمدارس ومراكز الإغاثة.

انهارت صورة "الجيش الأخلاقي" أمام عدسات العالم، وتحوّل قادته إلى متهمين بجرائم حرب في المحاكم الدولية. وما لم تستطع المقاومة فعله بالصواريخ، فعله الوعي العالمي بالصور والفيديوهات التي نقلت بشاعة العدوان إلى كل بيت على وجه الأرض.

سقطت هيبة الاحتلال، لا فقط في الميدان، بل في الرأي العام الدولي، حتى صار قادة الغرب يجدون حرجا في تبرير دعمه أمام شعوبهم.

التعاطف العالمي.. النصر غير العسكري

لم يكن الانتصار في غزة بالسلاح وحده، فخلال عامين من المجازر، تحوّلت فلسطين إلى قضية إنسانية عالمية. شهد العالم مظاهرات غير مسبوقة في العواصم الغربية، من لندن إلى نيويورك، ومن باريس إلى مدريد. الملايين خرجوا يحملون علم فلسطين، يهتفون باسم غزة، ويدينون الاحتلال بصوتٍ واحد. الجامعات، والنقابات، والمؤسسات الأكاديمية، والمبدعون، وحتى الرياضيون؛ كلهم قالوا كلمتهم: كفى قتلا في غزة.

لقد أعادت المقاومة تعريف الصراع أمام الضمير الإنساني: فالقضية لم تعد "نزاعا سياسيا"، بل معركة بين الحرية والاحتلال، بين العدالة والإبادة. وهذا الوعي العالمي المتزايد ربما يكون أعظم مكاسب غزة، لأنه نصر طويل المدى، يغيّر الرأي العام الغربي الذي لطالما كان منحازا للاحتلال.

غزة تُسقط الصمت العربي

وحدها غزة قاتلت، ووحدها دفعت الثمن، بينما كانت أنظمة عربية كثيرة تكتفي بالصمت أو البيانات الباردة. لكن هذا الصمت لم يمنع الرسالة من الوصول: أن المقاومة، رغم كل الحصار والخذلان، فعلت ما عجزت عنه جيوشٌ نظامية تمتلك أحدث الأسلحة والعتاد.

لقد سقطت أوهام القوة الزائفة، وكُشف حجم جيش الاحتلال الحقيقي أمام العالم. فذلك الجيش الذي قيل عنه إنه "لا يُقهر" عجز عن إخضاع مدينة محاصرة لا تتجاوز مساحتها 365 كيلومترا مربعا. إنها الحقيقة التي على كل عاصمة عربية أن تتأملها: القوة ليست في السلاح، بل في الإيمان بعدالة القضية.

اتفاق وقف النار.. إعلان نصر لا هدنة
الاحتلال مهما امتلك من سلاح، يظل هشّا أمام إرادة من يقاتل من أجل حقه.. أن الكرامة لا تُشترى، وأن الحرية لا تُمنح، وأن من يقف بثبات على أرضه يُرغم المحتل في النهاية على التراجع
حين يُوقَّع اتفاق وقف إطلاق النار، فذلك ليس مجرد نهايةٍ مؤقتةٍ للقتال، بل اعترافٌ بانتصار غزة. فالاحتلال لم يجلس إلى طاولة التفاوض إلا بعدما استنفد كل وسائله، ولم يرضَ بالتفاوض إلا بعدما أدرك أن الحرب أصبحت عبئا لا مكسبا.

وقفُ إطلاق النار، بالنسبة للمقاومة، ليس تنازلا، بل تتويجا لمسيرة صمودٍ دامت عامين، دفعت فيها غزة ثمن الحرية دما، لكنها انتزعت اعترافا سياسيا ومعنويا بأنها الطرف الذي لا يمكن تجاوزه في أي معادلة قادمة.

غزة.. مدرسة الأحرار

لقد قدّمت غزة للعالم درسا خالدا: أن الاحتلال مهما امتلك من سلاح، يظل هشّا أمام إرادة من يقاتل من أجل حقه.. أن الكرامة لا تُشترى، وأن الحرية لا تُمنح، وأن من يقف بثبات على أرضه يُرغم المحتل في النهاية على التراجع. هي مدرسة للأحرار، ومصدر إلهام لكل شعبٍ يسعى للخلاص من القهر.

وغزة اليوم لا تنتظر التصفيق، بل تطلب أن يُكتب تاريخها كما يليق بها: كأعظم قصة صمود في وجه أعتى آلة بطش عرفها العصر الحديث.

غزة انتصرت.. لأن الحق لا يُهزم

في زمنٍ يُباع فيه المبدأ وتُشترى المواقف، ظلّت غزة وفية لقضيتها، وحين ظنّ العالم أن صوتها سيخفت تحت الركام، خرجت لتقول: "ما زلنا هنا، وما زال لنا وطن".

لقد انتصرت غزة، لا فقط في الميدان، بل في الوعي والكرامة والتاريخ. وانتصارها هو انتصارٌ لكل من يؤمن بأن الحرية تستحق النضال، وأن الحق لا يضيع ما دام وراءه شعبٌ يقاتل من أجله حتى الرمق الأخير.

مقالات مشابهة

  • “الأحرار الفلسطينية”: نجدد العهد لبقية الأسرى بأنهم على سلم أولويات المقاومة
  • القسام: سنسلّم اليوم جثامين 4 أسرى صهاينة
  • إعلام الأسرى الفلسطينيين : تحرك الحافلات لنقل الأسرى الفلسطينيين من سجون العدو الصهيوني
  • القسام تعلن الالتزام باتفاق وقف الحرب بغزة والجداول الزمنية ما التزم العدو الصهيوني بذلك
  • العدو الصهيوني يداهم منازل الأسرى في رام الله ويستدعي أهالي من القدس المحتلة
  • العدو الصهيوني يقتحم منازل أسرى قبيل الإفراج عنهم ويحذر عائلاتهم من الاحتفال
  • غزة.. أسطورة الصمود التي كسرت هيبة الاحتلال وأعادت للحق صوته
  • مستوطنون يدنسون “الأقصى” بحماية شرطة العدو الصهيوني
  • مقطع مصور يوثق تنكيل قوات العدو الصهيوني بأسرى فلسطينيين قبيل تحررهم
  • ناشط مغربي: اتفاق غزة ثمرة صمود المقاومة والجبهة اليمنية التي أربكت العدو الصهيوني