بقلم/د. عبدالوهاب الروحاني
لا يمر سبتمبر الحدث الابرز في تاريخ اليمنيين الا وتستعيد الذاكرة شريطا طويلا من الذكريات الاجمل والابهى في حياتنا المهنية.. ذكريات الثورة "الصحيفة"، وزملاء الحرف والقلم .. في التحرير، والطباعة، والتصوير، والادارة، والمزرعة ، والبوفية.. هناك من شارع القيادة (المقر الاول) الى المؤسسة (حي الجراف) حيث الزملاء هم البيت والاهل، والصحيفة هي المتنفس وسرد الاحلام والامنيات.
كوكبة من الرواد اضاءوا طريق المهنة ، محمد الزرقه ، احمد دهمش وحسن اللوزي ، محمود الحاج ابراهيم المقحفي ، محمد الزبيدي ، محمد الشيخ، يحيى الشوكاني، مطهر حسان ، محمد المساح، ياسين المسعودي ، عبد الله الشرفي وحسين جباره واحمد الاكوع.
اسماء كبيرة وكثيرة (لا يحضرني بعضها الان) صنعت تجربة رائدة وملتزمة في العمل الاعلامي اليمني .. لا يمكن الا ان نتذكرهم في سبتمبر.. لانهم كانوا يشاركون الموظف البسيط همومه .. ظروف معيشته.. افراحه واتراحه، وكانون يعالجونها حقا..
شغف ومتابعة :
الاستاذ محمد الزرقة(رحمه الله) كان بالنسبة لي ولغيري من الزملاء في الثورة "الصحيفة" هو الاقرب والاكثر تحسسا لمعاناة العامل والموظف .. وكان به شغف لمتابعة نتاجات الزملاء كل في مجاله .. قوي الملاحظة شديد التأثير .. يتابع الكبيرة والصغيرة ويجمع بين المرونة والحزم، فكان مدرسة في تعليم المهنة، وابا في مودته واخا في ادارته وتعامله.
* يا عبد المغني اسأل عبد الوهاب ليش بيتأخر عن دوامه.. وقل له انا بانتظاره في المقيل(!!) ..
وعبدالمغني هو زميل المدرسة ورفيق الصبا والعمل والصحيفة.. صاحبي وصديقي الودود (ابن العم صالح الاشول رحمه الله) كان المسئول الاداري لفترة الظهيرة في الصحيفة..
ذهبت للاستاذ وهو في مقيله المعتاد يقلب في الصحف والمجلات العربية ، والتقارير الاخبارية ، التي كانت تجلبها اشرطة التيكرز .. كان مغرما بتتبع الاصدارات المصرية (روز اليوسف ، صباح الخير ، اخر ساعة ، الاهرام ، الجمهورية) وأيضا الصباح التونسية ، والعربي الكويتية وصحف لبنانية وعربية اخرى .. سلمت عليه فرد التحية وابتسم وسلمني بعض ما بين يديه من مجلات عربية وقال :
* "دور عتلقى فيهن مواضيع تعجبك" ويشير الى بعضها ثم يضيف .. "ولا تكن تتاخر على دوامك يا عبدالوهاب" ..!!
- لكن يا استاذ، يقولون ان دوام الصحفي ليست له بداية كما ليست نهاية .. قهقه وقال:
* لا تستعجل احنا في صحيفة رسمية مش في صحف الاثارة والخبطات الكبيرة .. لا تنسى هناك ايضا اعمال تحريرية .. وانا اعرف انك احيانا تساعد أحمد الاكوع في مراجعة بعض الاخبار والتقارير .. لكن اصدارنا يومي ويتطلب حضورا ومتابعة ..
اعتذرت للاستاذ ، وقلت له :
- المشكلة انني ارتبطت مؤخرا ببرنامج تعليم اللغة الانجليزية في "يالي" .. وكان حينها معهدا معروفا في صنعاء لتعليم الانجليزية.
في الاسبوع التالي طلبني الا ستاذ وقال " خلاص.. قد رتبنا لتدريس اللغة الانجليزية في المؤسسة، فترتب نفسك لمتابعة برنامجك هنا".. وهكذا، ولان الزرقة كان يتحسس ظروف كل من يعمل في "الثورة" المؤسسة والصحيفة .. عيشهم ، سكنهم ، مستوى دخلهم ، ملبسهم ، صحتهم ، تعليمهم ، طموحاتهم ، تعاقد مع مدرسين واطباء ومستشفيات لعلاجهم وعلاج كل الموظفيين والصحفيين.
شخصيا تعلمت كثيرا من الاستاذ الزرقه (رحمه الله)، كان عملاق الصحافة اليمنية بدون منازع، اطلق عليه بعض منافسيه اللؤماء "فأر صحافة" وكان ذلك تعبيرا عن حقد على قلمه وحدسه، الذي كان ينبض بروح الوطن وعشق المهنة..
المصدر: سام برس
إقرأ أيضاً:
المستوطنون الاسرائيليون ينشرون الخراب في القدس القديمة
القدس"أ ف ب": اضطر تجار البلدة القديمة في القدس للاستعانة بالمطارق والأدوات القاطعة لفتح أقفال محالهم بعد عناء جراء أعمال التخريب التي لجأ إليها متطرفون إسرائيليون شاركوا في مسيرة الأعلام التي نظمت الإثنين في ذكرى احتلال القدس الشرقية وضمها.وفي أزقة البلدة، كانت آثار التخريب بادية بعد المسيرة الهمجية للمستوطنين .
ويشارك سنويا آلاف الإسرائيليين المتطرفين وعدد كبير منهم من اليهود المتدينين في المسيرة التي تبدأ من الشطر الغربي للمدينة وصولا إلى البلدة القديمة مرورا بالحي الإسلامي الذي يتعرض سكانه الفلسطينيون للضرب والشتائم التي لا يسلم منها حتى الصحفيون ونشطاء حقوق الإنسان.
وقام هؤلاء المتطرفون بحشو الأقفال بعيدان الأسنان وخطوا على الجدران وواجهات المحال وحتى أرضياتها عبارات مسيئة ضد الفلسطينيين وعلقوا ملصقات لحركات سياسية مختلفة.
وكُتب على أحد الملصقات التابعة لحزب (القوة اليهودية) اليميني المتطرف "لا مساعدات لغزة". ويتزعم الحزب وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير الذي شارك في المسيرة التي وصلت إلى باب العامود أحد أهم مداخل البلدة القديمة بعد تدنيس باحات المسجد الأقصى في خطوة استفزازية،نددت بها فلسطين وأدانتها دول عربية ودولية.
وصباح اليوم، وجد موظفو أحد فروع شركة الكهرباء في القدس الشرقية الواجهات الزجاجية لمقرهم محطمة والباب مغلق ولا يمكن فتحه.وقال الموظف في الشركة إسماعيل شقيرات الذي جاء لتغيير القفل وتقييم الأضرار، إنه قبل بدء المسيرة غادر الموظفون المقر الواقع في شارع الواد الحيوي داخل البلدة القديمة.
.وقال بـأسى إنه اتخذ كافة التدابير اللازمة لحماية الموظفين والمكاتب هذا العام لأنه كان يتوقع "توتر أكبر" من المعتاد.
ومعظم سكان الشارع من الفلسطينيين ويعيش فيه كذلك عدد من الإسرائيليين .
وقال شقيرات أن لقطات كاميرات المراقبة تظهر "التخريب متعمد" من المستوطنين الهمجيين.
أما بائع الملابس أبو أسامة فقال بألم "هذا يحدث كل عام، يأتون ويعتدون على المحال، يقومون بالتكسير ويفعلون ما يريدون ويغادرون".وأضاف بينما كان ينتظر وصول موظف البلدية ليقص قفل محله بمنشار كهربائي "يأتون إلى هنا ويفعلون ما يريدون ولا أحد يردعهم، هذا غير مقبول ".
وقال سكان البلدة القديمة إنه لم تتحركاي قوة أمنية لوقف أعمال التخريب.
وعبر بائعو الفاكهة أمام باب العمود عن مشاعر الاستياء ذاتها، لكن ماذا يمكن أن يفعلوا، فليس باليد حيلة كما قالت أم محمد التي جاءت للتسوق. وأردفت "الوضع من سيء إلى أسوأ".
وأضافت أم محمد وهي من مواليد القدس القديمة "نريد العيش بسلام، نحن أناس طيبون". وروت أم محمد التي لم تخرج من منزلها الإثنين ما حصل خلال المسيرة العام الماضي "مع رجل أعرفه، خرج من منزله وضربوه، وهو شخص ضخم البنية".