الأمير أباظة رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي للفجر الفني: نجحنا بنسبة 90% في تحقيق أهداف المهرجان.. والتأخير تسبب لنا في أزمات تغلبنا عليها
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
- الدورة المقبلة سيقام الافتتاح والختام في حديقة أنطونيادس.. ونحضر لبرنامج احتفائي يليق بتاريخ فؤاد المهندس وسامية جمال
-استفتاء أفضل 100 فيلم غنائي لا يعبر عن رأيي الشخصي.. وفريدة فهمي اعتذرت عن التكريم
احتفاء خاص بالسينما الغنائية الاستعراضية باختيار أفضل مائة فيلم غنائي في تاريخ السينما المصرية، وعرض أكثر من 120 فيلما من 24 دولة تنافست على جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط، إلى جانب الورش السينمائية والندوات والتكريمات وغيرها من الفعاليات التي قدمها المهرجان هذا العام، كل هذه الفعاليات وراءها فريق عمل استطاع التغلب على الصعاب والأزمات لتخرج الدورة التاسعة والثلاثين بأفضل صورة، وهو ما يتحدث عنه رئيس المهرجان الناقد الأمير أباظة في حوار خاص مع الفجر الفني.
في البداية.. إذا طلبت منك نسبة رضاك عن تحقيق الدورة التاسعة والثلاثين لأهدافها فما هو التقييم الذي تختاره؟
بصراحة أرى أن الأمور تحققت بنسبة 80% أو 90% رغم وجود أمور صغيرة لكن كان السبب الرئيسي فيها هو التأخير، سواء تأخير موافقة لجنة المهرجانات، والتأخير في حصولنا على الدعم الذي استلمناه قبل المهرجان بأربعة أيام فقط وكانت البنوك أجازة على مدار 3 أيام وهو أمر مستحيل فكل ذلك كان له تأثير ولكن الحمد لله استطعنا التغلب على العقبات بقدر الإمكان.
بمناسبة حديثك عن العقبات، فما هى أكثر الصعوبات التي واجهتكم فترة المهرجان؟
الصعوبة الأكبر كانت تتمثل في تعدد وجود الحضور في 5 فنادق وذلك لأن اللجنة النوعية للمهرجانات رفضت الفندق الوحيد الذي قمنا باختياره وقرروا بأنه بعيد، وحاولنا بقدر الإمكان السيطرة على التواجد في فنادق متفرقة ونجحنا في ذلك بنسبة 95% ولكن كانت المشكلة متمثلة في الفندق الخاص بالزملاء الصحفيين لبعد المسافة وتأخر الأتوبيس الخاص بنقل الصحفيين.
ورغم أن الحضور في مهرجانات داخل وخارج مصر يتقبلون الحضور في فنادق مختلفة ومتفرقة ولكنهم اعتادوا العكس من مهرجان الإسكندرية ولكن في النهاية الأمر كان خارج عن إرادتنا.
بعد الختام أعلنت عن احتفاء المهرجان في الدورة الأربعين بمئوية الفنان الكبيرالراحل فؤاد المهندس والفنانة سامية جمال فهل بدأتم في وضع خطة وتفاصيل للدورة المقبلة؟
بالفعل تم وضع خطط منذ فترة وهناك كتاب لكل منهما، وسنبدأ في التنفيذ يناير المقبل وسيكون هناك برنامج خاص للاحتفاء خاصة وأنهما تركا تاريخ عظيم في السينما المصرية ولا بد أن يكون الاحتفال يليق بما تم تقديمه، وبهذه المناسبة فهناك مفاجأة في العام المقبل حيث سيقام الافتتاح والختام في حديقة انطونيادس إلى جانب الاقامة في الفندق هناك في قصر المهرجانات.
الاستفتاء أصبح مرتبط بمهرجان الإسكندرية..فهل هناك نية لاستفتاء جديد في الدورة المقبلة؟
بالتأكيد وسيكون هناك استفتاء مختلف، فالمهرجانات رغم تنوعها مثل البحر المتوسط ومهرجان المرأة والإفريقي لكن في النهاية الشكل واحد، والاستفتاء يخرج بنا من الشكل التقليدي للمهرجانات، وقدمنا من قبل استفتاء أفضل مائة فيلم كوميدي وبعدها السينما الغنائية الاستعراضية وهدفنا من الاستفتاء هو أن نلقي الضوء على نوع من السينما مهم ابتعدنا عنه في السنوات الأخيرة، فالسينما الغنائية الاستعراضية لم تعد موجودة رغم أن السينما أول ما نطقت غنت ورقصت في أفلام مثل "أنشودة الفؤاد" و"الوردة البيضاء".
فمثلا الفيلم الذي حصل على المركز الأول "غرام في الكرنك" لكى نقدم تجربة على غراره نحن بحاجة لميزانية مضاعفة وضخمة هذه التكلفة ستكون في أماكن التصوير والهدف هو الإشارة بأنه بدلا من البحث عن مكسب من مكان التصوير فهذه الأفلام هى سفيرة للسياحة ومكسب السياحة أكبر ولذلك فالهدف هنا ليس فني فقط، فنحن ابتعدنا عن تاريخنا ومن خلال استفتاء المهرجان نسعى لإلقاء الضوء ونتمنى الحفاظ على تاريخنا.
ما رأيك في الهجوم على الاستفتاء من قبل البعض أحيانا؟
حين أسندت مهمة الاستفتاء للناقد والكاتب الصحفي زين العابدين خيري توقعت أن يتصدر فيلم "خلي بالك من زوزو" و"غزل البنات" لكن جاءت النتيجة بفيلم "غرام في الكرنك" لأن الاستفتاء لا يعبر عن وجهة نظري كما أنني لا أتدخل في الاختيارات وكل ما يخص الاستفتاء ولم أفرض على زين العابدين أيا من النقاد أو التفاصيل.
وفي منتصف التسعينات شاركت في استفتاء مهرجان القاهرة السينمائي حيث كنت مديرا للإعلام وأدرك تماما فكرة الخلاف على النتيجة في الاستفتاء ولكن لا بد وأن يكون هناك تفهم لفكرة أن الاستفتاء يعبر عن رأى مجموعة من النقاد في توقيت محدد لعدد من الأفلام.
المهرجان شهد تكريم أجيال مختلفة في التكريمات هل ذلك كان مقصودا؟
بالفعل كنا حريصين على تكريم 3 أجيال مختلفة فالدورة تحمل اسم الفنانة إلهام شاهين، وأيضا الفنان خالد زكي الذي قدم العديد من الشخصيات المهمة في السينما، والموهوبة حنان مطاوع صاحبة البصمة المؤثرة.
وكنا نرغب في تكريم الفنانة فريدة فهمي لكنها فضلت الإعتذار لشعورها بأن الفنان الراحل علي رضا لم يأخذ حقه في الاحتفاء والتكريم طوال السنوات الماضية رغم سعادتها بحصول فيلم "غرام في الكرنك" على المركز الأول في الاستفتاء.
وكنا حريصين أيضا على تكريم مدحت صالح وخالد سليم لتجاربهم في السينما الغنائية، إلى جانب تكريم المنتج الفرنسي جان لوي ليفي يُعد واحدا من أهم كوادر الإنتاج السينمائي الفرنسي والأوروبي،وزوجته الممثلة كارولين سيلهول فهذا العام فرنسا كانت ضيف شرف المهرجان.
فنسعى دائما لتكريم نجوم كثيرة وبعضهم لم يكن كرم في مصر من قبل، ومن النجوم المكرمين فاروق الفيشاوي ويوسف شعبان وعزت العلايلي وغيرهم من كبار النجوم وفي عام 2014 وقبل الافتتاح ومع حفلة مسابقة أفلام الشباب تم تكريم أسماء كثيرة منها سميرة عبد العزيز ومحمد وفيق وقد شعروا بسعادة كبيرة لتكريمهم، فهناك دائما علامات لتكريم أشخاص لأول مرة وكل ذلك مع مجهود وبحث وتحضير قد يستغرق سنوات.
كيف كان تأثير الأزمة الاقتصادية، وحدثنا عن الدعم في هذه الدورة؟
بالتأكيد الأزمة أثرت بشكل كبير على الميزانية وهو ما تسبب في تقليل عدد الضيوف، فنحن نحصل على نفس الميزانية رغم الفرق الكبير في الأسعار وقد حاولنا التغلب على الأزمة ليخرج المهرجان بأفضل صورة.
أما الدعم هذا العام فتمثل في عدة جهات منها وزارة الثقافة والتضامن الاجتماعي وقطاع الإنتاج الثقافي وهيئة تنشيط السياحة إلى جانب الدعم اللوجيستي من محافظة الإسكندرية والمركز القومي للسينما الذي يدعم المهرجان بالمعدات أيضا.
على الرغم من ذلك حرصتم على تقديم عدد من الإصدارات والكتب حدثنا عن ذلك؟
بالفعل كنا حريصين على طرح عدد من الإصدارات المهمة منها كتاب الاستفتاء لأفضل 100 فيلم غنائي، وكتاب وثائق سينمائية لسعيد شيمي ويتناول عدة موضوعات منها نقابة السينمائيين المحترفين وهى أول نقابة في مصر، وكتاب عن محمود مرسي بمناسبة مئويته وتوفيق الدقن بمناسبة مئويته وكتاب إلهام شاهين إلى جانب الكتالوج.
فريق المهرجان يسعى لإقامة عروض في القاهرة والإسكندرية للأفلام التي عرضت في المسابقات المختلفة فهل هناك نية لذلك هذا العام؟
بالفعل فنعرضها في سينما الهناجر بدار الأوبرا المصرية، ومركز الحرية للإبداع بمحافظة الإسكندرية، وتقوم جمعية الفيلم بعرض الأفلام الفائزة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الأمير أباظة مهرجان الإسكندرية السينمائي سامية جمال وزارة الثقافة رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي مهرجان الإسکندریة الأمیر أباظة إلى جانب
إقرأ أيضاً:
محمود عبدالعزيز.. الساحر الذي دفعه النجاح للاعتزال وتغريدة تنبأت بوفاته
#سواليف
في الرابع من يونيو (حزيران) عام 1946، ولِد #محمود_عبدالعزيز في مدينة #الإسكندرية، التي لطالما احتضنته طويلاً، حيث ظل متمسكاً بها حتى النهاية، بعد أن أمتع جمهوره بآلاف الوجوه التمثيلية على الشاشة.
نشأ الساحر في #حي_الورديان_الشعبي، وعشق الفن مبكراً، فحمل معه روح البحر وحكايات المدينة القديمة، لتصبح لاحقاً مصدر إلهامه في تقديم شخصيات صادقة وأعمال خالدة.
البدايات تنبئ بالموهبة
التحق محمود عبدالعزيز بكلية الزراعة في جامعة الإسكندرية، وهناك بدأت ملامح الموهبة تتضح عبر مشاركته في العروض المسرحية الجامعية.
بينما كانت بدايته الحقيقية على الشاشة من خلال مسلسل “الدوامة” مطلع السبعينيات، إذ وقف أمام نجوم كبار مثل محمود ياسين ونيللي، ليخطو أول خطوة في مسيرة فنية استثنائية.
وجاءت أول أدواره السينمائية في فيلم “الحفيد” عام 1974، حيث لفت الأنظار بأدائه البسيط والمميز، بعدها بعام واحد، منحه فيلم “حتى آخر العمر” فرصة البطولة المطلقة، ليثبت قدرته على حمل العمل السينمائي بمفرده، ويبدأ رحلة طويلة من التألق والنجومية.
نجاح دفعه للتفكير في الاعتزال
جسد محمود عبدالعزيز شخصية “رأفت الهجان” في المسلسل الذي حمل الاسم نفسه، عن حياة شخصية حقيقية من ملفات المخابرات العامة المصرية.
رغم النجاح الساحق الذي حققه “رأفت الهجان”، إلا أنه دفعه في البداية للتفكير في الاعتزال النهائي، وقال إنه شعر بأنه لم يعد هناك ما يمكن تقديمه، ولكن حب الناس والإصرار على عودته، دفعاه لتغيير دفته مرة أخرى نحو بحر الإبداع.
أدوار متجددة وتكريم مستحق
على مدار مشواره، قدم عبدالعزيز أكثر من 80 فيلماً سينمائياً، مزج خلالها بين الرومانسية والكوميديا والدراما الاجتماعية، ولامس قلوب الجماهير بأعمال مثل “العار”، “الكيف”، “العذراء والشعر الأبيض”، و”إعدام ميت”، استطاع أن يُجدد نفسه باستمرار، متنقلًا بين الشخصيات والأدوار دون أن يفقد بريقه.
وفي عام 1987، جاء فيلم “البريء” ليكشف جانباً مختلفاً من موهبة عبدالعزيز، إذ لعب دور المجند الذي يكتشف الحقائق المرة عن القمع والظلم، هذا الفيلم، الذي أثار جدلًا واسعاً وقت عرضه، رسخ صورة عبدالعزيز كفنان يجرؤ على مناقشة القضايا الإنسانية والاجتماعية بعمق وصدق.
ونال محمود عبدالعزيز العديد من الجوائز من مهرجانات عربية ودولية مرموقة، أبرزها: جائزة أحسن ممثل من مهرجان دمشق السينمائي الدولي عن أفلام “الكيت كات” و”القبطان” و”الساحر”.
إلى جانب جائزة أحسن ممثل عن “سوق المتعة” من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وجائزة أحسن ممثل من مهرجان الإسكندرية السينمائي عن “الكيت كات”.
تغريدة تنبأت بوفاته
مسلسل “رأس الغول” كان العمل الأخير، الذي اختتم به محمود عبدالعزيز مسيرته الفنية، ولكن اللافت والغريب في هذه القصة أنه شارك تغريدة في سلسلة تغريداته الأخيرة عبر حسابه على “إكس” وُصفت بأنها نبوءة وفاته.
وكان محمود عبدالعزيز قد كتب في تغريدته: “رأس الغول آخر مسلسل لي”، لتتداول الأخبار على الفور بأن الساحر قرر الاعتزال، ولكنه رد نافياً الأمر وقال إنه خطأ لغوي، فاستخدم “آخر” بدلاً من “أحدث”، إلا أن القدر صدّق على نبوءة تغريدته، وكان بالفعل آخر أعماله.
صعوبات قابلت الساحر
ورغم النجاحات الكبيرة، لم تخلُ حياة عبدالعزيز من الصعوبات؛ إذ مرّ بمرحلة من التراجع الجماهيري، خصوصاً بعد مشاركته في بعض الأعمال التي لم تحقق النجاح المتوقع، الأمر الذي أثر على حالته النفسية مؤقتًا، لكنه تجاوز هذه المحنة وواصل طريقه بعزيمة لا تلين.
وفي سنواته الأخيرة، واجه عبدالعزيز مرض السرطان بشجاعة لافتة، بدأ الأمر بآلام في الأسنان، ليتبين لاحقاً أن المرض قد انتشر في أكثر من موضع، ولكنه ظل يقاوم حتى آخر لحظة، محتفظاً بابتسامته وروحه المرحة رغم المعاناة، رحل في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، تاركاً إرثاً فنياً خالداً.