طوفان الأقصى| والد محمد الدرة لـ«البوابة نيوز»: لا يوجد شبر واحد آمن في غزة.. الفسفور ينزل علينا كالمطر.. إسرائيل تنفذ إبادة جماعية بدعم أمريكي ولم نسمع صوتًا سوى مصر (فيديو)
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
قال والد الشهيد محمد الدرة، الذي يسكن جنوب قطاع غزة وتحديدًا في مُخيم البريج، إن غزة تشهد رُعبًا لم تشهده من قبل منذ بدء عمليات طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الجاري، مشيرًا إلى أن الاحتلال يقصف غزة برًا وبحرًا وجوًا دون رحمة وينسف البيوت فوق رؤوس قاطنيها بكُل أنواع الأسلحة حتى المُحرمة دوليًا، حتى بات لا يوجد مكان واحد آمن في قطاع غزة.
وأضاف «الدرة» في تصريحات خاصة لـ «البوابة نيوز»، أن طيران الاحتلال يقصف البيوت دون أي إنذار وأوقع بالآلاف من الشهداء والجرحى، حتى المُستشفيات قُصف مُحيطها لمنع وصول عربات الإسعاف، مما أدى لخُروج عدد من المُستشفيات عن الخدمة وسط انتشار لمئات القتلى والجرحى تحت الأنقاض؛ فيما لا يزال مئات الجرحى والمصابين لا يجدون أي مركزًا للعلاج وتضميد جراحهم؛ بعد إغلاق المستشفيات وتعمد الاحتلال الإبادة الجماعية لسكان غزة، وقال: “يحاربونا بأسلحة أمريكية تحت مرأى ومسمع من العالم كله ولا يحركون ساكنًا من أجل القضية الفلسطينية”.
وأوضح، الولايات المتحدة الأمركية تدعم الاحتلال بكل قوتها علنًا، ونشاهد ونسمع كيف تضغط أمريكا على بعض الدول العربية لعدم مُساندة الشعب الفلسطيني ومنع إدخال الحاجات الإنسانية المُلحة من أكل وشراب ومواد طبية.. الآن كل المستشفيات الفلسطينية لا يُوجد فيها أدوية ومستلزمات طبية، وبات الوضع أصعب مما لا يتخيله عقل، فالقصف لم يتوقف ساعة واحدة منذ الـ7 من أكتوبر وفي أي لحظة نتوقع الاستشهاد بعد أن سُلب الأمان من كل شِبر في غزة.
وتابع: الاحتلال يتعمد مسح مجمعات سكنية كاملة بالقصف الجوي، لافتًا إلى أن غزة مُقبلة على إبادة جماعية بدعم أمريكي بعد وصول المُعدات العسكرية لجيش الاحتلال، مشيرًا إلى أن أكثر من 2 مليون مواطن غزاوي ينتظرون الاستشهاد بقصف الاحتلال.
وأوضح والد أيقونة الشهداء، الاحتلال يستهدف المدنيين والنساء والأطفال وليس المقاومة حسبما يُروج، مُؤكدًا أن قوات الاحتلال لا تستطيع الوصول إلى المقاومة ولكن تشن حربًا إبادية جماعية على الشعب الفلسطيني، مُتسائلًا: أين العالم الظالم الذي يكيل بمكيالين من هذه الحرب؟
وقارن «الدرة» بين القضية الأوكرانية والفلسطينية قائلًا: «عندما قامت الحرب الروسية الأوكرانية انقلب العالم ضد روسيا ودعم أوكرانيا في مواجهة روسيا» متسائلًا: أين العالم الظالم من إبادة الشعب الفلسطيني.. ولماذا يُقتل النساء والشيوخ والأطفال وتُهدم البيوت على رؤوس ساكنيها؟ مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني الآن يضرب بجميع الأسلحة بما فيها الأسلحة المُحرمة دوليًا و«الآن الفسفور ينزل على غزة مثل المطر» فأين الضمير العربي وأين مُنظمات حقوق الإنسان.. نحن الشعب الوحيد الذي يقتل أمام العالم.
وأوضح: بعد أيام من طوفان الأقصى، باتت غزة دُون علاج ولا كهرباء ولا ماء ولا غاز، وتُباد عوائلها بالكامل، بل ويُطالبون بترحيل أهل غزة وفتح ممرات آمنة بعد أن باتت غزة عبارة عن منطقة رعب، مشيرًا إلى أن الاحتلال لم يقدر على الوقوف أمام المقاومة الفلسطينية بعد أن حرروا أراضينا المُحتلة وأسروا الجنود الإسرائيليين؛ وهو الأمر الذي جن جنون إسرائيل وجعلها تدك غزة بالأسلحة المحرمة دوليًا واستشهاد العشرات وإصابة المئات حتى باتت المستشفيات لا تستطيع استيعاب الجرحى.
وتسائل «الدرة»، أين الضمير العالمي والعربي من قتل الأبرياء والنساء والشيوخ في غزة؟ فمُنذ السابع من أكتوبر لم نسمع صوتًا سوى مصر التي تعمل جاهدة من أجل القضية الفلسطينية، وإرسالها مُساعدات للشعب الفلسطيني؛ ورغم ذلك ضرب الاحتلال معبر رفح حتى لا تصل مُساعدات الشعب والحكومة المصرية لقطاع غزة. مُوجهًا التحية للقيادة المصرية لحرصها على دعم القضية الفلسطينة «ومن هنا نقول تحيا مصر».
استشهاد 1354 مواطناً واصابة 6049 آخرين
وظهر اليوم السادس منذ بدء عمليات طوفان الأقصى، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة عن استشهاد 1354 مواطناً واصابة 6049 آخرين بجراح مُختلفة؛ وبدورها حذرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة من إنهيار الوضع الصحي في قطاع غزة نتيجة النقص الحاد في المستلزمات الطبية واللوازم الخاصة بغرف العمليات والأدوية وأكياس الدم.
وقالت "الكيلة": إن الاحتلال استهدف مستشفيات وأوقفها عن الخدمة واستهدف سيارات اسعاف وقتل مسعفين وطواقم طبية، مناشدة دول العالم والمنظمات الدولية للجم عدوان الاحتلال، وتقديم الدعم الفوري لأهلي غزة وإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية خصوصا لغرف العمليات وأقسام الطوارئ ووحدات العناية المكثفة؛ بالإضافة إلى فتح مشافي ميدانية في غزة للعمل على إنقاذ حياة المصابين وخصوصا النساء والأطفال والشيوخ، مؤكدة أن العدد الكبير للجرحى يفوق حاليا القدرة الإستيعابية للمشافي في قطاع غزة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: طوفان الأقصى غزة فلسطين إسرائيل القصف حماس غزة فلسطين معبر رفح طوفان الاقصى 2023 طوفان الاقصى فلسطين الضفة الغربية فلسطين غزة الصحة غزة قصف غزة حرب غزة القدس الأقصى أمريكا تل أبيب القدس فلسطين محمد الدرة الشعب الفلسطینی طوفان الأقصى قطاع غزة ا إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل انتصرت.. ولكن على شرعيتها!
لوقت مضى كنا عربا ومسلمين نسخر من مقولة "طهارة سلاح جيش الدفاع" وأنه "الأكثر نظافة ومهنية، في العالم"، بل لم نكن نعترف أن هذا الجيش للدفاع بل كنا نقول دائما إنه للعدوان والقتل وارتكاب المذابح، كما سخرنا من فرية "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" كونها محاطة ببحر من "الأعداء العرب" الذين حاولوا "رميها في البحر"، فضلا عن مقولة أنها "واحة الديمقراطية" أو "فيلّا وسط غابة شرق عربي بدوي متوحش". والحقيقة أن كل هذه المصطلحات كانت عماد الرواية والدعاية الإسرائيلية التي صرفت عليها مليارات الدولارات على مدار عقود، وباعتها بسلاسة للرأي العام الغربي، حتى اكتسبت "شرعية وجود" غير قابلة للتساؤل أو التشكيك، وركب قادة ونخب الغرب هذه الأكاذيب التي باتت مسلّمات بين شعوبهم، فوفّروا للكيان أحزمة أمان دولية سياسية واقتصادية وعسكرية غير قابلة للاختراق، وأقنعوا شعوبهم بأن موقفهم "الأخلاقي" يقتضي مد يد المساعدة لليهود المساكين المحاطين بالوحوش العرب المتهيئين لأكلهم.
وكان هذا جسرا عبرت عليه أرتال من العون العسكري والاقتصادي واستثمارات وشراكات علمية، و"وحدة حال" بين مؤسسات الكيان ومؤسسات الغرب على اتساع أنواعها وتخصصاتها. وبالمجمل بنى الكيان بسبب كل هذا اقتصادا مفرط القوة، وصناعات عسكرية وتقنية متقدمة جدا، بل غدا مستأثرا بميزة غير موجودة في أي بلد في المنطقة، وهي حيازته للتكنولوجيا النووية التي مكنته من صناعة القنبلة الذرية بمعونة مباشرة من فرنسا، التي ويا لسخرية الكذب تهدد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية اليوم بعد أن ابتلع الكيان جل أو كل الأرض الفلسطينية!!
لا تقوم الدول بدون شرعية دولية، ولا يمكن لأي كيان أن يصبح عضوا في المجتمع الدولي دون أن تتوفر له هذا الشرعية، وليس مهما هنا أن تكون هذه الشرعية مبنية على الأكاذيب أو ارتكاب الجرائم، المهم أن تجد من "يحملها" على محمل الجد، ويسوّقها للدخول إلى المؤسسات الدولية كهيئة الأمم والمؤسسات والاتفاقات المنبثقة عنها. وهكذا وبناء على كل ما تقدم أصبح كيان العدوان والاغتصاب الذي قام على جسد الشعب الفلسطيني كيانا "محترما!" له وزنه في الساحة الدولية، وله مكانة مرموقة في سوق الإنجازات العلمية والصناعية و"الهاي تك" على نحو الخصوص، ما مكنه من تصدير منتجاته في هذا المجال إلى أكثر دول العالم تقدما، ناهيك عن دول العالم الثالث التي زُرعت بخبراء الكيان ومرتزقته من تجار الموت والحروب، بل "تطلع" كثير من أنظمة العرب للاقتداء(!) بما حققه هذا الكيان من تقدم علمي، وسوّقوا هذه الفرية على شعوبهم لتبرير ما سمي "التطبيع" مع الكيان، وهو في الحقيقة تتبيع له ودخول في مجاله الحيوي لخدمته.
الحدث الكبير المزلزل الذي وقع في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 فجّر هذه الفقاعة، فالجيش الأكثر أخلاقية في العالم خلع هذا القناع وارتدى ملابس القراصنة ورجال عصابات القتل والإجرام، وأشعل حربا مجنونة وعدوانا غير مسبوق على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وإن استأثرت غزة بالجزء الأكثر دموية ودمارا وتوحشا، وبدد الكيان في حربه المنطلقة من أي عقال أخلاقي أو قيمي أو حضاري أو حتى إنساني، كل ما جمعه من "شرعيات" خلال سني عمره التي سبقت معركة طوفان الأقصى، وأطلق النار بشكل مباشر على كل المبررات "الأخلاقية" التي اتكأ عليها لتبرير اغتصاب فلسطين ومحاولة محو آثار الشعب الفلسطيني، إذ خرج هذا الشعب من رماد سبع وسبعين سنة، هي عمر جريمة اغتصاب أرضه، كقوة عملاقة ذات يد طولى وقادرة على ضرب العصب الحي في "كبرياء" الكيان الذي قدم نفسه للعالم نموذجا للدولة العبقرية الناجحة وحتى الأكثر "أخلاقية!" وقوة في وسط عربي همجي دكتاتوري.
باختصار انتصرت "إسرائيل" على نفسها، وقتلت شرعيتها بنفسها، وبدت على حقيقتها: مشروعا استعماريا ومجتمعا مسموما قاتلا يجوع الأطفال ويقتل النساء ويبيد الحياة بكل مظاهرها بدون رحمة، وداس بقدمين ملطختين بالدماء على كل القيم التي تعارف عليها المجتمع البشري منذ بدء الخليقة وحتى الآن، ولم يعد يشتري روايته السابقة عن مظلوميته وأخلاقيته وتقدمه وديمقراطيته حتى طفل صغير في الغرب، هذا الغرب الذي احتضنه وقوّاه ووفّر له كل ما مكّنه من بناء "إمبراطورية" صغيرة في فلسطين، امتدت تأثيراتها إلى معظم دول العالم..
"إسرائيل" التي "انتصرت" على غزة بتدميرها وتفكيك مجتمعها بشكل كامل وهمجي ومتوحش، مدفوعة بشهية انتقام مجنون مهووس، كانت في الحقيقة وهي ترتكب جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية وجرائم تطهير عرقي وتجويع وتعطيش وتشريد لشعب مدني؛ تنتصر على نفسها وتدمر كل ما اكتسبته من "شرعية وجود" لعقود خلت، "إسرائيل" انتصرت في كل معاركها ضد الشعب الفلسطيني لكنها خسرت الحرب!
كيان العدو في فلسطين كان مجرد كذبة، أو فقاعة، صدقها العالم، ثم جاء هذا الكيان لينهيها بنفسه، ويظهر على حقيقته التي تبرّأ منها غالبية يهود العالم من غير الصهاينة، وهذا أعظم إنجاز في التاريخ الفلسطيني والعربي حققه طوفان الأقصى، رغم الثمن الكارثي الذي دفعه الشعب الفلسطيني ولم يزل يدفعه حتى الآن!
أما الكذبة الأكثر إيلاما في المشهد، فتلك المتعلقة بالمقولة العربية الرسمية "فلسطين قضية العرب الأولى!"، حيث اكتشفت الشعوب ولو متأخرة، أن "إسرائيل هي قضية العرب الرسميين الأولى". نقول هذا ونحن نشعر بغصة خانقة، حيث صرفت شعوب هذه المنطقة قرنا من عمرها وهي تنام وتصحو على أكاذيب، منتظرة الفرج من نفس المصدر الذي صنع الكارثة ومدها بأسباب القوة والمنعة، وهذا هو المنجز الكبير الثاني لطوفان الأقصى، الذي لم يكن ليتحقق لولا هذا الخذلان العربي الرسمي الفاضح والمعلن بكل قاحة من لدن البعض لغزة ومأساتها الكبرى!
إسرائيل كمشروع استعماري انتهت وماتت في بلادنا، وبقيت إجراءات "الدفن" وهي عملية قد تستغرق وقتا يعلم الله متى يطول، لكنه يعتمد في الدرجة الأولى على بقاء روح المقاومة متوهجة كالجمر ليس في أنفاق غزة فقط، بل في "أنفاق" العقل الجمعي العربي والإسلامي أيضا!