أعتقد أن النجاح الباهر الذي حققته عملية "حماس" كان بالنسبة للحركة نفسها غير متوقع على الإطلاق، وكذلك عواقب هذه العملية.

في رأيي المتواضع أن الأمور الآن لا تسير وفق خطة "حماس"، وهو ما ينعكس في الخطوات غير المدروسة، مثل الوعيد بقتل الرهائن، وهو ما سيلحق الضرر بحماس نفسها بشكل واضح.

إقرأ المزيد إمبراطورية بريطانية جديدة أم تدمير أوروبا؟

 السؤال الرئيسي اليوم هو: من هي الجهة الرئيسية؟ وخطة من التي يتم تنفيذها؟ أم أنه لم تعد هناك خطة وتتجه كافة الأطراف إلى الارتجال؟

إن عدم الكفاءة المذهلة، والفعالية القتالية المنخفضة، وعدم القدرة على السيطرة على الجيش، وفشل أجهزة الاستخبارات (وهما أو حقيقة) تتعارض تماما مع الصورة الراسخة والإنجازات السابقة لإسرائيل لدرجة أن الجميع يبدؤون بشكل لا إرادي في الشك أن إسرائيل كانت تعلم، إلا أنها لم تمنع عن عمد هجوم "حماس" لتعلن بعد ذلك حقها في "الدفاع عن النفس" بلا قيود.

في رأيي أن هذه الرواية تحمل قدرا من الوجاهة، لأن كل شيء في الوقت الراهن يتجه نحو حقيقة أن إسرائيل ستصبح المستفيد الرئيسي.

تواجه إسرائيل مهمتين استراتيجيتين: إزالة التهديد المتمثل في النمو الديموغرافي الفلسطيني، الذي سيحوّل إسرائيل إلى دولة فلسطينية في غضون بضعة عقود من الزمن، وتحييد إيران أو على الأقل برنامجها النووي. ومع كل عام يمر، تصبح هذه المهام أكثر صعوبة، ويتعين العمل بشكل أسرع.

والقصف الشامل للمناطق المدنية، وقطع الكهرباء، والمياه، والوعود الإسرائيلية بعدم ترك سوى الخيام في غزة، والضغط المكثف على مصر لسحب سكان غزة، يشير إلى أن القضية تتعلق بالتطهير العرقي، وإخلاء غزة من السكان الفلسطينيين، وقد بدأت إسرائيل بالفعل في إنجاز هذه المهمة.

والآن أصبح لدى إسرائيل فرصة لحل المشكلة الاستراتيجية الأولى، على الأقل في غزة. وللقيام بذلك، لا تحتاج إلى تصفية حماس، ولا تحتاج إلى الذهاب إلى غزة، وهي تصريحات بغرض التمويه من وجهة نظري.

بالنسبة لإسرائيل، يبدو السيناريو الأمثل بأقل التكاليف هو "الإبادة الجماعية البطيئة"، حيث ستواصل قصف غزة، وتدمير عدد من المباني وجعل الحياة لا تطاق بالنسبة للفلسطينيين بنسبة 1% مع كل يوم يمر. تطبيق حصار ليس كامل وإنما حصار صارم وإبادة منخفضة الشدة عن بعد، والتي سيعتاد عليها العالم كله تقريبا. وهو أقل من المستوى الذي سيضطر فيه "حزب الله" إلى فقدان ماء الوجه إذا لم يتدخل. وفي هذا السيناريو، ينبغي لحماس أن تبقى، أن تبقى في غزة كذريعة للتطهير العرقي.

في رأيي أن التأخير في العملية البرية لا يمكن تفسيره فقط بالقضية التي لم تحل، والمتمثلة في فتح ممر إلى سيناء، بل وأيضا بفهم القيادة الإسرائيلية لتفضيل السيناريو منخفض الشدة لتدمير غزة.

إقرأ المزيد سقوط قره باغ يقرّب الحرب الكبرى في القوقاز

إن تخفيف لهجة المسؤولين الإسرائيليين تجاه "حماس" في اليومين الأخيرين والبدء في تهيئة شروط المساومة يشير إلى تحرك هذا السيناريو "البطيء". وكما أعتقد، فسوف يتم قريبا إجراء بعض التخفيفات فيما يتعلق بإيصال المياه والغذاء والوقود، للفترة حتى فتح الممر إلى مصر، ومن ثم سيكون من الممكن تشديد النظام.

ولكن، ما العمل بالنسبة للضفة الغربية؟ أعتقد أن هذه القضية ستترك لوقت لاحق، لأنه من الصعب إجبار مصر على قبول حتى سكان غزة. ولا أستبعد أنه إذا استمر رفض القاهرة العنيد، قد تلجأ الولايات المتحدة لتنظيم انهيار مالي في مصر من أجل ربط قضية القروض الجديدة بمسألة قبول الفلسطينيين.

سيأتي الدور على الضفة الغربية إذا أو عندما تغرق المنطقة بالكامل في حرب دموية واسعة النطاق، وعلى خلفية الأهوال ستتمكن إسرائيل من طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية، حتى إلى الصحراء، دون الاهتمام بأي عواقب على الوضع الإنساني.

إلا أن إنجاز المهمة الأولى في هذه المرحلة يتعارض مع الثانية. فالمهمة الثانية (تحييد إيران) لا يمكن حلها إلا من خلال جر الولايات المتحدة الأمريكية إلى الصراع. ويمكن تحقيق ذلك من خلال التصعيد الأقصى للصراع في غزة، شديد الشراسة، والذي سيتسبب في إبادة جماعية للفلسطينيين، ما سيجبر معارضي إسرائيل على الدخول إلى الحرب ضد إرادتهم، أو من خلال الهجوم على الولايات المتحدة تحت راية أجنبية.

وبطبيعة الحال، فإن فتح جبهة ثانية هو آخر ما تحتاجه واشنطن على خلفية اقتراب خسارتها في الحرب بأوكرانيا والاشتباك المرتقب مع الصين، حيث ستمارس الولايات المتحدة أقصى قدر من الضغط على جميع أطراف النزاع من أجل وقف التصعيد.

فالولايات المتحدة مستعدة لمساعدة إسرائيل على تطهير غزة من الفلسطينيين، إلا أنها ترغب في القيام بذلك بهدوء قدر الإمكان، دون زيادة عدد المشاركين في الصراع، ودون تكاليف تضطر هي لدفعها.

بالنسبة لأعداء إسرائيل، فإن الخيارات المتاحة حاليا لا تتضمن خيار تصفية إسرائيل بالوسائل العسكرية، ولا يشكل ذلك، على أقل تقدير، أولوية راهنة. تشتعل المشاعر في الشوارع، لكن قادة الدول يضطرون إلى الاسترشاد بالمصالح العقلانية.

بطريقة أو بأخرى، فإن تدمير إسرائيل أمر مستحيل دون إزالة الولايات المتحدة من رقعة الشطرنج بطريقة أو بأخرى. ولذلك، فإن القصف المتقطع لإسرائيل عبر الحدود ليس سوى إظهار لموقف سياسي، ومسرح يناسب الجانبين. أما الحرب الحقيقية لتدمير إسرائيل هي حرب مع الولايات المتحدة.

ومع ذلك، فإن الرهانات على الحرب العالمية الثالثة التي قد تندلع هي الحد الأقصى، ونحن نتحدث عن وجود الدول، لذلك يمكنك أن تنسى أي قيود إنسانية أو أخلاقية في مثل هذه الحرب، التي ستتخذ فيها الأطراف أي إجراءات متاحة. وهي حرب ستجلب خسائر فادحة لأي عدو للولايات المتحدة.

إقرأ المزيد هل تتمكن مجموعة "بريكس" من إيجاد بديل للدولار؟

فمن ناحية، أصبحت الولايات المتحدة ضعيفة بسبب الحرب في أوكرانيا والأزمة الداخلية، والآن هي اللحظة المواتية للغاية لشن حرب معها، إذا كنت على استعداد لتحمل الخسائر. ولكن، بالنسبة لـ "حزب الله" وإيران، لا تشكل إسرائيل تهديدا مباشرا لوجودهما، لهذا لا يوجد سبب موضوعي للاستعجال، ويمكنهما أن تنتظرا وتريا، فلربما (وعلى الأرجح) ستزداد الولايات المتحدة ضعفا.

لذلك، وفي رأيي، أنه في هذه المرحلة، لا تهتم إيران ولا "حزب الله" بالمشاركة الكاملة في الحرب. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال استفزازات ناجحة للقوى الراغبة في جرهما إلى الصراع، والتطورات غير المنضبطة للأحداث.

كما أنه ليس هناك ما يضمن أن مشاركتهما في الحرب ستخفف من محنة الشعب الفلسطيني على المدى القصير، بل على العكس من ذلك، قد توسع إسرائيل من التطهير العرقي في الضفة الغربية في حالة نشوب حرب مباشرة مع "حزب الله"، ولا سيما إيران.

وإجابة على السؤال المطروح أعلاه، أشك في أننا نسير على خطة الولايات المتحدة أو إيران أو "حزب الله" وخاصة "حماس".. فنتائج هجوم الأخيرة هي نتائج انتحارية لدرجة أنه بدا في بداية الأمر كما لو أنها لا يمكن أن تحدث إلا كجزء من خطة أكبر من قبل لاعب آخر أكبر. ولكن، وحتى لو كان الأمر كذلك، فإن هذا اللاعب ليس في عجلة من أمره لإشراك نفسه في الصراع. في رأيي، الأرجح أننا نسير على خطى إسرائيل، أو أن كل الخطط انتهت، والجميع يرتجل.

ولا أستبعد خلاف ذلك، لكني أفضل أن أتوقع حربا عن بعد في غزة، دون عملية برية. وإذا لم يتم فتح الممر إلى مصر، فسيكون هناك تدمير بطيء لغزة وسكانها. هناك أيضا احتمال كبير بحدوث استفزاز ضد الولايات المتحدة من خلال القتل الجماعي للجنود الأمريكيين، ما سيسمح لإسرائيل بتنظيم حرب مباشرة ما بين إيران والولايات المتحدة.

لو كنت مكان نتنياهو، لاشتريت زورقين مسيرين بريطانيين من أوكرانيا، ورسمت عليهما أعلام "حزب الله" وإيران، وهاجمت حاملة الطائرات الأمريكية. لكنه سيفعل ذلك بعد أن ينجح في كسر مصر، وطرد معظم سكان غزة إلى سيناء.

وبالتالي، أعتقد أنه لن تكون هناك حرب إقليمية كبرى في الأشهر المقبلة.

ختاما، وبطبيعة الحال، فهذا مجرد رأيي المتواضع، الذي يحتمل الخطأ.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

رابط قناة "تليغرام" الخاصة بالكاتب

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: حماس ألكسندر نازاروف أخبار إيران أخبار مصر أخبار مصر اليوم ألكسندر نازاروف الأزمة الأوكرانية الجيش الأمريكي الجيش الإسرائيلي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا القضية الفلسطينية النكبة الفلسطينية حركة حماس حزب الله سيناء طوفان الأقصى عقوبات اقتصادية مؤشرات اقتصادية معبر رفح هجمات إسرائيلية الولایات المتحدة حزب الله لا یمکن من خلال فی غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا لا تنجح الحكومة في أداء مهامها في الولايات المتحدة؟

تولت إدارة ترامب الحكم في 20 يناير وهي تتعهد بتدمير ما دعته «الدولة العميقة» وأطلقت يد إيلون ماسك وما تُسمَّى «وزارة الكفاءة الحكومية» ضد الجهاز البيروقراطي الفيدرالي. فصل ماسك آلاف الموظفين من الخدمة وأغلق إدارات حكومية بكاملها بهدف القضاء على «الغش والهدر وسوء استخدام السلطة» في حكومة الولايات المتحدة وتوفير بلايين الدولارات لدافعي الضرائب.

ترجّل ماسك الآن عن الوزارة وخلَّف وراءه أثرا متواضعا إلى حد بعيد قياسا بما وعد به. بل في الواقع ربما أضرَّ بأكثر مما أفاد، رغم ذلك كان هدفه وهو جعل حكومة الولايات المتحدة أكثر فعالية سليما بالضرورة.

خصصت إدارة بايدن حوالي 40 بليون دولار لتزويد المجتمعات الريفية بخدمة الإنترنت فائق السرعة، لكنها لم تربط مستخدما واحدا بهذه الخدمة عندما تركت الحكم. وليس لدى ولاية كاليفورنيا خط سكة حديد عالية السرعة بعد 20 عاما من تخصيص المبلغ الخاص بذلك، كما لا يبدو أنها قادرة على حل مشكلة الإسكان التي أوجدت بها أعلى نسبة مشردين في أية ولاية أمريكية. واقع الحال، الإحساس العام بأن الأشياء لا تحدث على نحو ما كانت في الماضي يساهم بشكل مباشر في سخرية الأمريكيين الشديدة من كفاءة الحكومة. كما أنه أحد العوامل التي تفسر التأييد الشعبي لترامب.

عُرِضت أسبابُ هذا الفشل بوضوح في كتاب إيزرا كلاين وديريك طومسون «الوفرة» وأيضا في كتاب مارك دانكلمان «لماذا لا تنجح الأشياء» أشار هؤلاء المؤلفون إلى أن أمريكا تعاني من إفراط (تُخمة) في القوانين والإجراءات البيروقراطية التي تجعل عمل أي شيء باهظ التكلفة وبطيئا.

لم تكن تلك هي الحال دائما. ففي الفترة التي بدأت بالحقبة التقدمية في أواخر القرن التاسع عشر وحتى الحرب العالمية الثانية كان الأمريكيون يرون في الحكومة قوةَ خيرٍ تستطيع تشييد البنية التحتية وكسب الحروب ونقل الناس إلى القمر.

لكن بداية من الستينيات تغيرت باطراد نظرة الناشطين من اليمين واليسار إلى الحكومة واعتبروها قوة سلبية فاسدة وخاضعة لسيطرة المصالح الخاصة أو ببساطة غير كفؤة ويجب تقييدها بطبقات متعددة من القوانين واللوائح التنظيمية.

لننظر في مثال واحد صغير لهذا الإفراط في القيود. تستخدم الحكومة الأمريكية وولايات عديدة، خلافا لمعظم الديمقراطيات الغنية الأخرى، ما يدعى «الحق الخاص في رفع الدعاوى أمام القضاء» بهدف فرض القوانين.

أجيز تشريع باسم قانون كاليفورنيا لجودة البيئة في عام 1970. يمنح هذا القانون كل سكان كاليفورنيا (40 مليون نسمة) حق رفع دعوى قضائية ضد أي مشروع سواء عام أو خاص إذا رغبوا في ذلك، ويمكن رفع الدعوى دون الكشف عن اسم الشاكي.

وفقا لأحد التقديرات رُفعت 13% فقط من الدعاوى القانونية بموجب هذا القانون من قبل منظمات بيئية، أما الباقي فبواسطة منافسين تجاريين وجيران يرفضون إقامة مشاريع بالقرب منهم أو نقابات، فهو أقرب إلى أن يكون أداة ابتزاز منه إلى قانون بيئي.

وفي إحدى القضايا مؤخرا أرادت جامعة كاليفورنيا في بيركلي إضافة عدة آلاف من الطلاب إلى جسمها الطلابي. لكن جيران الجامعة من الطبقة الوسطى العليا رفعوا دعوى قضائية بموجب هذا القانون على أساس أن العدد الإضافي من الطلاب يشكل عمليا «تلوّثا بيئيا» قَبِل أحد القضاة الدعوى ومُنِعَت الجامعة من استيعاب المزيد من الطلاب.

غالبا ما يشكو المحافظون من كثرة إجراءات الحصول على التراخيص والموافقات الرسمية. لكن التقدميين هم الذين أيدوا القانون في البداية لأنهم ما كانوا يثقون في تطبيق الحكومة لقوانينها (الخاصة بها لحماية البيئة.) قاد ذلك إلى مفارقة وهي أن الإجراءات البيئية من شاكلة هذا القانون حالت دون تشييد البنية التحتية للطاقة المتجددة. فقد جعلت من الصعب جدا تنفيذ أشياء مثل إقامة خطوط نقل الكهرباء أو مزارع الرياح البحرية.

إضافة إلى متطلبات الترخيص المفروضة على الشركات الخاصة تُضعف الحكومةُ فعاليتَها بطبقات من القوانين التي يُجبَر البيروقراطيون (الموظفون) أنفسُهم على العمل بموجبها، فلا يمكن لإدارة حكومة شراء منضدة أو حاسوب بدون التقيد بالقواعد الإجرائية الخاصة بالمشتريات الفيدرالية والتي توضح بالتفصيل وفي آلاف الصفحات شروط الشراء التي يجب على الموظفين اتباعها.

لنتحدث عن الهدر، حسب دانييل هو، أستاذ القانون بجامعة ستانفورد، ألزم الكونجرس الإداراتِ الحكومية بإعداد أكثر من 5000 تقرير سنوي. والأغلبية الغالبة من هذه التقارير لا يقرأها أي أحد، فالموظفون يتم تحفيزهم على التقيد بهذه القواعد التفصيلية التي كثيرا ما لا يكون لها معنى وذلك بدلا من السماح لهم باتباع الحس السليم وحسن التقدير في تطبيق الأوامر التشريعية.

منذ عقود يقول المحافظون إننا نعيش في ظل طغيان «بيروقراطيين غير منتخبين» يضعون القوانين بأنفسهم وبعيدا عن سيطرة المسؤولين المنتخبين ديمقراطيا. لكن الحقيقة عكس ذلك، فلأن أمريكا لديها تاريخ طويل من عدم الثقة بالحكومة أضفنا طبقة وراء طبقة من الإجراءات البيرقراطية التي تَحِدُّ ما يمكن أن يفعله المسؤولون. وإذا كانت هنالك رغبة في أن تكون الحكومة أكثر كفاءة يجب منح هؤلاء المسؤولين المزيد من السلطة لاتخاذ القرارات وليس العكس، ويجب الحكم عليهم بالنتائج التي يحققونها للمواطنين وليس بالقوانين التي يتبعونها.

لكي أكون واضحا أنا لا أدعو إلى تفكيك «الضوابط والتوازنات» التي ضُمِّنت في دستور الولايات المتحدة. إنها الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى. فقد ظلت إدارة ترامب تنتهك القانون كل يوم تقريبا وهي في سدة الحكم، ويجب وقف التجاوزات في استخدام السلطة التنفيذية بواسطة المحاكم وفي نهاية المطاف بواسطة الناخبين.

بدلا عن ذلك على الكونجرس والمشرعين في الولايات التخلص من العديد من الإجراءات المتراكمة التي تمنع المسؤولين من تنفيذ ما يرغبونه بمرونة. فإذا صار بمقدور الحكومة إنفاق وقتها بالفعل في تطبيق السياسات بسرعة وفعالية يمكن أن يختفي أحد دوافع تأييد الشعبويين من أمثال ترامب.

في الواقع معارضة ترامب في حد ذاتها لن تقود خصومه إلى السلطة. يحتاج الديمقراطيون (قادة الحزب الديموقراطي) إلى تقديم رؤية إيجابية لما يمكن أن تبدو عليه الولايات المتحدة إذا عادوا إلى الحكم. لقد اعتبرهم ناخبون عديدون الحزبَ الذي تولى إدارة مدن عانت من الجريمة والتشرد والتردِّي الحضري كسان فرانسيسكو وبورتلاند ونيويورك.

وضعُ رؤية لحكومةٍ يمكن أن تعود مرة أخرى إلى تنفيذ مشاريع كبيرة أشبه بورقة نقدية ملقاة على الرصيف بانتظار من يلتقطها (أو بعبارة أخرى فرصة سياسية جاهزة وثمينة لأي سياسي طموح يرغب في الاستفادة منها).

فرانسيس فوكوما مؤلف «نهاية التاريخ والإنسان الأخير» ومؤخرا «مآخذ على الليبرالية»

الترجمة عن الفاينانشال تايمز

مقالات مشابهة

  • أكبر إجلاء منذ الحرب العالمية الثانية.. ألمانيا تجلي الآلاف بعد اكتشاف قنابل أمريكية
  • قنابل من الحرب العالمية الثانية تتسبب في إخلاء 20 ألف شخص بألمانيا
  • الذهب يرتفع إثر توترات تجارية بين الولايات المتحدة والصين
  • بين التصعيد الأوكراني والصمت الروسي| هل اقترب شبح الحرب العالمية الثالثة؟ خبير يوضح السيناريوهات المحتملة
  • الولايات المتحدة تدعو دمشق إلى خطوات شفافة وتؤكد استمرار دعم جهود مكافحة داعش
  • الصين: العلاقات مع الولايات المتحدة تمر بمنعطف حرج
  • اختتام فعاليات القمة العالمية الثانية للاقتصاد الإسلامي
  • لماذا لا تنجح الحكومة في أداء مهامها في الولايات المتحدة؟
  • إيران تطالب بـ”ضمانات” من الولايات المتحدة بشأن رفع العقوبات
  • حرب 1812.. صراع ناري على الهوية والسيادة بين الولايات المتحدة وبريطانيا