الثورة نت:
2025-05-28@14:58:48 GMT

محاولة لفهم ما يجري في غزة 

تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT

 

القضية الفلسطينية قضية عربية محورية لا يمكن التفريط فيها، هذا من حيث المبدأ وتفسير وتحليل ما يجري من الضرورة بالمكان الذي يجعلنا ندرك ما يُحاك حولنا من مؤامرات، فالقضية بكل تجلياتها تبدو لي اليوم مختلفة عن أي وقت مضى من العمليات العسكرية المقاومة للكيان الصهيوني والتي تهدف إلى التأكيد على الأحقية في الأرض، وفي تأكيد الهوية العربية والإسلامية على فلسطين ومقدساتها , فالمؤشرات التي تخرج من أروقة الاحتلال على لسان الكثير من المسؤولين والكتاب والمحللين السياسيين تقول إن الحرب ليست بين حماس واسرائيل ولكنها حرب دولية بتحالف سني وأمريكي ضد ايران وروسيا والشيعة – هكذا ورد على لسان أحد قادة إسرائيل  في قناة الحرة –  ولعل الرموز الأكثر وضوحا تبدو من خلال حركة الأرض وتفاعل البيت الأبيض واستنفاره لكل مقدراته العسكرية والتحرك إلى البحر المتوسط بالقرب من بؤرة الصراع وهو متواجد مسبقا لكنه أرسل تعزيزات عسكرية حيث تحركت أكبر حاملات الطائرات إلى المنطقة وشكلت جسراً جوياً لنقل السلاح الذي تريده إسرائيل وشكل البيت الأبيض غرفة عمليات مباشرة تدير الحرب إعلامياً وسياسياً وعسكرياً , وثمة ظهور مكثف للرئيس الأمريكي متحدثاً حول ما يجري وهو أمر لم يكن معهوداً , فالدعم المعلن والمباشر لم يكن بكل هذا الوضوح والصراحة في سالف السنين والأعوام , ويبدو أن ثمة تحالفاً وفق المؤشرات التي تخرج على لسان المحللين السياسيين من الكيان الغاصب قد أبرمت , كما أن سيناريو العملية العسكرية الذي قامت به حماس لا أستبعد أن يكون خرج من البنتاغون بحكم التعاون بين حركة الإخوان وأمريكا، وهو تعاون تم رفع الغطاء عن كثير من تفاصيله في السنوات الماضية وفي هذه الفترة التي تشهد فيها أمريكا صراعاً سياسياً بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي , ولعل ترامب كان أكثر وضوحاً وهو يعبر عن هذا التوافق بين الإخوان والبيت الأبيض .

أمريكا في ظني تريد أن تهرب من هزيمتها في أوكرانيا إلى فلسطين، ولذلك ألقت بكل ثقلها العسكري في البحر المتوسط، إذ عززت تواجدها بحاملة الطائرات الأولى في العالم أيزنهاور , وهي بذلك تريد تعزيز مكانتها العسكرية في الخارطة العربية وتمنع روسيا والصين من تحقيق أي مكاسب خاصة، وحرب أوكرانيا قد تركت فراغات للروس وللصين فنفذوا منها وتجلى ذلك في ابرام اتفاقات ونشاط دبلوماسي للصين ومن نشاط عسكري للروس وتواجد في سوريا , هذا الأمر يقلق أمريكا بعد أن شعرت أن العالم يضطرب ويتزلزل ويكاد زمامه يفلت من يدها . لذلك فالسيناريو المتوقع لما يحدث في غزة من حرب هو الضغط العسكري على غزة وحصارها المشدد حتى يضطر السكان للنزوح لسيناء وبحيث تصبح سيناء وطنا بديلا للغزاويين وتضع إسرائيل يدها على غزة حتى تضمن أمنها واستقرارها وتمنع أي تهديد لها يقلق وجودها من غزة حتى تفرغ طاقتها الدفاعية باتجاه لبنان وحزب الله , هذا هدف والهدف الثاني وهو المهم ،التبرير لإعادة الانتشار العسكري في البحر المتوسط والبحر الأحمر والسيطرة على الممرات المائية، أما الهدف الثالث فهو هدف قديم /جديد  وهو إعادة تقسيم خارطة الوطن العربي على أسس طائفية وعرقية وثقافية من أجل شرعنة وجود دولة لليهود في فلسطين لها حق الوجود . اليوم المواقف العربية متباينة وليست موحدة كما جرت العادة عليه، فالموقف مما يجري في غزة متباين وهذا التباين جعل الترسانة العسكرية الصهيونية تستخدم كل أسلحة الدمار الشامل وتبيد أحياء بكاملها في غزة وربما قد يصل الأمر إلى تدمير غزة بكاملها ومحوها حتى تصبح أثراً بعد عين إذا استمرت في الصمود لفترة أطول مما يتوقع بعد الضغط العسكري والحصار المطبق ولم يتمكن المدنيون من النزوح إلى سيناء أو حاولت السلطات المصرية منع التدفق البشري اليها من غزة . مصر اليوم واقعة بين نارين , نار الاستهداف لها من قبل القوى العالمية وإسرائيل ونار الموقع الجغرافي والموقف الأخلاقي مما يحدث , وهي تدرك حجم الكارثة التي سوف تنتظرها في قابل الأيام , لكنها مهما مانعت أو عملت على الحد من التدفق البشري اليها إلا أنها ستكون مضطرة في نهاية المطاف إلى فتح منافذها أمام النازحين والهاربين من نيران الحرب من المدنيين في غزة , وبمثل ذلك تكون إسرائيل قد حققت هدفاً من هذه الحرب التي يصرح الكثير من المسؤولين أنها حرب عالمية وليست  حرباً بين حماس وإسرائيل . وفي ظني أن الحشد العسكري الذي تعمل أمريكا على تواجده في المنطقة ليس الهدف منه حماس بسبب قيامها بنشاط عسكري معاد لإسرائيل،  فالأمر لا يستدعي كل هذا الاستنفار العالمي ولا كل ذلك السلاح المتدفق براً وبحراً وجواً من أمريكا إلى اسرائيل بل الهدف منه محور المقاومة الإسلامية وعلى رأس المحور ايران، وقد بدا واضحاً من خلال تصريحات البيت الأبيض وتحذيرات بايدن نفسه وتصريحات الكثير من مسؤولي الكيان الصهيوني في أسبوع الحرب الأول .  كل حركات المقاومة ذات النزعة التحررية والمعادية للنظام الدولي الرأسمالي هي اليوم من أهداف أمريكا العسكرية , فأمريكا تريد عالما لا ينازعها حرية القرار في إدارة العالم، ولذلك نراها اليوم بعد أن تعالت الأصوات التي تنادي بعالم متعدد الأقطاب تتصرف بهستيريا وقلق واضطراب وكادت أن تفقد مقاليد سيطرتها على العالم . فالشرارة التي انطلقت من غزة صباح سبتهم سيكون لها نتائج عكسية , وأعتقد أن قادة محور المقاومة وعلى رأس أولئك ايران وحزب الله يدركون المقاصد والغايات ولذلك رغم الاستفزاز فهم ما زالوا يسيطرون على مقاليد الأمور وسيكونون حاضرين متى رأوا أن الحضور أصبح ملحاً وضرورياً وستكون المعركة وبالاً وخزياً وعاراً على اليهود وعلى كل من خطط لها ولا أرى أن الصهيونية العالمية ستبلغ غايتها من هذه الحرب ولكنها ستعلن وجود قوة إسلامية إقليمية تعيد التوازن السياسي والعسكري وتقلب الطاولة على النظام الدولي المتغطرس وتستعيد الأرض المغتصبة من الصهيونية العالمية , ومثل ذلك أقرب إلى حقيقة ما يجري اليوم في فلسطين وفي غزة على وجه الخصوص، والله غالب على أمره ولو كره المشركون .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الرئيس الشرع: نلتقي اليوم على ثرى حلب الشهباء هذه المدينة التي ما انحنت لريح ولا خضعت لعاصفة بل كانت القلعة وكانت الجدار وكانت الشاهد على الصمود

2025-05-27Belalسابق السيد الرئيس أحمد الشرع في كلمة خلال مشاركته في فعالية حلب مفتاح النصر: يا أبناء حلب وبناتها من شيب الأمة وشبابها، يا من كتبتم بالدماء الزكية سطور المجد ونسجتم من الصبر أشرعة الإقدام وصغتم من عرق الكفاح قلائد العزة والرفعة انظر ايضاًالسيد الرئيس أحمد الشرع في كلمة خلال مشاركته في فعالية حلب مفتاح النصر: يا أبناء حلب وبناتها من شيب الأمة وشبابها، يا من كتبتم بالدماء الزكية سطور المجد ونسجتم من الصبر أشرعة الإقدام وصغتم من عرق الكفاح قلائد العزة والرفعة

آخر الأخبار 2025-05-27الرئيس الشرع: نلتقي اليوم على ثرى حلب الشهباء هذه المدينة التي ما انحنت لريح ولا خضعت لعاصفة بل كانت القلعة وكانت الجدار وكانت الشاهد على الصمود 2025-05-27السيد الرئيس أحمد الشرع في كلمة خلال مشاركته في فعالية حلب مفتاح النصر: يا أبناء حلب وبناتها من شيب الأمة وشبابها، يا من كتبتم بالدماء الزكية سطور المجد ونسجتم من الصبر أشرعة الإقدام وصغتم من عرق الكفاح قلائد العزة والرفعة 2025-05-27التربية واليونسكو تبحثان مجالات التعاون في القطاع التربوي 2025-05-27الأمن الداخلي بحمص يضبط أسلحة وذخائر في مراكز لمجموعات خارجة عن القانون 2025-05-27وزير الاتصالات ومحافظ دمشق يبحثان واقع الاتصالات بالمحافظة وآلية العمل ‏لتحسينه والارتقاء به 2025-05-27وزارة الاتصالات تناقش مع شركة “أوتوماتا فور” عملية الإطلاق التجريبي ‏لمنصّة “صوتك” الخاصة بشكاوى المواطنين 2025-05-27وزير المالية: إعادة افتتاح سوق دمشق للأوراق المالية في الثاني من ‏حزيران ‏المقبل 2025-05-27وزير العدل يؤكد أهمية تعزيز التعاون القانوني بين سوريا وقطر 2025-05-27الوزير الشيباني وتويتسكه يبحثان سبل التعاون بين سوريا وألمانيا 2025-05-27وصول الرئيس الشرع إلى قلعة حلب للمشاركة في فعالية حلب مفتاح النصر

صور من سورية منوعات سرطان الجلد واختلاف مناطق الإصابة بين الرجال والنساء 2025-05-26 لأول مرة… اكتشاف فيروس غرب النيل في بعوض ببريطانيا 2025-05-23فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل
  • أمريكا فرضت عقوباتها على السودان فهذا يعني أن السودان في الاتجاه الصحيح
  • وكيلة وزارة المعادن: الوثائق الروسيه تحتوي على قاعدة بيانات قوية لاستعادة كل الوثائق والتقارير الجيولوجية التي فقدت في الحرب
  • الرئيس الشرع: نلتقي اليوم على ثرى حلب الشهباء هذه المدينة التي ما انحنت لريح ولا خضعت لعاصفة بل كانت القلعة وكانت الجدار وكانت الشاهد على الصمود
  • المصافحة التي لم تتم.. خلافات عميقة تعوق التوصل لاتفاق في غزة برعاية أمريكية
  • أمريكا وحريق السودان.. كلمات تُقال وحفنة دولارات
  • أمريكا والحرب
  • “صمود” في كمبالا- محاولة لخلق طريق مدني ثالث وسط ركام الحرب السودانية
  • المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة اجتياز طائرة مسيرة إلى الأراضي الأردنية
  • المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرتين مسيرتين