هل ستُؤثّر الحرب في غزة على الرئاسة في لبنان؟
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
سارعت بعض الدول المعنيّة بالملف الرئاسيّ كالولايات المتّحدة الأميركيّة وفرنسا، إلى حثّ اللبنانيين على ضرورة إبعاد بلادهم عن الصراع الدائر حاليّاً في غزة. ولا تزال منطقة الحدود الجنوبيّة تشهد بشكل متقطّعٍ إشتباكات وإطلاق صواريخ وقذائف باتّجاه الأراضي المحتلّة. ولم تخرج الأمور عن السيطرة بعد، لكنّ، إذا استمرّ إستخدام لبنان كمنصة لتوجيه الرسائل للعدوّ، وخصوصاً من قبل الفصائل الفلسطينيّة، ربما قد يتطوّر الوضع الأمنيّ إلى حربٍ، إنّ استمرّت إسرائيل باستفزاز "حزب الله"، عبر استهداف مواقعه العسكريّة، ما سيُؤثّر حكماً على إستحقاق رئاسة الجمهوريّة.
وفي هذا السيّاق، فإنّ هناك دولتين عربيتين مشاركتين في اللجنة الخماسيّة المعنيّة بلبنان، وهما قطر ومصر، أصبح همّهما الأساسيّ كيفيّة إبرام هدنة ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل. وتجدر الإشارة إلى أنّ الدوحة كانت تعمل على مبادرة لحلّ الأزمة الرئاسيّة، وهي الآن مدعومة من الولايات المتّحدة الأميركيّة، تصبّ جهدها كما القاهرة، لإيجاد حلولٍ لإعادة الإستقرار إلى قطاع غزة.
ويرى مراقبون في هذا الإطار، أنّ أولويّة قطر باتت غزة، ومنع تمدّد الصراع إلى دول أخرى، فالدوحة لديها علاقات جيّدة مع إيران، وهي قادرة على التواصل مع الجميع. أمّا الولايات المتّحدة الأميركيّة، فهي بطبيعة الحال منحازة لإسرائيل، ولم تكن تُولي أهميّة قصوى للملف الرئاسيّ اللبنانيّ، وأوكلت هذا الأمر لفرنسا، لانشغالها بالنوويّ الإيرانيّ، والحرب الأوكرانيّة – الروسيّة، وبالإنتخابات الرئاسيّة لديها. كذلك، فإنّ هدف واشنطن الحالي هو دعم تل أبيب لتوجيه ضربة قاسيّة لـ"حماس"، والحدّ من قدراتها على شنّ عمليّات عسكريّة، وإطلاق الصواريخ على المستوطنات. أمّا بالنسبة لمصر، العضو في نادي الدول الخمس، فلها دورٌ فاعلٌ في التأثير مباشرة على الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهي لطالما لعبت دوراً بارزاً كوسيطٍ بين المتحاربين. ويقول المراقبون إنّ دور القاهرة رئاسيّاً في لبنان تراجع، وهي تدعم جهود فرنسا في الوقت الراهن، علماً أنّها سعت مراراً لإيجاد نقاط مشتركة بين الأفرقاء اللبنانيين لاختيار رئيسٍ، من دون أنّ تنجح في ذلك.
وفي ما يتعلّق بالسعوديّة، فإنّ المملكة اختارت عدم التدخّل مباشرة في الملف الرئاسيّ، وقرّرت ترك الحريّة للبنانيين لانتخاب رئيسهم. وعما اذا امتدّ الصراع من غزّة ليشمل لبنان وسوريا، يُشير المراقبون إلى أنّ علاقة الرياض بطهران ستسوء مُجدّداً، إذ إنّها ستعتبر أنّ إيران تعمل على زعزعة الإستقرار في البلدان العربيّة، علماً أنّ من أهمّ البنود الواردة في الإتّفاق السعوديّ – الإيرانيّ هو احترام سيادة الدول في المنطقة، وعدم التدخّل في شؤونها، وإبعادها عن سياسة المحاور، وسط تشديد المملكة الدائم على وحدة وسيادة الأراضي اللبنانيّة والسوريّة، ودعم القضيّة الفلسطينيّة. ويُعوّل العديد من المراقبين على التقارب بين السعوديّة وإيران، وإنهاء الحرب في اليمن، كيّ يستفيد لبنان من هذا الإستقرار الدبلوماسيّ، وينعكس إيجاباً على الموضوع الرئاسيّ. بينما إذا ساءت العلاقات من جديد بين الرياض وطهران، فإنّ دور السعوديّة سيتراجع في لبنان، وسينخفض التمثيل الدبلوماسيّ مرّة أخرى بين دول الخليج وبيروت.
وتبقى فرنسا آخر بلد في اللجنة الخماسيّة المعنيّة بلبنان، وهي التي تقود المبادرة الرئاسيّة من أجل حلّ الأزمة اللبنانيّة. وتعمل باريس في الوقت الراهن على تجنيب اللبنانيين الدخول في حربٍ مع إسرائيل، وسفيرها في بيروت يتحرّك في هذا الصدد، ويلتقي الرؤساء، للحؤول دون مشاركة أطراف لبنانيّة في الصراع.
ويلفت المراقبون إلى أنّ عمليّة "طوفان الأقصى" والحرب في غزة أصبحت أوّل بند على أجندة الدول العربيّة والغربيّة، وتلك المعنيّة بلبنان، ولكن هذا لا يعني أنّ الأخيرة لم تعدّ تُولي أهميّة لمبادراتها لحلّ المعضلة الرئاسيّة. ويوضحون أنّه فقط بخوض "حزب الله" حربٍ مع إسرائيل، تكون الإنتخابات الرئاسيّة قد رُحّلت، لأنّ هدف فرنسا وقطر سيُصبح إعادة الإستقرار إلى لبنان، عوضاً عن مساعدته في انتخاب رئيسٍ. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الرئاسی ة المعنی ة
إقرأ أيضاً:
هل الضربة الإيرانية للقواعد الأمريكية كانت حفظًا لماء الوجه؟.. خبير عسكري يوضح لـ «الأسبوع»
الضربة الإيرانية.. أكد اللواء حمدي بخيت، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن الضربة الإيرانية للقواعد الأمريكية في قطر والعراق كانت «نتيجة خطأ استراتيجي أمريكي بتوسيع نطاق الحرب والتدخل»، مشيرًا إلى أن «التدخل الأمريكي يعني توسيع نطاق العمليات بشكل أكبر».
وأضاف اللواء بخيت، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»، أن «العالم كله حذر من توسيع نطاق الحرب، ولكن الولايات المتحدة لم تلتفت إلى ذلك وشاركت في الضربة ضد إيران، وكان من المنطقي أن ترد إيران على هذا الهجوم، ورغم أن الرد قد تأخر قليلًا، إلا أن هذا الرد كان متوقعًا تمامًا في الحسابات الاستراتيجية للصراع، حيث إن الأهداف الأمريكية في الشاطئ الغربي للخليج وفي العراق هي هدف لكل أنواع الصواريخ الإيرانية ومنظومات الدفاع الإيرانية، وهذا ما حدث».
وعن تقييمه للضربة الإيرانية، قال اللواء بخيت: «لا أرى أنها مجرد رد لحفظ ماء الوجه كما يُشاع، وأن إيران قد تعرضت لهجوم، وكان من الطبيعي أن ترد عليه، فالضربات الإيرانية كانت مباشرة على القواعد الأمريكية، ما يجعلها ردًا منطقيًا على الهجوم الأمريكي».
وعن احتمالية توسيع الولايات المتحدة للحرب، قال الخبير العسكري والاستراتيجي: «الولايات المتحدة لها حدود في التدخل، فالأهداف الأمريكية لا تزال موجودة في المنطقة، وتوسيع الحرب يعني أن هذه الأهداف ستكون معرضة للخطر، وتستطيع إيران بكل سهولة ضرب القواعد الأمريكية».
هل يتوسع الصراع إلى حرب استنزاف بين أمريكا وإيران وإسرائيل؟وفيما يتعلق بتدخلات أخرى في الصراع، أشار اللواء بخيت إلى اجتماع مجلس الأمن الروسي صباح اليوم، حيث اتخذ القرار بعدم السماح بضرب إيران في عمقها أو التعدي على بنيتها النووية، قائلاً: «روسيا كانت حريصة على عدم الوساطة في النزاع، ولكنها احتفظت بحق الرد على أي اعتداء ضد إيران».
وفيما يتعلق بإمكانية تطور الصراع إلى حرب استنزاف، أكد اللواء بخيت أن «هذا الصراع يبدو محدود القوة، ولكنه قد يمتد بسبب القدرات الجوية والصاروخية الكبيرة للطرفين، ومع ذلك سيكون الإسرائيليون هم الأكثر تأثرا من هذه الحرب، لأنهم غير قادرين على تحمل حرب طويلة الأمد، خاصة أن الصواريخ الإيرانية دقيقة وقادرة على الوصول إلى أهداف داخل العمق الإسرائيلي، وهو أمر لم يحدث في تاريخ إسرائيل منذ عام 1948».
اقرأ أيضاًخاص | بعد عملية «بشائر الفتح» ضد القواعد الأمريكية.. «خبير»: إيران مستعدة للذهاب بعيدًا للدفاع عن مصالحها
«وكيل المخابرات» الأسبق: الضربة الإيرانية للقواعد الأمريكية «رد معنوي» لتأكيد القوة العسكرية
عاجل | عودة حركة الملاحة الجوية في دول خليجية بعد هجمات إيرانية