لبنان ٢٤:
2025-05-09@20:41:03 GMT

هل ستُؤثّر الحرب في غزة على الرئاسة في لبنان؟

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

هل ستُؤثّر الحرب في غزة على الرئاسة في لبنان؟

سارعت بعض الدول المعنيّة بالملف الرئاسيّ كالولايات المتّحدة الأميركيّة وفرنسا، إلى حثّ اللبنانيين على ضرورة إبعاد بلادهم عن الصراع الدائر حاليّاً في غزة. ولا تزال منطقة الحدود الجنوبيّة تشهد بشكل متقطّعٍ إشتباكات وإطلاق صواريخ وقذائف باتّجاه الأراضي المحتلّة. ولم تخرج الأمور عن السيطرة بعد، لكنّ، إذا استمرّ إستخدام لبنان كمنصة لتوجيه الرسائل للعدوّ، وخصوصاً من قبل الفصائل الفلسطينيّة، ربما قد يتطوّر الوضع الأمنيّ إلى حربٍ، إنّ استمرّت إسرائيل باستفزاز "حزب الله"، عبر استهداف مواقعه العسكريّة، ما سيُؤثّر حكماً على إستحقاق رئاسة الجمهوريّة.


وفي هذا السيّاق، فإنّ هناك دولتين عربيتين مشاركتين في اللجنة الخماسيّة المعنيّة بلبنان، وهما قطر ومصر، أصبح همّهما الأساسيّ كيفيّة إبرام هدنة ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل. وتجدر الإشارة إلى أنّ الدوحة كانت تعمل على مبادرة لحلّ الأزمة الرئاسيّة، وهي الآن مدعومة من الولايات المتّحدة الأميركيّة، تصبّ جهدها كما القاهرة، لإيجاد حلولٍ لإعادة الإستقرار إلى قطاع غزة.
ويرى مراقبون في هذا الإطار، أنّ أولويّة قطر باتت غزة، ومنع تمدّد الصراع إلى دول أخرى، فالدوحة لديها علاقات جيّدة مع إيران، وهي قادرة على التواصل مع الجميع. أمّا الولايات المتّحدة الأميركيّة، فهي بطبيعة الحال منحازة لإسرائيل، ولم تكن تُولي أهميّة قصوى للملف الرئاسيّ اللبنانيّ، وأوكلت هذا الأمر لفرنسا، لانشغالها بالنوويّ الإيرانيّ، والحرب الأوكرانيّة – الروسيّة، وبالإنتخابات الرئاسيّة لديها. كذلك، فإنّ هدف واشنطن الحالي هو دعم تل أبيب لتوجيه ضربة قاسيّة لـ"حماس"، والحدّ من قدراتها على شنّ عمليّات عسكريّة، وإطلاق الصواريخ على المستوطنات.   أمّا بالنسبة لمصر، العضو في نادي الدول الخمس، فلها دورٌ فاعلٌ في التأثير مباشرة على الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهي لطالما لعبت دوراً بارزاً كوسيطٍ بين المتحاربين. ويقول المراقبون إنّ دور القاهرة رئاسيّاً في لبنان تراجع، وهي تدعم جهود فرنسا في الوقت الراهن، علماً أنّها سعت مراراً لإيجاد نقاط مشتركة بين الأفرقاء اللبنانيين لاختيار رئيسٍ، من دون أنّ تنجح في ذلك.
وفي ما يتعلّق بالسعوديّة، فإنّ المملكة اختارت عدم التدخّل مباشرة في الملف الرئاسيّ، وقرّرت ترك الحريّة للبنانيين لانتخاب رئيسهم. وعما اذا امتدّ الصراع من غزّة ليشمل لبنان وسوريا، يُشير المراقبون إلى أنّ علاقة الرياض بطهران ستسوء مُجدّداً، إذ إنّها ستعتبر أنّ إيران تعمل على زعزعة الإستقرار في البلدان العربيّة، علماً أنّ من أهمّ البنود الواردة في الإتّفاق السعوديّ – الإيرانيّ هو احترام سيادة الدول في المنطقة، وعدم التدخّل في شؤونها، وإبعادها عن سياسة المحاور، وسط تشديد المملكة الدائم على وحدة وسيادة الأراضي اللبنانيّة والسوريّة، ودعم القضيّة الفلسطينيّة.   ويُعوّل العديد من المراقبين على التقارب بين السعوديّة وإيران، وإنهاء الحرب في اليمن، كيّ يستفيد لبنان من هذا الإستقرار الدبلوماسيّ، وينعكس إيجاباً على الموضوع الرئاسيّ. بينما إذا ساءت العلاقات من جديد بين الرياض وطهران، فإنّ دور السعوديّة سيتراجع في لبنان، وسينخفض التمثيل الدبلوماسيّ مرّة أخرى بين دول الخليج وبيروت.
وتبقى فرنسا آخر بلد في اللجنة الخماسيّة المعنيّة بلبنان، وهي التي تقود المبادرة الرئاسيّة من أجل حلّ الأزمة اللبنانيّة. وتعمل باريس في الوقت الراهن على تجنيب اللبنانيين الدخول في حربٍ مع إسرائيل، وسفيرها في بيروت يتحرّك في هذا الصدد، ويلتقي الرؤساء، للحؤول دون مشاركة أطراف لبنانيّة في الصراع.
ويلفت المراقبون إلى أنّ عمليّة "طوفان الأقصى" والحرب في غزة أصبحت أوّل بند على أجندة الدول العربيّة والغربيّة، وتلك المعنيّة بلبنان، ولكن هذا لا يعني أنّ الأخيرة لم تعدّ تُولي أهميّة لمبادراتها لحلّ المعضلة الرئاسيّة. ويوضحون أنّه فقط بخوض "حزب الله" حربٍ مع إسرائيل، تكون الإنتخابات الرئاسيّة قد رُحّلت، لأنّ هدف فرنسا وقطر سيُصبح إعادة الإستقرار إلى لبنان، عوضاً عن مساعدته في انتخاب رئيسٍ. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الرئاسی ة المعنی ة

إقرأ أيضاً:

البابا تواضروس يلقى محاضرة في القصر الرئاسي بصربيا بعنوان جسور المحبة

استضاف القصر الرئاسي بالعاصمة الصربية بلجراد، قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في إطار لقاء نظمته إدارة التعاون مع الكنائس والمجتمعات الدينية في صربيا، حيث ألقى محاضرة بعنوان جسور المحبة، ضمن زيارته الرعوية لايبارشية وسط أوروبا.

وقال القمص موسى إبراهيم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في تصريح له اليوم إنه حضر اللقاء رئيس وزراء صربيا جورو ماتشوفيتش، وغبطة البطريرك بورفيريوس بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الصربية، والدكتور فلاديمير روجانوفيتش، المدير العام لإدارة التعاون مع الكنائس والمجتمعات الدينية في صربيا، ووزراء العدل، والتجارة، والتكامل الأوروبي، السفير باسل صلاح، سفير مصر في صربيا، والقاصد الرسولي سانتو روكو جانجيمي، سفير الفاتيكان في بلجراد، وعدد من كبار المسؤولين الصرب وسفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين، ورجال الدين، والمثقفين، والأكاديميين، والشخصيات العامة.

بدأ اللقاء بعزف السلام الوطني لجمهوريتي صربيا ومصر، ألقى الدكتور فلاديمير روجانوفيتش المدير العام لإدارة التعاون مع الكنائس والمجتمعات الدينية في صربيا كلمة عبر فيها عن سعادته الغامرة باستضافة قداسة البابا تواضروس الثاني، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تمثل لحظة تاريخية في تعزيز العلاقات الروحية والثقافية بين صربيا ومصر، وبين الكنيسة الصربية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أقدم كنائس الشرق.

وأضاف: أعتقد أننا الليلة متحدون في نفس المشاعر، في ثراء وتنوع عرقنا وطائفتنا، إنه شعور بالفخر الذي ينشأ، مجازيًا، من ضفتي النهر، مثل الأقواس الحجرية لجسر دائم، أحد هذه الأقواس يتجلى في محاضر البابا، والتي ننتظرها بشوق، بعنوان ”جسور المحبة“ أما القوس الثاني، فينبع من عمق الروح الصربية كما قال شاعرنا الكبير نيجوش: الأمة كلها تأتي من الروح.

واستعار مقولة الأديب الصربي إيڤو أندريتش الحائز على جائزة نوبل: «من بين كل ما يبنيه الإنسان، لا شيء أنبل من الجسر فهو يربط، لا يفرق، يخدم الجميع، ولا يخص أحدًا، يعبر فوق المياه، كما تعبر المحبة فوق الخلافات».

وأضاف: في عالم يتخبط بين الأزمات، وتزداد فيه الانقسامات، لا نملك ترف التراجع. نحن بحاجة إلى أصوات روحية وشخصيات مرجعية، مثل قداسة البابا تواضروس، تذكرنا بقوة المحبة، وبأن الحوار والتعايش واحترام الآخر، ليست رفاهية بل ضرورة وجودية.

ثم ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني محاضرته، واستهلها بقوله: في مسيرتي خلال الأيام الماضية رأيت جسرًا يربط بين جانبي نهر ساڤا، وتأملت في معناه، فالجسور لم تبن فقط للعبور، بل لتربط الأشخاص، وتوصل الإنسان بالطرف الآخر، كي يتعرف عليه ويحتضنه بالمحبة.

وأوضح، إن أول جسر عرفته البشرية هو الجسر الروحي الذي يربط بين السماء والأرض، وأن المحبة الحقيقية هي ما تبنيه الكنيسة وترسخه بين الناس.

وسرد قداسة البابا خلال المحاضرة عددًا من الجسور التي بنتها مصر عبر التاريخ، بدءً من استقبالها للعائلة المقدسة، ومرورًا بتأسيس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على يد القديس مار مرقس في القرن الأول الميلادي، ثم نشأة مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، وميلاد الرهبنة المسيحية في مصر على يد القديس أنطونيوس الكبير، مشيرًا إلى أن دير الأنبا أنطونيوس ما يزال حتى اليوم مقصدًا روحيًا يزوره الآلاف.

كما تطرّق قداسته إلى المواقف الوطنية للكنيسة القبطية، مستشهدًا بكلمته الشهيرة في أعقاب حرق الكنائس عام 2013، وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن، مشددًا على أن هذه العبارة تجسد المحبة التي لا تتوقف عند جدران الكنيسة، بل تتخطاها إلى الوطن كله، وترسخ مفاهيم التضحية من أجل السلام المجتمعي.

وانتقل قداسته للحديث عن أمثلة حية من التاريخ المعاصر تجسد فكرة بناء الجسور بعد الصراعات، مثل نموذج جنوب إفريقيا بقيادة نيلسون مانديلا، ورواندا التي تعافت بعد المجازر الطائفية، مؤكدًا أن المحبة تبني زمانًا أفضل ومكانًا أفضل وإنسانًا أفضل.

وضرب أمثلة لأفراد أحدثوا فارقًا بمحبتهم، مثل الأم تريزا والبروفيسور مجدي يعقوب، قائلا: «هذه الشخصيات بنت جسورًا من المحبة، ليس بالكلام، بل بالفعل، وكل منها غيّر وجه الإنسانية بطريقة أو بأخرى».

ثم اختتم قداسته كلمته بدعوة مفتوحة: دعونا نبني جسورًا، لا أسوارًا، دعونا نحب، لا نصدر أحكامًا، دعونا نصغي، لا نتكلم فقط، فكما يقول القديس يوحنا في رسالته: يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ (١يو ٣: ١٨) لنجعل من هذه المحبة نورًا يضيء ظلمات العالم، وجسرًا يعبر بنا جميعًا إلى مستقبل أفضل.

ونوه إلى أن المحبة الحقيقية لا تسقط أبدًا (١كو ١٣: ٨)، وأن بناء مستقبل أفضل يتطلب أن نضع الإنسان في قلب كل مشروع، وأن نستخدم إنجازاتنا التكنولوجية والثقافية لبناء السلام، لا لصناعة الحواجز.

اقرأ أيضاًالبابا تواضروس يدشن أول كنيسة قبطية في رومانيا

البابا تواضروس يلتقي الجالية المصرية في بوخارست

البابا تواضروس يصل إلى رومانيا قادمًا من بولندا ضمن جولته الرعوية لإيبارشية وسط أوروبا

مقالات مشابهة

  • تشريح: الصراع بين (باكستان والهند) هو احد فصول العالم الجديد
  • اختتام أعمال الدورة الخامسة لمؤتمر الإنتربول العالمي المعني بالأمن الكيميائي والتهديدات الناشئة 2025
  • «الأمة القومي» يدعو لوقف فوري للحرب ويطلق تحركات سياسية لإنهاء الصراع في السودان
  • الرئاسي: المنفي بحث مع السفير الفرنسي إنهاء المراحل الانتقالية
  • السودان بين الثكنة والمنبر- قراءة في بنية الصراع لا مراحله
  • تشريح :الصراع بين (باكستان والهند) هو احد فصول العالم الجديد!
  • جذور الصراع في كشمير بين الهند وباكستان
  • مجلس النواب: مراسيم الرئاسي ليس لها سند دستوري أو قانوني وقد أحلناها للقضاء
  • البابا تواضروس يلقى محاضرة في القصر الرئاسي بصربيا بعنوان جسور المحبة
  • نتائج الحروب العالمية الثلاثة