عائلات من غزة تعود لبيوتها بعد قصف الممر الآمن وجنوب القطاع
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
تعود عائلة أبو مرسة إلى مدينة غزة بعد أن فرت منها يوم الجمعة في أعقاب أمر أصدره الاحتلال الإسرائيلي لجميع المدنيين بالتوجه جنوبا أو التعرض للقصف، وقالت العائلة إنها تفضل الموت في ديارها بعد أن ضربت غارة جوية منزلا مجاورا للمكان الذي كانت تحتمي به.
وقالت السلطات المحلية إن قصفا هز جنوب قطاع غزة الصغير والمزدحم بالسكان، مما أدى إلى مقتل العشرات خلال الليل، وكانت عائلة أبو مرسة واحدة من عدة عائلات تحدثت إليها رويترز وخلصت إلى أنه من الأفضل لها العودة إلى ديارها في شمال غزة.
واكتظت سيارة بأكثر من عشرة من أفراد العائلة على أطراف مدينة خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب غزة. وكانت أمتعتهم مربوطة على سطح السيارة استعدادا لرحلة العودة المحفوفة بالمخاطر شمالا وسط القصف. وقال سليم أبو مرسة بينما كان يستعد للعودة بالسيارة «ليش نموت شهدا في خان يونس، نموت في بيوتنا أحسن لنا، نموت شهداء في بيوتنا، خلي الدار كلها تنزل علينا».
وطلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من جميع المدنيين الأسبوع الماضي مغادرة النصف الشمالي من القطاع، بما في ذلك مدينة غزة الرئيسية، بينما كان يستعد لشن هجوم بري للقضاء على حماس. وأدى القصف الإسرائيلي إلى استشهاد أكثر من 3000 فلسطيني خلال 11 يوما. وحتى بدون هذا القصف، هناك مخاوف من وقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة في ظل قطع الاحتلال الإسرائيلي كل مصادر الطاقة والمياه والإمدادات الطبية والغذاء والوقود.
وأثار أمر الإجلاء مخاوف في غزة من عدم عودة السكان مرة أخرى إلى ديارهم إذ يعيش في المدينة الكثير من السكان اللاجئين. وحذر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس الثلاثاء من أن أمر إجلاء السكان قد يمثل انتهاكا للقانون الدولي.
وقالت الأمم المتحدة إن قصفا عنيفا يجري في أنحاء القطاع، مع توجيه ضربات صوب مدينة خان يونس ومناطق أخرى في الجنوب حيث طلبت إسرائيل من الناس الرحيل.
وقالت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رافينا شامداساني «الذين امتثلوا لأمر الإجلاء الذي أصدرته السلطات الإسرائيلية هم الآن عالقون جنوب قطاع غزة، مع شح مناطق الإيواء وسرعة نفاد إمدادات الغذاء والفرص المحدودة أو المعدومة في الحصول على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي والأدوية وغيرها من الاحتياجات الأساسية». وكان هناك حشد من الناس يبحثون أمس الثلاثاء عن ناجين أو جثث لشهداء وسط أنقاض مبنى دمرته غارة جوية. وكان عمال الإنقاذ يحملون رجلا مصابا يكسو جسده الغبار وبقع الدم، قرب حفرة ناجمة عن انفجار قنبلة وحطام متساقط، قبل أن يركض مسعفون آخرون من وسط الأنقاض حاملين طفلا ملفوفا بغطاء، يبحثون دون جدوى عن نبض في عروقه. وترك حطاب وهدان منزله في بيت حانون في شمال غزة وسافر إلى خان يونس مع عائلته. وأصابت غارة جوية شنها الاحتلال الإسرائيلي خلال الليل منزلا بالقرب من المكان الذي يقيم فيه، مما أسفر عن استشهاد عدة أشخاص ممن فروا مثله من الشمال. وقال وهدان إن الضربات الإسرائيلية دمرت منزله خلال صراعي 2006 و2014، مضيفا «قالوا لنا الجنوب آمن وطلعونا وهجرونا من دورنا وجينا خان يونس معانا صغار».
وتابع قائلا «لقيناها هي هي، الموت هنا وهناك يعني نرجع على غزة أحسن لنا»، واصفا الوضع في خان يونس بأنه جحيم.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة القصف الإسرائيلي الاحتلال الإسرائيلي الاحتلال الإسرائیلی خان یونس
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يخطط للسيطرة على 75% من قطاع غزة خلال شهرين
البلاد – غزة
في تطور ميداني لافت، كشف مسؤول عسكري إسرائيلي لشبكة “CNN” عن نية تل أبيب تنفيذ خطة للسيطرة على ما يصل إلى 75% من مساحة قطاع غزة خلال الشهرين المقبلين، وذلك في إطار ما وصفه بـ”هجوم غير مسبوق” تقوده القوات الإسرائيلية في القطاع.
وبحسب المصدر العسكري، فإن هذه الخطة تأتي في سياق التصعيد البري الجاري حاليًا، والذي شهد مؤخراً توسعاً في العمليات العسكرية جنوب غزة وشرقها، وسط أوامر إخلاء جماعية صدرت عن الجيش الإسرائيلي للسكان في تلك المناطق، تمهيدًا لما وصف بأنه “مرحلة جديدة من الحرب”.
وفي حال تنفيذ هذه الخطة، يُتوقع أن يُجبر أكثر من مليوني فلسطيني على النزوح والتكدس في أقل من ربع مساحة القطاع الساحلي، في ظروف إنسانية صعبة، بينما تحاصرهم القوات الإسرائيلية من عدة جهات.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن نهاية الأسبوع الماضي أن لديه الآن خمس فرق عسكرية نشطة داخل غزة، تضم عشرات الآلاف من الجنود. كما صرّح رئيس هيئة الأركان، إيال زامير، خلال زيارة ميدانية لقواته في خان يونس، بأن “المعركة طويلة الأمد ومتعددة الجبهات، وتشكل جبهة مركزية لأمن دولة إسرائيل”.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حالة من الجمود، رغم إعلان مصدر في حماس موافقة الحركة على مقترح لوقف إطلاق النار قدمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف. إلا أن الأخير نفى ذلك، ما يزيد من الغموض بشأن مسار المفاوضات.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن في وقت سابق من الشهر الحالي أن “جميع سكان غزة سيتم تهجيرهم إلى الجنوب”، في إشارة إلى عزم الحكومة الإسرائيلية تفريغ مناطق واسعة من سكانها ضمن العمليات العسكرية المستمرة.
منظمات دولية وإنسانية حذّرت من أن الخطة الإسرائيلية قد تؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية داخل القطاع، وتكرّس سياسة “الترانسفير الداخلي”، وهو ما قد يعتبر انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، لا سيما اتفاقيات جنيف.
وفي الوقت نفسه، تواجه إسرائيل انتقادات متزايدة بشأن إدخال المساعدات الإنسانية، حيث تسمح بدخول عدد محدود من الشاحنات عبر معبر كرم أبو سالم، في ظل تزايد الضغط الدولي لفتح المعابر والسماح بمرور الإمدادات الحيوية للسكان المدنيين.
التحرك الإسرائيلي يعكس تحولًا استراتيجيًا في طريقة إدارة الصراع داخل غزة، إذ تجاوزت العمليات الطابع الأمني التقليدي إلى محاولة فرض واقع جغرافي وديموغرافي جديد. الأمر الذي من شأنه أن يثير توترات مع أطراف إقليمية مثل مصر، وتركيا، وقطر، إضافة إلى إيران التي تراقب التطورات عن كثب من زاوية دعمها لمحور المقاومة.
على الصعيد الدولي، تزداد الضغوط على الإدارة الأميركية مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، حيث تواجه إدارة بايدن انتقادات داخلية من أوساط الحزب الديمقراطي بشأن موقفها الداعم لإسرائيل وسط الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
بينما تتسارع الأحداث على الأرض، تواصل إسرائيل الدفع باتجاه فرض “وقائع استراتيجية جديدة” داخل قطاع غزة، مستندة إلى تفوق عسكري ودعم سياسي غربي. غير أن كلفة هذا المسار قد تكون باهظة، سواء من الناحية الإنسانية أو على مستوى تداعياته السياسية والأمنية في المنطقة.