البلاد – غزة
في مشهد يعكس تصاعدًا غير مسبوق في الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته في جنوب القطاع، طالبًا من آلاف المدنيين في مناطق خان يونس وبني سهيلا وعبسان والقرارة إخلاء منازلهم “فورًا” والتوجه إلى مناطق غربية.
جاء ذلك في بيان رسمي مرفق بخريطة نشرها المتحدث باسم الجيش على منصة “إكس”، حذر فيها من أن المنطقة أصبحت “ساحة قتال خطيرة”.

هذا التصعيد الميداني تزامن مع قصف عنيف طال مناطق مدنية، أبرزها مدرسة تأوي نازحين في حي الدرج بمدينة غزة، أسفر عن مقتل 33 مدنيًا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق الدفاع المدني الفلسطيني. وقد أثار الاستهداف موجة استنكار محلية ودولية، خاصة أن المدرسة كانت تؤوي عائلات نزحت من مناطق سابقة تحت القصف.
الجيش الإسرائيلي ادعى أن الموقع “كان يُستخدم كمركز قيادة مشترك لحركتي حماس والجهاد الإسلامي”، ما يفتح الجدل مجددًا حول معايير الاستهداف في ظل الكثافة السكانية في القطاع.
الميدان يشتعل ومصير المدنيين على المحك
في جباليا شمالًا، أسفر قصف استهدف منزلاً عن مقتل 19 فلسطينيًا آخرين. ووسط هذا التصعيد، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد إطلاق ثلاثة صواريخ من غزة، جرى اعتراض أحدها، بينما سقط الاثنان الآخران داخل القطاع.
ووفق مصادر إسرائيلية نقلًا عن صحيفة معاريف، من المتوقع أن تمتد العمليات العسكرية لشهرين آخرين، في إطار خطة استراتيجية تهدف إلى “السيطرة على 75% من أراضي القطاع”، وهو ما قد يفضي إلى تهجير جماعي لنحو مليوني فلسطيني، ودفعهم إلى مناطق محددة مثل المواصي ووسط غزة.
ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، قتل ما لا يقل عن 53,939 فلسطينيًا في غزة، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة في القطاع. وفي المقابل، تشير إسرائيل إلى مقتل 1218 شخصًا في الهجوم الذي شنّته حركة حماس على جنوبها في بداية الحرب، إضافة إلى احتجاز 251 رهينة، لا يزال 57 منهم في غزة. وتشير التقديرات إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ استئناف القصف في مارس 2025 بعد هدنة قصيرة، أوقعت أكثر من 3,785 قتيلًا جديدًا.
الاستراتيجية الإسرائيلية القائمة على “تفكيك بنية حماس” تقابلها اتهامات بانتهاك القانون الدولي، لا سيما مع استهداف المدارس والمرافق المدنية، وفرض قيود مشددة على دخول المساعدات. كما بدأت المحكمة الجنائية الدولية إجراءات بحق مسؤولين إسرائيليين، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في ظل تزايد الدعوات لمساءلة قانونية.
الوضع في غزة يدخل مرحلة حرجة، وسط تحذيرات من انهيار كامل للخدمات الإنسانية، وتراكم الغضب الشعبي إزاء صمت المجتمع الدولي، فيما تستمر إسرائيل في الدفع نحو تغيير ميداني قد يكون له تداعيات سياسية وجغرافية عميقة على مستقبل القطاع والمنطقة ككل.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

شهيدان وعدة إصابات في قصف العدو الصهيوني خان يونس ومدينة غزة

الثورة نت/وكالات استشهد مواطنان فلسطينيان وأصيب آخرين بجروح، اليوم الجمعة، في قصف العدو الصهيوني على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وأفادت مصادر فلسطينية نقلا عن مصادر طبية، باستشهاد مواطنين إثر قصف الاحتلال منطقة السطر شمال غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، كما أطلقت زوارق العدو الحربيّة قذائفها في بحر مدينة غزة. وأشارت المصادر إلى أن عدد من المواطنين أصيبوا بجروح جراء قصف العدو المدفعي على حي الصفطاوي شمال غرب مدينة غزة، كما أصيب مواطنون جراء إلقاء طائرة “كواد كوبتر” للاحتلال قنابل على مجموعة من الأهالي بحيّ الزيتون جنوب شرق المدينة. وقالت المصادر ، إن العد نفذ عمليات هدم ونسف لمنازل المواطنين في عدة أحياء بمدينة غزة. وفي سياق متصل، قالت منظمة “أطباء بلا حدود”، إنه مع توسيع “إسرائيل” توغلها غرب خان يونس بات النازحون محشورين في مساحة أصغر أقرب إلى البحر، فيما اضطرت فرقها لإخلاء عيادة العطار، بينما تسبب توغل العدو الصهيوني في وقف حركة مركبات الإسعاف إلى مستشفى ناصر.

مقالات مشابهة

  • بسبب خطط الانسحاب الإسرائيلية... «تعثر» مفاوضات «هدنة غزة»
  • إصابة 3 جنود بغزة في انفجار عبوة ناسفة.. واعتراف لـ الاحتلال باستهداف المدنيين
  • تعثر بمفاوضات هدنة غزة بسبب خطط الانسحاب الإسرائيلية
  • أكسيوس: واشنطن تطلب من حماس تأجيل مفاوضات انسحاب الجيش الإسرائيلي
  • من داخل أروقة الحكومة الإسرائيلية.. نتنياهو متهم بالخيانة
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يطالب بإخلاء مناطق في مدينة غزة
  • إدانة أممية لاستهداف العدوان الإسرائيلي المدنيين في غزة
  • شهيدان وعدة إصابات في قصف العدو الصهيوني خان يونس ومدينة غزة
  • شهيدان وعدة إصابات في قصف الاحتلال خان يونس ومدينة غزة
  • تحقيق: الجيش الإسرائيلي حوّل طائرات تصوير تجارية إلى أدوات قتل في غزة